[أبو أويس السليماني]

قد أساء هؤلاء للدعوة السّلفيّة لكثرة خرجاتهم و جديد طروحاتهم ، حتى فقد معظمهم حلاوة منهج السّلف في كلالمهم و تصرّفاتهم و ثمارهم ، و طاف على سطح منهجهم التناقض و التضارب ، بل كثر فيهم المحلّلون المعجبون برأيهم ، و أحسن ما نقوله في أمثال هؤلاء الذين غيّروا و بدّلوا :اختلط عليهم الأمر و أضاعوا منهج السّلف في خضمّ الأحداث الحادثة و هجوم النفس الثوري على غالبية المجتمع، بمن فيهم هؤلاء .
و الشيئ القريب من ذلك في تضارب الأفكار و تغاير -و تغيير- المناهج و الآراء : حرب الخليج -الأولى و الثّانية-، فبسببها أيضا -و من نتائجها- ظهور الفرقة و الخلاف و مفترقات الطرق و التحزب و الجماعات .....إلخ .
هناك ابتلاء حاصل يظهر فيه النصر العاجل القريب للأهل الإسلام -فيما يظهر-و يتلقف الناس العاطفيون و الزهاد تلك الفرص على أنّها الفرص التي لا تعوّض ، أو الفرص التي إن لم يُنصر فيها الإسلام-بأيّ أسلوب كان!-فلن يُنصر بعدها ، و إن سقط فلن تقوم له قائمة بعدها ، حتى يحسّ بعضهم أنّه إن لم يدخل هذا المعترك فهو مخذّل ، فيحاول الدّخول بأيّ شكل و لو بملابس النّوم ، حتّى يسجّل انتماءه و براءته !!!.
و الدعوة من كلّ هذا في واد ، و هؤلاء في واد آخر !، و ربّنا سبحانه و تعالى يقول في كتابه :
(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ، وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ، وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ).
فالتمسك بالوحي -بعد العلم و الفقه فيه- أمر عظيم جدّا .