عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-18-2013, 03:19 PM
محمد رشيد محمد رشيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 608
افتراضي قُوَّةُ مُصَادَقَةِ أقدارِ اللهِ العَجيبةُ !

قبلَ أربَعِ سَنَواتٍ مِنَ الآن, كُنَّا جُلَسَاءَ أُستَاذِنَا العِيدِ بن ِسَعدٍ بَارَكَ

اللهُ فِيهِ, في إحدى لَيالي مَدينَتِنا ورقلةَ الجَزَائرِيََّةِ, حينَ سَألتُ أُستَاذَنَا

عَن تَفَرُّقِ الرَّجُلَينِ المُتَحَابَّينِِ في اللهِ؛ أهُوَ تَفرُّقٌ في الدُّنيا أَم هُوَ تَفرُّقُ

الآخرةِ بِمَوتِ أحَدِهِمَا, في حَدِيثِ السَّبعَةِ الَّذينَ يُظِلُّهُم اللهُ في ظِلِّهِ ؟

فأجابَ الشَّيخُ: بأنَّهُ تَفَرُّقُ المَوت, وفي حَلقَةِ صَبَاحِ غَدٍ أطََالَ الشَّيخُ في

جَمعٍ مِن الإخوةِ ذِي عَدَدٍ, الكَلامَ على قيمَةِ الأُخُوَّةِ في اللهِ, وما الَّذي

يَنبَغي أنْ يَتَحلَّى بِهِ الأَخُ مَعَ إخوانِهِ ؟ حَتَّى كفى وأروى في المَوضُوعِ

الجالِسِينَ .

وبينَما نَحنُ كَذلك حتَّى فُوجِئنَا بِخَبَرٍ كانَ كالصَّاعِقَةِ, بِوَفاَةِ أخٍ غابَ عَنَّا

ذاكَ اليَوم هُوَ أكْبَرُنَا عُمراً, فَمَا إنْ وَصَلنَا بِرفقةِ الشَّيخِ إلى المُستَشفى,

ورأينَاهُ مُسجَّى على سَرير المَوت, حتَّى تَيَقَّنّا الخَبَرَ, فاللَّهُمَّ اغفِر لَهُ

وارحَمهُ, والشَّاهِدُ أنَّهُ كَم كَانَ وقعُ وَفاةِ صاحِبِنَا هذا مُصَدِّقاً لِجَوابِ

الشَّيخِ على سُؤالي البارِحَةَ, وَمَوعِظَتِهِ الصَّبيحةَ ؟! فإذا كانَ التَّوكيدُ

لِلمُستنداتِ يقوى بالطَّابِع الحِبري البَشري, فَمَا بالُكَ بأكِيدِ الحُكمِ الشَّرعي

وعَلَيهِ الطَّابِعُ القَدَرِي ؟!! فَرَحِمَ اللهُ فَقِيدَنَا, وبارَكَ اللهُ في شيخِنَا .
رد مع اقتباس