عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-16-2009, 06:32 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
Arrow المنفلوطي، والجانب الإسلامي في كتاباته ...



وجدنا من يقول :
إنه الكاتب الذي احتفى أدبه بالحزن والشقاء والبكاء والخيانة الزوجيّة والانتحار وسقوط الفتيان والفتيات في مهاوي الرذيلة .

أو قد نجد من يقول :
إنه الكاتب الذي اتّسمت كتاباته بالرومانسيّة المغرقة في الخيال نتيجة لقراءاته للأدب الرومانسي المترجم عن الغرب، وهو الذي خرج علينا بروايات رومانسيّة مترجمة، وكان له فضل تقريبها وصياغتها صياغة أدبيّة رائعة، كالفضيلة وماجدولين والشاعر وغيرها .

كما نجد من يقول :
إنه الكاتب الذي اتّسمت كتاباته بالتهويل والتشاؤم المقيت ونعي الآدميّة في أخلاقها وتفضيل الحيوان الأعجم عليها .

ولكن ! قَلَّما نجد من يؤكّد لنا وجود الروح الإسلاميّة الحقّة في كتابات المنفلوطي .

أجل، إن كتاباته جميعاً تدور حول ركيزة واحدة هي مخافة الله والمثل العليا، والمبادئ السامية، وهذه هي جوهر الأديان السماوية والدين الإسلامي بصفة خاصة .....

وفي ذلك يقول الأستاذ عمر الدسوقي رحمه الله :
كان المنفلوطي شديد التديّن، سليم العقيدة، غير متزمّت أو متعصّب، لا يبيع دينه بأي ثمنٍ مهما غلا، وكان فيه حياء يمنعه من الحديث في المجالس، حتى ليظن مجالسه أن بلسانه حبسة وعيًّا، وأنه ليس ذلك الأديب الذي يسيل الكلام المنمّق على شباة قلمه عذباً جميلاً، ولكنه إذا خلا بأحد خلصائه ممّن يأنس لهم، انطلق على سجيّته، ورأيت فيه المنفلوطي الذي نعرفه !

ومن الشواهد على اهتمام المنفلوطي بترسيخ دعائم الأخلاق ودعوته إلى الفضيلة : شدّة سخطه على الحضارة الغربيّة الماديّة التي جرّت الموبقات والمفاسد إلى الأمّة الإسلاميّة، وباعدت بين الناس والسلوك الديني الطيّب، وأبان للقارئ أنها كانت شركاً وخدعة استعماريّة أتى بها الاستعمار لإشاعة الفحشاء والاتجار بالأعراض وانتهاك الحرمات، فكان همّه محاربة هذه الأباطيل في شتّى صورها .
-----------------------------------

المصدر : "الجواهر والدرر" لمحمد خير يوسف
(ص 448/ ط . دار البشائر الإسلاميّة)

__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس