عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-06-2017, 03:17 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي إيقاظ لأصحاب الدورات الشرعية والدروس العلمية* /الشيخ فتحي الموصلي:

الشيخ فتحي الموصلي: * إيقاظ لأصحاب الدورات الشرعية والدروس العلمية*

القائم على العلم نشراً وترييةً وتعليماً يحتاج ان يعتني بامور ثلاثة :
الأول : عرض العلم .
والثاني : سمت العلم
والامر الثالث : تأصيل العلم
وعرض العلم يكون بضبط العبارة وتقريب المعنى وحسن المحاورة .
وسمت العلم تكون بصفات العالم وأخلاق الداعية وحسن المدارسة والمعالجة .
وتأصيل العلم يكون بتصوير المسألة وبيان الأدلة ورفع الخلاف ودفع المعارضة .
فالتدريس ينبغي أن يقوم على هذه الأمور الثلاثة ...

والتدريس سواء كان في المجالس العلمية أو في الدورات الشرعية أو من خلال المحاضرات الأكاديمية ينبغي أن يستند إلى :
- اعتبار التخصص
-وحسن اختيار المقرر
- والتدرج من المجمل إلى المفصل
- وترك العلم ينضج في الأذهان والواقع
- وحل الإشكالات بحكمة وتأمل .
- وعدم التعجل في البناء ، والتأهل قبل التصدر .
- وربط قلوب الطلبة بالنية الخالصة لا بالشهادة العالية .
- وانتقاء الطلبة الذين لهم مع العلم أدب وصبر .
- وتعليم الطالب أن التلقي من الشيوخ مفتاح للكتب .
- وتأصيل المتعلم بأصول الطلب وقواعد الفهم .
فهذه عشرة كاملة لانجاح الدروس العلمية والدورات الشرعية بعيداً عن مجرد الحرص على حضور الحشود الجماهيرية أو تواجد الأدوات الإعلامية أو الكلام على الأرقام الحسابية ...
* فالدورات السريعة، وشرح المتون في ساعات قليلة، ومنح التزكيات والشهادات لأصحاب الهمم الضعيفة، والتركيز كثيرا على الوسائل الحديثة ، والتعامل مع الكتب الكبيرة فقط باقتناء طبعاتها الحديثة ... كلها لا تصنع طالباً في العلم ولا تؤصل متعلماً في الفهم * ...
وقد أصابت الفوضى في هذه الأيام بعض مجالات الدورات والدروس العلمية بسبب الابتعاد عن المنجية والتدرج في عرض المادة العلمية ، وعدم الاعتناء بأصول الفنون الشرعية، وعدم الدقة في اختيار الشيوخ من أهل الاختصاصات العلمية ...
وهذا الخلل واقع في باب غداء القلوب والعقول .
ومثله في زماننا واقع في غذاء الأبدان
بما نراه من حال بعض المطاعم الجديدة والوجبات السريعة ووليمة الأنكحة الخفية الحديثة ؛ من غير منافع كثيرة ولا حصول البركة من اجتماع الأيدي على الأطعمة القليلة ، وإنما تعرض الجسم إلى سموم خطيرة وآفات غريبة .
فإصلاح العقول والقلوب بالدروس المنهجية العلمية
وإصلاح الأبدان ببركة الأطعمة الزكية ...
ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ...
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس