الملكة العلمية ( ؟! ) .. ( الشيخ أبو أويس رشيد الإدريسي)

[أبو عبد الله عادل السلفي]

بسم الله ..

** الملكة العلمية ( ؟! ) ..

اعلم - يا رعاك الله - أن " الملكة العلمية " أصل التحقق بالعلم ، وبريد الحذق فيه ودقة الفهم ، وسبيل للاستيلاء على ناصيته بعيدا عن الوهم ..

فهي - إذن - أولى المقاصد التي يجب أن يهتم بها الطلاب ممن أراد الوقوف - تحقيقا (!) - على حقائق السنة والكتاب ..

فالملكة هي غير الفهم والوعي ، بل أرفع من ذلك حيث يجمع الطالب فيها بين مراعاة المنطوق = ( دلالة اللفظ )! ..، واعتبار المفهوم = ( دلالة اللحظ )! ..، مع الارتقاء في ذلك بدربة وارتياض ( ؟! ) ..

ولذا فالملكة : " صفة راسخة في النفس تنمو اكتسابا بأسبابها ، وسجية تحقق الفهم لمقاصد الكلام والمعرفة بكيفية تحصيل العلم وعلى ما يبنى عليه وما يلزم منه، وقدرة يقتدر بها على دفع الشبهات التي تعرض في ميدانه، وتعين على حسن التصرف فيه " ..

وللظفر بلجام جواد ( الملكة العلمية ) وامتطاء ظهره ، والتمكن من توجيهه لا بد من مصاحبة ومعانقة جملة من الأسباب :

1. الإخلاص لله تعالى ، والتدين بالعلم ..

2 . علو الهمة ، والتشوف لمعالي الأمور ..

3 . الحذر من هيمنة الطبع على موجب العلم حتى لا يجري فيه على غير وجهه الصحيح ..

4 . المنهجية الصحيحة المناسبة للتحصيل جمعا بين ( التدرج ).. و( حسن التدبير ).. و ( الحكمة ) ..

5 . التلقي عن شيخ أو مدرس متقن = يبذل مفاتيح العلوم ( ؟! ) ..

6 . كثرة النظر والتفكر في القضايا العلمية مع استصحاب المفاتيح المرعية ..

7 . محاورة ومذاكرة الحذاق من الطلاب والشيوخ ..

8 . التتبع للمسائل والقواعد بهدوء نفس مع التأمل بعيدا عن التعجل فإنه يمنع التوصل ..

9 . استحضار الارتباط الموجود عموما بين العلوم بعضها ببعض إما على سبيل الاستلزام أو على طريق الاستمداد ..

10 . الحرص على الوقوف عند الأصول والأبواب التي تدور عليها المسائل ..

11 . ضرورة التصور الشرعي والعلمي للمسائل ، والتنبه لمآخذها ، وما هي مبنية عليه ..

12 . الملازمة للعلم والتعلم مع التمرن والمران ..

13 . المزاولة والممارسة ..، ف " المزاولات تحقق الملكات " ..

14 . الحذر من الاستعلاء والبغي بالعلم ..

15 . صيانة العلم أن يدخل عليه الهوى ..، وهذه هذه وما يعقلها إلا العالمون ..

16 . التضرع والدعاء .. ، فالتوفيق من رب الأرض والسماء ..

والله المستعان ...، وعليه التكلان ..

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .