أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
11166 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر التاريخ و التراجم و الوثائق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #501  
قديم 01-30-2014, 11:25 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

السيرة الذاتية, والمؤهلات, والمؤلفات, والتحقيقات, للشيخ عبدالرحمن الفريوائي

بسم الله الرحمن الرحيم


السيرة الذاتية

الاسم : عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي
الجنسية : هندي
الولادة : عام 1952م

[ أ ]- المؤهلات العلمية:
1- دكتوراه في السنة من الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بمرتبة الشرف الثانية.
2- ماجستير في السنة من الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بتقدير ممتاز.
3- ليسانس من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
4- العالمية من الجامعة السلفية (بنارس) بتقدير ممتاز مع التفوق.
5- الفضيلة من الجامعة السلفية (بنارس) بتقدير جيد جداً مع التفوق.
6- العالمية من لجنة الامتحانات التابعة لوزارة المعارف في حكومة ولاية أترا براديش بمدينة الله آباد (الهند).
7- الفضيلة في العلوم الإسلامية، واللغة العربية، لجنة الامتحانات التابعة لوزارة المعارف في حكومة ولاية أترا براديش بمدينة الله آباد (الهند).
8- الفضيلة في الأدب العربي، لجنة الامتحانات التابعة لوزارة المعارف في حكومة ولاية أترا براديش بمدينة الله آباد (الهند).
9- شهادة المنشي في اللغة الفارسية، لجنة الامتحانات التابعة لوزارة المعارف في حكومة ولاية أترا براديش بمدينة الله آباد (الهند).
10- شهادة [ أديب كامل ] من جامعة أردو بعلي كره.
11- شهادة الثانوية في اللغة الإنجليزية، من الجامعة الإسلامية بعلي كرة.


* إجازات من علماء الحديث (وهي كثيرة -بحمد الله- ومنها):
1- إجازة عامة من المحدث الكبير الشيخ العلامة عبيدالله الرحماني المباركفوري -رحمه الله-.
2- إجازة عامة من الشيخ العلامة حمود التويجري -رحمه الله-.
3- إجازة من المحدث الشيخ محمد عطاء الله حنيف الفوجياني، مؤلف [ التعليقات السلفية ] على سنن النسائي -رحمه الله-.
4- إجازة عامة من الشيخ العلامة حماد بن محمد الأنصاري المدني -رحمه الله-.
5- إجازة عامة من الشيخ محمد إسماعيل الأنصاري -رحمه الله-.


[ب]- الأعمال العلمية:

( أ ) الكتب المحققة:
1- كتاب الأباطيل والمناكير، والصحاح والمشاهير: للجورقاني (تخريج وتحقيق)، طبعات عديدة بالهند وبالمملكة.
2- كتاب الزهد: للإمام وكيع بن الجراح (تخريج وتحقيق)، ط. مكتبة الدار بالمدينة المنورة، وطبع حديثا بمكتبة الصميعي بالرياض (3 مجلدات).
3- كتاب الزهد: لهناد بن السري (تخريج وتحقيق)، ط. دار الخلفاء بالكويت، وتحت الطبع في مكتبة الصميعي بالرياض (مجلدان).
4- تعظيم قدر الصلاة: للمروزي (تخريج وتحقيق)، ط. مكتبة الدار بالمدينة المنورة (مجلدان).
5- جزء الحسن بن عرفة: (تخريج وتحقيق)، ط. دار الأقصى بالكويت.
6- جزء بيبي بنت عبد الصمد الهرثمية: (تخريج وتحقيق)، ط. دار الخلفاء بالكويت.
7- نسخة وكيع بن الجراح عن الأعمش: (تخريج وتحقيق)، ط. الدار السلفية بالكويت.
8- رسالة في الجرح والتعديل: للمنذري (تحقيق وتعليق)، ط. دار الأقصى بالكويت.
9- زهد الثمانية من التابعين: لعلقمة بن مرشد، رواية ابن أبي حاتم (تخريج وتحقيق)، ط. مكتبة الدار بالمدينة والجامعة السلفية (ثلاث طبعات).
10- أحاديث عوالي من جزء ابن عرفة: للذهبي (تخريج وتحقيق)، مكتبة السنة بمصر، والجامعة السلفية بالهند.
11- أحاديث مختارة من موضوعات ابن الجوزي والجورقاني: للذهبي (تحقيق وتخريج)، مكتبة الدار بالمدينة.
12- شروط الأئمة: لابن مندة (تحقيق وتعليق)، دار المسلم بالرياض.
13- شروط الأئمة: للمقدسي (تحقيق وتعليق)، تحت الطبع.
14- شروط الأئمة: للحازمي (تحقيق وتعليق)، تحت الطبع.
15- شروط الأئمة: لابن الملقن (مأخوذة من مقدمة البدر المنير) (تحقيق وتعليق)،


تحت الطبع.
16- الموضوعات الكبرى: لابن الجوزي (تحقيق وتخريج)، يسر الله طبعه.
17- تلخيص الموضوعات: للذهبي (تحقيق وتعليق)، تحت الطبع.
18- الصلاة والتهجد: للإشبيلي عبدالحق (تحقيق وتخريج)، يسر الله طبعه.
19- البر والصلة: لعبدالله بن المبارك (تحقيق وتخريج)، يسر الله طبعه.
20- الأدب: لابن أبي شيبة (تحقيق وتخريج)، يسر الله طبعه.
21- الزهد: لأبي حاتم الرازي (تحقيق وتخريج)، يسر الله طبعه.
22- ذخيرة الحفاظ المحرر على الحروف والألفاظ: وهو الذخيرة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة في تريتيب أحاديث الكامل لابن طاهر المقدسي (ترتيب وتحقيق وتخريج)، مجلدات، ط. مكتبة دار السلف بالرياض.
23- لحظ الألحاظ في الاستدراك والزيادة على ذخيرة الحفاظ (مطبوع في آخر الذخيرة).
24- تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (ترتيب وتحقيق وتخريج)، تحت الطبع.
25- اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (ترتيب وتحقيق وتخريج)، تحت الطبع.
26- كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة: للسيوطي (تخريج وتحقيق)، مكتبة الدار بالمدينة النبوية.
27- تسهيل المنهج إلى منسك الحج: للشيخ عبدالغفور الدانافوري (تحقيق وتعليق)، ط الجامعة السلفية.
28- أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام: للدكتور محمد أمان علي الجامي عميد كلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (مراجعة وتعليق)، نشر وتوزيع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض.
29- نظام الأسرة في الإسلام: للدكتور محمد أمان علي الجامي عميد كلية الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (مراجعة وتعليق)، نشر وتوزيع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض.
30- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: للمقدسي (تحقيق وتخريج).
31- التقعيب على تقريب التهذيب: للشيخ عبدالرزاق الرضوي المعروف بالأمير علي (تحقيق و تعليق)، تحت الطبع.


(ب) الكتب المؤلفة:
32 (1)- فتح المنان فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: (جمع ودراسة وتخريج).
33 (2)- جزء في ما كتبه المغيرة بن شعبة إلى معاوية بن أبي سفيان من مسموعاته عن النبي صلى الله عليه وسلم، (جمع ودراسة وتخريج).
34 (3)- جزء في جمع طرق حديث: « لا نكاح إلا بِوَلي ».
35 (4)- المرفوعات من كتاب الزهد: للإمام أحمد بن حنبل (انتقاء وتحقيق وتخريج).
36 (5)- المرفوعات من كتاب الزهد والرقائق: للإمام عبدالله بن المبارك (انتقاء وتحقيق وتخريج).
37 (6)- المرفوعات من كتاب الزهد الكبير: للإمام البيهقي (انتقاء وتحقيق وتخريج).
38 (7)- الثقات الذين أوردهم ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال.
39 (8)- القول المبين في تخريج ودراسة حديث: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين».
40 (9)- الإمام وكيع بن الجراح حياته وآثاره وإفاداته.
41 (10)- الإمام أحمد بن حنبل حياته، وآثاره، وإفاداته (ومعه ترجمة ابنه الإمام عبدالله).
42 (11)- الحافظ محمد بن طاهر المقدسي حياته وآثاره.
43 (12)- العلم أساس العمل، وأثره في منهج المسلم.
44 (13)- تذكرة المبتدئ في تقييد أسامي المؤلفات والكتب في علم الرجال وعلوم الحديث النبوي: (بحوث ومقالات في تدوين السنة).
45 (14)- دليل الحائرين في مناهج المحدثين.
46 (15)- الباعث الحثيث في فضل علم الحديث وأهله الدحيث: للشيخ عبدالجليل السامرودي (تحقيق وتعليق)، ط الجامعة السلفية بنارس.
47 (16)- ذخائر المواريث في جمع القرآن، والحديث: تأليف الشيخ محمد أبو القاسم بن محمد سعيد البنارسي (تعريب وتحقيق).


