أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
98009 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر العقيدة والمنهج - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2011, 03:12 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي خصائص الأنبياء عامة، وخصائص النبي محمد خاصة - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -.

خصائص الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين -

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد :

قال الله – تعالى – {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [سورة البقرة : 285].

إن من أسس وركائز العقيدة التي ينبغي أن يعقد كل مسلم موحّد بالله – تبارك وتعالى – عليها قلبه بعد الإيمان بالله – عزّ وجلّ - والإيمان بملائكته: الإيمان بالرسل، وما أنزل عليهم من كتب سماوية.

فهم أعلى أصناف البشر مكانة، أوحى الله - تعالى إليهم ونبّأهُم واختارهَم واصطفاهم ليكونوا أنبياءه ورسله إلى خلقه، لأن كل رسولٍ نبي، وليس كل نبي رسول، وعلى هذا فيكون وصف النبيين شاملًا لأولي العزم من الرسل وغيرهم من الأنبياء الذين لم يرسلوا.

جاؤوا بنور الهداية من ربهم، وحملوا أمانة تبليغ تعاليمه وشرائعه، ودعوا إليه مبشرين ومنذرين، لإقامة الحجة وإصلاح النفوس وتزكيتها، وتقويم الأفكار المنحرفة، والعقائد الزائغة، فأدّوها على النحو الذي يحبه الله – تبارك وتعالى – ويرضاه - جزاهم الله عنا خير الجزاء -.

أخرج الله – تبارك وتعالى - بهم البشرية من ظلمات الجهل والشرك، إلى نور العلم والتوحيد والهداية، نالوا قدم السبق، وحازوا على الشرف العظيم في هذه الحياة الدنيا وفي الدار الآخرة.

وعددهم كثير لا يُحصيهم إلا الله – تبارك وتعالى – قال - جلّ شأنه - : {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ * ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [سورة فاطر 24 – 26].

قال الله - تعالى - : {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * لَكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا} [سورة النساء : 163 - 166].

ويدخل الأنبياء في الرسل وهم أفضل من الأنبياء؛ ذكر الله – تبارك وتعالى - منهم خمس وعشرون نبياً ورسولا في كتاب الله العزيز.
وأفضل الرسل منهم خمسة وهم أولي العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام" ذكرهم الله تعالى في موضعين وهي قوله تعالى: {وإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} [سورة الأحزاب 7].
وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [سورة الشورى13].

واختصهم الله - جلّ وعلا - بمجموعة من الخصائص، منها خصائص يشاركهم فيها غيرهم، وخصائص أخرى لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس، فأما الخصائص التي يشاركهم فيها غيرهم فهي :

1. طهارة النسب.

2. التبليغ.

3. الصدق.

4. الفطنة.

5. السلامة من العيوب.

6 . تعجيل الفطر.

7. تأخير السحور.

8. وضع الأيْمان على الشمائل في الصلاة، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا، ونؤخر سحورنا، ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة) (صحيح) رواه : (الطيالسي والطبراني في الكبير). انظر :[صحيح الجامع حديث رقم: 2286].‌

9. يضاعف عليهم البلاء : عن أخت حذيفة – رضي الله عنهما – قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنا معشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء) (صحيح) رواه : (الطبراني في الكبير). انظر :[صحيح الجامع حديث رقم: 2288].‌


من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.

يتبع إن شاء الله - تعالى -

خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-07-2011, 03:47 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس.

خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس.

1. الوحي بما يخص التكليف بأعباء النبوة والرسالة : قال الله – تعالى – {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياء 25] .

ولا يلزم أن يكون كل من أتاه ملَكًا يوحي إليه، أن يكون نبيًا أو رسولا، كما في خبر الوحي إلى الملائكة : قال الله – تعالى – : {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [سورة الأنفال 12].

وقد يكون الوحيُ بمعنى الإلهام كما في :

أ. خبر الوحي إلى أم موسى - عليه الصلاة والسلام -: لقوله - تعالى -: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [سورة القصص 7].

ب. والوحي إلى النحل : لقوله – تعالى -: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [سورة النحل 68].

