أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
5886 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-07-2010, 07:21 PM
أبو زيد السلفي أبو زيد السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 190
افتراضي البدري خطاياه مغفورة وليست حسنات! أو مسلمات يجب أن تقبل!!!



عن علي ابن أبي طلب – رضي الله عنه - : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فأن فيها ظعينة معها كتاب" فخرجنا تعادي بنا خيلنا فإذا نحن بظعينة فقلنا أخرجي الكتاب. فقالت: ما معي كتاب. فقلنا لها: لتخرجنّ الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين ممن كان بمكة، يخبر ببعض أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ما هذا يا حاطب؟ " فقال: لا تعجل عليّ، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من نفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم، ولم يكن لي بمكة قرابة، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يدًا، والله ما فعلته شاكًّا في ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد صدق"، فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال: "إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، ونـزلت: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ(

المتأمل لهذا الحديث يجد :


- أن الصحابي الجليل حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه بعث بكتاب إلى أهل مكة يخبرهم فيه بأمر جيش رسول الله وهذا العمل – بمفرده – من أكبر الخطايا خاصة وأنه في جيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لما اطلع على هذا العمل من حاطب – رضي الله عنه – لم يسارع في الحكم عليه بل سأله عن سبب فعله لما يعرف من سابقته وجهاده في سبيل الله الشيء الذي يجعل لمثل هذا الفعل من مثل هذا الصحابي الجليل دوافع تبعد عنه التهم السيئة فصدقه النبي – صلى الله عليه وسلم – في دفاعه عن نفسه.


- لما كان صدق حاطب في قوله لا يدفع عنه عقوبة هذه التهمة - بمفرده – طلب عمر رضي الله عنه من النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يأذن له في عقوبة حاطب - رضي الله عنه – بما يستحق صاحب هذا الفعل


- حينها أبان له النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه لا يستحق هذه العقوبة على هذا الذنب بقوله : "إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"؛ فكان هناك مانع من إلحاق هذه العقوبة بهذا الصحابي الجليل لوجود سابقة الجهاد في غزوة بدر، التي غفر الله لأهلها المتأخر من ذنبهم؛ حيث – وكما قال أهل العلم – أن الله عز وجل يوفقهم للتوبة وعدم الإصرار على الذنب أو بغير ذلك لسابقتهم وجهادهم وإخلاصهم وصدقهم مع الله عز وجل.


- كما نجد أن في هذا الحديث ومثله إقرار من النبي – صلى الله عليه وسلم – أن هذه الذنوب ذنوب مغفورة بأعمال أخرى جليلة وأن هذه الذنوب لا تكون منهم حسنات يقرون عليها، ولذلك سعى النبي صلى الله عليه وسلم – في دفع هذه الخطيئة الصادرة من هذا الصحابي الجليل، ولم يقل اتركوها ولا تدفعوها لأنها صادرة من بدري فهي كأنها صواب صادر من معصوم.


هذا في البدري – حقا - فكيف بمن كاد أن يكون بدريا ؟ وكما هو معلوم أن كاد في الإثبات تفيد مقاربة الوقوع بعكسها في النفي، أي أن هذا المذكور لم يصر بدريا وبالتالي لا يستحق ما سبق كما يستحقه البدري؛ لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فحين كون الشخص بدريا تثبت له هذه الأحكام وخاصة غفران ذنوبه المتأخرة ولا تصير ذنوبه في حق غيره صوابا يجب قبوله والإذعان له.


والمتأمل في أحوال إخواننا السلفيين الغالين في الجرح يجد أنهم جعلوا الشيخ ربيعا – حفظه الله – في درجة أعلى من البدريين – رضي الله عنهم – ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم رد فعل حاطب – رضي الله عنه – بإيقاف كتابه ونفى عنه العقوبة للسابقة ولم يجعل فعله صوابا لكونه بدريا، أما إخواننا يجعلون أخطاء الشيخ ربيع – حفظه الله - صوابا لا يرد لكونه حامل راية الجرح في هذا العصر؛ حيث أنهم يجعلونه بمنزلة المعصوم إذْ أنك لا تجدهم يثبتون له خطأ، بل غيره – دوما! – هو المخطئ.


وإذا أردنا – تنزلا – أن نعامل الشيخ ربيع معاملة البدريين من غير إفراط ولا تفريط فنقول:


- كما أن البدريين بشر يخطئون ويصيبون فالشيخ – حفظه الله – كذلك


- كما أن أخطاء البدريين لا تكون صوابا بكونهم بدريين فكذلك أخطاء الشيخ ربيع – حفظه الله – لا تصير صوابا لكونه حامل راية الجرح والتعديل.


- كما أن البدريين يُعذرون في أخطائهم – عند ربهم – لسابقتهم وجهادهم وصدقهم وإخلاصهم ... ، كذلك الشيخ ربيع يُعذر – عندنا لعدم اطلاعنا على الغيب – لسابقته في هذه الدعوة وجهاده فيها، ولما نعلم من صدقه وصحة قصده


- كما أن البدريين يلتزم معهم الأدب وحسن اختيار العبارة في حقهم والتلطف في رد خطئهم لأنهم صحابة أولا وبدريين ثانيا، كذلك الشيخ ربيع نلتزم معه الأدب وحسن اختيار العبارة في كلامه والكلام عليه، والتلطف في رد خطئه لأنه عالم من علماء المسلمين أولا، ولأنه ذو شيبة في الإسلام ثانيا.


- كما أن البدريين إذا حصل منهم خطأ على غيرهم – اجتهادا بغير قصد – لا يعانون على هذا الخطأ، ولا يصير خطؤهم حقا يجب قبوله لكونهم بدريين بل يجب أن يدفع الظلم عن المظلوم ويكف المخطئ عن خطئه، فكذلك الشيخ ربيع إذْ حصل منه خطأ – اجتهادا بغير قصد –على بعض أهل العلم السلفيين لا يصير خطؤه حقا يجب أن يقبل لكونه حامل راية الجرح والتعديل، بل يجب علينا دفع الظلم عن المظلوم، ورد خطأ الشيخ لهم بأدب ولطف وحسن عبارة ومعرفة قدر ...


......


هذا لمن أراد أن يسلك سبيل العدل التي أمرنا الله بها، وكذلك تنزيل الناس منازلهم لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر، وأما من كان قصده شهرة ينالها أو مكانة يرغب الوصول إليها على أعراض إخوانه المسلمين، والافتراء على الشرع القويم والسلف الصالحين فليعلم أن متاع الدنيا
– إن ناله – قليل وما عند الله خير وأبقى.

وفي الختام تحضرني كلمة للشيخ الألباني – رحمه الله – فيها منهج قويم في الفتن حيث قال – ولعلي لا أضبط لفظه بالتمام - : الفتن لا يدرك الحق فيها إلا الخواص من العلماء، ومن أدرك الحق فقليل منهم من يوفق للعدل.


لذلك أنصح نفسي وإخواني نحافظ على أنفسنا ونقدرها قدرها وأن ننظر بعقولنا لا بعواطفنا، وأن نكون ممن يقف مع الحق حيث كان مع حسن الخلق حتى يكون لنا حظ من قوله صلى الله عليه وسلم : " خصلتان لا تجتمعان في منافق حسن سمت وفقه في الدين "
__________________
قال ابن القيم رحمه الله: " السنة شجرة , والشهور فروعها , والأيام اغصانها , والساعات أوراقها , والانفاس ثمارها؛ فمن كانت انفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبه , ومن كانت في معصيه , فثمرته حنظله "

وقال أيضا:"
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن انت بالله , وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله , وإذا أنسوا بأحبابهم , فاجعل انسك بالله , وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم , وتقربوا إليهم , لينالوا بهم العزه والرفعه , فتعرف انت إلى الله , وتودد إليه , تنل بذالك غاية العزه والرفعه .."
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.