عرض مشاركة واحدة
  #125  
قديم 12-02-2013, 04:39 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

.

· أَنْ تَسمعَ بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَنْ تراه.

جاء في "زهر الأَكَم في الأَمثال والحِكم":

المُعيْديِّ تصغيرُ المَعَدِّيِّ مشدد بالدال، ثم خُفِّفت عندَ التصغير؛ كراهيةَ اجتماعِ الساكنين. قال النابغة:


ضلَّتْ حُلومُهم عنهم وغرَّهم ... سنُّ المُعَيْديِّ في رَعْيٍ وتغريب


وهذا على ما وقع في "الصحاح" وغيره من نِسبةِ المُعيديِّ في هذا المثل إلى مَعَدٍّ –بالتشديد-.
وقيل: المُعيديِّ نسبة إلى مَعْدٍ -بسكون العين وتخفيف الدال- وهي قبيلةٌ، وتصغيرها مُعَيْد.
والمُعيديِّ المذكور رجلٌ من هذه القبيلةِ كان فاتكاً يُغير على مالِ النعمانِ بنِ المنذرِ، فيأخذه ولا يقدرون عليه، فأُعجبَ به النعمانُ لشجاعته وإقدامِه فأَمَّنه، فلما حضر بين يديه ورآه، استزرى مِرآتَه؛ لأنه كان دَميمَ الخِلقةِ، فقال: لَأَنْ تسمعَ بالمعيدي خيرٌ من أن تراه!
فقال: أبيتَ اللعنَ، إنَّ الرجال ليسوا بِجُزُرٍ يراد منهم الأجسام، وإنّما يعيش المرء بأصغريهِ: قلبِه ولسانِه! فأَعجبَ النعمانَ كلامُه وعفا عنه، وجعله من خواصِّه إلى أن مات.
والمعنى :إنَّ سماعك بالمُعَيْديِّ خيرٌ من رؤيتِك إياه.
ويُضربُ للرجلِ يكون له صِيتٌ وذِكرٌ حسنٌ، فإذا رأيتَه اقْتَحَمَتْه(1) عينُك، وكان عندَ خُبْرِه دونَ خَبَرِه.

وذكر شمسُ الدين ابنُ خِلِّكانَ أنَّ أبا محمّد القاسمَ بنَ عليٍّ الحريريَّ –رحمه الله- جاءه إنسانٌ يزورُه ويأخذُ عنه شيئاً، وكان الحريريُّ دَميمَ الخِلقةِ جدا. فلما رآه الرجلُ استَزْرى خِلقَتَه، ففهم الحريريُّ ذلك، فلما طلب الرجلُ أن يُمليَ عليه قال له: اكتب:


مــا أنت أوّلُ ســـــــــارٍ غَـــــرَّهُ قَمــــر ... ورائـــــــدٌ أعجــــــــــــبته خُـــضْرةُ الدِّمْــــــــــــنِ(2)


فاخْتَرْ لنفسك غيري إِنني رجلٌ ... مثلُ المُعَيدِيِّ فاسمعْ بي ولا تــــــرنــي


_________
(1) اقتحمته العين: ازدرته.
(2) الدِّمْن: السماد المتلبد.
.
رد مع اقتباس