أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
6964 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-19-2010, 09:52 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي مُهاتفةٌ مِن بلادِ الحرمين .. مَرحَى ونُعْمَى عَيْن!

مُهاتفةٌ مِن بلادِ الحرمين .. مَرحَى ونُعْمَى عَيْن!

... اتَّصَلَ بي -هاتفيًّا- بعدَ عَصْرِ هذا اليومِ -أخٌ فاضلٌ مِن بلادِ الحرمَيْن الشريفَيْن -لا أعرفُهُ!-وأظنُّهُ مِن (مكَّة) على وَجْهِ الخُصوص-؛ ظَهَرَ لي مِنهُ الأدبُ، والحرصُ، والرِّفقُ، والمُتابعةُ -جزاهُ اللهُ خيراً-...


ولقد باحَثَنِي -وفَّقَهُ اللهُ-بكُلِّ أدبٍ ورحمة وعلم - في ثلاث مسائل:


الأولى:
مُعاتبةٌ منهُ على مَقالي الذي أنزلتُهُ بعدَ ظُهْرِ هذا اليوم (إنهاء القول العدل الأمين...)؛ ذاكِراً أنَّهُ تابعَ الحَلْقات الأُولَى بحِرصٍ ودقَّةٍ، وأنَّهُ سُرَّ للُغَةِ العِلمِ والحِلم التي سادَتْها، وأنَّهُ يَتَمَنَّى أنِّي لمْ أُنْهِها!

مُعلِّلاً ذلك -حفظهُ اللهُ-، بأنَّها قد (تُفهمُ) بأنَّها قَطْعٌ للحِوارِ، أو إنهاءٌ للصِّلة مع الشيخ ربيع بن هادِي -حفظه اللهُ-.

فشكرتُهُ على حرصِهِ، وجميلِ رَغبتِهِ؛ مُبَيِّناً له -باركَ اللهُ فيه- أنَّ هذا (الإنهاء) إنَّما هو لهذه المسألةِ -خُصوصاً-، وليس هو إنهاءَ علاقةٍ، أو انتهاءَ صلةٍ -بتَّةً-.؛ فنحنُ لا نزالُ نحرصُ على استمرارِ العلاقةِ الأخويَّة العقائديَّة المنهجيَّة مع فضيلة الشيخ ربيع -حفظهُ اللهُ-، والتي استمرَّت -إلى الآن- أكثر مِن رُبْع قَرْن -راجِينَ لها الدَّوام-...

وقد استفسرتُ منهُ -وفَّقَهُ اللهُ-: هل في هذه الحَلْقَةِ ما تراهُ خَرَجَ عن حدِّ الأدبِ، وإطار الرِّفْق؟!

فنفَى نَفياً قاطِعاً؛ مُؤكِّداً أنَّهُ يُريدُ -فقط- استمرار الحوار العلميّ الأخويّ الودود -مع فضيلتِهِ-؛ ذاك الحِوارُ المبنيّ على الحُجَّة والدليل -مِن جهةٍ-، والرِّفق واللِّين -مِن جهةٍ أُخرَى-؛ فوعدتُهُ -وفَّقَهُ اللهُ- أنْ لا أقطعَ ما كان مِن مِثلِ ذلك سبيلاً لبيان هذا الحق، وطريقاً إلى هداية الخَلْق..

أمّا المسألة الثانية؛
فهي ما يتعلَّقُ بـ(رسالة عمّان)؛ مُشيراً -باركَ اللهُ فيه- إلى ما أُثيرَ حولَها مِن شُبُهات، وأنَّها تدعُو (!) إلى وحدة الأديان، و.. و... إلخ.

فأجبتُهُ:
إنَّ إخوانَنا طلبة العِلم في هذا (المُنتدَى) -المُبارَك- قد أجابُوا، وشرحُوا، وبيَّنُوا بما يكادُ يكونُ لا مَزيدَ عليه لمستزيد، ولا حاجةَ أكثرُ لمستفيد؛ فطَلَبَ -مُلِحًّا- أنْ أُبَيِّنَ ذلك بنفسي!

ولئِنْ كان طلبُهُ -جزاهُ اللهُ خيراً- ليس لازِماً لي، ولا أراهُ ضروريًّا مِنِّي؛ لكنِّي أتجاوبُ معه -محبَّةً وأُخوَّةً-؛ فأقولُ:

1- رسالة عمّان؛ شَرحٌ مُوجزٌ وعامّ، وبعِباراتٍ لطيفةٍ غير عَسِرَة؛ تُبَيِّنُ شمائلَ الإسلام، وخِصالَه العِظام؛ دَفَعَ إلى كتابتِها الواقعُ المرُّ الذي يعيشُهُ الإسلام والمُسلمون في ظِلِّ المتغيِّرات العالميَّة الكثيرة.

2- صِيغَتْ (رسالة عمّان) بلُغة (دبلوماسيَّة)؛ لأنَّها -في الأصل- مُوجَّهة لفئاتٍ معيَّنَة مِن النّاس؛ وليس لعامَّتِهِم؛ حتّى يعرفوا حقيقة دينِ الإسلام -ولو بالجملة-.

3- هي مُوجَّهةٌ إلى غيرِ المُسلمين -ابتداءً-؛ ولأهل الشَّأنِ والقرار منهُم -مِن صحفيِّين، ورُؤساء، ووُزراء، و.. و..- على وجهٍ أخصَّ-.

4- صدرَتْ باسمِ وليِّ أمرِ بلادِنا (الملك عبد الله الثاني بن الحسين) -جمَّلَهُ اللهُ بتقواه-، وليست صادرةً مِن وزارة أوقاف، أو هيئة جامعيّة، أو أيّ جهة أُخرَى غيرهِ...

5- أقرَّها عددٌ كبيرٌ مِن الجهاتِ الرسميَّةِ في الأُردُنّ وخارجها، مِن العُلماء الثِّقات، والوُلاة الأُمناء؛ منهُم: الملك عبد الله بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن سليمان المنيع -حفظهما الله -تعالى- على سبيلِ المِثال-...

6- ليستْ هي (قُرآناً) -كريماً- لا يأتِيه الباطِل مِن بَيْنِ يدَيْه ولا مِن خَلْفِه؛ وإنَّما هي نَتاجٌ بشريٌّ مَحْضٌ...

فهي -ولا شكّ- عُرضةٌ للأخذِ والرَّدّ، والمُناقشة، والبحث...
ولكنْ؛ بالتي هي أحسنُ: للّتي هي أقوم.

7- لمْ يكُنْ ثَنائي عليها -والذي لا يتجاوزُ السَّطْرَيْن -وفي ظرفٍ خاصٍّ جدًّا- ثناءً عامًّا، وإنَّما هو ثناءٌ مخصوصٌ على أصلِ فكرتِها، وأساس مَبناها؛ في أنَّ الإسلامَ دينُ الرَّحمةِ، وليس دينَ الإرهابِ والتطرُّفِ -لا أكثر-.

8- إلزامي بكُلِّ حرفٍ أو كلمةٍ فيها: إلزامٌ باطلٌ؛ فلا كلامَ على وَجه الكمال والتمام إلا كلام الله -تعالى-، ورسولِه -صلى الله عليه وسلم-، وهذه بدهيَّةٌ لا تحتاجُ إلى كثيرِ قولٍ، ومزيد بيانٍ...

9- (رسالة عمّان) أصبحت في بلادِنا مادَّةً علميَّةً (مفروضةً) على طلبةِ المدارس والجامعات والمعاهد والكليّات الأردنيَّة، وأضحَت تُقام لشرحِها وبيانِ مقاصدها الدوراتُ في المساجد، وحِلَق التعليم في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة -وغيرها مِن المرافق العامَّة الكُبرَى - في بلادنا الأردنّ-، بل دُعِيَ إلى ذلك خَلائقُ مِن النَّاس -وعلى مستويات عدَّة- مِن خارجِ الأُردُنّ -أيضاً-.

