عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-04-2023, 07:03 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 784
افتراضي

ما لم يثبت عن الإمام الألباني:(4)
قصة: جهزوا المقصات!!

تقول القصة الجميلة(!):
«مِن جميل القَصص التي نُقلت عن الإمام الألباني -رحمه الله-: أنَّ بعضًا مِن طلبة العلم أراد عقد مناظرة علمية مع الإمام الألباني -تغمده الله برحمته- بخصوص الأخذ مِن اللحية؛ وقد كان الشيخ يرى وجوب الأخذ ما زاد عن القبضة، وليس مجرد جواز الأخذ؛ فطلبوا إلى الإمام الألباني -رحمه الله- ذلك؛ فما كان منه إلا الموافقة على ذلك؛ وقال لهم: (جهزوا المقصات!)، فتراجعوا عن عقد المناظرة، وأثنوا على الشيخ خيرًا؛ وما تراجعهم إلا لمعرفتهم بقوة حجة الشيخ، وأسلوبه القوي في الإقناع، وتفننه في المحاججة؛ لذا آثروا السَّلامة، والسَّلامة لا يعدلها شيء!
ورحم الله الشيخ العثيمين القائل- لما سُئل عن الشيخ الألباني-: الرجل طويل الباع، واسع اطلاع، قوي الإقناع».

قلتُ: نعم؛ كان الشيخُ (... قوي الإقناع)، ولكن تسلسل القصة (غريب = منكر)، ولم نعهد هذا الأسلوب مِن الشيخ في مناظراته التي تزيد عن الخمسين مناظرة!
ولم نقف على سند لهذه القصة -ولو موضوعًا!-، ولم نسمعها مِن المقربين مِن الشيخ، ولم تُنشر إلا قبل أيام!!

•أما المتن فعليه مؤاخذات:
الأولى: قول الشيخ: «جهزوا المقصات»! هل قالها الشيخ مازحًا؟ أم جادًّا؟
ويبدوا أنَّه قالها جادًّا؛ لأنهم انسحبوا مِن المناظرة، ولو قالها مازحًا؛ لناقشوا الشيخ، ولم يخافوا على لحاهم وشواربهم!!

الثانية: ليس مِن عادة الشيخ أنْ يطلب شيئًا ماديًّا قبل المناظرة، فقد ناظر بعض المتحمسين للجهاد، ولم يطلب منهم (تجهيز الأسلحة)! وانتقد بعض كتب أهل البدع، ولم يقل: (جهزوا نارًا لإحراقها)!! وهكذا...

الثالثة: متى كان الشيخ يُلزم أحدًا برأيه؟! فهو يذم التَّقليد، فكيف يُلزم غيره بتقليده؟!
فهذه القصة فيها مطعن في الشيخ في فرض رأيه، وهذا مخالف لمنهج الشيخ قولًا وعملًا، كيف وهو القائل: «لسنا مكلفين أنْ نهدي قلوب النَّاس إلى الحقِّ الذي ندعو النَّاس إليه، وإنما نحن مكلفون بالدَّعوة -فقط-».[ «سلسلة الهدى والنور» شريط (730)]

الرابعة: مناظرات الشيخ ومناقشاته في هذه المسألة ليس لها حصر، وكلامه في هذه المسألة المكتوب المسموع سهل المنال، ولم يتطرق الشيخ إلى (المقص) بتاتًا!!
وأظن أنَّ جمال القصة المذكور في أول القصة، والذي قصده المؤلف هو (المقص)، وخاصَّة أن القصة جاءت بصيغة: (نُقلت)!

أخيرًا: قمتُ بمراسلة ناشر القصة، وسألته عن مصدرها، ولم يصل الجواب مِن طرفه إلى هذه الساعة...
وما زلتُ أنتظر...
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس