عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 04-13-2021, 03:57 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

اللِّقـاء الثَّاني والعشرون
(30 شعبان 1441 هـ)



1. السُّؤال:
هل تثبت رؤية هلال رمضان بشاهد أم بِشاهِدَين؟ وما الدَّليل على ذلك؟
الجواب:
ابتداءً: اختلف العلماء في هذه المسألة؛ بعض العلماء يقول: يجب أن تكون الرُّؤية مِن جماعةٍ، وهكذا، أقوال متعدِّدة.
لكن صحَّ عن النبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- حديثان: الحديث الأوَّل: أنَّ النبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال -في آخر الحديث-: «فإنْ شَهِدَ شاهِدانِ؛ فصُومُوا وأَفْطِرُوا»؛ لكنْ: هذا من حيث الكمالُ، أمَّا لو شهد شاهد واحد من ثقات المسلمين؛ فيجوزُ، والدَّليل على ذلك: حديث ابن عُمر -رضي الله عنهما- قال: «تَرَاءَى النَّاسُ الهِلَالَ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ ﷺ؛ فصامَ، وأَمَرَ النَّاسَ بِالصِّيَامِ»، إذن: واحد ثقة -من ثقات المسلمين- إذا رأى الهِلالَ؛ فإنَّه تكونُ رؤيتُه حازِمةً في هذا الموضوع -إن شاء الله -تعالى-.

2. السُّؤال:
شخص سيَقضي أغلبَ شهر رمضان في المستشفى بسبب عملٍ جِراحيٍّ مع أخذ العلاج؛ فهل له أن يُفطِر؟
الجواب:
بلى؛ بنصِّ القرآنِ الكريمِ: ﴿فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾، إذا كان مريضًا -حتَّى لو لم يكن في المستشفَى- ما دام مريضًا-؛ فحينئذٍ نقول: هذه رُخصةٌ من اللهِ؛ بل قد نقول: رُخصةٌ واجِبةٌ.
لأنَّ بعضَ النَّاسِ إذا لم يأخذْ دواءَه في نهارِ رمضانَ؛ قد يكون ذلك سببًا لهلاكِه، وهذا لا يجوزُ؛ حفظُ الأنفُسِ من أعظمِ مقاصِدِ الشَّريعةِ، واللهُ -عزَّ وجلّ-َ جعلَ لنا فُسحةً بأنْ نقضيَ هذا الصَّومَ -إذا رَدَّ -سبحانه- لنا العافيةَ-، وإذا كان مرضًا مُزْمِنًا؛ فتُطعمُ عن كلِّ يومٍ أفطرتَه مسكينًا.

3. السُّؤال:
أيهما أفضل: حفظُ القرآن أم تلاوتُه -في رمضان-؟
الجواب:
نقولُ: الجمعُ خيرٌ من التَّرجيح -كما قال العلماءُ-، وكلاهُما خيرٌ؛ حفظُ القرآنِ خيرٌ؛ بلْ: خيرٌ كبيرٌ، وتلاوةُ القرآنِ خيرٌ كبيرٌ.
كلَّما وجدتَّ في نفسِكَ همَّةً للحفظِ؛ فاحفظْ، وكلَّما وجدتَّ في نفسِكَ رغبةً في التِّلاوةِ؛ فاتْلُ، والله -عزَّ وجلَّ- يقولُ -في القرآن الكريم-: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ -نسأل اللهَ العافيةَ- اللَّهمَّ عافِنا، واعفُ عنَّا، واجعلنا من الَّذي يتدبَّرونَ كَلامَكَ وكِتابَكَ، إنَّ ربِّي سميعٌ مُجيبٌ.

