أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
40255 | ![]() |
149194 |
#1
|
|||
|
|||
![]() بقَدْرِ كِبَرِ حَجْمِ خوفِنا على (مصرَ): نطمئنُّ على (الأردنّ)... ...أَمَا وقد تسارَعَت الأحداثُ الرهيبةُ العسيرةُ- الجاريةُ في (مصرَ)-المحروسة - وانتهت بصورة (دراماتيكيّة)مفاجِئة: بعزل/ خلع = الرئيس محمد مُرْسي-!!ثم مُعاودة الحشدِ والاحتشاد-في الميادين والساحات-!!ثم بدايات الاحتكاك المباشر الذي أدّى إلى قتل عددٍ من الأفراد!! ثم تصاعُد درجة الاحتكاكات إلى دامي المواجهات-مما أدّى إلى قتل العشرات!وجرح المئات!-! وبالرُّغم من هذا-كلِّه- ؛ فإنّي (أكاد) أجزمُ أن المشهدَ لم يكتمل بعدُ ؛ ولا يعلمُ عقابيلَه ونهايتَه إلا ربُّ العالمَين-وإن كنتُ أرجو ربّي –تبارك اسمُه- أن تكونَ المآلاتُ-كيفما كانت!- خيراً لمصرَ والمصريِّين الطيِّبين-!ولقد كان تحديدُ النظرةِ إلى صورةِ الحسمِ في أوّل هذا هذا الموضوعِ- قبل طُروءِ نهايته السريعة-تلك!-وما تَبِعَها مِن ذُيول!-:صَعْباً -جداً- مِن جهة الحال-، وخَطَراً-أكبرَ-مِن جهة المآل-كما لا يخفى على المتأمِّل غيرِ المتعجِّل!- !! بحيث يُمَثِّلُ تصوُّرُ ذلك الواقع-بَدْءاً وانتهاءً-معنى ما قيل-قديماً-: ( أَحلاهما مُرٌّ ! وخيرُهما شَرٌّ )-والله-وحدَه - المستعان-!! ومنذ أن تفتّحت أبصارُنا وبصائـرُنا على العلم بالشرع- والمعرفة بالواقع- ونحن نُفْتي-تديُّناً حقيقيَّاً بالدليل والبرهان- بعدم جواز الخروج على أولياء أمور المسلمين-وإن جاروا وظلموا-لأدلّة كثيرةٍ سطّرها أئمّةُ العلم المتقدِّمون-أجمعون-ناقشناها،وبحثناها-كثيراً كثيراً-.. وكذلك الأمرُ –مِن قَبْلِ ما سُمِّيَ بـ (الربيع العربي!) - ونحن نحذِّر -أيضاً- مِن المظاهرات ، والاعتصامات ، والإضرابات-وما في معنى ذلك مِن (خُذْ وهات!)-وتحت جميع المسمّياتِ-حتى لو ادُّعي كونها سلميّةً!!-!لِما لها من آثار وتَبِعات على الفرد والمجتمع، والدول والأفراد ، والأبدان والنُّفوس-والواقع دليلٌ ما له مِن دافِع-. ولم يُعْجِبْ (!) هذا البيانُ –حِيناً طويلاً مِن الدهر!- فئاتٍ متعدِّدةً من الناس-على تغايُر مَشارِبهم!واختلافِ اتجاهاتِهم!-وبعضٌ منهم-فواأَسَفاه!- ينتحلُ(!)الدعوةَ السلفيّةَ الهاديةَ المبارَكةَ الأمينةَ-والتي صارت في الأزمنةِ الأخيرةِ-كحالِ أدعياء وَصْلِ (ليلى!)-وما أدراك ما (ليلى!)-! ولقد عِشنا في بلدنا المبارَك هذا -(الأردُنِّ) –بسبب بعضِ صُور تلكم الأوضاع-مِن المظاهَراتِ وارتداداتِها-وبِأَزِّ مَن أَزَّ ! ولا يزالُ يَؤُزُّ!-: لياليَ حالكاتٍ نتربّصُ -فيها- ونترقّبُ ؛ ولكنَّ الله-تعالى-سَلّم-وله الحمدُ والمِنَّةُ-. وكنّا قد تكلّمنا-في بيان ما نعتقدُه الحقَّ في منع المظاهرات وأبوابِها!وأسبابِها-تحذيراً، وتنبيهاً- كثيراً- ، وكتبنا، ونصحنا، وذكّرْنا-كثيراً- ؛ ولكنَّ المستجيبَ –وللأسف الشديد- هو الأقلُّ! وسَلوانا-من قبلُ ومن بعدُ-ونِعم السلوى-واللهِ-: أن ربَّ العالَمين –سبحانه وتعالى- يقولُ-وقولُه الحقُّ-:﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾-عسى أن نكون منهم ومثلَهم-. وها هي ذي الأحداثُ الأخيرةُ-المؤسِفةُ العَصيبةُ-التي لا نزالُ نتتبّعُ أصداءَها!ونتألّمُ لها!- في (أمّ الدنيا)-المأنوسة-(مصر المحروسة)-: تُثبتُ صحّةَ سائرِ ما أفتينا به ، وصوابَ جُلِّ ما قرّرناه وكرّرناه-والحمدُ لله-؛ فقد رَأَيْنا -وعايَنَّا-ثَمّةَ- مَن حامى -قبلاً- عن رأيِه الباطل في تجويز الخروجِ على أولياء الأمورِ : يتلعثمُ –اليومَ!- ويتكأكاُ! وشاهَدْنا من ناصَرَ المظاهَراتِ!وشارَك في الاعتصاماتِ -سابقاً- :يضطربُ-الآنَ!-ويتراجع!! وواللهِ-الذي لا يُحلَف إلا به-إن القلقَ والخوفَ على مستقبل مصر –والمصريين الطيِّبين-وفي كلِّ ما يَستجدُّ فيها مِن وقائعَ وأخبار - يهزُّ مشاعري.. ويكادُ يزلزلُ أركاني ، والمشتكى إلى الله-وحدَه-. فالمظاهراتُ –تحت أيِّ شِعارٍ كانت-ولو ادُّعِيَ-بغير حقٍّ-سلميَّتُها!- : بابُ شرٍّ ومحنة، ولُبابُ بلاءٍ وفتنة..وسبيلٌ مفتوحٌ إلى الخروج على أولياء الأمور ؛ فضلاً عمَّا سيجرُّ-ولا بُدّ-مِن وراء ذلك -إلى فتن كِبارٍ كبارٍ-في الدين والدنيا، وعلى الحاكم والمحكوم-. فلا بُدّ-في بلادنا الأردنية المباركة-وقد عانَينا مِن آثار المظاهَرات ما لم يصل إلى ذاك الحدِّ-:مِن تحكيم لُغة العقل التي تتواءمُ-في هكذا أوضاع- مع الشرع الحكيم ؛ القاضي بالإصلاح بين المختلِفين - بالحوار، والتشاوُر ، والتناصُح - ، وتقديم المصالح العُليا للوطن والمواطن ، والفرد والمجتمع ، والحاكم والمحكوم. ...وليجتمعَ الحريصون ، والخيِّرون ، ذوو القلوب الحيّة الرحيمة الشفيقة-مِن نشامى الأردن الطيِّبين –وما أكثرَهم- الذين يتحرّكون..ولا يُحَرَّكون!ويُؤَثِّرون ..ولا يَتأثَّرون!!-ويتباحَثوا.. ويَتشاوروا –بصدقٍ وشفَافيَةٍ- في السبل التي تُحفَظُ فيها الأمّة ، ويَأْمَنُ بها الناس ، ويستقرّ خلالَها المجتمع ؛ فـ «ما تَشاور قومٌ -يبتغون وجهَ الله- إلا هُدوا لأَرَشدِ أمرِهم» ، و : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾. بَدَلاً مِن ذاك التصلُّب في الآراء ! والتسلُّط في القرارات! وتقديم المصالح الشخصيّة! أو الحزبيّة! فضلاً عن الغرور المهلِك القَتَّال - المُوْدي بأهلِه إلى مَهامِه الويل والثُبور- مما لا يُثمرُ بعضُه (!) إلا الفوضى على المجتمع ! ولن يَجلبَ أكثرُه(!) غيرَ التخلخُل في العقول والقلوب ، والذي لن ينعكسَ وينقلبَ-ولو بعد حينٍ!-إلا على أصحابِه!وأدعيائه!! وإذا فاتت الفرصةُ-أو فُوِّتت!-فلن ينفعَ الندم-ولو بدعوى الإخلاص!-!﴿وَلاتَ حِينَ مَنَاص﴾!
