عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 03-19-2013, 09:51 PM
عزام عبد المعطي الاشهب عزام عبد المعطي الاشهب غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: القــــدس
المشاركات: 953
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر بن خضر العالم مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكَ..
لا وجهَ-كما سبقَ-لنسبةِ هذا القول للشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-، لأنّه في جليِّ أمرِهِ توجيهٌ لقولِ الجمهورِ، لا قولاً ثالثاً سوى الأقوالِ المشهورةِ..
وبارك الله فيكم..
وأقول أستاذنا الفاضل: لستُ أنسب قولا للشيخ كما لستُ أنفيه طالما لم أطلع على جميع ما قاله الشيخ في المسألة، فقد يكون له أكثر من قول ولعل ولعل، فالأمر من جهتي يحتاج لشيء من التحقيق، وأما هنا فالعهدة على الراوي..

اقتباس:
غيرَ أنّني أقولُ:
أرى في عبارتِكَ الملوّنةِ بـ (الأحمر) حماسةً زائدةً-وفّقكَ الله-.

لا سيما والقائلون بذلك هم جماهيرُ العلماء، وفيهم من الفُضَلَاءِ من فيهم، وهؤلاءِ أعرَفُ النّاسِ بما يليقُ ولا يليقُ بالله-عز وجلّ-، وما يجوزُ وما يمتنعُ عليه-تباركَ وتعالى-، وما يتنزَّهُ عنه أو يسوغُ أن يُوصَفَ به-تباركَ في عُلَاه-.
نعم، العبرةُ بالأقوالِ لا بالقائلين..هذا صحيح.
غيرَ أنّ نَقْدَ القولِ-ومحاكَمَتِهِ إلى الأدلَّةِ-شيءٌ، والزَّعْمُ بأنَّه يترتَّبُ عليه أن يُنْسَبَ إلى الله-عز وجلّ-ما يتنزّهُ عنه شيءٌ آخر، وقَدْرٌ زائدٌ على مجرَّدُ التّخطِئَة..
فرُوَيْدَكَ أخي..
زادكَ الله توفيقاً..


أما أن عباراتي فيها حماسة زائدة فلستُ أرى ذلك أحسن الله إليكم، فأما عبارتي الأولى فإنها وبما هي عليه لبيان لما تعنيه ولما يلزم ولما يرد على هاته المقولة المراد نقضها..
وأما ما يتعلق بعبارتي الثانية :
- فأولا: أظن أن هنالك خط فاصل ودقيق بين ذلكم الذي أردتُه من قولي، وبين فهمكم لما قد يترتب عليها كالحط من قدر العلماء القائلين بذلكم القول، وهذا أخي الحبيب ممالا ولن ولم يرد على ذهني، فإنه ومن منهجيتي والتي اجتهد قدر استطاعتي السير عليها انما هو الالتفات للقول دون الالتفات لقائله كائنا من كان قائله، إن كان بحسب ظني حقا قبلتُه وإن كان باطلا رددتُه كائنا من كان قائله مع احترام شخصه، فالاهتمام من جهتي في نقض الخطئ بطرح ما يحضرني بذكر لوازمه وما شابهه ودون التعرض لشخوص من قال به من العلماء، فإن الخطأ من العلماء المجتهدين ومهما كان فساده وعظمه فإنهم معذورون لاجتهادهم عند قولهم لذلكم القول، وأيضا فإن ردنا لقولهم أو ردنا على ما قالوه لا تعني أننا لا نحفظ منزلتهم، بل نحفظها مع توقيرهم واجلالهم...

كما أن تنزيهي له سبحانه عند نقض القول لم يكن لأجل الحط من قدرهم، فإنني لأنزهه سبحانه وتعالى من أن يوحي إلى نبي ثم لا يأمره بالتبليغ عنه، وليس لأن العقل وبمجرده كان حاكما على قبول المسألة وردها، بل لما فيها من تعارض مع عدل الله وحكمته من إرساله للرسل والنبيين، فإنه تبارك وتعالى وكما بين في كتابه الكريم أنه أوحى لرسله وأنبياءه ليبينوا لأقوامهم مبشرين ومنذرين، فإنه سبحانه منزه عن أن يوحي لنبيه وحيا فيه الرشد والنذارة ثم لا يؤمره بالبلاغ أو أن يخيره بالأمر، وقد أخبر عن نفسه أنه لا يعذب الا بإرسال الرسل بالوحي لكيلا تكون للناس حجة من بعدهم...
وكذلكم لما في قوله تعالى من دلالة:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ - فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"

قال السعدي في تفسير هذه الاية ما نصه:"يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق النبيين وعهدهم المؤكد بسبب ما أعطاهم من كتاب الله المنزل، والحكمة الفاصلة بين الحق والباطل والهدى والضلال، إنه إن بعث الله رسولا مصدقا لما معهم أن يؤمنوا به ويصدقوه ويأخذوا ذلك على أممهم، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أوجب الله عليهم أن يؤمن بعضهم ببعض، ويصدق بعضهم بعضا لأن جميع ما عندهم هو من عند الله، وكل ما من عند الله يجب التصديق به والإيمان، فهم كالشيء الواحد، فعلى هذا قد علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم، فكل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لو أدركوه لوجب عليهم الإيمان به واتباعه ونصرته، وكان هو إمامهم ومقدمهم ومتبوعهم" اهـ
فإن الله قد أخذ على أنبياءه العهد والميثاق بنصرة رسوله وتصديقه و على حض أتباعهم ودعوتهم لنصرة النبي صلى عليه وسلم، فهنا إن كان سبحانه وتعالى أخذ عليهم الميثاق ببلاغ أقوامهم وحثهم على نصرته فكيف يكون التخيير بالبلاغ أو عدمه بعد ذلك...
رد مع اقتباس