4. السُّؤال:
ما حكم تهنئة النَّاس بعضِها لبعضٍ بقدوم رمضان؟
الجواب:
استنبطَ الإمامُ ابنُ رجَبٍ الحنبليُّ -في كتابه «لطائف المعارِف»- من حديث النبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه جاء يبشِّرُ أصحابَه بقُدومِ رمضان، فقال: «أَتَاكُم شَهْرٌ مُبَارَكٌ» -والحديث فيه طُولٌ، هذه أهمُّ جُملةٍ فيه-، ونقل ذلك عنهُ العلَّامة الحافظُ جلال الدِّين السُّيوطيُّ في رسالة له صغيرة اسمُها: «وُصول الأَماني في أُصول التَّهاني»، فهذا جائزٌ -إن شاء الله-.

5. السُّؤال:
ماذا تصنَع مَن كانَتْ لا تقضي الأيَّامَ الَّتي أفطرَتْها بسببِ الحيْضِ، وذلك لمدَّة تِسعِ سنَوات؟
الجواب:
أوَّلًا: لا بدَّ أن نسألَ: لماذا؟ (عن تقصير)؛ حُكم، و(عن عُذر)؛ حُكم ثاني.
ومع ذلك نحنُ نقولُ -ابتداءً-: فلتُكْثِرْ مِنَ النَّوافلِ، ولْتُكْثِرْ من الصَّدقات، وهذا -إن شاء الله- بابٌ جليلٌ في إغلاقِ نَقصِها، وسَدِّ ما فاتَها في تلك السَّنَواتِ من ذلك الصِّيامِ.

6. السُّؤال:
ما هو الأفضلُ: صلاة التَّراويح مُنفرِدًا مع الإطالةِ، أم الاجتماع مع أهل البيتِ مختصِرًا للقراءةِ؟
الجواب:
أنا أقول -من ناحيةٍ تربويَّةٍ-: محافظتُكَ علَى التَّراويح مع الأُسرةِ -حتَّى لو بتلاوةٍ أَقلَّ وأَقصَرَ- أفضلُ، وإذا استطعتَ أنْ تجمعَ بينَ الـخَيْرَيْن؛ فهذا لا شكَّ -ولا رَيبَ- أنَّه أفضلُ -وأفضلُ-، بالطَّريقة الَّتي أنتَ تراها مُناسِبة؛ كلُّ إنسانٍ -في أُسرتِه- له ظَرْف قد يختلفُ عن الظَّرْفِ الآخَر.

7. السُّؤال:
ماذا تنصَحون بالنِّسبةِ للبلدانِ الَّتي وقتُ إمساكِها عن المفطِّراتِ أو إفطارِها غير الوقت بالنِّسبةِ للأذان؟
[يعني أنَّه يقصد: قد يكون أذان المغرب بعد دخول الوقت بدقائق، أو أذان الفجر يكون قبل دخول الوقت بدقائق]
الجواب:
هذه مسألةٌ قديمةٌ -مِن قُرونٍ-! وأشار إليها الحافظُ ابنُ حَجَر العسقلانيُّ -رحمه الله- في كتابِه «فتح الباري».
لكنْ: أنا أنصَح العامَّة من المسلمين أن يُتابِعوا ما تُقِرُّهُ الدَّولةُ مِن مواقيتَ للصِّيامِ، مع التَّنبيهِ إلَى أنَّ الأذانَ الأوَّل في الفَجْرِ كان يسمُّونَه قديمًا (أذانَ الإمساكِ)، والحمدُ للهِ: هذا اللَّفظُ صُحِّحَ في كثيرٍ من البلدان؛ صاروا يقولون: (الأذان الأوَّل)، والنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «إنَّ بلَالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُؤَذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، فبلالٌ كان يؤذِّن الأذان الأوَّل -وهو للتَّنبيهِ-، ثمَّ الأذانُ الثَّاني هو الأذانُ الَّذي يُحِلُّ الصَّلاةَ ويُحَرِّمُ الطَّعامَ.

8. السُّؤال:
نرجو ذِكْرَ كتابٍ يتفقَّه الصَّائمُ بقراءتِه.
الجواب:
هنالك رسالةٌ في الصِّيامِ للأستاذِ المربِّي الشَّيخ محمود مهدي الإستانبولي -رحمه الله- بعنوان: «صوم رمضان»، وهنالك رسالةٌ -كان لي شرَفُ المشارَكة بها- وهي بعنوان: «صِفة صوم النَّبيِّ في رمضان»، وهنالك كتاب للدّكتور محمَّد عقلة: «صيام رمضان حوادثه ومحدَثاته»، الكتبُ كثيرةٌ.
لو نظرتَ إلَى أيِّ شرحٍ من الشُّروح الفقهيَّة للشَّيخ ابن عُثيمين لكتاب الصِّيامِ؛ تجد فيها ما تطلبُه -إن شاء الله-.

9. السُّؤال:
هل هناك اعتكاف في البيت؟ و إن كان؛ فكيف؟
الجواب:
نحن في زمان (الكورونا) مُعتكفون -رغمًا عن أُنوفنا-! لكنه اعتكاف لُغَويٌّ، وليس اعتكافًا شرعيًّا!
الاعتكاف الشرعيُّ: اختلَف فيه أهل العِلمِ؛ فبعضهم يقول: لا بُدَّ أن يكونَ مسجدًا جامعًا، وهذا قول جماعةٍ كبيرةٍ مِن أهل العِلمِ، وقال علماء آخرون -وإن كانوا قِلَّةً؛ لكنْ: قولهم حسَنٌ من حيث الأدلَّة- يقولون: قال النَّبيُّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «لا اعتكافَ إلَّا في المساجِدِ الثَّلاثةِ».
لكنْ -أيها المسلم- إذا جلستَ أو مكثتَ في أيِّ مسجدٍ -أو حتَّى لو مكثتَ في بيتكَ- وأنت تذكر اللهَ، وتدعو اللهَ، تتلو القرآن، تستغفر الله، تُصلِّي على النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وآلِه وسلَّم-، وتفعل الـخَيْرات؛ فأنت في أجرٍ عظيمٍ، نرجو ألَّا يكون أقلَّ من أجرِ الـمُعتكفين -حتَّى في المساجد الثَّلاثةِ-.
ولا نُريدُ أن نُطوِّلَ في هذه المسألةِ، ولا نستطيعُ أن نُحرِّجَ على النَّاس -حقيقة-.
لنا ما نختارُه، ولهم ما يرونَه، ومن كان ذا قُدرةٍ على الاجتهاد؛ يرجِّح.

10. السُّؤال:
هل نقرأ أجزاءً أكثرَ من القرآن بشيءٍ من العجَلة، أم نقلِّل عددَ الأجزاء مع تدبُّر القرآن؟
الجواب:
لا شكَّ ولا رَيْبَ. نحنُ نقولُ: ليست العِبرةُ بالكثرةِ، ولا بكم خَتْمةٍ ختمتَ؛ ولكنَّ العِبرةَ بالتدبُّر، بالتأمُّل لمعاني كلامِ الله -عزَّ وجلَّ-.
لذلك: أنا أصِفُ -وأعوذ بالله من شرِّ نفسي وسيِّئات عملي- أصفُ بعضَ النَّاسِ الَّذين يقرؤون كتبًا -سواء كتب سُنَّة أو غير ذلك- بِأيَّامٍ قليلةٍ -وهم من عامَّة المسلمين، أو مِن عامَّة طلَبةِ العِلْمِ- أنا أقول: هؤلاء يقرؤُون لِينتَهوا، ولا يقرؤون ليَفْقَهوا!!
فلا نُريدُ أن نكونَ من هذا الصِّنفِ.
واللهِ؛ لو لَم تختمِ القرآنَ إلَّا مرَّةً واحدةً في شهر رمضان بتأمُّل وتأنٍّ وتدبُّرٍ؛ فلا شكَّ -ولا ريب- أنَّ هذا خيرٌ بألف مرَّة ومرَّة ممَّنْ يَقرؤون القرآنَ ختمتَين وثلاث مرَّات وهُم يَهذُّونَه هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْر -كما ورَد عن بعض الصَّحابةِ -ولعلَّه ابن مسعودٍ -رضي الله -تعالى- عنه وأرضاه-.

11. السُّؤال:
هل الأفضل أن تُصلّى التَّروايح هذا الشَّهر في كلِّ لياليه بإحدى عشرة ركعة، أم أنوِّع في هذا الشَّهر فقط؟
الجواب:
الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- كما تقول السّيّدة عائشة -والحديث في «الصحيحين»- قالت: «ما زاد رسولُ اللهِ ﷺ في رمضانَ ولا غيرِه علَى إحدَى عَشْرةَ رَكْعة»، لو نَقصَ لا مانِعَ؛ لأنَّه قد ورد عن الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه صلَّى أقلَّ مِن ذلكَ؛ لكن: لم يصحَّ عنه -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه زادَ على ذلك.
نعم؛ في رواية من الرّوايات: «ثلاث عشرة ركعة» قال العلماء: هذا حديث يُحمل على ركعتَيْ سُنّة العِشاء أو ركعتَيْ سُنّة الفجر؛ يعني: حتّى لا نضرب الأحاديث بعضها ببعض. هذا أوَّلًا.
الأمر الثَّاني: من باب الأمانة العلميَّة؛ لا نستطيع أن نُبدِّعَ الفعلَ الزَّائد عن صلاة إحدى عشرة ركعة، فكثير من العلماء يُجيز الزِّيادة على إحدى عشرة ركعة، وسبق أن تكلَّمنا في هذا، ولكنَّنا نقول -وسنظلُّ نقول-: «خَيْرُ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ» -صلَّى الله عليه وآلِه وسلَّم-.

12. السُّؤال:
حديث: «رمضان أوَّلُه رحمةٌ، وأوسطه مغفرةٌ، وآخِرُه عِتقٌ من النَّارِ»؛ هل هو حديث صحيحٌ؟
الجواب:
الحديث ضعيفٌ -ابتداءً-، وهو من رِواية ابنِ خُزَيمةَ، والعجيبُ: أنَّ ابن خزيمة لَمَّا رواه قال: «إِنْ صحَّ الـخَبَر»؛ لكنْ: سقطت أداة الشَّرط هذه «إِنْ» مِن بعض الكتبِ؛ فصارت: «صحَّ الخبرُ»! وهذا -الحقيقة- خطأٌ كبيرٌ -وكبيرٌ جِدًّا-!
فهذا الحديث -على ضعفِه- يُخالف الحديث الصَّحيح المرويَّ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «لله عُتَقاءُ مِنَ النَّارِ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنَ الشَّهْرِ» إلى آخر الشهر -أو كما قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-.

13. السُّؤال:
هل يُكتفَى برؤيةِ الهلال في بلادٍ واحدةٍ لِثبوت الصِّيامِ أم يجب أن يُرَى في كل البلدان الإسلاميَّة؟
الجواب:
لا؛ لو ثبت في بلدٍ واحد: الأصل أن تَتْبَعهُ البلاد -كلُّها-.
لكنْ -وللأسف- مع تفرُّقِ بلاد المسلمين أصبح لكلِّ بلد رؤيتُها، فنقول لكلّ بلد رؤيتها مِن حيث الواقع.
لكنْ: مِن حيث الأفضليَّةُ؛ فالأفضل -لا شكَّ ولا ريب- هو أنْ يصومَ المسلمون -جميعًا-.
الآن بعض النَّاس ماذا يقول؟
في داخل البلد..؛ مثلًا في الأردن يقول: أنا أريد أن أصوم مع مصر أو مع السعوديَّة!
نقول له: لا يجوزُ!
بلدان المسلمين مُفرَّقة على بعضِها: فهل أنت تأتي لِتفرِّق البلد الواحد!؟
هذا خلاف مَصلحة الجماعة وكلمة وحدة الأمَّة.

14. السُّؤال:
هل يجوز تعجيلُ زكاةِ الْفِطر للفقراء والمساكين في هذه النَّازلة؟
الجواب:
لو لم يكن -هنالك- مِن أبواب الخير إلَّا زكاة الفِطْر؛ لنظرنا في الموضوع نظرة فقهيَّة عميقة.
لكنْ: زكاةُ الفِطْر ليست بِشيءٍ بالنِّسبة لِلزَّكوات، بالنِّسبة للصَّدقات، بالنِّسبة للعطايا والمنح والهبات.
فزكاة الفِطْر نُبقيها في مكانها: آخر يوم من رمضان، أو آخر يومين.
أمَّا: مِن أوَّل الشهر، وقبل الشَّهر!
نحن أفتَينا.. بأنَّه يجوز تعجيل الزَّكاة لِمَن وقَّتها برمضان: أن يخرجَها في رجب أو في شعبان؛ هذا يجوز، وعليه دليل.
لكن زكاة الفِطْر هي طُهرة للصَّائم، أنت -الآن- لم تَصمْ، أو لم يَكمل صومُك؛ فكيف تريد أن تُخرج هذه الزَّكاة على غير الوصف والصِّفة الَّتي وصفَها بها النَّبيُّ الكريم -صلَّى الله عليهِ وآلِه وسلَّم-؟!

15. السُّؤال:
ما حكم صلاة التَّهجُّد جماعةً؟
الجواب:
ابتداء -إخواني-: لفظ (التَّهجُّد)، ولفظ (الْقِيام)، ولفظ (قيام رمضان)، ولفظ (التَّروايح): كلُّها تدلُّ على شيء واحد.
لكنْ: بعض أهل العلم ماذا يقول؟
يقول: يجوزُ أن تُقسِّمَ الصَّلاةَ إلى قِسْمَين -خاصَّة في ظروف التَّروايح عندما تُقام في المساجد..
الآن؛ لا تُقام في المساجد، فأنتَ وما تستطيعه وما تقدر عليه، لك أن تَفعل -تؤخِّر..تُبكِّر-؛ الأمر فيه سَعة، وإن كانت التَّأخير أفضل؛ كما ورد عن سيِّدنا عمر.. قال: (والذي تَنامون عنها أفضل) -يعني: آخر [اللَّيل]-.
فمَن استطاع أن يجعل قسمًا من صلاتِه في أوَّل الليل، وقسمًا في آخرِه؛ فهذا -إن شاء الله- جائزٌ، ويكون الوِتْر في الآخر؛ لأنَّ الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- يقول: «لا صَلاةَ بَعْدَ الوِتْرِ»، ويقول -عليه الصَّلاة والسَّلام-: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا».
هذا هو البحث في هذا الباب، وفي هذه المسألة.

16. السُّؤال:
حديث «صوموا تَصِحُّوا»؟
الجواب:
نقول: لا يَصِحُّ.
أمَّا من ناحية المعنَى؛ فالمعنَى صحيحٌ؛ لكنْ من حيثُ النِّسبةُ إلى الرَّسول الكريم -عليه الصَّلاة والسَّلام-؛ فنحن نقولُ -مذكِّرين أنفسَنا وإخواننا-جميعًا- بِحديث النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وآلِه وسلم-: «إِيَّاكم وكَثْرةَ الحديثِ عنِّي؛ إلَّا ما عَلِمْتُموهُ صِدْقًا وحَقًّا، ومَن كَذَبَ عَلَيَّ؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ في النَّارِ».
وفي «سنن الترمذيِّ» -بسَندٍ فيه ضَعفٌ؛ لكن: هذا يشهد له-وهذا في «المسند»- قال: قال رسولُ الله ﷺ: «اتَّقوا الحديثَ عنِّي؛ إلَّا مَا عَلِمْتُم».




انتهى اللِّقـاء الثَّاني والعشرون

رد مع اقتباس