عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 04-10-2021, 02:44 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

.

- الأَمنُ من مكر الله واليأسِ من رَوْح الله ومن رحمته، قال الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} وقال: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} وقال: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، وقال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي}، والمراد بالأمنِ من مكر الله: الأَمنُ من بأسِه وعقابِه, والمراد بـ(رَوْحِ الله): فَرَجَه وتنفيسَه. فالمؤمن حتى يكملَ توحيدُه لا بدَّ أَن يجمعَ بين عبادتي الخوفِ والرجاء، وإلا كان غيرَ مُعظِّمٍ لله، ولا عارفًا به سبحانه ولا بأسمائه وصفاته.

- التكَبُّرُ والتعاظمُ على الخلق، جاء في الحديث القدسي: (قال الله عز وجل: الكبرياءُ رِدائي، والعظمةُ إِزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته فى النار).
قال أهل العلم: الرداء والإزار لَمّا كانا ملازمين للإنسان مخصوصين به لا يُشاركُه فيهما غيرُه، عبّر عن عَظمةِ اللهِ وكبريائه بهما؛ لأنّهما ممّا لا تجوز مشاركةُ الله فيهما.

- الاستشفاعُ باللهِ على الخلقِ؛ بأَنْ يجعلَ اللهَ واسطةً بينَه وبين مخلوقٍ.
جاء في حديثٍ فيه ضعفٌ أَنّ رجلا قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: فإنا نَسْتَشفِعُ بك على الله ونستشفع بالله عليك. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (ويحك أتدرى ما تقول ... ويحك إنه لا يُستَشْفَعُ باللهِ على أَحدٍ من خلقِه، شأنُ اللهِ أَعظمُ من ذلك). فلا يجوز أن يُجعلَ اللهُ تبارك وتعالى في مَقامٍ يُرجى به مخلوقٌ، قبل أم لم يقبل، وكأنه بلسان الحالِ يريد من الله أن يرجوَ له مخلوقا ليقضيَ له حاجتَه، وجلَّ وعزَّ سبحانه عن أن يجعلَ في مثل هذا المقام مقامِ الضعفِ والترجي. فالأَمر كلُّه بيدِه تعالى وهو الذي يشفعُ الشافعُ إِليه، فليس للمخلوق منه شيءٌ.
ومن هذا قولُ البعض: عليك وجُهُ الله لتفعلَ كذا. فهذا في معناه ولا يجوز، وأقبحُ منه العبارةُ الدارجةُ في بعض بلاد الشام: (سايق عليك الله لتفعلن كذا). وقد سُئل الشيخ الألباني، رحمه الله، عن هذه العبارة فقال:

هذا مثال يدخل في صميمِ غفلةِ الناس اليومَ..يَسوقُ اللهَ عليك، مسكينٌ هذا الإنسانُ، فهذا لا يفكر فيما يقول إطلاقاً؛ لأن قول القائل: أسوق اللهَ عليك.. مَن السائق هنا ومن المَسوق؟!
ففي العبارة كلمةُ كفرٍ، أي: أنا أسوق اللهَ، فالمسوق هو الله، والسائق هو عبد الله! فهذا قلبٌ لعظمةِ الله ولعجز عبادِ الله.
لكن هكذا يقولون! مثل الذي قال: ماشاء الله وشئت، ما مشيئة محمد صلى الله عليه وسلم .. بالنسبة لمشيئة الله الذي خلق الملائكةَ والرسلَ والأنبياءَ والصالحين جميعاً؟ لا شيءَ، مع ذلك قال له :(أجعلتني نداً )؟! هذه أفظع عندما يقول القائل - في هذه البلاد -: أنا أسوق اللهَ عليك، جعل القادرَ عاجزاً، والعاجزَ قادراً!
ولذلك ينبغي أن لا نتكلم إلا بما نفكر . انتهى.

يتبع..
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس