عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2020, 08:38 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
Lightbulb آداب لقط ثمار العلم / أبو زيد العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم

آداب لقط ثمار العلم

العالم كالشجرة المثمرة لا تجنى ثمرتها إلا بمزاولة

وهي نوعان:

1- مزاولة قريبة المنال وهي مثل لقط الثمرة من شجرتها باليد
وتلك هي حال الطالب (حَسَنِ الاستماع) عند حديث العالم المقترن بحسن الظن بعلمه
ففي هذه الحال ينشرح الصدر ويتسع الفهم للتلقي عنه
فتكون كلماته كالمفاتيح التي تعين الطالب على فتح مغاليق العلم.

ومن صور ذلك:

_ التلقي عنه في الدرس
- استماع موعظته
- الاستفادة من توجيهه
- تلمس مشورته


وغير ذلك مما يبتدأ به العالم أو الشيخ طلابه أو يطلب منه دون كد أو إعمال نظر.

2- مزاولة بعيدة المنال وهي مثل رمي الثمرة بحجر لإسقاطها
وذلك عند انقباض العالم او سكوته
فلا تستخرج مخبئات تحريراته وتحقيقاته إلا بسهام السؤالات النافعة.

والفطن اللبيب من الطلاب من يكون (حَسَنَ الاستفتاء)
يسأل سؤال العارف الأريب، ولذلك أصول وآداب منها:

- أن يكون سؤاله عن حاجة ينبني عليها عمل.
- وأن يكون بعد مطالعة وبحث.
- وأن يكون عن مسألة محرر موضع نزاعها.


ومنه السؤالات:

عن العلل الجامعة.
والفروقات المانعة.
والتقاسيم النافعة.


تحذير:

وليحذر اللبيب من فوات الإفادة من العلماء والمشايخ
بسبب الطرائق المحدثة في الاجتماع (وسائل التواصل)
التي أساء كثيرون استعمالها حتى أفضى ذلك ببعضهم إلى الزهد بالعلماء والمشايخ.

بل الأدهى من ذلك أن يتطرق الوهم إلى بعضهم فيُجَهِّلَهم ويرى سكوتهم عِيًّا ثم يتمادى به الحال
حتى يرى نفسه أعلم منهم أو أفقه أو أكثر اطلاعا
ولعل بعض العلماء أو المشايخ قد علم المسألة قبل أن يولد هذا المتعالم أو على الأقل قبل أن يحتلم.


وحذار أن ينطبق عليك المثل القائل

أيّها العائـــب سلمى ... أنت عندي كثعالـه
رام عنقـــوداً فلـــما ... أبصر العنقود طاله
قال هذا حامض لمَّـ ... ـا رأى ألَّا يـنـالـــــه


وذلك أن الطالب الجاهل بآداب استخراج العلم من العلماء في المحافل والمجامع
يسري إلى ظنه الوهم بنقص علومهم ومطالعاتهم فيتقدم بين أيديهم زهوا وكبرا.

ومنهم من يظهر ذلك منه

- بلسان مقاله تارة - لحنا أو إشارة-.
- أو بلسان حاله تارات - تصدرا أو هبالة -.


والمقصود كما قال ابن القيم رحمه الله:

"*فمن الناس من يحرمه لعدم (حسن سؤاله)
-إما لأنه لا يسأل بحال.
- أو يسأل عن شيء وغيره أهم إليه منه.

كمن يسأل عن فضوله التي لا يضر جهله بها ويدع ما لا غنى له عن معرفته
وهذه حال كثير من الجهال المتعالمين.

* ومن الناس من يحرمه (لسوء إنصاته) فيكون الكلام والممارات آثر عنده وأحب إليه من الإنصات.

وهذه آفة كامنة في أكثر النفوس الطالبة للعلم وهي تمنعهم علما كثيرا ولو كان حسن الفهم.

ذكر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال:
من كان حسن الفهم ردئ الاستماع لم يقم خيره بشره. ".
" مفتاح دار السعادة 174 ".



كتبه
حمد أبو زيد العتيبي
عفا الله عنه

https://t.me/abozydotabi



***

__________________
قناة (المكتبة الورقية) على التليجرام
تضم عددا من الرسائل الدعوية والتعليمية على صيغة (pdf)
كتبها الفقير إلى عفو ربه
حمد أبو زيد العتيبي
على الرابط التالي:

https://t.me/Rasaelpdf
رد مع اقتباس