عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 04-21-2021, 02:31 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اللِّقـاء الثَّلاثون
(9 رمضان 1441 هـ)




1. السُّؤال:
أحد المذاهب يستحبُّ التلفُّظ بالنيَّة بالصِّيام، ويستدلُّ بقول النَّبيّ ﷺ: «إنِّي صائِم»، فما قولكم؟
الجواب:
هذا استدلالٌ بعيدٌ؛ لأنَّ النَّبيَّ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يقولُ: «إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ؛ فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَتَمَهُ؛ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»، هذا إخبار عن الواقع، ورَدْع للنَّفس عن التَّطاوُل، أين النِّيَّةُ في الموضوع وهو قد نوَى من الفجرِ؟! وهذا الكلام قد يكونُ ظُهرًا أو عصرًا أو قبلَ المغرِب!
هذا استدلالٌ بعيدٌ -وبعيدٌ جِدًّا-!
والنِّيَّةُ -بالاتِّفاق- هي: عَزْمُ القلبِ علَى فِعْلِ الشَّيءِ.
وأشرنا -في مجلسٍ مضَى- أنَّ بعض المذاهب الَّتي تقولُ بالتلفُّظِ بالنِّيَّة تقول: لو أنَّ أحدًا تلفَّظَ بنيَّة تخالِف نيَّتَه القلبيَّة؛ فلا مُعوَّلَ على ما تلفَّظ به؛ وإنما المعوَّل عليه هو ما عزَم عليه قلبُه.

2. السُّؤال:
هل يصحُّ أن أصلّي التَّراويح وأقرأ بها جزءًا كاملًا من القرآن، ويكون بنيَّتَيْن: ختم القرآن والصَّلاة في شهر رمضان؟
الجواب:
الأمر لا يحتاج إلى نيَّتَيْن، أنتَ تُصلّي التَّراويح -الَّتي هي صلاة قيام رمضان- وفي الوقت نفسِه تختم القرآن؛ الأمرُ لا يحتاجُ إلى نيَّة إضافيَّة، والأمر -أيضًا- يعودُ إليك، هل تختم لا تختم تكمل لا تكمل، في بعض المساجد تختم القرآن أكثر من مرة في الشَّهر؛ لكن نحن نتكلم الآن عن ظروف حالية في زمن (الكورونا) وزمن الحجر المنزلي -وما أشبه-.

3. السُّؤال:
إذا كان الأذان -حقيقةً- قبل الفجر الصادق بعشرين دقيقة، فهل يمسك عند الفجر الصادق أم عند الأذان؟
الجواب:
الأحبُّ إليَّ أن يُمسكَ عند الأذان؛ لأنَّ هذا لو عُمِّم؛ العامَّة لن تفهم ذلك ولن تستوعبَه، والأصلُ أن يكون هنالك وحدة للأمَّة في هذا الباب، وإغلاق لِمداخلِ الفتنة وسوء الفهم الذي قد يَعتري هذا الأمر -أو هذه الأمور-، وبخاصَّة أن المطلوب الاحتياط للصِّيام بالتَّبكير، والاحتياط للصَّلاة بالتَّأخير.
كلُّ شيء بالقدر؛ ليس الاحتياط؛ بمعنى أن يُطوَّل في الأوقات أو أن لا تُعطى حقَّها..؛ لا؛ نحن ضدّ هذا التَّوسُّع.

4. السُّؤال:
ما أفضلُ وضعيَّة أجعلها للمصحف للقراءة منه في صلاة التَّروايح: هل أمسكه بيدي وأقرأ وعند الرُّكوع أجعله على الطاولة، أم أثبته على لوحة رافعة للمصحف حتى أقترب منه عند القراءة وعند الفراغ أرجع القهقرى؟
الجواب:
النَّاس -في ذلك- تختلف، المهمّ أن تجتهدَ أن يكون لك أقل الحركات في إمساك المصحف.
نكرِّر؛ أنا أتكلَّم عن الصَّلاة في البيوت، وأما الصَّلاة في المساجد في غير الظَّرف الحالي، فالإمام لا يفعل هذا الأمر، أنا أتكلَّم عن الصَّلاة في البيوت التي لها ظرفُها، ولها حيثيَّتها.

5. السُّؤال:
رجل معه سُكري [مرض السكري] يقول لي: أنا أُفطر؛ لأنني لا أتحملُ الصَّوم وأدوخ، هل يصومُ يومَه إلى أن يشعر بضعفٍ ويُفطر، أو يُفطر مِن أوَّل اليوم؟الجواب:
يا إخواني -نسأل الله أن يُعافيني وإيَّاكم والمسلمين-: موضوع مرض (السُّكَّري) ليس على درجةٍ واحدة، والأجسام تختلف، ودرجاتُ المرض تختلف.
أنا -وأرجو أن تَدعوا لأخيكم- مريض مرض (السكري) منذ أكثر من عشرين سَنة، وللهِ الحمدُ؛ أصوم ولا أشعرُ لا بِتعب ولا بإرهاق ولا بِجُوع ولا بِعَطش ولا بِتَعب -والفضلُ لله وحدَه-، قد يكون غيري كذلك، قد -أنا-في لحظةٍ من اللحظات-أسأل الله لي ولكم العافية- يُصيبُني ما يُصيب غيري؛ لكن: أنا أتكلَّم عن الواقع الْمَعيش هذا الذي ينبغي أن يكون.
فالإنسان أدرى بِنفسه -هل يستطيع أم لا يستطيع-، أمَّا أن يعيش على الوهم، يقول: أنا سأصوم إلى أن أتعب فأُفطر! هذا غير صحيح، أنت أدرى بنفسِك -تستطيع أم لا تستطيع-.
لكن: نفرض أنك تستطيع، ثم مرضت..لو لم يَكن مريضًا في السُّكري..إنسان مُعافى ليس مريضًا؛ ولكن -في نفس الوقت- وهو صائم، ضَعُف -لسبب أو آخر-؛ هل نقول له: أنتَ لست مريضًا؛ أكمِلْ صومَك -على ضَعفك ومرضك-؟
الجواب: لا؛ لا نقول هذا؛ وإنَّما نقول له: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾، حينئذٍ: إذا تُفطر في هذا اليوم وإذا تأتيك هذه الأيام -إن شاء اللهُ- تقضي -كما هو نص كتاب الله-سُبحانهُ وتَعالى-.

6. السُّؤال:
ما الأفضل في هذا الشهر: أن أداوم على صلاة التَّراويح إحدى عشرة ركعة، أم أنوِّع -أحيانًا تِسعًا، وأحيانًا سبعًا-، ما الأفضل؟
الجواب:
الأفضل في الزِّيادة: ألا تزيد على إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً.
أمَّا ما هو أقل: فالأمر فيه سَعة، لا نستطيع أن نقول لك: لا تنقص!
فالسَّيِّدة عائشة عندما روت الحديث في «الصَّحيحين» قالت: «ما زَادَ رَسُولُ اللهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً» ومفهوم هذا الحديث أنّه نقَص وفعلا الرسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- أوتر بِتسع -أحيانًا-، وأوتر بِسَبع.
فلا مانع -والحالة هذه- مِن هذا التَّنويع المشار إليه في الصَّلاة.

7. السُّؤال:
بالنِّسبة لصلاة الفجر: هل مِن المستحسن تأخيرها قليلًا -خروجًا من خلاف دخول الوقت-.
الجواب:
أنا أشرت -قبل قليل-وأكثر من مرَّة- قلتُ:
بالنسبة للفجر الرَّمضاني: الأفضل الاحتياط بالتَّبكير في الصِّيام والتَّأخير في الصَّلاة؛ حتى تضمن أنَّك تصوم صومًا قد احتطتَّ فيه الاحتياطَ الشَّرعيَّ وكذلك أنك صلَّيت ودخلتَ في الصَّلاة دخولًا ضمن ..الاحتياط الشرعي.
وأنا أنبّه -ههنا-كما نبهت قبل قليل-: أشرت إلى أنَّ الاحتياط بقَدْر دون التَّوسُّع؛ لأن كلَّ ما زاد عن حدِّه انقلب إلى ضدِّه.
بعض النَّاس يحتاطون بنصف ساعة وأكثر، نحن نقول: احتَطْ بِعشر دقائق مِن باب أن تكون مُطمئنًّا؛ بحيث لو نسيتَ -مثلًا- تأخذ دواء؛ يكون معك عشرُ دقائق -أو خمس دقائق، أو ثمان دقائق-مثلًا-، وهكذا بالنِّسبة للصلاة.