ت. والوحي إلى الحواريين قوله – تعالى - : {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [سورة المائدة 111]. وغيرهم.

2. العصمة من الخلط والخطأ في أمور الوحي والرسالة : إذ أن الله أنزل في الكتب السماوية تبياناً لما فيه خير البشرية جمعاء، وأوجب عليها الإتباع : قال الله - تعالى - {المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [سورة الأعراف 1 - 3].

3. من كذب نبيًا واحدًا فقد كذب جميع الأنبياء وكفر بهم، لأن دعوة الأنبياء دعوة واحدة : قال الله – تعالى – : {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الشعراء 123 - 127].

وقال الله – تعالى – : {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الشعراء 141 - 145].

4. إن الله - تبارك وتعالى - اصطفى للنبوة رجالا، وجعلها محصورة فيهم، وليس في النساء امرأة نبية : قال الله - تعالى - : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة النحل 43 - 44].

وعلى ذلك : أ. فإنه لا يلزم أن يكون كل من اصطفاه الله - تعالى - أن يكون نبيًا رسولا -، فقد اصطفى الله - تبارك وتعالى - أخيارًا من الناس، ولكن منهم ليسوا بأنبياء قطعا.
قال الله – تعالى – : {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة آل عمران 33 - 34].

ب. ولا يلزم من اصطفاء مريم - عليها السلام - وهي من آل عمران أن تكون نبيّة : قال الله – تعالى – : {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [سورة آل عمران 42 - 43].

ولقد رفع شأنها بأن اختصها بسورة تحمل اسمها مِن دون النساء في كتابه العزيز - القرآن الكريم - سورة مريم.
وذكرها الله - تبارك وتعالى - في مقام فخر لها " بأنها صدّيقة " .
قال الله - سبحانه -: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [سورة المائدة 75].
والصِدّيق : على وزن فِعّيل، وهي من صيغ المبالغة من الصدق والتصديق : صدق في معتقده وإخلاص في إرادته ومقاله وأفعاله، وتكون للرجال والنساء في مقام فخر كذلك، كما يُقال لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وعن أبيها - الصّدّيقة ابنة الصّدّيق.

وذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها ممن كمل النساء، وأنها من سيدات نساء العالمين ولم يقل عنها أنها نبية، ولا أنها إله، ولا أم إله. فكيف بمن جعلها وابنها إلهين من دون الله - تبارك الله وتعالى عما يقولون علوًّا عظيما -.

ت. لا يلزم أن يكون كل من أرسل الله إليه ملكًا فكلّمه أن يكون نبيا، فقد أرسل الله - تبارك وتعالى - جبريل - عليه الصلاة والسلام - إلى مريم ولم تكن نبية، ولم تُكلّف بأعباء النبوّة. والنبوة أعلى درجة من الصدّيقية.

قال الله – تعالى –: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} [سورة مريم 16 - 21].

وكذلك الأقرع والأعمى والأبرص الذين تمثّل لهم الملَك واختبرهم بأمر من الله - عز وجل -، والقصة طويلة في الحديث المتفق عليه الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم - يقول : (إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسنٌ وجلدٌ حسنٌ ويذهب عني الذي قد قذرني الناس، قال : فمسحه فذهب عنه قذره، وأعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً، قال : فأي المال أحب إليك قال الإبل ؟ أو قال البقر. - شك إسحق - إلا أن الأبرص أو الأقرع، قال أحدهما : الإبل، وقال الآخر : البقر، قال : فأعطي ناقة عشراء، فقال : بارك الله لك فيها، قال : فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعرٌ حسنٌ ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس. قال فمسحه فذهب عنه، وأعطي شعراً حسنًا قال : فأيّ المال أحب إليك قال البقر ؟ فأعطي بقرةً حاملًا قال : بارك الله لك فيها، قال : فأتى الأعمى فقال : أي شيءُ أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إليّ بصري فأبصر به الناس. قال : فمسحه فرد الله إليه بصره، قال : فأيّ المال أحب إليك ؟ قال : الغنم، فأعطي شاة والدًا، فأنتج هذان وولد هذا، قال، فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم. قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغَ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن والمال بعيرًا أتبلغ عليه في سفري، فقال : الحقوق كثيرة، فقال له : كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيراً فأعطاك الله مالًا ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر، فقال : إن كنتَ كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت. قال : وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد على هذا، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال : رجلٌ مسكينٌ وابن سبيلٍ انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردّ عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال : قد كنت أعمى، فردَّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أَجهدك اليوم شيئا أخذته لله، فقال : أَمْسِكْ مالَك، فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 حديث رقم : 1878].

