عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 03-19-2012, 07:35 PM
حازم خنفر حازم خنفر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 4,384
افتراضي الدعاء الجماعي أثناء الطواف (لابن عثيمين)



من الخطأ الذي يرتكبه بعض الطائفين أن يجتمع جماعة على قائد يطوف بهم ويُلَقِنَهُم الدعاء بصوت مرتفع فيتبعه الجماعة بصوت واحد ، فتعلو الأصوات ، وتحصل الفوضى ، ويتشوش بقية الطائفين ، فلا يدرون ما يقولون ، وفي هذا إذهاب للخشوع ، وإيذاءٌ لعباد الله في هذا المكان الآمن . ويا حبذا لو أن هذا القائد إذا أقبل بهم على الكعبة وقف بهم وقال : افعلوا كذا ، وقولوا كذا ، ادعوا بما تحبون ، وصار يمشي معهم في المطاف حتى لا يخطئ منهم أحد ، فطافوا بخشوع وطمأنينة ، يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، وتضرعاً وخفيةً بما يحبونه ، وما يعرفون معناه ويقصدونه ،وسلم الناس من أذاهم . وكذلك رفع الصوت بالدعاء فإن بعض الطائفين يرفع صوته بالدعاء رفعاً مزعجاً ، يُذهب الخشوع ، ويُسقط هيبة البيت ، ويُشوش على الطائفين ؛ والتشويش على الناس في عباداتهم أمر منكر، فعن أبي سعيد قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة رواه أبو داوود وصححه الألباني.
ولكن بعض الناس - نسأل الله لنا ولهم الهداية - في المطاف يرفعون أصواتهم بالدعاء ، وهذا كما أن فيه المحذورات التي ذكرناها ، وهي إذهاب الخشوع ، وسقوط هيبة البيت ، والتشويش على الطائفين ، فهو مخالف لظاهر قوله تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ) .
الشيخ / محمد بن صالح العثيمين
رد مع اقتباس