[إبراهيم بن عمر الأغا]

أخي أبا الأشبال – رعاك الله – .. اسمح لي أن أبين لك شيئاً من رؤيتي..

ما سبب انتقادنا لحماس في هذه الحرب أنها من الإخوان..

ولا نبيح الشماتة بهم..

ولا نجير إسلامهم والتخلي عنهم..

وأوجبنا على أهل غزة وغيرها نصرتهم – بالدعاء – (ولا أظنك تريد النصرة في ميادين القتال – إن وجدت – )!

ولا أظن أحداً قال إن علينا إسلامهم!

ولا ندعوا كبعض المتعصبة (أن يسلم الله اليهود من ضربات المقاومة)!

ولم نقل يوماً ولا نقول إن على الفصائل أن تضع أسلحتها وتسلم رقابها..

ولم يكن هذا في الورقة المصرية أساساً! (حين طلبنا قبول التهدئة).

ولم يكن لألسنتنا شغل في الحرب غير الدعاء لنا ولهم..
بالنصر.. والتأييد.. والتسديد.. والحفظ.. والمعافاة.. والرحمة.. والقبول لقتلاهم وقتلانا في الشهداء..

مع كونهم – هم – الذين بدأوا حرباً لا أقول خاسرة بل مهلكة مع اليهود، وفزعوا عدوهم على شعبهم وهم في الأنفاق آمنون.. حين اختطفوا وقتلوا المستوطنين الثلاثة وما تبع ذلك، وقد اعترف مشعل بذلك قبل نهاية الحرب بحوالي ثلاثة أيام..

كل ذلك لأجل أنهم إخواننا بنو جلدتنا.. لأجل أنهم مسلمون موحدون.. لأجل أن عدوهم عدونا ومصيبتهم مصيبتنا..

ولا تعجب أخي من قولي: (على شعبهم) فإنهم لا زالوا في كل حرب يرددون: (لم يقتل العدو منا إلا القليل) حتى في هذه الحرب! قالوا: انتصرنا لأن العدو لم يستطع أن يقتل من جنودنا إلا القليل!

وإنما انتقدناهم لعنادهم وهوان الدماء عليهم حين كانوا قادرين – مراراً – على توقيع تهدئة تحقن الدماء، فرفضوها لأمور هم أنفسهم أخروها وتساهلوا فيها بعد أن أهلكت الحرب الحرث و النسل! وأحرقت الأخضر واليابس!