وبعد-فأقولُ-: نَعَم ؛ فَبِقَدْرِ كِبَرِ حَجْمِ خوفِنا على (مصرَ): نطمئنُّ على (الأردنّ)...فقد انكشفت عَورةُ هذه الفعائل! وظهرت للعَيان سوآتُها..وعرف الجميعُ-مَن أقرّ ومَن استكبر!-على حَدٍّ سَواء!-فشلَ طرائقِ كثيرٍ مِن أحزاب وجماعاتِ ما عُرف بـ (الإسلام السياسي!)-بالرغم مِن كل تنازلاتِ أصحابِه!وجميعِ تلوُّناتِ أربابِه -! نَعَم ؛ بِقَدْرِ كِبَرِ حَجْمِ خوفِنا على (مصرَ)-ولا يزالُ-: نطمئنُّ على (الأردنّ)...حتى لا تتكرَّرَ-حَسْبُ-حالاتُ التربُّصِ المقلِقةُ-ولا أقول: حتى لا يقعَ عندنا(!)ما وقع في مصرَ-لا قدَّر الله- ؛ فلا يزالُ الناس(عندنا)-والحمدُ لله- أوعى وأعقلَ من أن يرتقوا هذه المزالقَ المهلكةَ الفتّاكة! بِقَدْرِ كِبَرِ حَجْمِ خوفِنا على (مصرَ) -ولا يزالُ-: نطمئنُّ على (الأردنّ)...حتى يعرفَ الناسُ-جميعاً-كم هي نعمةُ الأمن عظيمةٌ وجليلةٌ..لا يكادُ يوازيها نعمةٌ ..لا مال! ولا اقتصاد! ولا مَتاع!ولا جاه! وحتى تعودَ اللُّحْمَةُ للمجتمع الواحد-المتماسك المترابط المتداخل-أكثرَ وأكثرَ-بعد الذي أَحَسْسناه وعايَنّاه-وبتوجُّسٍ مستمرّ-مِن خلاف ذلك وضدِّه-وعلى مدار أكثر مِن سنتين-! بِقَدْرِ كِبَرِ حَجْمِ خوفِنا على (مصرَ)-ولا يزالُ-: نطمئنُّ على (الأردنّ)...فقد استوعب عقلاءُ ناسِنا ، وفضلاءُ أهلينا = الدرسَ(!)-جيِّداً-، ورأَوْا آثارَ تلكم الفعائلِ البشِعة ! ونتائجَ هاتيكَ الصنائعِ المستشنَعة-مِن بلاء ودماء ولأواء-بالرُّغم مِن عدم توقُّع أشدِّ المتشائمين(!) بعضَاً مِن ذلك!!-! ...ومَن رأى العبرةَ بأخيه: فلْيعتبِر ، و«السعيدُ مَن وُعِظ بغيرِه»! حتى لا نكونَ-في ذلك-كلِّه-فيما لو غَفَلْنا!أو تَغافَلْنا!!-ولو في أقلِّ صُورةٍ مِن الصُّور!-كمِثلِ مَن قال ربُّنا-تعالى-فيهم :﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ﴾!! وستظلُّ مصرُ –بشعبها المسلم الطيِّب –(أمَّ الدنيا)-كما وصفها ابنُ خَلْدون-قبل قرون-، وستبقى الحاضنةَ الكبرى للأمة العربية والإسلاميَّة-جميعاً-، وسيستمرُّ خوفُنا عليها يَتصاعَدُ ويتعاظَمُ ؛ حتى ترجع إلى سابق عهدِها- إيماناً، وأمناً ،وأماناً –بتوفيق رب الأرض والسماء، ثم بجهود فضلاء العقلاء... ... نعم ؛ كلُّ ذاك –وما وراءَه-لن يُنسيَنا-حالاً ومآلاً-في واقع بلادنا الحبيبةِ إلى قلوبِنا-الحريصين عليها-:وجوبَ المطالَبة الشرعيّة (المنضبِطة) بكشفِ الفساد وذَويه ! وقمعِ أهله وحامِيه ؛ بما يعودُ على بلادِنا المباركةِ بمَزيدٍ من الخيرِ والنجاح والسُّؤدُد-دِيناً ودُنيا- !! ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾!! نُشر هذا المقال -اليوم- في صحيفتي (الرأي)،و(الغد)-الأردنيتين-. * * * * * |
|
|
![]() |
![]() |