وهذه مقتطفات من شِعر أبي العتاهية -استقراء من "الاهتبال" وليست على سبيل الاستيفاء!-:
سُبحانَ مَن لم تزلْ له حُججٌ /// قـامتْ على خَلقِـه بِمعرفتِـهْ
قد علِموا أنَّه الإلـهُ ولَـ /// ـكنْ عجزَ الواصِفون عن صِفتِهْ
لك الحمدُ يا ذا العرشِ يا خيرَ معبودِ /// ويا خيرَ مسؤولٍ ويا خيرَ محمودِ
شهدنا لكَ اللهمَّ أن لستَ والـدًا /// ولكنَّك المولَـى ولست بمولـودِ
وأنَّك معروفٌ ولستَ بموصـوفٍ /// وأنَّك موجودٌ ولستَ بمحـدود
وأنَّك ربٌّ لا تـزال ولـم تَـزلْ /// قريبًا بعيـدًا غائبًـا غير مفقودِ
ألا إنَّ ربِّي قويٌّ مَجيـدُ /// لطيفٌ جليلٌ غنـيٌّ حَميدُ
رأيتُ المُلوكَ وإن عظمتْ /// فإنَّ المُلـوكَ لرَبِّي عَبيـدُ
...
وإحسانُ مولاكَ يا عبدَهُ /// إليكَ مدى الدَّهرِ غضٌّ جَديدُ
ومَن شكرَ اللهَ لم يَنسَـهُ /// ولـم ينقطعْ عنه منهُ المزيـدُ
تباركَ مَن فَخري بأنِّي لهُ عبدُ /// وسُبحانَه سُبحانهُ وله الحمـدُ
ولا مُلكَ إلا مُلكُه عزَّ وجهُهُ /// هُو القَبلُ في سُلطانهِ وهو البَعدُ
الحمدُ لله الواحدِ الصَّمدِ /// هو الذي لم يولَدْ ولَم يَلدِ
عليه أرزاقُنا فليس مع اللـ /// ـه بِنا حاجةٌ إلى أحدِ
هو الله ربي والقضاءُ قضاؤُه /// وربي على ما كان منهُ حَميدُ
سُبحان مَن ألهمني حَمدَهُ /// ومَن هو الأوَّلُ والآخِرُ
ومَن هو الدَّائمُ في مُلكِه /// ومَن هو الباطنُ والظَّاهرُ
لك الحمدُ يا مولايَ يا خالقَ الورَى /// كثيرًا ما ساء نفسي وسرَّها
الحمد للهِ لا شريكَ لهُ /// حاشَ له أن يكونَ مُشترِكَا
الحمدُ للخالِق الذي حرَّك السْـ /// ـسـاكنَ مِنَّا وسكَّن الحَرِكا
وقامتِ الأرضُ والسَّماءُ بهِ /// وما دحى منهما وما سَمكا
وقلَّب الليلَ والنَّهارَ وصَبْـ /// ـبَ الرِّزقَ صبًّا ودبَّر الفَلكا
يا ربِّ أرجوكَ لا سِواكا /// ولَم يخِبْ سعيُ مَن رَجاكا
أنتَ الذي لم تَـزلْ خَفيًّـا /// لا يبلُـغ الوهـمُ مُنتهـاكـا
إن أنتَ لم تَهدِنا ضَللنا /// يا ربِّ إن الهُدى هُداكا
أحطتَ عِلمًا بنا جميعًا /// أنتَ ترانا ولا نَراكا
سُبحانَ من أرضُه للخلقِ مائدة /// كلٌّ يوافيه رِزقٌ منه مَكفولُ
غدَّى الأنامَ وعشَّاهم فأوسَعهمْ /// وفضلُه لبُغاةِ الخيرِ مبذولُ
تعالى الواحدُ الصمدُ الجليلُ /// وحاشى أن يكونَ له عديلُ
هو الملِكُ العزيزُ وكـلُّ شيءٍ /// سِواهُ فهو مُنتقصٌ ذليلُ
ومـا مِـن مذهبٍ إلا إليـه /// وإنَّ سبيلَه لهو السَّبيلُ
وإنَّ له لَمَنًّـا ليس يُحصـى /// وإنَّ عطاءَه لهو الجَزيلُ
وإنَّ عطـاءَهُ عـدلٌ علينـا /// وكلُّ بلائه حسنٌ جميلُ
وكـلٌّ مفـوَّهٍ أثنـى عليهِ /// لِيَبلُغَهُ فمُنحسِرٌ كَليـلُ
أكتفي بهذا القدر -الآن-!
وللمتابعة وقت آخر -إن شاء الله-!
|