10- فهل مِن العقل والحكمة أنْ نُفرح نحنُ -بأنفُسِنا!- أعداءَ الدِّين، ودُعاةَ الباطل، وأهلَ الضَّلال -فضلاً عن الكَفَرَة والمُشرِكِين- بأنَّها (رسالة) تدعُو إلى وحدة الأديان! وأنّها تتضمّن الباطل مِن القول والزُّور -كما يتمنَّى أولئك ويرغَبُون-؟!

أمْ أنَّ العَقْلَ والحكمةَ يُنادِيان ويقضيان بأنْ (نُوَجِّه) الكلامَ الذي (قد) (يحتمل) شيئاً مِن هذه المعاني إلى معنىً حَقٍّ لا يُخالِفُ الشَّرْع، ولا يَتناقَضُ مع دلائله، ونُصوصِه -ما دامَ الأمرُ على هذه الصورة-؟!

وهذا -تماماً- ما نحنُ حريصونَ عليه؛ إبقاءً على رُوح هذه (الرسالة) -ومبانيها- بما لا يُخالف شيئاً مِن الشريعة -ولو صَغُرَ-.

11- ما ادُّعِيَ -على (رسالة عمّان)- مِن أنَّهُ مُخالِفٌ للدِّين، أو يدعُو إلى وحدة الأديان، أو .. أو .. كُلُّه ليسَ صريحاً، ولا ظاهراً.

وعليه؛ فمِن المُمْكِنِ -جدًّا- حَملُهُ -بحُسنِ الظَّنِّ، وحُسن النَّظَرِ في النتائج -إلى ما لا يُخالفُ الشريعة، وما لا يُناقض شيئاً مِن المِلَّةِ.

12- فلْنَتَذَكَّرْ -جميعاً- الظَّرْفَ الذي يعيشُهُ المُسلمونَ، والحالَ الواهيَ الواهِنَ الذي تحياهُ الأُمَّة، والضعفَ الساريَ في جَسَدها، والتبعيَّة الشديدة المفروضة عليها؛ مِن أعدائِها -شرقاً وغَرباً-.

13- أحوالُ بلاد المُسلمِين تختلفُ مِن بلدٍ إلى آخَر -في بعضِ الأُمور-؛ فليس كُلّ ما قد يصلُحُ في الرِّياضِ يصلحُ في عمَّان، وما يصلحُ في عمَّان قد لا يصلحُ في بغداد، وما قد يصلحُ في بغدَاد قد لا يصلحُ في دِمشق... وهكذا..

فمعاملتُها -جميعاً- على نَمَط واحدٍ مُخالِفٌ لأصولِ إدراكِ المَصالح، ومعرفتِها...

14- ما دامَ أنَّ (رسالة عمَّان) منسوبةٌ إلى وليِّ أمرِ بلادِنا -رَعاهُ اللهُ بهُداه-؛ فالواجبُ سُلوكُ سبيل السرِّ في نُصحِهِ وبيانِهِ، والتلطُّف في إبداءِ وُجُوه الصَّواب له -حفظهُ اللهُ- حكماً شرعيًّا سلفيًّا واضحاً-.

أمْ أنَّ (معامَلَة الحكَّام!) -وأولياء أمور المُسلمِين- تختلفُ أحكامُها مِن بلدٍ (إسلاميّ) إلى آخَرَ؛ فيجوزُ الجهرُ بنقدِهم -هُنا-! في الوقت الذي هو مِن الكبائرِ وعلامات الخوارج -هُناك-؟!!

15- و(الحكمة) -في التعريف العلمي-: وضع الشيء في موضعِهِ!
فَلْيُفْهَم...

