عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 02-11-2010, 01:09 AM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

• بلغ السيلُ الزُّبَى .

يُضْربُ لِما جاوزَ الحدَّ , وهو أنْ يَبْلغَ الأمرُ مُنْتهاهُ .

جاء في " مُختصر تاريخ دمشق " لابن مَنْظور , و " الكامل " للمُبَرِّدِ :

قال مُحمد بنُ الحسنِ :

لَمّا كَثُرَ الطعْنُ على عُثمانَ , تنَحَّى عَلِيٌّ إلى مالِه بِيَنْبُعَ ، فكتبَ إليه

عثمانُ : " أمّا بعدُ ، فإنه قدْ جاوزَ الماءُ الزُّبَى , وبلغَ الحِزامُ الطُّبْيَيْن، وبلغَ

الأمرُ فوقَ قدْرِهِ ، وطمِعَ في الأمرِ مَنْ لا يَدْفعُ عن نفسِه :

فإن كنتُ مأكولاً فكُنْ خيرَ آكلٍ . . . وإلا فأدْركْنِي ولَمّا أُمَزَّقُ(1) .

قال الْمُبَرِّدُ : قوله : جاوزَ الماءُ الزُّبَى ,فالزُّبْيَةُ : مَصْيَدةُ الأسدِ(2) , ولا تُتَّخذُ إلا في قُلَّةٍ , أو رابِيَةٍ , أو

هَضَبةٍ(3) . فإذا بلغها السيلُ كان مُجْحِفا(4) .

قوله : وبلغ الحِزامُ الطُّبْيَيْن ؛ فإن السِّباعَ والْخيلَ يُقالُ لِموضعِ

الأخلافِ(5) منها : أطباءٌ , واحِدُها : طُبْيٌ.

فإذا بلغ الحزامُ الطُّبْيَيْن فقد انتهى في المكروه(6) .

___________________________
(1) هذا البيتُ لشاعرٍ مِن عبدِ القَيْسِ جاهليٍّ , يقالُ له : الْمُمَزَّقُ ، وإنَّما سُمِّيَ مُمُزّقاً لِهذا البيتِ .
(2) الزُّبيةُ تُحْفرُ للأسدِ فيُصادُ فيها ، وهي رَكِيَّةٌ بعيدةُ القَعْرِ ، إذا وقع فيها لَم يستطِعِ الْخروجَ منها ؛ لبُعدِ قعْرِها ، يَحفرونَها ، ثم يُوضعُ عليها لحمٌ وقد غَمُّوها بِما لا يِحمُله ، فإذا أتى اللحمَ انْهدمَ غطاءُ الزبيةِ .
(3) القُلَّةُ : أعلى الْجبلِ , وجَمْعُها : قُلَلٌ وقِلالٌ . والرّابِيةُ : ما ارتفع من الأرض , إلا أنّها أقلُّ ارتفاعاً من الزُّبْية . والْهَضَبةُ : جبلٌ مُنْبسِطٌ على الأرض .
(4) جارفاً .
(5)الأخلافُ : حَلَمَاتُ الضِّرعِ التي فيها اللبنُ , من ذواتِ الْخُفِّ والظِّلْفِ والسِّباع .
(6)يعني أنّه قدِ اضْطَربَ مِنْ شِدّةِ السَّيْر حتى خَلَفَ الطُّبْيَيْن مِنْ اضْطِرابِه . يُضْربُ مثلاً للأمر الفظيع الفادِح.
رد مع اقتباس