ومثلهم الذي زار أخًا له يحبه في الله فأرْصَدَ الله له مَلَكًا على مدرجته – في طريقه إلى قرية أخيه -، فقال : أين تريد ؟ قال : أخًا لي في هذه القرية، فقال : هل له عليك من نعمة تربها ؟ قال : لا، إلا أني أحبه في الله، قال : فإني رسول الله إليك : أن الله أحبكَ كما أحببته) (صحيح) رواه : (أحمد والبخاري في الأدب المفرد ومسلم) عن أبي هريرة – رضي الله عنه - انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 3567] .‌

وغير هذه القصص كثير في كتاب الله - تبارك وتعالى - وفي سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيها عظة وعبرة لأولي الألباب.


يتبع إن شاء الله - تعالى -

خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-07-2011, 04:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس.

خصائص الأنبياء التي لا يشاركهم فيها غيرهم من الناس.

5. الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم :
فعن عطاء مرسلا : (إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا) (صحيح) رواه البخاري، وله حكم الرفع. تحقيق الألباني. انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 2287].

6. صفة الثناء على الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بقول : - صلى الله عليهم وسلم - أو - عليهم الصلاة والسلام - : قال الله – تعالى – : ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [سورة الأحزاب 65].

عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد : "أمرنا الله أن نُصَلّي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تمنيْنا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم) (حديث صحيح) انظر : [فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث رقم 65].

قال شيخنا الألباني – رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه - : [أولى ما قيل في معنى الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - قول أبي العالية - رحمه الله تعالى - :

صلاة الله - عز وجل - على نبيه - صلى الله عليه وسلم - : ثناؤه عليه وتعظيمه.

وصلاة الملائكة وغيرهم عليه : طلب ذلك له من الله - تعالى -. والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة]. انظر : [كتاب صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - الحاشية ص 129].

وطلب الصلاة على غير الأنبياء يُطلق : أ. تبعًا لهم كقول : [اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم].

ب. ويطلق على غيرهم بسبب عمل صالح يفعلونه كالصبر : قال الله – تعالى – : ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [سورة البقرة 155 – 157].

جـ. وبسبب الصدقة : وعن عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : (اللهم صلِّ على آل فلان). فأتاه أبي بصدقته فقال : (اللهم صلِّ على آل أبي أوفى).
وفي رواية : إذا أتى الرجل النبي بصدقته قال : (اللهم صلِّ عليه) (متفق عليه) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 1777].

7. تخيير الأنبياء عند الموت بين الدنيا والآخِرة : عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من نبي يمرض إلا خُيّرَ بين الدنيا والآخرة) (حديث صحيح) رواه (ابن ماجه). انظر : [سنن ابن ماجة 1/ 518 رقم 1620] و [صحيح الجامع حديث رقم: 5791].

وعن عروة عن عائشة – رضي الله عنهم - قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (ما من نبي يمرض إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرة، قالت : فلما كان مرضه الذي قبض فيه، أخذته بَحــَّــة، فسمعتُه يقول : (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فعلمتُ أنه خُيِّرْ) (صحيح) رواه (ابن ماجه). انظر : [سنن ابن ماجة 1/ 518 رقم 1620].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (جاء ملك الموت إلى موسى بن عمران فقال له : أجب ربك. قال : فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، قال : فرجع الملك إلى الله فقال : إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني، قال : فرد الله إليه عينه وقال : ارجع إلى عبدي فقل : آلحياة تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة، فضع يدك على متن ثور، فما توارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة، قال : ثم مه ؟ قال : ثم تموت. قال : فالآن من قريب، رب أدنِني من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق، عند الكثيب الأحمر) (متفق عليه).

