عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01-26-2017, 01:50 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي هؤلاء يعذبون في قبورهم

10. ويعذب صاحب الغلول في قبره : والغلول : هو ما يؤخذ من الغنائم قبل تقسيمها. وهو كبيرةٌ من كبائر الذنوب، مُحرَّم كله قليلهُ أو كثيره، لقول الله - تعالى - : ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [سورة آل عمران 161].
ونقل النووي الإجماع على أنه من الكبائر. انظر : [شرح النووي للحديثين (114 و 115)] فدلالة كَوْنِ الغلول من الكبائر : الكتاب والسنة والإجماع.

وهو مانع من موانع الشهادة، ويوجب تعذيب من غلَّ في النار : لنفي النبي - صلى الله عليه وسلم – الشهادة عمَّن غلَّ حينما أطلقها الصحابة، بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (كلاَّ، إِنِّي رأَيْتهُ فِي النَّارِ، فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا. أَوْ عَبَاءَةٍ).

فعن عمَر بن الْخَطَّاب - رضي الله عنه - قال : "لَمَّا كانَ يَوْمُ خَيْبَر أَقبَلَ نفرٌ مِنْ صحابةِ النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم – فقالوا : فلانٌ شَهيد. فلانٌ شَهيد. حتَّى مَرّوا على رجل فقالوا : فلانٌ شَهيد. فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : (كلا. إني رأَيْتهُ في النّار في بُرْدَةٍ غَلَّها، أَو عَباءَة) ثُمَّ قال رسول اللّه - صلى الله عليه و سلم - : (يا ابْنَ الْخَطَّاب ! اذهب فنادِ في الناس أنّهُ لا يدْخُل الجنَّة إِلاّ المؤْمنون). قال : فخرجْتُ فَنادَيْتُ : (ألا إِنَّهُ لا يدخل الْجنَّة إِلا الْمؤمِنون). [أخرجه مسلم حديث (114)] و [الترمذي مختصرًا في "كتاب السير" "باب ما جاء في الغلول" حديث (1574)]

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : "كان على ثَقَلِ النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يقال له : كِرْكِرَة، فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (هو في النار، فذهبوا ينظرون إليه، فوجدوا عباءةً قد غلّها) (رواه [البخاري 3074].

كان على ثَقَل النبي - صلى الله عليه وسلم - : بفتح المثلثة والقاف : المتاع المحمول على الدابة، أي : كان يحمل أمتعة رحله ومتاعه.

وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قَال: خرجنا مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلى خيْبر. ففتحَ الله عليْنا. فلمْ نغنَمْ ذهَبا ولا وَرِقا. غنِمْنا الْمَتاعَ والطَّعامَ والثِّياب. ثُمَّ انطلقنا إِلَى الْوادي. ومع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه و سلم - عبدٌ لَهُ، وَهَبَهُ لهُ رجلٌ مِنْ جُذام. يُدْعى رِفاعَة بنَ زيْد مِنْ بَني الضُّبيْب. فلَمَّا نَزلْنا الواديَ قامَ عبْدُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه و سلم - يَحُلُّ رَحْلَهُ فرُمِيَ بِسَهْم. فكانَ فيهِ حتْفه. فقُلْنا : هَنيئًا لَهُ الشَّهادَةُ يَا رَسُولَ اللهِ قَال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه و سلم - : (كلاَّ. والذي نفسُ محمّدٍ بِيَدِه ! إِنَّ الشَّمْلةَ لَتَلْتَهِبُ عليْهِ نارا، أخذها مِنَ الْغنائِم يوْم خَيْبَر. لم تصِبْها الْمَقَاسِم) قالَ ففزِعَ النَّاس. فجاءَ رجلٌ بشِراكٍ أَوْ شِراكَيْنِ. فقال : يا رسولَ اللّه ! أَصَبْتُ يومَ خَيْبَر، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم : (شِرَاكٌ مِنْ نارٍ أَوْ شِراكانِ مِنْ نارٍ). (أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب : "غزوة خيبر" حديث (6707)] و [مسلم حديث (115)] و [أبو داود في كتاب الجهاد "باب تعظيم الغلول" حديث (2711)].

وفي رواية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : أهدى رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غُلامًا يقال له : مِدْعم، فبينما مِدْعم يَحُطُّ رَحْلًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أصابهُ سهم عائر، فقتله، فقال الناس: هنيئاً له الجنة، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (كلا، والذي نفسي بيده ! إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تُصِبْها المقاسم، لتشتعل عليه نارا). فلما سمع ذلك الناس جاء رجل بشِراكٍ أو شِراكَيْن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال : (شراك من نارٍ أو شراكان من نار) (متفق عليه).


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس