عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 01-09-2012, 09:21 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله رائد جبران مشاهدة المشاركة
28) شيخنا جزاك الله خيراً:
ما وجه الجمع بين الثلاث أحاديث:
الأول:
عن ثوبان رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " .
رواه ابن ماجة. وصححه الألباني – رحمه الله – في صحيح الجامع (5-3).
والثاني والثالث:
عَنْ صَفْوَانِ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ عَارَضَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ , كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ النَّجْوَى ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، ثُمَّ يُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ أَعْرِفُ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ، ثُمَّ يُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ ، فَيُنَادَى عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ , أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " .
الثالث:
عن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رقم 6069 بلفظ: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين...) أخرجه البخاري.
ما هو وجه الجمع بين الذنب في الخفاء وعدم المجاهرة وبين الخلو بالمحرمات؟
28-
قال الفقيه ابن حجر الهيتمي -رحمه الله-في" الزواجر عن اقتراف الكبائر " (2/ 764):
"الكبيرة السادسة والخمسون بعد الثلاثمائة:
إظهار زي الصالحين في الملأ، وانتهاك المحارم- ولو صغائر- في الخلوة:
أخرج ابن ماجه -بسند رواته ثقات- عن ثوبان -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: (لأعلمنَّ أقواماً مِن أمتي يأتون .... ) ؛لأن من كان دأبه إظهار الحسن، وإسرار القبيح: يعظم ضرره، وإغواؤه للمسلمين؛ لانحلال رِبقة التقوى، والخوف، من عنقه".

وقال شيخنا الإمام محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-:
"الذي يبدو أن «خلوا بمحارم الله» ليس معناها " سرّاً "، وإنما: إذا سنحت لهم الفرصة انتهكوا المحارم، فـ " خلَوا " ليس معناها " سرّاً "، وإنما من باب : (خلا لكِ الجو فبيضي واصفري) ".

كذا في" سلسلة الهدى والنور " شريط رقم (226).