9. لا يُقبر نبيٌ إلا حيثُ يموت : عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لم يقبر نبي إلا حيث يموت) (حديث صحيح) رواه (أحمد) انظر : [صحيح الجامع رقم 5201] . ‌

10. الأنبياء لا يورَثون ما تركوه صدقه : عن عروة عن عائشة - رضي الله عنهم - أنها قالت : " إن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرَدْنَ أن يَبْعَثنَ عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق فيسألنه ثُمنُهن من النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت لهُن عائشة : أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا نورَث ما تركنا فهو صدقة) (حديث صحيح). رواه : [أبو داود في سننه 3/ 144 رقم 2976].

11. الأنبياء أحياء في قبورهم يُصَلّون، فهم أحياء حياة برزخية غيبية لا يَعلم كُنهها إلا الله – تبارك وتعالى - : فهم لا يُفرِّجون كربا، ولا يَردّون غائبا، ولا يُغيثون ملهوفا، ولا يُجيبون مناديا.

فعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (الأنبياء - صلوات الله عليهم - أحياء في قبورهم يصلون) (حديث صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 2/ 187 رقم 621].

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : [واعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - إنما هي حياة برزخية، ليست من حياة الدنيا في شيء، ولذلك وجب الإيمان بها دون ضرب الأمثال لها، ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا.

وقد ادّعى بعضهم أن حياته - صلى الله عليه وسلم - في قبره حياةً حقيقية، قال : يأكل ويشرب ويجامع نساءه. (انظر مراقي الفلاح). وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله - سبحانه وتعالى -]. ا هـ.

12. إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء : فعن أوس بن أوس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ، إن الله حرّمَ على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) (حديث صحيح) رواه : (أحمد، أبوداود، النسائي، ابن ماجه، ابن حبان، والحاكم) انظر : [صحيح الجامع رقم: 2212].‌

وفي رواية : عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، فقال رجل : يا رسول الله ! كيف ُتعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ - يعني بليت - فقال : (إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) (حديث صحيح). انظر : [سنن ابن ماجه 1/ 345].


أسأل الله - تعالى - أن يجعلنا على أثرهم وأن يلحقنا بهم، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

خصائص النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-19-2011, 01:17 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي خصائص النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

خصائص النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد : ــ

الحمد لله الذي امتنّ علينا بنعمٍ كثيرة لا تُحصى، نعم الدنيا والدين، وشرفنا بالكتاب المُبين، ورحمنا ببعثة سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله النبيّ الصادق الأمين، وأكرمنا بأن جعلنا مِن أمته، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال الله – تعالى – : ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ۝ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [سورة البقرة 252 - 253].

فضّل الله الرسل بعضهم على بعض، وكان فضل الله على نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - عظيماً، واختصه بخصائص عظيمة في ذاته في الدنيا والآخرة، وكذلك أمته بنصوص صحيحة صريحة ثابتة في الكتاب والسنة.
أنكرها البعض لأنها فوق الإدراك والمعقول، أو لأنها مِن آحاديث الآحاد غير المتواترة - بزعمهم -.
وغلا آخرون، وبالغوا في تعظيمه بأحاديث ضعيفة وواهية وموضوعة جعلوها من خصوصياته، سخر الله لها الجهابذة من العلماء يغربلونها غربلة - جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء -.

من ذلك قولهم : إن الله خلق الكون لأجله، وأنه أول المخلوقات، وأن الله خلقه من نوره، وأنه كان لا ظل له في الأرض، وإنه إذا سار في الرمل، لا تؤثر قدمه فيه، بينما إذا سار على الصخر علّم عليه، وغيره، وكله باطلٌ لم يثبت بأثارة أو دليل صحيح من كتابٍ أو سنة.

إن الله - تعالى - خاطبه قائلا : ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [سورة الكهف 110].

وقال - سبحانه - : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۝ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ۝ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [سورة الذاريات 56 - 58].

فما أحرانا أن نكون وسطاً بين هؤلاء وهؤلاء، نُثبت له ما صَحّ من خَصائص بنصوص الكتاب والسنة، لأنها بالنسبة لنا أمور غيبية لا يجوز ردّها بأهواءٍ ولا فلسفاتٍ علميةٍ ولا عقلية. - أعاذنا الله مِن شر المُبطلين والغالين -.

ما أحرانا أن نعرف هذه الخصائص كما جاءت، وبذا ندركُ جلال قدره - صلى الله عليه وسلم -، ونعرف عظيم حقه علينا، فنزداد إيمانًا به نبيًا رسولا، وله محبةً وتوقيرًا وتعظيما، وبما جاء به مِن عند الله – تبارك وتعالى - مِن كتابٍ وسنةٍ يقينًا وإذعانًا وتسليما.

1. مِن أول خصائص نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن الله - تعالى - أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة السلام - أنه إذا بُعثَ النبي محمد - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - في عهده أن يؤمن به، ويتّبعه، وينصره، وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم مصدقًا لما بين يديه، أن يؤمنوا به ويتبعوه، ويقتدوا بهديه.

قال الله - تعالى - : ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ۝ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [سورة آل عمران : 81 - 82].

وروى الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه عن أبي مريم الغساني - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أخذ الله - عز وجل - مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم، وبشّر بي عيسى ابن مريم، ورأت أمّي في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام) (حديث حسن) تحقيق الألباني : انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 224].

فهو بشارة عيسى - عليهما الصلاة والسلام، ودعوة إبراهيم - عليهما الصلاة والسلام، قال الله - تعالى - : ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة البقرة : 129].

وروى الإمام احمد - رحمه الله تعالى - عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : " قلت : يا رسول الله ! ما كانَ بدءُ أمرك ؟ قال : (دعوةُ أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرجُ منها نورٌ أضاءتْ له قصور الشام) [المسند 5/ 262]. قال الألباني - رحمه الله تعالى - : وإسنادهُ جيدٌ في الشواهد. انظر : [صحيح السيرة النبوية بقلم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - ص 13 و 53] و [السلسلة الصحيحة 1546].

قال الله - تعالى - : ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة الأعراف : 157].

وقال الله - تعالى - : ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ [سورة الصفّ : 6].

وبُشّر به في الإنجيل أيضًا باسم : " الفارقليط ".
ومعناه في السريانية التي تُرجم إليها الإنجيل : الفارق : هو الحامد أو الحماد أو المحمود أو الحمد.
وليط : بمعنى : هو . أي : [فارقٌ هو] كما يقال : [ رجلٌ هو ] [حامدٌ هو].

وقال جعفر - رضي الله عنه – وقد كان خطيب الوفد إلى النجاشي - رحمه الله تعالى - : [فرفع عودًا من الأرض، ثم قال – يعني النجاشي - : (يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان ! واللهِ ما يزيدونَ على الذي نقول فيه ما سوى هذا، مرحبًا بكم، وبمن جئتم من عنده، أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي نجد في الإنجيل، وأنه الرسول الذي بَشّرَ به عيسى ابن مريم، انزلوا حيث شئتم، واللهِ لولا ما أنا فيه من المُلك، لأتيْتُه حتى أكون أنا الذي أحمل نعليه، [وأوَضِّئُهُ]). انظر : [صحيح السيرة النبوية ص 166].


يُتبع – إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-22-2011, 10:44 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي بلغ منزلة لم ينلها أحدٌ قبله، ولن ينالها أحدٌ بعده مِنَ المخلوقين في الدنيا والآخرة

بلغ منزلة لم ينلها أحدٌ قبله، ولن ينالها أحدٌ بعده مِنَ المخلوقين في الدنيا والآخرة

2. رفع الله قدره وأعلى شأنه فبلغ منزلة لم ينلها أحد قبله ولن ينالها أحد بعده مِنَ المخلوقين في الدنيا والآخرة، قال الله – تعالى - : ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [سورة البقرة 252 - 253].

1/ 2. أنه سيد ولد آدم ، في الدنيا وفي الآخرة بيده لواء الحمد ، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائه، وهو أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع) (صحيح) رواه : (أبو داود وابن حبان) انظر : [سنن أبي داود 4/ 218 رقم 4173].

وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه، إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر) (صحيح) رواه : (أحمد، الترمذي، وابن ماجه). انظر : [صحيح الجامع رقم: 1468]. ‌

[قال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - : وإنما قال - صلى الله عليه وسلم - : (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) ليخبرَ أمتُه عن منزلته من ربه - عزّ وجل -، ولّما كان ذكر مناقب النفس إنما تذكر افتخاراً في الغالب ، أراد - صلى الله عليه وسلم -أن يقطع وَهْمَ من توهَّمَ من الجهلة أن يذكر ذلك افتخارًا قال : (ولا فخر).
والسيّدُ من اتصف بالصفات العليّة، والأخلاق السنيّة. وهذا مشعرٌ بأنه أفضل منهم في الدارين، أمّا في الدنيا فلما اتصف به من الأخلاق العظيمة.
وأمّا في الآخرة فلأن الجزاء مرتَّبٌ على الأخلاق والأوصاف، فإذا كان أفضلهم في الدنيا في المناقب والصفات، كان أفضلهم في الآخرة في المراتب والدرجات] ما بين المعقوفين منقول.

2/ 2. أنزل إليه ملكًا لم ينزل من قبل : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال جلس جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال له جبريل : هذا المَلَكْ ما نزل منذ خُلق قبل الساعة، فلما نزل قال يا محمد ! أرسلني إليك ربك، أمَلِكًا جَعلكَ أم عَبْدًا رسولا ؟ فقال له جبريل : تواضع لربك يا محمد، فقال - صلى الله عليه وسلم - : لا بل عبدًا رسولا) (صحيح) انظر : [بداية السول 64].

3/ 2 . لا نبوة ولا وحيَ بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا المبشّرات: الرؤيا الصالحة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : (هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟) ويقول : (ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة) . (صحيح).

قال شيخنا الألباني في التعليق على الحديث :

فائدة :


والحديث نصٌّ في أنه لا نبوّة ولا وحيَ بعد النبي - صلى الله عليه وسلم – إلا المبشّرات: الرؤيا الصالحة، وهي جزء من ستةٍ وأربعين جزءًا مِنَ النبوة.

ولقد ضلت طائفة زعمت بقاء النبوة واستمرارها بعده - صلى الله عليه وسلم – وتأوّلوا بل عطّلوامعنى هذا الحديث ونحوه مما في الباب، وكذلك حرّفوا قول الله – تعالى - : ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [سورة الأحزاب 40].

بمثل قولهم : أي زينة النبيين !. وتارة يقولون : هو آخر الأنبياء المشرّعين !.
ويقولون : ببقاء النبوَّة غير التشريعية ومنهم الشيخ محي الدين بن عربي (النكرة) في كتابه " الفتوحات المكية ". انظر : السلسلة الصحيحة 1/ 845 - 846 رقم 473].


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-23-2011, 02:03 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي أيده بمعجزات عظيمة منها : معجزة الإسراء والمعراج، وما فيها مِن خصوصيات.

رفع الله - تبارك وتعالى - درجته، وأيده بمعجزات عظيمة منها :

معجزة الإسراء والمعراج، وما فيها مِن خصوصيات

3. رفع الله - تبارك وتعالى - درجته، وأيَّده بمعجزات عظيمة، منها معجزة الإسراء والمعراج :
فقد عُرجَ به إلى السموات العُلى حتى بلغ سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، ثم أُدخِل الجنة، وتلك منزلة لم يبلغها أيٌ مِن إخوانه الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين قبل وفاتهم.

ففي ثبت في الصحيحين عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (فُرِجَ سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمةً وإيمانا، فأفرغها في صدري، ثم أطبقَه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلما جئنا السماء الدنيا، قال جبريلُ لخازِنِ السماء الدنيا : افتح، قال : مَن هذا ؟ قال : هذا جبريل، قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم، معي محمد، قال : فأُرْسِلَ إليه ؟ قال : نعم فافتح، فلما علونا السماء الدنيا، فإذا رجل عن يمينه أسوِدَة، وعن يساره أسوِدَة، فإذا نظر قِبَلَ يمينه ضحك، وإذا نظر قِبَلَ شماله بكى، فقال : مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح قلت : يا جبريل مَن هذا ؟ قال : هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسَمُ بنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية، فقال لخازنها : افتح، فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح، فلما مررتُ بإدريس قال : مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقلت : من هذا ؟ قال : هذا إدريس، ثم مررت بموسى فقال : مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى، ثم مررتُ بعيسى فقال : مرحبًا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت : من هذا ؟ قال : هذا عيسى بن مريم، ثم مررتُ بإبراهيم فقال : مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح، قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم، ثم عُرجَ بي حتى ظهرتُ بمستوى أسمعُ فيه صريفَ الأقلام ففرضَ الله - عزَّ وجلَّ - على أمتي خمسين صلاة فرجعتُ بذلك حتى مررتُ على موسى، فقال موسى : ماذا فرض ربكَ على أمتِك ؟ قلت : فرض عليهم خمسينَ صلاة، قال لي موسى : فراجِعْ ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعتُ ربي فوضع شطرها، فرجعتُ إلى موسى فأخبرتُه فقال : راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعتُ ربي فقال : هن خمسٌ وهن خمسون لا يبدّلُ القول لدي فرجعتُ إلى موسى فقال : راجع ربك، قلت : قد استحييتُ من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى ونبقها مثل قلال هجر، وورقها كآذان الفيلة ،تكاد الورقة تغطي هذه الأمة، فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أُدْخِلتُ الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك). (متفق عليه). عن أبي ذر- رضي الله عنه - إلّا قوله : (ثم عُرج بي حتى ظهرت بمستوًى أسمع فيه صريف الأقلام) فإنه عن ابن عباس وأبي حبة البدري - رضي الله عنهما -. تحقيق الألباني : (صحيح) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 4199].‌

مِن هذا الحديث الشريف يتبيّن لنا أمورًا اختصّها الله بها نبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - دون سواه مِن البشر ، وهي :

1/ 3. نزول جبريل عليه السلام وشقِّ صدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم غسْلِهِ بماء زمزم في طست من ذهب ممتلئ حكمةً وإيمانا، وأفرغها في صدره - صلى الله عليه وسلم - ثم أطبقه.
وقد شُقَّ عن صدره قبلها وهو صغير، حينما كان رضيعًا عند حليمة السعدية.

2/ 3. اختصه الله - تبارك وتعالى - بمعجزة عظيمة وهي معجزة الإسراء والمعراج.

3/ 3. مروره - صلى الله عليه وسلم - عندما عُرجَ به بالأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - وترحيبِهِم به، وإقرارِهِم بنبوته.

4/ 3 . عُرج به - صلى الله عليه وسلم - فوق السماء السابعة حتى ظهر بمستوى يسمعُ فيه صريف الأقلام. ثم أدخل الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك).

5/ 3. وكلم الله – تعالى - نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - عند سدرة المنتهى، وفرض عليه - صلى الله عليه وسلم - وعلى أمته الصلوات الخمس بلا وساطة جبريل - عليه الصلاة والسلام -. وأما موسى عليه السلام فقد كلَّمه الله – تعالى - في طور سيناء بالوادي المقدس.

6/ 3. أعطِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا لم يعطهنّ أحدٌ قبله، أعطِيَ الصلوات الخمس، وأعطِيَ خواتيم سورة البقرة، وغفر الله لمن لا يشرك به شيئًا من أمته : فعن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الآيتين من آخر سورة البقرة، أوتيتهن من تحت العرش، لم يؤتهما نبيّ قبلي) [مختصر العلوّ].
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة ... فإن الله أعطانيهما من تحت العرش) [مختصر العلوّ].

وعن عبد الله - رضي الله عنه - قال : " لما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها قال إذ يغشى السدرة ما يغشى. قال فراش من ذهب، قال : فأعطِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا أعطي الصلوات الخمس، وأعطِيَ خواتيم سورة البقرة، وغُفِرَ لمن لا يشرك بالله من أمته شيئًا، المُقْحِمات). (صحيح) رواه مسلم.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.