أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
11757 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2009, 10:25 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي الرّوضُ الباسِمـ في اغتنامِ الأيَّامِ والشـّـــــــهورِ والمواسمـْ...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يقبل إلا طيّبا، الحمد لله الذي جعل الجنة طيبة ودارا للطيبين، وجعل النار خبيثة ودارا للخبيثين، الحمد لله الذي جعل الطيبات للطيبين، وجعل الخبيثين للخبيثات.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، بشّر وأنذر، وأوصى بتقوى الله عز وجل، وأوصى حين احتضاره عليه الصلاة والسلام أوصى بالصلاة وعظّم أمرها، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى[1]:
ـ قال ابن القيـّّم رحمه الله تعالى رحمـة واسعة:ْالسَنَةُ شجرة،والشهـور فروعها،والأيـام أغصانـها،والساعات أوراقهـا،والأنفاس ثـمرهـا،فمن كـانت أنفــاسه في طـاعة فثمرته شجرة طيّبة،ومن كـانت أنفاسه في معصـية فثمرته حنظـل..}[2]
ـ فيا عبد الله! هل أنت ممن يحافظ على وقته في طاعة الله تعالى؟كثير منا يقول فات الوقت وضيعنا الكثير من فرص العمر،لقد أنهكتنا الفتن وأخذت من أوقاتنا ..نعم وهل الفتن تصلح ؟كـلاّ بل الفتن تعصف بالمؤمن وتضربه ضربا مبرّحـا ،وتحوم حول قلع جذور الإيـمان منه ،لينسلخ من دينه وشرعه ،مع حرب نفسه الأمّارة بالسوء والشيطان وأهل الفتن كلهم جميعا ..إنها حرب الفتن.. ،على المؤمن الكريم النفس الطيب ،روى ابن سعد وابن عساكر رحمة الله عليهما بإسناد صحيـح ،عن مطرّف قـال:{{إن الفتنة لا تجيئ حين تجيئ لتهديَ،ولكـن لتقارع المؤمن عن نفسه}}،[3]،فلا تجزع أخي لم يفت بعد الأوان،ولم يذهب وقتك بعد وكيف ذلك؟:
لا تطل الحزن على فائت***فقلـما يجدي عليك الحزنْ
سيّاَنَ:محزون على خائب***ومضمر حزنا لما لم يكنْ..
فأبدل نون الحزن بميم الحزم ،وشمّر سـاعد الجد والكدّ على مابقي من حياتك وفرص عمرك ..
وجاء في أدب الدّنيا والدّين:{الدنيا لا تصفو لشارب ولا تبقى لصاحب،ولا تخلو من فتنة،ولا تخلي من محنة،فأعرض عنها قبل أن تعرض عنك،واستبدل بهاقبل أن تستبدل بك،فإنّ نعيمها ينتقل وأحوالها تتبدل ،ولذاتهـا تفنى وتبعاتها تبقى}..[4 ]فانظر رعاك الله إلى ما بقي من دنياك فاعمل فيهاعلى إصلاح نفسك ،وإصلاح زوجك وأهلك وتذكر[من يوقظ صواحب الحجرات]،وتقرّب من الله وأكثر من الأعمال الصالحة،{فثمـرة الأدب العقل الراجح وثمرة العلم العمل الصالح }،فالمؤمن مقبل على ربه محب ،[ولايزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه..]..


{فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع كان لله أطوع وكان أحب إلى الله تعالى واستشهد المؤلف رحمه الله لذلك بقوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله يعني إن كنتم صادقين في أنكم تحبون الله فأروني علامة ذلك اتبعوني يحببكم الله وهذه الآية تسمى عند السلف آية الامتحان يمتحن بها من ادعى محبة الله فينظر إذا كان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا دليل على صدق دعواه وإذا أحب الله أحبه الله عز وجل ولهذا قال { فاتبعوني يحببكم الله } وهذه ثمرة جليلة أن الله تعالى يحبك لأن الله تعالى إذا أحبك نلت بذلك سعادة الدنيا والآخرة }[5]وقد زعموا أن المحب إذا دنا***يمَلّ،وأن النأي يشفي من الوجد
بكل تداويْنا فلم يشف ما بنا***على أن قرب الدار خير من البعد
...فمـا بالنا تأتينا الفرص الثمينة فلا نعرف اغتنامها ..فالله يفرح بتوبة عبده ..
فحي على جنات عدن فإنها*** منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبيُ العدوّ،فهل ترى*** نعود إلى أوطـاننا ونُسَلّمُ

رب اغفر لي خطيئتي يوم الدّين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمـين..

عمربن محمد البومرداسي الجزائري..
ــــ
[1] [مقدمة للشيخ صالح آل الشيخ ].
[2][ الفوائد..163].
[3] [نقلته من تمييز ذوي الفطن للشيخ عبد المالك رمضاني].
[4]أدب الدنيا والدين.
[5]شرح رياض الصالحين للعلامة ابن عثيمين .
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2009, 11:58 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

الروض
الباسمـ في اغتنامـ الأيام والشهور والمواسمـ[2
]
الحمد لله الذي له الحمد كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.
أما بعد:
فإن راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم، فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً.[1]


في " صحيح الحاكم " [2] عن ابن عباس : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل وهو يَعِظُه : (( اغتنم خمساً قبلَ خمسٍ : شبابّك قبل هَرَمِك ، وصحَّتَك قبل سَقَمك ، وغِناك قبل فقرِك ، وفراغَكَ قبل شغلك ، وحياتَك قبل موتك )) .
وقال غنيم بن قيس : كنا نتواعظُ في أوَّل الإسلام : ابنَ آدم ، اعمل في فراغك قبل شُغلك ، وفي شبابك لكبرك ، وفي صحتك لمرضك ، وفي دنياك لآخرتك . وفي حياتك لموتك [3] .
ـ فانظر أخي الحبيب بين الموعظتين،وقارن بينهما .. وعظ نبينا ووعظ سلفنا الصالح..وتواعظهم فيما بينهم ..
الشباب ما الشباب ؟
الفراغ ما الفراغ؟
الصحة ما الصحة؟
الدنيا والحياة...الفانية..
**وهذا الدّار لا تبقي على أحد***ولا يدوم على حال لهـا شان
أتى على الكـل أمر لا مردّله***حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلْكٍ ومن ملِكٍ***كما حكى عن خيال الطيف وسنان
**والمرادُ من هذا أنَّ هذه الأشياء كلَّها تعوقُ عن الأعمال ، فبعضُها يشغل عنه ، إمَّا في خاصّة الإنسان ، كفقره وغناه ومرضه وهرمه وموته ، وبعضُها عامٌّ ، كقيام الساعة ، وخروج الدجال ، وكذلك الفتنُ المزعجةُ ، كما جاء في حديث آخر :
(( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم )) [4].[5]
فهل ـ سألنا أنفسناـ أبن نحن من صنائعهم وهديهم وسمتهم ؟،إنك لو تنزهت في رياض أقوال سلفك،علمت حرصهم على آخرتهم وزهدهم في دنياهم بل علمت حرصهم على أوقات دنياهم وحياتهم في زرع جنات النعيم،[علم وعمل وتعليم وجهاد بالسيف و القلم واللسان]وبذل وإحسان ..وعمل لمرضاة ربنا الرحمن.. فأين نحن منهم؟
ـ لكن ما يغني مقارنة بهم ؟وما تجدي؟إلاّ استنهاض الهمم،وتركٍ اللمم..كقول القائل:
تشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم**إن التَشبّهَ بالكـرام فلاح..
ومن درر ابن الجوزي رحمه الله في هذا الباب: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل.
ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: "نية المؤمن خير من عمله"[6].
وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات، [7]
من أعظم ما يبحث عنه المؤمن أن يبحث عما به يكون سعيدا في الدنيا والآخرة عن أسباب السعادة وعن علامة السعادة وكلٌّ يبحث عن هذا العظيم.
وعنوان السعادة وعلامة السعادة أن يجمع المرء بين ثلاثة أشياء بين الشكر والصبر والاستغفار، الشكر على العطية، والصبر على البلية، والاستغفار عن الخطية..[8]

فلننظر أين نحن منهم ..ولنشحذ الهمـم..
فالسفر بعيد،وزادنا قليل ..فالبِدَار البِدَار .

**عمربن محمّدالبومرداسي الجزائري** غفر الله ذنوبه ...

ــــــــــــــــــــــ
[1]الوسائل المفيدة للعلامة السعدي.
[2] 4/306
[3] أخرجه : أبو نعيم في " حلية الأولياء " 6/200 .
[4]أخرجه : أحمد 2/303 و523 ، ومسلم 1/76 ( 118)
[5] جامع العلوم والحكم لابن رجب.
[6] رواه الطبراني "6/ 228" وأبو نعيم في الحلية "3/ 255" والخطيب في تاريخه "9 /237" عن سهل بن سعد، وابن عبد البر في التمهيد "12/ 265" عن علي، والقضاعي "147، 148" عن أنس والنواس ضعيف.
[7]صيد الخـاطرْ.لابن الجوزي.
[8]عنوان السعادة[شريط مفرغ للشيخ :صالح آل الشيخ]
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.