عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 03-29-2015, 08:43 AM
ابو همام محمد السلفي ابو همام محمد السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 193
افتراضي

بشرى لأهل الشام المقاتلين أهل الفتن في آخر الزمان 7
ومن تأمل الواقع والتاريخ وجدهما شاهدين لهذه النصوص معززين لها.
فهذه مثلاً فتنة ابن الأشعث وما حصل فيها من الفتن -المذكورة آنفاً- لم يستطع الحجاج إطفائها إلا بعد استعانته بأهل الشام؛ فهم الذين قضوا عليها وأخمدوها، وإذا تأمل متأمل فيها وجد أن منبعها من المشرق!
وهذا شبيب الخارجي؛ قال الحافظ ابن كثير في " البداية و النهاية " ( 9 / 26 ) : "شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس بن عمرو بن الصلت بن قيس بن شراحيل ابن صبرة بن ذهل بن شيبان الشيباني، يدعي الخلافة ويتسمى بأمير المؤمنين[1]، ولو لا أن الله تعالى قهره بما قهره به من الغرق لنال الخلافة -إن شاء الله-، ولما قدر عليه أحد، وإنما قهره الله على يدي الحجاج لما أرسل إليه عبد الملك بعسكر الشام لقتاله " .
وهذا الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي الحروري ممن اشتغل مروان بأمره و أرسل إليه سبعين ألف مقاتل بل "جاء مروان والناس في الحرب فقاتلهم أشد القتال فهزمهم " كما قال الحافظ ابن كثير في " البداية و النهاية " ( 10 / 27 )[2] .
وإذا تأمل متأمل معارك الحجاج الثقفي وغيره مع الخوارج وجد أن أصلها من الشام، لأنه عادة وشرعا تكون أوامر صادرة عن دار الخلافة[3]، ولأن قوة الدولة التي هي قائمة بالشام كانت المدد الجذري لهذه المعارك وموردها الذي تستمد منه قوتها، وأنه لولاها لكان للخوارج حظ من الخلافة والملك كما أشار الحافظ ابن كثير -رحمه الله- .
وفي آخر خلافة بني أمية بعث مروان الحمار عبد الملك بن محمد بن عطية أحد بني سعد في خيل أهل الشام أربعة آلاف لقتال أبي حمزة الخارجي، قال الحافظ ابن كثير ( 10 / 40 ): " فسار ابن عطية حتى بلغ وادي القرى فتلقاه أبو حمزة الخارجي قاصدًا قتال مروان بالشام، فاقتتلوا هنالك إلى الليل، فقال له: ويحك يا بن عطية ! إن الله قد جعل الليل سكنا فأخر إلى غد، فأبى عليه أن يقلع عن قتاله، فما زال يقاتلهم حتى كسرهم فولوا ورجع فلهم إلى المدينة، فنهض إليهم أهل المدينة فقتلوا منهم خلقا كثيرا، ودخل ابن عطية المدينة، وقد انهزم جيش أبي حمزة عنها".
وإذا اتبعنا سبباً -تأملاً في التاريخ-؛ وجدنا كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ومدرسته من أقوم الطوائف محاربة للخوارج والمرجئة ، وكتبه -رحمه الله- مملوءة بالرد عليهم ونقض مذاهبهم، و طافحة بنقد آرائهم، والاجهاز على مناهجهم؛ بما لا يكاد أن يوجد في كتب و مؤلفات غيره؛ مما يدل على صحة اعتقادهم وصفاء إيمانهم ونقاء منهجهم، وقد قال -رحمه الله- كما في كتاب " الإيمان " ( ص 236 ) له : " وكان أهل الشام شديدين على المرجئة "، وهو يقتضي بالضرورة العلمية شدتهم على الخوارج-تحذيرًا و غزوًا-.
وقد بدأت منذ فترة بجمع كلامه -رحمه الله- حول الخوارج -وهو كثير-، ولما نعرت مارقة العصر، بمحاولتهم نسبته إليهم تأكد هذا الجمع. فمن كان من الإخوة له استعداد للمشاركة في هذا العمل والمساعدة فيه فأنا على استعداد -إن شاء الله-.
ثم إذا اتبعنا سبباً؛ ونظرنا إلى مدرستين: مدرسة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- ومدرسة العلامة الألباني -رحمه الله- وجدناهما امتمدادًا لمدرسة شيخ الإسلام في محاربة فكر الخوارج -وكذا المرجئة- المنحرف عن سواء السبيل . وهذا مما لا ينبغي تجاحفه أو تجاهله .
..فإذا ألقينا الضوء على الإمام الألباني -رحمه الله- وتتبعنا شيئاً من سيرته؛ علمنا أنه من أشد الناس على الخوارج والمرجئة؛ بمناظراته لهم والرد عليهم وكلامه فيهم وتحذير الأمة منهم ومن أفكارهم وعقائدهم، بما شهد له بذلك أكابر أهل العلم في هذا العصر، وهو مسجل في أشرطته وكتبه وعند أصحابه وطلابه، وليس ذا في بلاد الشام فحسب؛ بل وفي غيرها من البلدان، وما موقفه من خوارج الجزائر عنا ببعيد !
وإذا نظرنا إلى مدرسته -لاسيما التي بالشام- نظرةَ انصاف تجردية- لوجدناها مترسمةً لخطاه حذو القذة بالقذة-شبراً بشبر وذراعاً بذراع-، -ولغير العارف- فلينظر -مثلاً- إلى كتب شيخنا أبي الحارث الحلبي كـ " التحذير من فتنة التكفير " و " صيحة نذير بخطر التكفير " و " التبصير بقواعد التكفير " والكثير الكثير.. وأخيرها وليس آخرها " داعش العراق والشام في ميزان السنة والإسلام " ...
أو ككتاب شيخنا أبي عبيدة مشهور بن حسن " العراق في أحاديث وآثار الفتن " وفصوله الأول التي تتكلم على الخوارج، أو " السلفيون وقضية فلسطين" وغيرهما ممن لم أذكر، لتبين له الجهد البارز و الظاهر في غزوهم مذهب الخوارج المارق، وهو جهد مما يشكرون لهُ ويحمدون عليه .
ووقوف هذه المدرسة ضد ثورات الإخوان المسلمين بالشام، ثم الآن ضد القرن الجديد للخوارج -والمسمى بـ ( داعش )- والذي منبعه ( العراق ) لدليل وحده كافٍ على براءة هذه الطائفة من نحلتي الخوارج والمرجئة .
مع -التنبه والتنبيه-: إلى أن أغلب الإخوان المسلمين اليوم هم من المرجئة العملية! فلا تضر كثير من المحرمات الظاهرة بالنص في الإيمان عندهم -شيئاً-؛ كالإسبال والموسيقى، والاختلاط ومصافحة المرأة الأجنبية، والكثير الكثير الذي كان عند السلف من المحرمات القطعية.
ولكنهم يستحلونها استحلالاً عملياً بنوع من التأويل المحرم على وفق املاءات المدرسة العقلية التي لا تعبأ بصريح النص الوضيح أمام جنف العقل القبيح!
وبراءة هذه الطائفة -اليوم- من هاتين النحلتين الغاليتين يقتضي بمقتضى اللزوم أنهم من الطائفة المنصورة التي قصد النبي -صلى الله عليه وسلم- في جملة هذه الأخبار المتواترة .
ولا يجحد هذا إلا من غمط الحق أهله أو كتم العدل شأنه!
ولذلك؛ كان الجهاد الشرعي الذي تؤمن به -والذي هو بالسيف والسنان، مما لم يفتح لها بعدُ- كان بعيداً كل البعد عن الثورات الخارجية القائمة -اليوم-، و كان جهادها -بالقلم واللسان- هو الجهاد الشرعي المفتوحة أبوابه[4]؛ الذي أثنى عليها به نبي الجرح والتعديل - صلى الله عليه وسلم- وما ذلك إلا لأنه هو الأصل من جهة، وأنه دائم فيهم من جهة أخرى . وهذا النوع من الجهاد - كما ذكرت- داخل في مسمى الإيمان الشرعي الواقع في حديث الفتن، بل هو أحد أسبابه، وقد جاء في حديث عمرو بن عبسة -رضي الله عنه-قال: قال رجل يا رسول الله: ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك لله -عز وجل-، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك . قال: فأي الإسلام أفضل؟
قال: الإيمان قال: وما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال الهجرة قال: فما الهجرة؟ قال: أن تهجر السوء. قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد. قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم.
قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما: حجة مبرورة أو عمرة"[5].
ومما يلتقي -تماماً- مع ما سبق؛ ما أخرجه مسلم في " صحيحه " ( 80 ) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- " أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» .
وما من شك أن الطائفة المنصورة التي تقاتل على أمر الله -لاسيما التي بالشام- هم أولى الناس من يجاهد ويقاتل هؤلاء الخلوف؛ التي تقول ما لا تفعل، وتفعل ما لا تأمر، وأنهم أولى الناس اهتداءًا بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- واستناناً بسنته، ولولا ذاك لما ثبت لهم اسم الجهاد الشرعي؛ الذي هو قتال على ( أمر الله ) أو ( الحق )، ولما ثبت لهم مسمى الإيمان-نصًا- في أنفسهم من جهة ولا في واقعهم من جهة أخرى.
بل إن ثبوت قتالهم لأهل الفتن كما في حديث الباب دليل على ثبوت اعتدالهم في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتدالهم في مسائل الأسماء والأحكام التي ضلت فيها الخوارج والمعتزلة والمرجئة، وقد جاء في حديث آخر -سيأتي إن شاء الله- بأن منهم قلة تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، فهم مع ثبوت اسم الإيمان لهم في الدنيا بطريق النص مما يبرئهم تماماً- من انحراف تلكم الطوائف السالفة في هذا الباب الخطير.
ومن تأمل قوله –صلى الله عليه وسلم-: " تقاتلُ أعداءها، كلما ذهبَ حربٌ نشِبَ حربُ قومٍ آًخرين ... همْ أهلُ الشّامِ "، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: الآخر في الخوارج" كلما ظهر قرن قطع "، علم بأن قرن الخوارج كلما ظهر نشب له حرب طائفة أهل الشام حتى يقطع، فإذا ظهر مرة أخرى نشِبَ له حربُ قومٍ آًخرين منهم حتى يقطع، حتى تأتيهم الساعةُ كأنّها قطعُ الليلِ المظلمِ؛ بظهور قرن الخوارج الذي يخرج فيه الدجال فيفزعونَ لذلك؛ حتّى يلبسُوا له أبدانَ الدُّروع حتى يقطع بإذن الله-عز وجل-، وهذا من ألطف ما فسرت به الأحاديث بعضها ببعض، والفضل من الله وحده.
مما يفيد بأن الخوارج من أشد الطوائف معاداة للطائفة المنصورة، وأن معاداتهم لها دائم، كما أن قتال الطائفة المنصورة لها دائم بديمومة عدائها، وأن الذي يسلمه الله تعالى من منهج الخوارج- بمفهومه العام؛ بما فيهم المرجئة وغيرهم من أهل البدع؛ إذ كان تقرر أن أهل الأهواء كلهم يرون السيف- فهو من الطائفة المنصورة -إن شاء الله-.
ومن أنصف: وجد أنه لما ظهر قرن خوارج العصر كانت طائفة أهل الشام-والتي رأسها محدث العصر؛ الإمام الألباني- هم أول من تصدى لهم، و أن أثرهم فيها كان أظهر من أثر غيرهم، و لا أبعدُ -لو قلت- بأن أثر غيرهم فيها تابع لأثرهم، والانصاف قرين الصدق.
ولذلك؛ فالذين ينكرون فضل الجهاد لهذه الطائفة التي بالشام واستمراره فيهم إنما يردون ما أدلت به مقتضى النصوص الخاصة والعامة فيهم. بل إن انكارهم وطعنهم إنما هو بغي على أنفسهم. ولا يضرون به إلا ذواتهم أحبوا أم كرهوا، جهلوا أم عرفوا !
وعليه؛ فمن العجيب تسليط أسنة الجرح والتعديل عليهم وهم فرسانه، و رميهم بسهامه وهم حذاقه من رماته! فروسية شهد لهم بها نبي الجرح والتعديل-عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، يرمونهم بدائهم ثم ينسلون! ويحسبون أنهم لهم بذلك مسقطون! وقد نطق الوحي المبين بأنهم الأعلون وظاهرون، ويخالون أنهم بخذفهم لهم ضارون وما يشعرون أنه إلا أذى معهون، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: " لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم "[6] فالأذى -وإن كان لابد لاحقهم- إلا أنه لا يضرهم، كما قال الله عز وجل: " لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى "[ آل عمران: 111 ][7]؛ إذ كان لابد أن يكون من مقتضيات المخالفة أو الخذلان.
ويرحم الله الخطيب البغدادي القائل في مقدمة كتابه " شرف أصحاب الحديث ": " من كادهم قصمهم الله ، و من عاندهم خذله الله ، لا يضرهم من خذلهم ، و لا يفلح من اعتزلهم ، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ، و بصر الناظر بالسوء إليهم حسير ، و إن الله على نصرهم لقدير " .
وبالجملة؛ فلا شك أن تاريخ هذه الطائفة التي بالشام حافل بحرب الخوارج والمرجئة مثبوت في بطون الكتب ومسطر فيها؛ مما يثبت لها سلامة انتمائها السلفي في شتى مراحلها. كلما ذهب حرب منها نشب حرب قوم آخرين، سخرهم الله تعالى أبدالاً عن سابقيهم يقاتلون عن أمر الله-عز وجل-إلى قيام الساعة.
وأن بلاد الشام منذ الزمن الأول لم تشهد ظهور الخوارج، وإنما كان ظهورهم من قبل المشرق؛ في العراقين-عراق العرب وعراق العجم-،ومن تأمل خلافة الخليفة الراشد علي -رضي الله عنه- وما كان بعدها من خلافة الأمويين و كذا العباسيين علم صدق ذلك، ومثلهم في العصر الحاضر فإن منبعهم-لمن أنصف- من المشرق من العراق و من أفغانستان –التي هي جزء من خراسان قديما-[8]، وأن ما هو موجود منهم بالشام اليوم إنما هم من بقايا القرن المقطوع بالآخر، والذي كان لنشوب حرب طائفة أهل الشام دورًا بارزًا في قطعه؛ يعلمه من أنصف ممن أدرك ذلك.
ومن أجل ذلك اقترح على من له هم أو رغبة من اخواننا الباحثين أن يبحث فيما يلي؛ لما له أهمية منهجية -جد قوية- في قابل الزمان :
1 - تاريخ الطائفة المنصورة بالشام في محاربة مذهب الخوارج والمرجئة.
2 - موقف شيخ الإسلام ابن تيمية ومدرسته من الخوارج والمرجئة.
3 - موقف الإمام الألباني ومدرسته من الخوارج والمرجئة.
4 - جهود الإمام الألباني في محاربة مذهب الخوارج.
5 - وقد أشرت سابقاً إلى جمع كلام شيخ الإسلام حول الخوارج فمن كان له استعداد للمشاركة والمساعدة فليتفضل.
6 – وكذلك؛ تاريخ الخوارج في المشرق أو في خراسان من المنشأ إلى الاستئصال، حيث أن بلاد خراسان قديما شهدت تكاثفا شديدًا منهم؛ بحيث كانت مسرح الفكر الخارجي عبر التاريخ، ولا تزال إلى خروج الدجال!
7 – مدرسة الإمام الألباني و التحديات المعاصرة .
يتبع ...

[1] ـ أقول: فهذه سنة عند الخوارج! وأمثالها كثيرة في كتب التاريخ؛ ككتاب الحافظ ابن كثير هذا، ومن أواخرهم لا آخرهم : أبو بكر البغدادي أمير مارقة ( داعش )! و إلا ؛ فإن آخرهم ادعاء لها الأعور الدجال، وقد ورد عند نعيم بن حماد في " الفتن " ( 2 / 541 - 542 / 1526 ) بإسناد ضعيف عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " الدَّجَّالُ بَشَرٌ وَلَدَتْهُ امْرَأَةٌ، وَلَمْ يَنْزِلْ شَأْنِهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَلَكِنْ ذُكِرَ فِي كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ" في حديث طويل و فيه :" ثُمَّ يَأْتِي الْمَشْرِقَ فَيَظْهَرُ وَيَعْدِلُ، ثُمَّ يُعْطَى الْخِلَافَةَ، فَيُسْتَخْلَفُ.."!

[2] ـ و ينظر ( 10 / 31 ) في مقتل الضحاك الحروري .

[3] ـ قال الحافظ ابن كثير في المصدر السابق ( 10 / 32 ) : " ثم دخلت سنة تسع وعشرين ومائة فيها اجتمعت الخوارج بعد الخيبري على شيبان بن عبد العزيز بن الحليس اليشكري الخارجي فأشار عليهم سليمان بن هشام أن يتحصنوا بالموصل ويجعلوها منزلا لهم، فتحولوا إليها وتبعهم مروان بن محمد أمير المؤمنين، فعسكروا بظاهرها وخندقوا عليهم مما يلي جيش مروان.
وقد خندق مروان على جيشه أيضا من ناحيتهم، وأقام سنة يحاصرهم ويقتتلون في كل يوم بكرة وعشية، وظفر مروان بابن أخ لسليمان بن هشام، وهو أمية بن معاوية بن هشام، أسره بعض جيشه، فأمر به فقطعت يداه ثم ضرب عنقه، وعمه سليمان والجيش ينظرون إليه.
وكتب مروان إلى نائبه بالعراق يزيد بن عمر بن هبيرة يأمره بقتال الخوارج الذين في بلاده.
فجرت له معهم وقعات عديدة، فظفر بهم ابن هبيرة، وأباد خضراءهم ولم يبق لهم بقية بالعراق، واستنقذ الكوفة من أيدي الخوارج، وكان عليها المثنى بن عمران العائذي -عائذة قريش- في رمضان من هذه السنة، وكتب مروان إلى ابن هبيرة لما فرغ من الخوارج أن يمده بعمار بن صبارة -وكان من الشجعان- فبعثه إليه في سبعة آلاف أو ثمانية آلاف، فأرسلت إليه سرية في أربعة آلاف فاعترضوه في الطريق فهزمهم ابن ضبارة وقتل أميرهم الجون بن كلاب الشيباني الخارجي، وأقبل نحو الموصل، ورجع فل الخوارج إليهم.
فأشار سليمان بن هشام عليهم أن يرتحلوا عن الموصل، فإنه لم يكن يمكنهم الاقامة بها، ومروان من أمامهم وابن ضبارة من ورائهم، قد قطع عنهم الميرة حتى لم يجدوا شيئا يأكلونه، فارتحلوا عنها وساروا على حلوان إلى الاهواز، فأرسل مروان ابن ضبارة في آثارهم في ثلاثة آلاف، فاتبعهم يقتل من تخلف منهم ويلحقهم في مواطن فيقاتلهم، وما زال وراءهم حتى فرق شملهم شذر مذر، وهلك أميرهم" .

[4] ـ وكلامي هذا عام؛ يتكلم عن الجهاد من حيث حكمه الشرعي لا من حيث واقعه أو تطبيقه العصري، وقد كان ما كان!

[5] ـ أخرجه أحمد في " المسند " ( 4 / 114 ) وقواه العلامة الألباني في " الإيمان" ( ص 8 ) بشواهده .

[6] ـ أخرجه مسلم في "صحيحه" (5064) من حديث معاوية-رضي الله عنه-.

[7] ـ قال الشيخ ابن عثيمين في "مجموع فتاويه" ( 8 / 691 ) : " وقوله: " لا يضرهم "، ولم يقل: لا يؤذيهم، لأن الأذية قد تحصل، لكن لا تضر، وفرق بين الضرر والأذى " .


[8] ـ و أما ظن الخوارج -وكذا بعض الكتاب المحدثين- بأنها هي خراسان -قديما- فقد أخطأ! وقد فندت هذا الزعم-بحمد الله- في كتابي " الرايات السود- يسر الله لي إتمامه.
رد مع اقتباس