وأمّا المسألة الثالثة؛
فقد ذَكَرَ لي ذاك الأخ الفاضِل -مُنتقِداً- جزاهُ اللهُ خيراً-: أنَّ الشيخ محمد حسّان يقولُ بأنَّ التوحيد -أو العقيدة- يُعَلَّم في عشر دقائق!!

فأقولُ:
لستُ مُحامِي دِفاع عن الشيخ محمد حسَّان -أو غيره- مِن أهل الفَضْل مِن الدُّعاة السلفيِّين؛ لكنِّي أقولُ -مِن بابِ حقِّ المُسلم على أخيه المُسلم-:
هذا الكلام -إنْ صحَّ عن الشيخ محمد حسَّان- يحتملُ أمرَيْن:

الأوَّل: أنَّ أُصول العقيدةِ والتوحيدِ سهلةٌ مُيسَّرةٌ؛ مِن بابِ قولِهِ -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: «يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا»، ومِن باب قولِهِ -تعالى-: {ولقد يسَّرنَا القُرآنَ للذِّكْرِ فهلْ مِن مُدَّكِر}؛ فلا تعقيدَ، ولا صعوبة، وقد كان رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ في أسواقِ مكَّةَ -ويُنادِي-: «قولُوا: لا إلَه إلاّ الله؛ تُفلِحُوا».

وأمَّا:

الثاني: فهو التهوين مِن أمرِ الانشغالِ بدعوةِ النَّاس إلى العقيدةِ والتوحيد؛ اللَّذَيْنِ مَكَثَ نوحٌ في قومِهِ: {ألف سنةٍ إلاّ خمسينَ عاماً}، يدعو إليهِما، ويحقِّقُ فيهِم أصولَهما؛ فهل أمرُهما هَيِّنٌ إلى هذه الدرجة؟!

فالجوابُ: لا، وألف لا...

وعلى كِلا الوَجهَيْنِ؛ لو (ثَبَتَ) أنَّ الأخ الشيخ محمد حسّان -زادَهُ اللهُ توفيقاً- قال مثلَ هذا القولِ؛ فإنَّ الواجبَ -حُسْنَ ظَنٍّ به- حملُ كلامِهِ على المعنَى الحقّ الأوّل، وإنْ كان واجِباً عليه -أيضاً- قَرْنُ كلامِهِ بما يشرحهُ، ويبيِّنُهُ.

والذي أراهُ هو الثاني -بلا رَيْب-؛ فهذا شَرْحُهُ -جزاهُ اللهُ خيراً- لحديثِ جبريل -عليه السَّلام- في بيانِ الإسلام والإيمان والإحسان -يستغرقُ عشرات الدُّروس منهُ -زادَهُ اللهُ مِن فضلِه- ولا يَزالُ مُستمرًّا!

وليس فيه إلاّ أصولُ العقيدةِ، وأُسُس التوحيد، وأركان الدِّين، وقواعد الأخلاق...
فالواجبُ حسنُ الظنِّ بالدُّعاةِ السلفيِّين، وأنْ لا يَدْفَعَنا خطؤهم -لو سلَّمْنا به!- إلى إسقاطِهِم، وهَتْكِ أستارِهِم -مِن غيرِ تمييزٍ بين المصالح والمفاسد، ولا إدراكٍ لحقائق الوقائع -هُنا وهُناك-...


فالنصيحةَ النصيحةَ -باركَ اللهُ فيكم-...

والرِّفْقَ الرِّفْقَ -سدَّدَكُمُ اللهُ-...

والأُخُوَّةَ الأُخُوَّةَ -سلَّمَكُمُ اللهُ-...

والدَّعوةَ الدَّعوةَ -جزاكُمُ اللهُ خيراً-...

... وأخيراً؛ جَزَى اللهُ خيراً مَن كانَ سَبباً في كتابةِ هذا المَقالِ -ولو على وَجْه السُّرعة-!


والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.



* * * * *
رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.