(ج) شرح مناهج السلف والرد على المخالفين:
48 (1)- نصرة الباري في تأييد صحيح البخاري: (نقد لآراء الأستاذ أبي الأعلى المودودي حول أحاديث صحيح البخاري) للشيخ محمد عبدالرؤوف الرحماني (عضو رابطة العالم الإسلامي والأمين العام لجامعة سراج العلوم السلفية في نيبال سابقًا)، (تعريب وتعليق).
49 (2)- الانتقاد الرجيح على الاعتقاد الصحيح، للشاه ولي الله الدهلوي: تأليف العلامة صديق حسن البوفالي القنوجي (تحقيق وتخريج)، تحت الطبع.
50 (3)- نظرة على التفسير النظامي: (نقد منهج الأستاذ حميد الدين الفراهي في تفسير نظام القرآن).
51 (4)- نظرات على تفسير الأستاذ أبي الأعلى المودودي، وبيان ما فيه مخالفة لمنهج السلف في تفسير وتأويل آيات الصفات، وكشف موقفه من صحيح البخاري وأحاديثه: كتب هذا البحث بتكليف من مدير مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم بالمدينة النبوية.
52 (5)- نقد كتاب تدوين السنة والرد على مؤلفه إبراهيم فوزي: كتب بتكليف من عميد كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على طلب إدارة العلاقات الخارجية بجامعة الإمام (تحت الطبع بمكتبة دار الصميعي).
53 (6)- وقفات مع الأستاذ محمد الغزالي:(نقد) كتاب الغزالي: السنة النبوية بين أهل الحديث، وأهل الفقه كتب هذا البحث بتكليف من كلية أصول الدين على طلب مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض (تحت الطبع بمكتبة دار الإمام مالك بالرياض).
54 (7)- نظرة الإسلام إلى الزهد والتصوف: طبع في مجلة (صوت الأمة) بالجامعة السلفية بالهند، وطبعت ترجمته إلى اللغة الأردية بمجلات الهند.


