عرض مشاركة واحدة
  #213  
قديم 01-08-2021, 04:04 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

. إِحْدى حُظَيّاتِ لُقمانَ.

يضرب لمن عُرِف بالشر فإذا جاءت هَنَةٌ من جنس أفعاله قيل: إِحدى حُظَياتِ لقمانَ، أي إِنها فَعْلَة من فَعَلاَته.
والحُظَيَّةُ تَصغيرُ حَظْوة، وهي سَهمٌ صغيرٌ قدرَ ذراعٍ.
ولقمانُ هو ابنُ عادٍ. وحُظَيّاتُه: سِهامُه ومَراميه.

جاء في "زهر الأكم":
وذكروا في أَصل ذلك أَنَّ لقمانَ تزوج امرأةً طلقها رجلٌ يقال له عمرو، فكانت تُكثرُ أَن تقولَ: لا فتىً إلاّ عمرو. فإذا سمع منها لقمانُ ذلك اغتاظ، فقال: والله لأَقتُلَنَّ عمراً!
فنَهَتْهُ المرأةُ عن ذلك وقالت له: والله لإِنْ تعرَّضتَ له ليقتُلَنَّك! فذهب لقمانُ حتى صعِدَ سَمُرةً عند مُستقى عمرٍو لإبله، واتخذ فيها عُشا، وترصد عَمرا ليصيبَ منه غِرةً. فإذا بعمرٍو أَورد إِبلَه، فتجرَّدَ وأَكَبَّ على البئرِ يَسقي إِبلَه، فرماه لقمانُ من فوقه بسهمٍ وأَصابَ ظهرَه.
فقال عمرٌو: حَسِّ! إِحدى حُظَيّاتِ لقمانَ، فانتزعه ورفع رأسَه إلى السمُرة فإذا لقمان،
فقال له: انزلْ،
فنزل فأراد قتلَه فتبَسّم لقمانُ،
فقال: أَضاحكٌ أنت؟!
قال: والله ما أضحك إلا من نفسي، أَما إِني قد نُهيتُ عما ترى!
قال: ومن نهاك؟
قال: فلانةٌ،
قال : فإن وَهَبْتُك لها لَتُعْلِمَنَّها بذلك؟
قال: نعم!
فخلّى سبيلَه.
فأتاها لقمانُ فقال: لا فتَىً إلا عمرٌو،
فقالت: لقد لقيتَه؟
قال: نعم، لقد كان كذا وكذا، وأراد قتلي ثم وهبني لك،
فقالت: لا فتىً إلا عمرو،
قال: صدقتِ.
.

وعمرو هذا هو عمرو بن تِقْنٍ الذي قيل فيه: أَرمى من ابنِ تِقْنٍ.
قال أبو عبيد: وهو عمرو بن تِقن الذي قيل فيه: لا فَتًى إِلاَّ عَمْرو

وقيل فيه أيضا: أَعقلُ من ابنِ تِقْنٍ.

قال الميداني:
وكان من عادٍ من عُقلائِها ودُهاتها، وكان لقمانُ بنُ عادٍ أراده على بيعِ إِبِل له مُعجبةٌ، فامتنع عليه، واحتالَ لقمانُ في سرقتِها منه، فلم يُمكِنْه ذلك ولا وجد غِرَةً منه. وفيه قال الشاعر:

أتَجْمعُ إنْ كُنْتَ ابنَ تِقْنٍ فَطَانَةً ... وتُغْبَنُ أحْيَاناً هَنَاتٍ دَوَاهِيا
__________________
.
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَخُونُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤا۟ أَمَـٰنَـٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ)
رد مع اقتباس