عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 12-22-2011, 09:36 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

( ومن منثور الأخبار والأشعار فيمَن تُؤثَر صُحبتُه...:
ما رُوى عن عمر بن الخطَّاب أنه قال: عليك بإخوان الصِّدق، فعِشْ في أكنافِهم؛ فإنهم زَين في الرَّخاء، وعدَّة في البلاء.

وقالت الحُكماء: اعرِف الرَّجلَ مِن فعله لا من كلامِه، واعرِف محبَّته من عَينه لا مِن لسانِه.

وقال بعضُ الحُكماء: اصطَفِ من الإخوانِ ذا الدِّين والحسب والرأي والأدب؛ فإنَّه رِدء لك عند حاجتِك، ويدٌ عند نائبتِك، وأُنسٌ عند وحشتِك، وزَينٌ عند عافيتِك.

وقال جعفر بن محمد لابنِه: يا بُنيَّ! مَن غضبَ مِن إخوانِك ثلاث مرَّاتٍ فلم يَقل فيكَ سوءًا؛ فاتَّخِذهُ لنفسِك خِلًّا.

وقال بعضُ الأدباء: لا تصحب من النَّاس إلا: مَن يكتُم ويستر عَيبك، ويكونُ معكَ في النَّوائب، ويؤثرُك في الرَّغائب، ويَنشُر حسنتَك، ويَطوي سيِّئتَك، فإن لم تجدهُ؛ فلا تَصحَب إلا نفسَك.

وقيل لأعرابي: مَن أكرمُ الناسِ عشرةً؟ قال: مَن إن قرُب مَنح، وإن بعُد مَدح، وإن ظُلم صَفح، وإن ضُويِق سَمح، فمَن ظفر به؛ فقد أفلح وأنجح.

وقيل لابن السَّمَّاك -محمد بن صُبيح-: أي الإخوان أحقُّ بإبقاء المودَّة؟ قال: الوافرُ دينُه، الوافي عقلُه، الذي لا يَملُّك على القُرب، ولا يَنساكَ على البُعد، إن دنوتَ منه داناكَ، وإن بعُدتَ عنه راعاكَ، وإن استَعنتَ به عضدك، وإن احتجتَ إليه رفدك، وتكونُ مودةُ فِعله أكثرَ مِن مودَّة قَوله.

وقيل لخالد بن صفوان التميمي المِنقري: أي إخوانك أحبُّ إليك؟ قال: الذي يسدُّ خَلَّتي، ويغفرُ زلَّتي، ويُقيل عثرتي.

وروي عنه -أيضًا- أنه قال: اصحَب مَن يَنسى معروفَه عندك، ويَذكُرُ حقوقَك عليه.

وقيل: اصحبْ من إذا صحبتَه زانَكَ، وإذا خدمتَه صانَك، وإذا أصابتْكَ خصاصةٌ مانك، وإن رأى منك حسنَةً سُرَّ بها، وإن رأى منك سَقطةً سترها، ومَن إذا قُلتَ صدَّق قَولك، ومَن هو فَوقك في الدِّين ودونك في الدُّنيا، وكلُّ أخٍ وجليسٍ وصاحبٍ لا تستفيدُ منه في دينِك خيرًا؛ فانبِذ عنكَ صُحبتَه ) "غاية المنوة" (75-78) -بانتقاء-.
رد مع اقتباس