8. السُّؤال:
هل هناك فَرق بين ركعتي الشَّفع قبل الوتر وسُنَّة العشاء الْبَعديَّة؟
الجواب:
نقول هذا شيءٌ وهذا شيء.
الشَّفع: المقصود به الركعتان قبلَ خَتْمِ الصَّلاة بالوِتْر، فالشَّفعُ هو الْمُثنَّى، والوِتْر هو الفَرْد.
أمَّا سُنَّة العشاء الْبَعديَّة: هي تابِعةٌ لفريضةِ العِشاء وليست تابعةً -في الأرجحِ- لقيامِ اللَّيلِ -وإن كانت من قيامِ اللَّيل-.
لكن: حديث السَّيِّدة عائشة الأرجح والأشهر لم تُدخِل الرَّكعتين في قيام اللَّيل وفي العدد؛ ولكن: جاءت بعض الرِّوايات بِذِكر ثلاث عشرة ركعة، قال العلماء: إما هاتان الرَّكعتان أن تكونا ركعتي سُنَّة العشاء، أو ركعتي سُنَّة الفجر؛ حينئذ: القضية تكون صُوريَّة، ليست لها تأثير على العدد الذي أخبرتْ به أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله-تعالى-عنها-.

9. السُّؤال:
هل يجوز للمرأة أن تصلي مع أولادها في نفس الصّفِّ خلف زوجها؟
الجواب:
لا ننكر أنَّ هذا جائز؛ لكن: نقول: ما هو الأفضل؟
الأفضل: أن تكونَ النِّساء في صفٍّ مستقلٍّ، وأمَّا جعلُ صفٍّ خاصٍّ للأطفالِ؛ فلم يصحّ ذلك في السُّنَّةِ؛ لكن: البيت ليس فيه إلَّا أطفال ورجل وامرأة؛ يُصلّي الرَّجل وخلفه الأطفال والمرأة في الخلف -كما هو المعتاد-.

10. السُّؤال:
كيف تُصحِّح المرأة قراءة الرجل وهو يؤمُّها؟
الجواب:
إذا كان الرَّجُل من محارِمها؛ لا مانع أن تقولَ، وأن تسبِّحَ، وأن تفتحَ عليه، لكن: العِبْرةُ في ماذا؟ العِبرةُ إذا لم يكن الإمامُ من محارِمِها.
فإذا لم يكن الإمامُ من محارِمِها؛ تضرب على يدِها من باب الإشعار أنَّ هنالك خللًا، الرَّسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يقول: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، والتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ».

11. السُّؤال:
حول كتب بديع الزَّمان سعيد النورسيّ: «رسائل النور»؟
الجواب:
رجلٌ صُوفيٌّ، وأظنُّه -إنْ لَم تخنّي الذَّاكرة- نَقْشَبَنْدِيًّا؛ لكنْ: مَن كانَ مِن طُلَّابِ العلمِ الأقوياء المميِّزين وقرأ في كتابِه؛ قد يستفيدُ؛ لأنَّ فيه لفَتاتٍ إيمانيَّة حسَنة، وفيه ألفاظ إيجابيَّة.
لكن العامَّة من المسلمين؛ نقول لهم: لا؛ لأنَّ (في الصَّحيح غُنْية عن الضَّعيف) -كما قال الإمامُ عبدُ الله بنُ المبارَك -رحمه الله-تعالى-سواء في علمِ الحديثِ أو في غيره من العلوم-حتَّى لو قلنا: عِلْم الوَعظ-.
لذلك: حذَّر كثيرٌ من أهل العِلمِ من كتاب «إحياء علوم الدِّين»، مع أنَّ فيه مادَّة جيِّدة؛ لكن -بالمقابل-: فيه مئات الأحاديث الضَّعيفة -والضَّعيفة جدًّا- والمكذوبة على الرَّسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، وفيه بعض الآراء الفلسفيَّة والصوفيَّة الغارقة، ولا نقول إلَّا: رحم اللهُ أبا حامِد.
نحن -يا إخوانَنا- ضدّ التَّكفير وضدّ الانفلات في الأحكام على العلماء بغير بيِّنة ولا بصيرة.
واللهُ الهادي إلى سواء السَّبيل.

12. السُّؤال:
لو تسعفنا بتغريدة أو مقالة لآداب مجالس العلم على (الفيسبوك).
الجواب:
نقول -كما كنَّا نسمع من شيخِنا الكبير الشَّيخ ناصر الدِّين الألباني -رحمهُ الله-: (إذا هبَّت رياحك؛ فاغْتَنِمها).
أهم شيء -كما أشار الإمام ابنُ حزم في بعضِ رسائله- أن تكون جالسًا جلسةَ المستفيد.
إيَّاك أن تكون جالسًا -سواء في المجلس العادي، أو في مجلس (الفيسبوك)-كما يقال (المجالس الافتراضية)-: إيَّاك أن تكون جالسًا مجلسَ المتربِّص، الباحث عن الخلل، أو المفسِد لهذا الاجتماع، أو المحرِّض على هذا الاجتماع.
نعم؛ إذا رأيتَ خللًا مُتفقًا على بطلانه ليست قضيَّة خلافيَّة بين أهل العلم لا تَستطيع الإنكار فيها وإنَّما عليك بالتخطئة؛ فالمجلس ليس مجلسَك، لو كان المجلس مَجلسَك؛ لتكلَّمت بما تتكلَّم به.
وعليك بالدُّعاء -دائمًا- أن يوفقك الله -عزَّ وجلَّ- إلى ما فيه الخير والهدى والسَّداد، و«لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».

13. السُّؤال:
ما رأيكم بتارك الصَّلاة الذي تاب: هل يقضي ما فاته من صلوات -طيلة حياته-، أم يُكثر من النَّوافل؟
الجواب:
أشرنا إلى هذه المسألة وذكرنا حديثَ الرَّسول الكريم -صلَّى اللهُ عليه وآله وسلم- عندما قال: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ الْعَبْدُ عليه يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ، فَإِذَا كَانَتْ تَامَّةً؛ كُتِبَتْ تَامَّةً، وإلَّا قالَ اللهُ -تعالى-: انْظُرُوا مَا لِعَبْدِي مِن تَطَوُّعٍ فَأَكْمِلُوا بِهِ نَقْصَ فَرِيضَتِهِ».
لكن: لو جئنا إلى القول الآخر بأن نقول -مثلًا-: عليه أن يقضي الفرائض كلَّها: إنسان مضى عليه عشر سنوات، (10 سنوات في 360 يومًا=3600) يوم! (ضرب خمسة يُساوي كذا وكذا وكذا..)! لو قلتَ له هذا الرَّقم وهذا المطلوب؛ قد يكون ذلك بابًا لصدِّه عن التَّوبة وعدم إقباله على الإنابة ممَّا فرط في جنب الله!
لكن: تَذكُر له الحديث، وتُشعِره بأهميَّة الصَّلاة، والرَّسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يقول: «الصَّلاةُ خَيْرٌ مَوْضُوعٌ -وفي لفظ: الصَّلاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ- فَمَنْ شَاءَ فَلْيَسْتَكْثِرْ» هذا عام.
أمَّا الحديث الخاصُّ -فقد ذكرناه-: «انْظُرُوا مَا لِعَبْدِي مِن تَطَوُّعٍ أَكْمِلُوا بِهِ نَقْصَ فَرِيضَتِهِ» ونقص الفريضة إمَّا أن يكون بالكمية، وإما أن يكون بالكيفية.

14. السُّؤال:
النَّبيُّ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- استعاذ بالله من الْفَقر والجوع؛ ولكنَّه كان يجوع -أحيانًا- وكان -كما نعلم- فقيرًا؛ فهل من بيان لنا؟ حفظك الله.
الجواب:
النَّبيّ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- نعم استعاذ من الجوع، وجاع؛ لكن هذا من النَّاحية البشريَّة، والرَّسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يريد أن يُبيِّن للنَّاس النموذج الأعلى من الوضع البشري؛ كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ﴾ هذا هو الفَرق.
أما من حيث الطَّبيعة البشريَّة: الرسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- يقول: «إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ الرَّجُلَانِ مِنكُم»، «أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً: الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ، فَالأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الْـمَرْءُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ»، وإلَّا؛ الرَّسول -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- لو شاء أن تُقلبَ له جِبالُ مكَّةَ ذهبًا؛ لكان له ذلك -بإذن ربِّه -عزَّ وجلَّ-؛ لكنَّه يريد أن يكونَ عبدًا لا يريد أن يكونَ مَلِكًا، يريد أن يكونَ النموذج الأعلى للعبوديَّة البشريَّة الصَّحيحة -عليه أفضلُ الصَّلاة وأتمُّ التَّسليم-؛ لذلك: كانت صفتُه على هذا المعنَى وعلى هذا النَّحْوِ.

14. السُّؤال:
ما رأيكم فيمن يتّهم الشَّيخ الألبانيّ بالتَّجهُّم؟
الجواب:
كِدتُّ أقرؤها: (بالتَّهجُّم)، ولو كانت كذلك؛ لكانت أهون!
أمَّا هؤلاء الجهَلة الحمْقَى المُقلِّدة الَّذين لا بركةَ فيما يقولون، ولا بركةَ فيما يتكلَّمون ولا فيما يظنُّونه علمًا الَّذين يطعنون بأهل العِلمِ -تارةً بإرجاء، وتارةً بالعَمالة، وتارةً بالتَّجهُّم، وتارةً بكذا وكذا-!
فهؤلاء لا يتَّقون الله -وهم أقلُّ مِن أن يُردَّ عليهم بالحجَّة-! هؤلاء يجب أن يُحجَر عليهم؛ لأنَّهم يتكلَّمون بكلام -واللهِ- لا يَفهمونه، ولن يفهموه -ما كانوا أحياء-!
فالواجب عليهم أن يَجثوا بين يدي أهل العِلمِ؛ لِيَعرفوا مقادير أنفسهم، وحقيقة انحرافهم، وسبب بُعدهم عن الحقِّ ومقداره.
أمَّا أنْ يُتّهمَ الشَّيخ الألبانيُّ -الذي هو إمام من أعظم أئمَّة أهل السُّنَّة في هذا الزَّمن- بالتَّجهُّم في مسألة -واللهِ..وتاللهِ..وباللهِ- لا يَفهمها هؤلاء المعتدُون أو المتجاوِزُون أو المتَّهِمون أو المتهجِّمون.
فليتَّقوا الله -عزَّ وجلَّ-، ولْيعلَموا أنَّه ﴿ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾، ولْيتوبوا إلى الله -سُبحانهُ وتَعالى- من هذا البلاء المبين الَّذي تلبَّسوا به بجهلهم وبخُبثهم وبظلمهم أنفسَهم قبل أن يَظلِموا هذا العالمَ الإمامَ الجليلَ الَّذي اتَّفق علماءُ الأمَّة على كبير مكانتِه وعظيم منزلته، كالشَّيخ ابن باز والشَّيخ ابن عثيمين ومَن هم دُونَهم ولا أقول: مَن هم في طبقتِهم؛ فهم طبقةٌ -لعلَّها- لم تتكرَّرْ في هذا الزَّمانِ -إضافةً إلى شيخِنا الكبير الشَّيخ أبي عبد الرَّحمن محمَّد ناصر الدِّين الألبانيّ-رحمهُ الله-.




انتهى اللِّقـاء الثَّلاثون
رد مع اقتباس