عرض مشاركة واحدة
  #161  
قديم 03-11-2014, 09:07 PM
عماد الشريف عماد الشريف غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: الأردن
المشاركات: 873
افتراضي

آمين جزاك الله خيرا على المرور والدعاء .
اقتباس:
العجيبة السادسة عشر بعد المئة :


نهر النيل المبارك: ليس في الدنيا نهر أطول منه، ﻷنه مسيرة شهرين في اﻹسﻼم وشهرين في الكفر وشهرين في البرية وأربعة أشهر في الخراب. ومخرجه من بﻼد جبل القمر خلف اﻻستواء، ويسمى جبل القمر، ﻷن القمر ﻻ يطلع عليه أصﻼ لخروجه عن خط اﻻستواء وميله عن نوره وضوئه؛ ويخرج من بحر الظلمة ويدخل تحت جبال القمر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن النيل يخرج من الجنة ولو التمستم فيه حين يخرج لوجدتم من ورقها.
وكان عبقام وهو هرمس اﻷول قد حملته الشياطين إلى هذا الجبل المعروف بالقمر ورأى النيل كيف يخرج من البحر اﻷسود ويدخل تحت جبل القمر، وبنى في سفح ذلك الجبل قصرا فيه خمسة وثمانون تمثاﻻ من نحاس، جعلها جامعة لما يخرج من الماء من هذا الجبل معاقد ومضاب مدبرة في إحكام، يجري منه الماء إلى تلك الصور والتماثيل فيخرج من حلوقها على قياس معلوم وأذرع معدودة، فتصب إلى أنهار كثيرة فيتصل بالبطيحتين ويخرج منهما حتى يصل إلى البطيحة الجامعة. وعلى هذه البطيحة بﻼد السودان ومدينتها العظمى طرمى. وبالبطيحة جبل معترض يشقها ويخرج نحو الشمال مغربا ويخرج النيل منه نهرا واحدا ويفترق في أرض النوبة، ففرقته إلى أقصى المغرب وعلى هذه الفرقة غالب بﻼد السودان، والفرقة التي تنصب إلى مصر منحدرة من أرض أسوان تنقسم في مجرى البﻼد على أربع فرق، كل فرقة إلى ناحية، ثم تصب في بحر اﻹسكندرية. ويقال إن ثﻼثة منها تصب في البحروحكي أن رجﻼ من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السﻼم يسمى جيادا لما دخل مصر ورأى عجائبها آلى على نفسه أن ﻻ يفارق ساحل النيل إلى منتهاه أو يموت. فسار ثﻼثين سنة في العامر وثﻼثين سنة في الخراب حتى انتهى إلى بحر أخضر فرأى النيل يشق ذلك البحر؛ وأنه ركب دابة هناك سخرها الله له فعدت به زمانا طويﻼ وأنه وقع في أرض من حديد، جبالها وأشجارها من حديد. ثم وقع في أرض من نحاس، جبالها وأشجارها نحاس. ثم وقع في أرض من فضة جبالها وأشجارها فضة. ثم وقع في أرض من ذهب جبالها وأشجارها ذهب. وأنه انتهى في مسيره إلى سور مرتفع من ذهب، وفيه قبة عالية من ذهب ولها أربعة أبواب، والماء ينحدر من ذلك السور ويستقر في تلك القبة ثم يخرج من اﻷبواب اﻷربعة، فمنها ثﻼثة تغيض في اﻷرض، والرابع يجري على وجه اﻷرض وهو النيل، والثﻼثة سيحون وجيحون والفرات، وأنه أتاه ملك حسن الهيئة، فقال له: السﻼم عليك يا جايد، هذه الجنة. ثم قال له: إنه سيأتيك رزق من الجنة فﻼ تؤثر عليه شيئا من الدنيا.
فبينما هو كذلك إذ أتاه عنقود من العنب فيه ثﻼثة ألوان: لون كاللؤلؤ ولون كالزبرجد اﻷخضر ولون كالياقوت اﻷحمر. فقال له الملك: يا جايد هذا من حصرم الجنة، فأخذه جايد ورجع، فرأى شيخا تحت شجرة من تفاح فحدثه وآنسه وقال له: يا جايد أﻻ تأكل من هذا التفاح؟ فقال: إن معي طعاما من الجنة وإني لمستغن عن تفاحك. فقال له: صدقت يا جايد، إني ﻷعلم أنه من الجنة، وأعلم من أتاك به وهو أخي، وهذا التفاح أيضا من الجنة. ولم يزل به ذلك الشيخ حتى أكل من التفاح وحين عض على التفاحة رأى ذلك الملك وهو يعض على أصبعه؛ ثم قال له: أتعرف هذا الشيخ؟ قال: ﻻ، قال: هو والله الذي أخرج أباك آدم من الجنة، ولو قنعت بالعنقود الذي معك ﻷكل منه أهل الدنيا ما بقيت الدنيا ولم ينفد، وهو اﻵن مجهودك إلى مكا
نك. قال: فبكى جايد وندم وسار حتى دخل مصر وجعل يحدث الناس بما رأى في مسيره من العجائب.
هذا والله اعلم بصحتها
من كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب .
__________________
اللهم رب جبرائيل ومكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ................
رد مع اقتباس