عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 10-24-2012, 03:33 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الحج صحيح، وهي آثمـــــة بسبب المعصيــــــــة

الحج صحيح، وهي آثمـــــة بسبب المعصيــــــــة

شكر الله أحبتي الغاليات " أم محمد السلفيــــة " و " أم أنيسة الأثرية " على المرور والدعاء.

وجزاكنّ الله خير الجزاء على الإضافات القيّمــــة التي أثرت الموضوع، زادكُنّ الله فضلًا وعلما، وبارك في جهودكن.

أحبتي : نعم الحج صحيح، ومن خرجت إلى الحج وسافرت بلا مُحْرَمٍ فهي آثمة، وسفرها مُحَرَّمٌ ومعصيةٌ، وينبغي أن تبادر بالتوبة والإستغفار والإنابة، لكن حجّها صحيح، كما بينت أختنا الفاضلة " أم أنيسة الأثرية" حفظها الله تعالى -.

وهذا ما قال به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى -.

وكذا قال به كبار أئمتنا ممن هم على منهج السلف الكرام في زماننا.

إلا أنّ ابن حزم رحمه الله - تعالى - قال بفساد الحج بأي معصية يرتكبها الحاج.

قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - في مقدمـــة كتابــــه القيّم حجــــة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواها عنه جابر - رضي الله عنه - :

أولا : إن كثيرا من الحجاج إذا أحرموا بالحج، لا يشعرون أبدًا أنهم تلبسوا بعبادةٍ تفرض عليهم الابتعاد عما حرم الله - تعالى - من المحرمات عليهم خاصة، وعلى كل مسلم عامة، وكذا تراهم يحجون ويفرغون منه، ولم يتغير شيء من سلوكهم المنحرف قبل الحج، وذلك دليل عملي منهم على أن حجهم ليس كاملا إن لم نقل : ليس مقبولا.

ولذلك فإن على كل حاج أن يتذكر هذا، وأن يحرص جهد طاقته أن لا يقع فيما حرّم الله عليه من الفسق والمعاصي، فإن الله - تبارك وتعالى - يقول : {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [سورة البقرة : 197].

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) (صحيح) أخرجه الشيخان.

والرفث : هو الجماع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى - : [وليس في المحظورات ما يُفسِدُ الحج إلا جنس الرفث، فلهذا ميّز بينه وبين الفسوق.
وأما سائر المحظورات كاللباس والطيب، فإنه وإن كان يأثم بها فلا تفسد الحج عند أحدٍ من الأئمة المشهورين ) ا هـ.

وهو يشير في آخر كلامه إلى أن هناك من العلماء من يقول بفساد الحج بأي معصية يرتكبها الحاج،
فمن هؤلاء الإمام ابن حزم - رحمه الله - فإنه يقول : (وكل من تعمد معصية أي معصية كانت وهو ذاكر لحجه مذ أن يتم طوافه بالبيت للإفاضة ويرمي الجمرة فقد بطل حجه ...) واحتج بالآية السابقة فراجعه في كتابه (المحلى) (7/186) فإنه مهم.

ومما سبق يتبن أن المعصية من الحاج، إما أن تفسد عليه حجه، على قول ابن حزم.

وإما أن يأثم بها، ولكن هذا الإثم ليس كما لو صدر من غير الحاج، بل هو أخطر بكثير، فإن من آثاره أن لا يرجع من ذنوبه كما ولدته أمه، كما صرح بذلك الحديث المتقدم.

فبذلك يكون كما لو خسر حجته لأنه لم يحصل على الثمرة منها، وهي مغفرة الله - تعالى - فالله المستعان .....] ا هـ.

انظر : [حجــــة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما رواها عنه جابر - رضي الله عنه - ص 5 - 6]


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس