لماذا نتصدى لغلاة التجريح ؟! تنبيه وإبراء للذمة !

[أبوالأشبال الجنيدي الأثري]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..
وبعد : إن تنبيهي هذا لإخواننا طلاب العلم في هذا المنتدى لهو من الأهمية بمكان ؛ بل
جدير بأن يُؤلفَ فيه مؤلف ليحدث التمييزَ, و تتفاصل المختلطات عند كثير من إخواننا !!
إنّ هذا التنبيهَ يظهرُ لنا حقيقة لماذا نخوض هذه المعارك مع غلاة التبديع !
إنّ هذا التنبيه يبرزُ لنا لماذا نضيع أوقاتنا في التصدي لغلاة التجريح !
إنّ هذا التنبيه يجلي لنا مدى دفاعنا عن منهج السلف في معاملة المخالف ـ مخطئا كان أو مبتدعا أو أو ..ـ !
إنّ هذا التنبيه يوضحُ لنا هل تعلقنا بالحجةِ أم بالأشخاص ؟!
إنّ هذا التنبيه هو جوابُ سؤال :هل نحن نحارب منهج الغلو أم نحن نحارب أشخاصا بعينهم ؟!
إن هذا التنبيه هو جوابُ سؤال : هل نحن ندافعُ عن منهجِ الوسطية والاعتدالِ منهج السلف أم نحن ندافعُ عن أشخاصٍ بعينهم ؟!
ينبغي علينا جميعا أن نقفَ وقفةَ تأملٍ في هذه الأسئلة , ونجيبَ عنها بكل تجرد حتى نصحح المسار
ونقوم المنهج الذي نسلكه , و نجدد النية في عملنا هذا !!
هل نحن نحاربُ منهجَ الغلوّ ونرد باطله , وندحض حججه , ونكشف زيفه وضرره على الدعوة السلفية , والمنهج السلفي , أم نحن نحاربُ شخصًا بعينه يختلف هذا الشخص بحسب قربِ وحبِ المجروحِ الذي جرحه ؟!
فمثلا : من يحب الشيخ فركوسا ؛ فإنه يرد على الحجوري ويتحمس لذلك , ولكنه لا يرد على باقي المشايخ الذين انتهجوا منهج الغلو كالشيخ ربيع والجابري ووو !
ومن يحب الشيخ عليا ؛ فإنه يتحمس للرد على الشيخ ربيع ولا يلتفت إلى باقي مشايخ الغلو كالشيخ محمد الإمام والوصابي ووو...
ومن يحب الشيخ عبد المالك رمضاني يرد على فالح الحربي ومن شاكلَه ولا يرد على الشيخ ربيع والجابري ووو ...!
فإن كنّا نردُ على منهج فاسد دخيل على الدعوة السلفية فلماذا نفرق بين أصحابه ؟!
فلماذا نفرق بين الشيخ ربيع فنرد عليه , وننشر رد محمد الإمام ونثني عليه , والمنهج واحد , والغلو واحد ؟!
آلأن الأول يرد على حبيبٍ لنا والثاني يرد على بغيضٍ لنا !
ما الفرق بين ربيع المدخلي ومحمد الإمام ؟!
ما الفرق بين منهج ربيع المدخلي ومنهجِ محمد الإمام ؟!
هل نحن ندافع عن منهج الوسطية والاعتدال , ونرد على من تطاول على هذا المنهج , وخالفه أم نحن ندافع عن شيخنا علي الحلبي فقط ؛ بحيث نشهرُ هذا المنهجَ ونحتفي به وندافعُ عنه في وجه من يطعن في شيخنا ؛ بينما نرمي هذا المنهجَ وراءَ ظهورنا إذا تعلق
بمحمد حسان أو غيره ؟!
ولستُ أدافع عن أحد وإنما أنا أدافع عن منهج أدينُ اللهَ أنه منهجٌ كامل فريد !
فأمثلتي التي استوحيتها من واقع إخواننا ليست مقصودةً لذاتها , وإنما هي للتقريبِ فقط !
فدعوتنا دعوة أدلة ونصوص وليست دعوة أسماء وشخوص !
فدعوتنا تحتم علينا الرد على المخالفِ كائنا من كان , سواء أكان من أهل السنة أم من أهل البدعة , وإن اختلف الأسلوب والطريقة
ولكن النتيجة واحدة هي : الحفاظ على المنهج سليما من كل دخيل !
والرد على المخالف ـ أي مخالف كان ـ يكون بمنهجِ أهلِ السنةِ الوسطي المعتدل لا بمنهج الغلاة !
فمن أراد أن يردَ على محمد حسان (مثلا) فليرد عليه بمنهج أهلِ الاعتدالِ والوسطية, بمنهج سلفنا الصالح , بمنهج الألباني وابن باز ,
لا بمنهجِ غلاةِ التجريح , لا بمنهج الحدادية , لا بمنهج المدخلية ومحمد الإمام !!
هل أدركتم الملحظ في هذا ؟!
العبرةُ ليست بالدفاعِ عن شخصِ شيخِنا الحلبي لذاتِه , وإنما بالدفاعِ عن منهجه الذي هو منهج مشايخه الأئمة, الذي هو منهج السلف !
انصروا منهجَه ووضحوه للناس ,وطبقوه في واقعِكم ما دمتم ترونَه هو الحق , لا أن تدافعوا عن شخصِه الكريم ثم ما تلبثوا تخالفون منهجه إذا تعلق الأمر بغيره !!
ودفاعنا عن هذا المنهج هو دفاع عن الإسلامِ الصافي أساسا ودفاع عن كل سلفي جرِّح بغير حق .
دفاعنا عن هذا المنهج هو إظهارُ لمنهجِ السلفِ الوسط دون غلو أو تمييع ...
وسطية واعتدال ...
إظهار للحق ورحمة للخلق ...
وكما قلت لكم : الأمر يحتاج إلى أكثر من هذا التنبيه , لعل الله ينفس لنا في العمر , ويبارك في الوقت فاكتب فيه ما تقر به عين كل سلفي .

[عبد الله الطرابلسى]

فدعوتنا دعوة أدلة ونصوص وليست دعوة أسماء وشخوص !

(قلت) قليلة هذه الادلة وكثيرة هذه الاسماء والشخوص

[أحمد جمال أبوسيف]

جزاكم الله خيرا على هذا البيان

نعم نحن نحارب منهجا لا شخصا معينا وبالمقابل ندافع عن منهج لا شخص معين فلو تغيرت هذه اﻷسماء فلا يضيرنا قد يرجع الغالي عن غلوه فيكون معنا وندافع عنه وقد ينقلب من هو اليوم على منهج السلف فيبتدع فنرد عليه فالعبرة ليست باﻷسماء
فلما نحارب جميع رموز هذا المنهج البعيد عن وسطية السلف
مرة أخرى أعلى الله قدرك أخي العزيز على هذا البيان

[محمد عارف المدني]

بوركت أبا الاشبال كلام في الصميم فقد وضعت يدك على الجرح مباشرة حفظك الله وبارك فيك
إن من أكثر ما تعانيه الدعوة السلفية :
هو هذه الازدواجية المقيتة في التعامل والتي تسببت في الشرخ الواسع بين النظرية والتطبيق
والغلو في المشايخ صار باديا حتى تظن أنك تنظر إلى شيخ صوفي ومريديه لا إلى شيخ سلفي وتلاميذه
ينكرون تقليد الائمة مالك و الشافعي ... ويتعصبون لأطروحات مشايخهم واجتهاداتهم
ولاء وبراء في المشايخ لا في الله محاولين إلباسه ثوب الشرعية
فكل من انتقد شيخهم المحبوب فهو حدادي وكل من رضي عنه فهو السني الأثري
ومن شاء أن يلمس ذلك ويبحث عنه في نفسه فليطرد قواعده ولا يناقضها و لينظر إلى نتيجتها و عواقبها وليحكم بما أنزل الله فيها
ومن أراد الإستزادة فهاك هذا الكلام من عالم عارف رباني رحمه الله
...يفكر في حاله مع الهوى، أفرض أنه بلغك أن رجلاً سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وآخر سب داود عليه السلام، وثالثاً سب عمر أو علياً رضي الله عنهما، ورابعاً سب إمامك، وخامساً سب إماماً آخر، أيكون سخطك عليهم وسعيك في عقوبتهم وتأديبهم أو التنديب بهم موافقاً لما يقتضيه الشرع فيكون غضبك على الأول والثاني قريباً من السواء وأشد مما بعدهما جداً، وغضبك على لثالث دون ذلك وأشد مما بعده، وغضبك على الرابع والخامس قريباً من السواء ودون ما قبلهما بكثير؟
أفرض أنك قرأت آية فلاح لك منها موافقة قول لإمامك، وقرأت أخرى فلاح لك منها مخالفة قول آخر له، أيكون نظرك إليها سواء، لا تبالي أن يتبين منها بعد التدبر صحة ما لاح لك أو عدم صحته؟
أفرض أنك وقفت على حديثين لا تعرف صحتهما ولا ضعفهما، أحدهما يوافق قولاً لإمامك والآخر يخالفه، أيكون نظرك فيها سواء، لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف؟
أفرض انك نظرت في مسألة قال إمامك قولاً وخالفه غيره، ألا يكون لك هوى في ترجيح أحد القولين بل تريد أن تنظر لتعرف الراجح منها فتبين رجحانه؟
أفرض أن رجل تحبه وآخر تبغضه تنازعا في قضية فاستفتيت فيها ولا تستحضر حكمها وتريد أن تنظر ألا يكون هو اك في موافقة الذي تحبه؟
أفرض أنك وعالماً تحبه وآخر تكرهه أفتى كل منكم في قضية وأطلعت على فتويي صاحبيك فرأيتهما صواباً، ثم بلغك أن عالماً آخر أعترض على واحدة من تلك الفتاوى وشدد النكير عليها أتكون حالك واحدة سواء كانت هي فتواك أم فتوى صديقك أم فتوى مكروهك؟
أفرض أنك تعلم من رجل منكراً وتعذر نفسك في عدم الإنكار عليه، ثم بلغك أن عالماً أنكر عليه وشدد النكير، أيكون استحسانك لذلك سواء فيما إذا كان المنكر صديقك أم عدوك، والمنكر عليه صديقك أم عدوك؟
فتش نفسك تجدك مبتلى بمعصية أو نقص في الدين، وتجد من تبغضه مبتلى بمعصية أو نقص آخر ليس في الشرع بأشدمما أنت مبتلى به؟ فهل تجد إستشناعك ما هو عليه مساوياً لإستشناعك ما أنت عليه، وتجد مقتك نفسك مساوياً لمقتك إياه؟وبالجملة فمسالك الهوى أكثر من أن تحصى وقد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك الخادش وتنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه وغض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، وإنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم
لاح لي الخدش؟ فكيف لولم يلح لي الخدش ولكن رجلاً آخر أعترض علي به؟ فكيف كان المعترض ممن أكرهه؟
هذا ولم يكلف العالم بأن لا يكون له هوى؟ فإن هذا خارج عن الوسع، وإنما الواجب على العالم أن يفتش نفسه عن هواها حتى يعرفه ثم يحترز منه ويمعن النظر في الحق من حيث هو حق، فإن بان له أنه مخالف لهواه آثر الحق على هواه.......

[ابوعبد المليك]

وتكرار ذا النصح منا لهم لنعذر فيهم إلى ربنا

[عبد المحسن الجيجلي]

وكما قلت لكم : الأمر يحتاج إلى أكثر من هذا التنبيه , لعل الله ينفس لنا في العمر , ويبارك في الوقت فأكتب فيه ما تقر به عين كل سلفي .

موضوع مهم خاصة في الآونة الأخيرة .
و في إنتظار المزيد من البسط أقول لك جزاك الله خيرا.

[محمد أحمد المراكشي]

جزاك الله خيرا اخي الجنيدي الأثري وبارك فيك .

[ابوعميررضا]

قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله -

إن هذه الأحزاب كالميزاب جمع الماء كدرا و فرّقه هدرا فلا الزلال جمع و لا الأرض نفع ..!!

و قال رحمه الله:

أيتها الأمة! إن التفرق شر كله، وشر أنواع التفرق ماكان في الدين، وأشنع أنواع التفرق في الدين ما كان منشؤه الهوى والغرض، ونتيجته التعادي والتباغض، وأثره في نفوس الأجانب السخرية من الدين والتنقّص له واتخاذ أعمال أهله حجة عليه، وما أعظم جناية المسلم الذي يقيم من أعماله الفاسدة حجة على دينه الصحيح، وما أشنع جريمة المسلم الذي يعرض – بسوء عمله- دينه الطاهر النقي للزراية والاحتقار


وقال العلامة ابن القيم في الفوائد ص 74:

اجتنب من يعادي أهل الكتاب والسنة لئلا يعديك خسرانه.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله في الفتاوى :

من لم يقبل الحق ابتلاه الله بقبول الباطل . والله جل وعلا يقول :بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [الأنبياء:18] . والله عز وجل يقول : وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ... [الكهف:29].

فالدعوة السلفية تقوم على الإنصاف وعدم البغي لأنها دعوة رحمة و تقوم على التعاون والتناصر على الحق ، و على الجمع لا الفرفة ، ودفع الباغي بالحجة والبيان لا كما نراه من هؤلاء الغلاة الذين تربوا على الخصومات و العداوات ضنوا أنها من منهج الرسول ، لكن و الله فلا هم للإسلام ناصرون و لا لمنهج الرسول ملتزمون و لا لمنهج السلف هم سالكون فاللهم سلم سلم