ابن قيم الجوزية/ إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
و سألت شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبي :اللهم طهرني من خطاياي بالماء و الثلج والبرد
كيف يطهر الخطايا بذلك ؟
و ما فائدة التخصيص بذلك ؟
و قوله في لفظ آخر : (و الماء البارد ) ,و الحار أبلغ في الإنقاء .
فقال : الخطايا توجب للقلب حرارة و نجاسة و ضعفا ,فيرتخى القلب وتضطرم فيه نار الشهوة و تنجسه ,فإن الخطايا و الذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار و يوقدها ,و لهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب و ضعفه, والماء يغسل الخبث ويطفىء النار, فإن كان باردا أورث الجسم صلابة و قوة ,
فإن كان معه ثلج وبرد كان أقوى في التبريد و صلابة الجسم وشدته ,فكان أذهب لأثر الخطايا
هذا معنى كلامه .