عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-20-2012, 03:13 PM
أم سلمة السلفية أم سلمة السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,772
افتراضي


((...مهما بحثت فى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلن تجد تفريق الأمة إلى جماعات وتحزيبها فى تكتلات إلا مذموما، قال الله تعالى: (( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)الروم:31-32
وكيف يقر ربنا عز و جل أمة على التشتت بعدما عصمها بحبله، و هو يبرىء نبيه صلى الله عليه وسلم منها حين تكون كذلك وتوعدها عليه فيقول: ((إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159))) الأنعام:159
عن معاوية بن سفيان أنه قال: ألا إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قام فينا فقال:
((ألاَ إنَّ مَن قَبلَكم من أهل الكِتابِ افتَرقُوا على ثِنتين وسَبعين مِلَّة، وإنَّ هذه الملة ستَفترِق على ثلاَثٍ وسَبعين، ثِنتَان وسَبعونَ فِي النَّار، ووَاحدَة فِي الجنة، وهى الجماعة))
قال الأمير الصنعانى-رحمه الله-: "ليس ذكر العدد فى الحديث لبيان كثرة الهالكين، وإنما هو لبيان اتساع طرق الضلال و شعبها، ووحدة طريق الحق، نظير ذلك ما ذكره أئمة التفسير فى قوله: (( وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)) الأنعام:153
أنه جمع السبل المنهي عن اتباعها لبيان تشعب طرق الضلال وكثرتها وسعتها، وأفرد سبيل الهدى والحق لوحدته وعدم تعدده".
وعن بن مسعود - رضى الله عنه - قال: ((خطّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: هَذه سبيل الله. ثُمَّ خَطّ خُطوطًا عَن يَمينِه، و عَن شمَالِه، ثمَّ قَال:هَذه سُبُل، وَعَلَى كلِّ سَبيلٍ منهَا شَيطانٌ يَدعُو إلَيه، ثم قرأ: ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ)) الأنعام:153
فدلّ هذا الحديث بنصه على أن الطريق واحد...


:اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح
إن الذي لم يختلف عليه المسلمون قديما وحديثا , هو أن الطريق الموصل إلى النجاة وهو طريق الكتاب و السنة
حيث أن الله ضمن الإستقامة لمتبع الكتاب فقال سبحانه على لسان مؤمني الجن"ياقومنا إنا سمعنا كتاباً من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريقٍ مستقيمٍ"
كما ضمنها لمتبع الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال له ربه عز وجل"وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم"
لكن الذي جعل الفرق الإسلامية تنحرف عن الصراط هو إغفالها ركناً ثالثاً جاء التنويه به في الوحيين جميعاً , ألا وهو فهم السلف الصالح للكتاب و السنة.
وقد اشتملت سورة الفاتحة على هذه الأركان الثلاثة في أكمل بيان فقوله تعالى(( اهدنا الصراط المستقيم)) اشتمل على ركني الكتاب و السنة كما أخبرنا الله في الآيتين السابقتين , ولأن الكتاب و السنة متفق عليهما من قبل المسلمين , من ناحية أنهما الطريق الموصل إلى النجاة
وقوله تعالى((صراط الذين أنعمت عليهم)) اشتملت على فهم السلف لهذا الصراط , وهو الكتاب و السنة , مع أنه لايشك أحد في أن من التزم بالكتاب و السنة فقد اهتدى , إلا أنه لما كان فهم الناس للكتاب و السنة منه الصحيح ومنه السقيم , اقتضى الأمر ركناً ثالثاً لرفع الخلاف , ألا وهو تقييد فهم الأخلاف بفهم الأسلاف.
و المقصود بفهم السلف أي فهم الصحابة رضي الله عنهم لأنهم تلقوا القرآن و السنة غضين طريين عرفوا سبب نزول كل آية و حديث , وكانوا أفهم من الأسلاف بلغة كل منهما- أي الكتاب و السنة- بحكم أنهم عرب أقحاح ثم يدخل في السلف أيضن من تبع الصحابة بإحسان لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))
قال ابن مسعود(( من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم؛ فإنهم كانوا على الهدي المستقيم
))
وقال أيضا: " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيء "
ذا فالمسلمون المقصودون لابن مسعود هم الصحابة - رضي الله عنهم -؛ قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ: " أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهم

ومن حظي برضى الله من بعدهم فلاقتدائه بهديهم، قال الله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}


انظر الأصل الثاني :الطريق واحد ..والأصل الثالث: اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح
ست درر من أصول أهل الأثرللشيخ عبدالمالك رمضاني







__________________
أمُّ سَلَمَةَ السَّلَفِيَّةُ
زَوْجَـةُ
أَبِـي الأَشْبَـالِ الْجُنَيْـدِيِّ الأَثَـرِيِّ
رد مع اقتباس