عرض مشاركة واحدة
  #131  
قديم 11-08-2016, 09:40 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,070
افتراضي

.
· قوله –تعالى-: { ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ } الأحزاب: 5 .

روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلاَّ زَيْدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ:
{ ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ }.

وأخرج البخاري وأَحمدُ وغيرُهما عن عاشئة –رضي الله عنها- قالت:
أَتَتْ سَهْلَةُ بنتُ سُهيلٍ بنِ عمرٍو، وكانت تحت أَبي حذيفةَ بنِ عتبةَ، رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إِنَّ سالماً مولى أَبي حذيفةَ يدخلُ علينا وأنا فضل (1) وإِنا كنا نراه ولداً، وكان أَبو حذيفةَ تَبَّناه كما تَبَّنى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- زيدا، فأَنزل اللهُ:
{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ }

وفي "الموطأ" عن ابنِ شِهابٍ أَنه سُئل عن رَضاعةِ الكبير فقال: أَخبرني عروةُ بنُ الزبير أَنَّ أَبا حذيفة بنَ عُتْبةَ بنِ ربيعةَ، وكان من أَصحابِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان قد شهد بدراً، وكان تَبَّنى سالماً الذي يُقال له: سالمٌ مولى أَبي حذيفةَ، كما تَبَّنى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيدَ بنَ حارثةَ، وأَنكحَ أَبو حذيفةَ سالماً، وهو يرى أَنه ابْنُه، أَنْكَحهُ بنتَ أَخيه فاطمةَ بنتَ الوليد بنِ عتبةَ بنِ ربيعةَ، وهي يومئذٍ من المهاجراتٍ الأُوَلِ، وهي من أَفضلِ أَيَامَى قريشٍ، فلما أَنزلَ اللهُ –تعالى- في كتابِه في زيدِ بنِ حارثةَ ما أَنزل؛ فقال:
{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ }
ردَّ كلُّ واحدٍ من أُولئك إِلى أَبيهِ، فإِنْ لم يُعْلَمْ أَبوه رُدَّ إِلى مَولاه. فجاءت سهلةُ بنتُ سُهيلٍ، وهي امرأَةُ أَبي حذيفةَ، وهي من بني عامرِ بنِ لؤيٍّ، إِلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسولَ اللهِ كُنّا نرى سالماً ولداً، وكان يدخل عليَّ وأَنا فَضْلٌ (1)، وليس لنا إِلا بيتٌ واحدٌ، فماذا ترى في شأْنِه؟
فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أَرْضعيهِ خَمْسَ رَضعاتٍ، فيَحْرُم بلَبَنِها (2)، وكانت تراه ابناً من الرضاعةِ.

_____________

(1) قال ابن عبد البر في "التمهيد": فإِنَّ الخليلَ ذكرَ، قال: رجلٌ مُتفضلٌ وفَضْلٌ إِذا توَشَّحَ بثوبٍ فخالفَ بين طرفيه على عاتِقِه. قال: ويُقالُ امرأَةٌ فَضْلٌ، وثوبٌ فَضْلٌ. فمعنى الحديث عندي أَنه كان يدخلُ عليها وهي متكشفةٌ بعضَها، مثل الشعرِ واليَدِ والوجهِ، يدخل عليها وهي كيف أَمكنها. وقال ابنُ وهب: (فَضْلٌ) مَكشوفةُ الرأْس والصدرِ. وقيل: الفَضْلُ: الذي عليه ثوبٌ واحدٌ ولا إِزارَ تحتَه، وهذا أَصحُّ؛ لأَنَّ انكشافَ الصدرِ من الحُرَّةِ لا يجوز أَن يُضافَ إِلى أَهلِ الدينِ عندَ ذي مَحرمٍ، فضلاً عن غيرٍ ذي مَحرمٍ؛ لأَنَّ الحُرَّةَ عَوْرَةٌ مجمعٌ على ذلك منها إِلا وجهَها وكفَّيْها.
(2) وفي نسخة: (فتَحرَّم) قال الدكتور د. تقي الدين الندوي: قوله: (فتَحرم) قال القاري: بتشديد الراءِ المفتوحة، أَي: فصار حراماً بلبنِك، أَي بسببٍ رَضاعَك، والخطاب للمرأةِ، أَو للَبَنِها، شك من الراوي، وهو إِما التفات في المبنى أَو نقلٌ بالمعنى. انتهى. ولا يخفى ما في ضبطِه، والظاهرُ أَنَّ (تحرّم) صيغة الحاضر خطابا إلى سهلة أي: فتَحَرُّمُه عليك بلبنِك، هذا إذا كان من التفعيل، ويمكن أن يكون ثلاثيا، ويمكن أن يكون على صيغة المجهول وفي "موطأ يحيى": فيَحرُم بلبنها.
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس