عرض مشاركة واحدة
  #86  
قديم 03-29-2020, 06:27 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



التعدد في حياة الشيخ الحويني حفظه الله
💞 💕
كان الشيخ -حفظه الله- من الداعين لتعدد الزوجات بالضوابط الشرعية، ويرى أنه ليس كل رجل يصح له التعدد، وأن التعدد أشبه ما يكون برجل عنده بيت به طابق واحد ويُريد أن يبني فوقه طابقًا آخر، فإن كان أساس البيت ضعيفًا لا يَحتمل؛ تهاوى، وإن كان قويًّا مُطيقًا لذلك؛ استقام له أمره.
وهكذا التعدد، ليس يصلح لكل أحد لا يملك أهلية التعدد، ولا يحسن إقامة بيت فيريد إقامة اثنين.
وقد كان الشيخُ على عادته في تجديد أمر السنة يدعو إلى التعدد عندما سار في طريق الإصلاح، وعاين كثيرًا من مشكلات المجتمع وخاصة كثرة المطلقات والأيامى في خطبه ومحاضراته، وفتح الله بها بيوتًا، وحلَّ به أزمات، وكان -حفظه الله- إذا وقف على حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ عمل به، وإن لم يكن له مقتضى في حياته أوجد له مقتضى؛ لكي تناله بركة إحياء سنة؛ كالتعدد، وفي مرة سأله سائل: يا شيخ، هل قمت بالتعدد؟ فقال له: لا! فقال: إذن؛ كيف تدعونا إلى شيء وتتحمس له هكذا ولم تُجرِّبْه، وإنّ الناس يحتاجون إلى رمزٍ وقدوةٍ يقتدون به كعادة الناس في التأسِّي، فاستخار الله تعالى، ثم استشار أهله للقيام بهذه الخطوة.

وكان يرى في التعدد عدمَ الزواج بالمرأة البكر، وإنما يَتزوج المطلقة أو الثيبَ، وهذا أبعد عن موطن شُبهة الزواج للشهوة فقط، وآكد على نشر سُنة التعدد، وحل مشكلات المجتمع، فتقدم للزواج من ابنة الشيخ حسن عبد الغني -رحمه الله-، وكان مدرسًا في الأزهر بمحافظة كفر الشيخ، ثم صار مديرًا للمعهد الأزهري بعد ذلك، وكان الشيخ حسن -رحمه الله- رجلًا صالحًا نقيَّ القلب، يحرص على إخوانه ومن حوله، يُحبه كل من لقيه لسمته الطيب، فتقدم الشيخ له وتزوج من ابنته التي كانت لها ابنة، فربّاها فأحسن تربيتها، حتى تزوجت وأقامت بيتها الجديد.

وكان للشيخ فهم عميق لمعنى كفالة اليتم، فكان يرى أنَّ كافلَ اليتيم الذي يأتي يوم القيامة ملاصقًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ملاصقة السبابة للوسطى -كما في الحديث- لا يحصل هذا الفضل بمجرد إنفاق المال على اليتيم، وإنما بالقيام بمقام الأب لليتيم، فيُراعيه نفسيًّا قبل أن يُراعيه ماديًّا، ولا يتسنى ذلك إلا بالزواج من أمِّه ليكونَ في حياة هذا اليتيم. فتقدم الشيخ للزواج من ابنة الشيخ صالح مصطفى -رحمه الله تعالى-.

والشيخ صالح -رحمه الله- كان من أطيب الناس قلبًا وأرقهم فؤادًا وأسرعهم إلى تطبيق السنة، كان ذا لحية بيضاء ناصعة، ووجهه يشع نورًا، كان له حال مع الله، ما كان يترك قيام الليل إلى أنْ مات -رحمه الله-، له صوت خاشع إذا قرأ القرآن، شهد له من عرفه من العلماء والدعاة بالصلاح والتقوى، نحسبه من عباد الله المخلَصين ولا نُزكِّي على الله أحدًا، صاحَبه الشيخ فكان نِعم الصاحب، توفي -رحمه الله- عام 2013.

تقدَّم للزواج من ابنته وكانت إذ ذاك أرملة تحتها ثلاث بنات، فتزوج الشيخ من أمهن، فأحسن إليها وإليهن، وكان لهن نعم الوالد بعد والدهن، نشّأهن على محبة الخير ونقاء القلب، ولما صِرن إلى سنّ الزواج لم ير لأولاده أفضل منهن، وهذه عاقبة الإحسان، أن أحسن إليهن فأحسن الله إليه.

ثم تزوج فيما بعد الزوجة الرابعة ، من بيت محب للدين ، كان والدها -رحمه الله- رجلاً صالحًا، خطيبًا في مسجد قريته، وكانت لها ولد وبنت حرصت على تربيتهما على الدين والخُلق، ولقد رباهما الشيخ كما يربي أبناءه، وبها أتمَّ الشيخ سُنة التعددِ كما أُثر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وللشيخ ستة من الذكور، وست من الإناث، وخمس ربيبات، وربيب واحد -بارك الله فيهم جميعًا-. حرص في تربيته لهم على بث محبة الدين والغيرة عليه، والقيام بأوامره، تعظيمًا لأمر الله، ولأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبث فيهم محبة الصحابة -رضي الله عنهم-، وأئمة المسلمين من السلف الصالحين، كما رباهم على حُسن الخلق، والبر، وصلة الرحم.
# إعداد: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحوينيِّ www.alheweny.me

=============
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس