عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 11-29-2015, 03:55 PM
محمد نزيه محمد نزيه غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 12
افتراضي من سحاب تعليق يصلح ردا على بويران حتى لا نُنزل الجهلة مرتبة علماء الأمة فيعذرهم باللح


جزاك الله خيرا أخي الفاضل

عندي ملاحظات للتأمل تكمّل موضوعك القيم في نظري القاصر

هناك فرق بين العبور بالخطأ النحوي أو الإملائي إلى الطعن في العقائد والمناهج ، وبين الاعتراف بنقص صاحب اللحن إجمالا ، وفي اللغة خاصة.

فالطعن على أهل الحديث في عقائدهم بخطأ إملائي أو نحوي طريقة أهل البدع ، لأنه لا مدخل لذلك في العقائد .

وفرق بين مدح الناس جملة لأجل ندرة لحنهم مع خراب عقائدهم ، وبين مدح الناس تخصيصا بندرة اللحن ، فهذا من كمال اللسان ، بحيث لا يقع إيهام الثناء الكامل فيدخل في ذلك إجلال أهل البدع.

فرق بين من قضى عمره في فن من الفنون لا يكاد يغرب عنه شيء منه كالحديث ففاته غيره من الفنون كالإعراب ، وبين من لا يعرف بإعمال عمره ووقته في شيء من ذلك ، ومع ذلك هو كثير اللحن ، بل ومفتي ، ومصحح ومدقق ومنتقد للعلماء.

ومن المضحك المبكي من يعتذر منهم بأنه كتبه على عجلة ، أو ومراجعه ليست قريبة منه أو أنه كتبه والصدر مكظوم والنفس مقطوع والعمر ما أدري شو أو أو أو ، هداك الله ومن دفعك للكتابة على هذه الحال ، وفي الحالات الأخيرة لو وفرت وقتك للاستغفار والتوبة والإنابة لكان خيرا لك.

فرق بين التوصل بالضعف اللغوي إلى ضعف الحافظة أو إلى سوء الاعتقاد ، وبين التوصل بذلك إلى ضعف الاستنباط ، لأن اللغة ركن أساسي في الاستنباط ، ولا أعني باللغة عدم اللحن في الخطاب ، وإنما جملة، ولا ننسى أن أهل الحديث في الوقت الذي عابوا فيه طعن أهل البدع في عقيدة أهل الأثر بسب اللحن وغيره ، قد عابوا أبا حنيفة للحنه وعجمته ، والفرق أنهم كانوا يعيبون بذلك رأيه ، أما لما عابوا اعتقاده فصرحوا بمخالفاته الاعتقادية والمنهجية.

مما سبق نعلم أنه فرق بين الطعن في عقيدة الرجل السلفي لأجل عدم وجود الملكة اللغوية ، وبين جعله أحد المجتهدين مع فقده لذلك ، وانظر كلام السجزي في المتابع لمنهاج الأولين مع فقده لوسائل العلم والفرق بينه وبين من تابعهم وحوى آلات العلوم في رسالته إلى أهل زبيد.

فرق عظيم بين الوقوف على سقطات للأئمة في اللغة ، وبين كثرة الأخطاء في ذلك ، حتى ما يكاد يكتب إلا خطأ ، فمقولة ( قد يعثر الجواد ) تخطئة بخصوص الخطأ المعين ومدح بالجملة لأنه جواد ، لكن من لم يكن جوادا أصلا ولا .... ، فأي مدح يأتي مثل هذا.

فرق بين الأخطاء المطبعية التي يعنيها الشيخ ربيع ، وهو بلا شك يقصد بدون تعمد أولا ، وبدون إهمال ثانيا ، أما من كثر إهماله ، وأخرج كتبا مهلهلة طباعيا تسيء إلى العلم ، فهو مؤاخذ ، وإذا اعتنى بهذا ولكنه ليس أهلا لذلك فعليه أن يكله إلى من هو أهله ، ويترك عنه ما لا يحسنه .

فرق بين الإسقاط بالكلية لمن كان على منهج السلف بسبب فحش أخطائه اللغوية ، وبين اهتزاز ما يتعلق باللغة من الاستنباط والفهم كأداة من أدوات العلم الأصيلة.

أذا أردنا أن نعلم مكانة اللغة ومكانة المجيد لها والمجتهد فيها فلا ينبغي أن نحشر معها دائما سوء الاعتقاد والمنهج حتى لا نجعلها سبب مدح ، بل نجردها من ذلك ، إذ لقائل أن يقول هي مع حسن الاعتقاد الإمامة في العلم ، وهو خطأ أيضا ، بل اللغة بحد نفسها مدح لأنها أداة لمعرفة الحق الذي كلف به الناس ، فتمدح ويمدح صاحبها بها تفصيلا ، لا جملة وتفصيلا عقيدة ومنهجا وعلما ووو ، بشرط ألا يتضمن ذلك إجلال البدعة ، ولكل مقام مقال ، وهذا مقام لم يفهمه أصحاب الموازنات ، ولم يفهمه من أنتقد بعض علمائنا بذكرهم بعض المخالفين مثنين على جانب من جوانبهم الإيجابية في مقام ما ، كما انتقد بعضهم الشيخ ربيع حفظه الله .

وكذلك المدح بالحفظ ، لا نُضمِّنه سلب حسن الاعتقاد حتى لا يكون مدحا ، بل هو مدح ، وصاحبه ممدوح به ، ألا يمدح من حفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، لكن لا تمدح عقيدته بذلك ، ولا يمدح منهجه بذلك ، لا سيما إذا كان مخالفا للسلف الصالحين ، ولا يمدح جملة لأجل ذلك ، وإنما يمدح هذا الجانب فيه لأنه حق بشرطه السابق .

ومن حفظ القرآن بقراءاته العشرة ، لم يصل إلى منتهى العلم ، ولكنه حوى علما عظيما ، وما ذكره ابن تيمية وضع في غير محله ، فابن تيمية إنما أراد أن الإنسان قد يصل إلى المرتبة الممدوحة بدون حفظ ، لا أنه إذا حفظ فليس بممدوح ، ولا نحتاج في هذا المقام إلى تضمين وجود شيء أو سلبه ، بل مجرد حفظ كتاب الله حسنة يمدح بها الإنسان ، فإن اتقى ربه زاد نورا على نور ، فإن استنبط منه زاد نورا على نور ، فإن خالفه ذم لمخالفته ، وأثيب على حفظه ، ما لم يعاقبه ربه بسلب بعض حسناته بسبب بعض معاصيه وذنوبه ، وليس هذا بعموم، وإنما جاءت الشريعة بجنسه.

ثم إن سلامة العقيدة لا يكفي وحده للترأس في العلم ، فحاله حالُ ما ذكرتَ ، وإن كان للتوحيد مرتبة أعلى مما ذكر ، لكن فيما نحن فيه هما واحد ، فلا يكفي أي واحد منهم بمفرده في ذلك ، فكيف إذا حوى ضد الباقي .

وأضيف شيئا غيرَ ما ذكرتَ لأنه من جنسه ، وبابه بابه ، وهو أن السلف لا يطعنون من تراجع من العلماء بل حتى من كثرت تراجعاته ، كأحمد بن حنبل ، فله في مسائل كثيرة القولين والثلاثة والأربعة بل الخمسة ، فعلى الوجوه الكثيرة التي ذكرت في بيان سبب ذلك ، منها بلا شك ما تغير فيه اجتهاده ، وكذلك الألباني تراجعاته العلمية نار على علم ، وزيادة هذا ونقصانه إنما كان دالا على الأمانة عندهم وعلى تجدد العلم ، وعند أهل البدع كان هذا دالا على الاضطراب وعدم التأصيل .

لكن قولنا هذا أمانة من أحمد والألباني ليس معناه كل من كثرت تراجعاته دلنا ذلك على أمانته وعلى تجدد علمه ، ولا نذم صاحبها ، وإنما استظهرنا الأمانة بعد ثبوت العلم في صاحبه ، أما كل واحد من الشباب يسمي نفسه طالب علم وسماه أصحابه شيخا تكثر تراجعاته وخبطاته ، فهذا ظاهر في ضعف التأصيل والعلم .

هذه المقامات ينبغي التنبه لها جزاك الله خيرا أخي الفاضل


تنبيه :
بعد مشاركتي هذه قرأت مشاركة الأخوة في موضوع قريب في هذه المسألة أضع رابطه لمزيد الفائدة في قراءة حوارهم .

http://www.sahab.net...threadid=315254

رد مع اقتباس