(د) مؤلفات ورسائل حول علوم وإفادات شيخ الإسلام ابن تيمية:
55 (1)- شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه (4 مجلدات)، الناشر دار العاصمة بالرياض.
56 (2)- تراث المسملين العلمي في نظر شيخ الإسلام ابن تيمية (ط. السلفية، الهند) (المجلة) بالعربية، والأردية.
57 (3)- السيرة العلمية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ط.السلفية، الهند)، ونقله إلى الأردية الأستاذ عبدالوهاب الحجازي المدرس بالجامعة السلفية ورئيس تحرير مجلتها الشهرية باللغة الأردية الموسومة بالمحدث، ونقله إلى الأردية الشيخ محمد رئيس الندوي أستاذ الحديث بالجامعة السلفية بالهند.
58 (4)- مصطلح الحديث في ضوء إفادات شيخ الإسلام ابن تيمية، بالعربية، ونقله إلى الأردية الشيخ محمد رئيس الندوي أستاذ الحديث بالجامعة السلفية بالهند.
59 (5)- بحوث ومقالات في المؤتمر العالمي حول سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية وأعماله الخالدة (جمع وترتيب وتعريب وإشراف) من مطبوعات الجامعة السلفية بالهند، وطبع بدار الصميعي بالرياض.
60 (6)- شرح حديث أبي ذر: «إني حرمت الظلم...»: لشيخ الإسلام ابن تيمية (تحقيق وتعليق).
61 (7)- أربع رسائل في النصائح الموجهة إلى أولياء أمور المؤمنين وعامتهم في إصلاح المجتمع ومقاومة أهل الباطل: لشيخ الإسلام ابن تيمية (تحقيق وتعليق)، طبع بالجامعة السلفية بالهند.
62 (8)- التذكرة والاعتبار والانتصار للأبرار في الثناء على شيخ الإسلام ابن تيمية، والوصاية به: لابن شيخ الحزاميين (تحقيق وتعليق)، ط الجامعة السلفية بالهند، ومكتبة دار العاصمة بالرياض.
63 (9)- مهذب اقتضاء الصراط المستقيم: لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحت إشراف فضيلة الشيخ عبدالله الغنيمان (رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية)، وطبع بعناية معالي الشيخ صالح الحصين -حفظه الله- لصالح مدرسة تحفيظ القرآن بالوشم بالرياض، ثم طبعت ترجمته الأردية في باكستان، والهند، والمملكة، وترجم إلى اللغة الهندية.
64 (10)- أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية مستخرجة من العقود الدرية: لابن عبدالهادي، وترتيبها على حروف المعجم (مكتوب على الآلة الكاتبة).
65 (11)- أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم: (تحقيق وتعليق) (تحت الطبع).
66 (12)- أربعون حديثا: لشيخ الإسلام ابن تيمية، تخريج ابن الواني (تحقيق وتخريج).
67 (13)- شرح حديث: «إنما الأعمال بالنيات» لشيخ الإسلام ابن تيمية (تحقيق وتعليق).
68 (14)- العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، لابن عبدالهادي (تحقيق وتعليق).
69 (15)- شيخ الإسلام ابن تيمية ودعوته وآثاره ومآثره في شبه القارة الهندية، طبع بمطبعة طيبة بالرياض، وفي مجلة البحوث الإسلامية بدار الإفتاء بالرياض.
70 (16)- مآثر شيخ الإسلام ابن تيمية وأصحابه في السيرة النبوية، طبع بمطبعة طيبة بالرياض ومجلة صوت الأمة (وهو بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي للسيرة النبوية المنعقدة في الجامعة السلفية عام 1412هـ، وقد طبعت هذه البحوث بالجامعة السلفية، وطبعت بمطابع طيبة بالرياض).
71 (17)- معجم مؤلفات وآثار شيخ الإسلام ابن تيمية: مرتب على الفنون مع الإشارة إلى ما طبع منه، وما هو مخطوط أو مفقود.


(هـ) مؤلفات ورسائل في شرح دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب والانتصار لدولة التوحيد (المملكة العربية السعودية):

= أولاً: الكتب المحققة والمصنفة والمترجمة:
72 (1)- الملك عبدالعزيز آل سعود وجهوده الدعوية والإصلاحية، وأثرها على العالم العربي والإسلامي (مجموعة مقالات للمعاصرين له)، (تأليف، وترجمة، وتحقيق)، ويضم الكتب التالية:
73 (2)- السنة والشيعة أو الوهابية والرافضة: لمحمد رشيد رضا (تحقيق وتعليق)، ط الجامعة السلفية بالهند، وباكستان، ودبي، ومصر.
74 (3)- الوهابيون والحجاز: لمحمد رشيد رضا (تحقيق وتعليق)، طبع بالهند، وباكستان، ودبي، ومصر.
75 (4)- أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب: للشيخ محمد حامد الفقي (تحقيق وتعليق)، مراجعة معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله-، وإشراف فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان -حفظه الله-.
76 (5)- الدرر السنية الهندية في نصرة دعوة التوحيد النجدية، والدفاع عن حاميها الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية (مجموعة رسائل علماء أهل الحديث في شبه القارة الهندية)، (تعريب، وتحقيق وتعليق)، وافق معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله- على طباعته.

= ثانياً: الكتب المترجمة من اللغة الأردية إلى اللغة العربية:
77 (6)- نظرة على مسئلة الحجاز في أيام الملك عبدالعزيز آل سعود: للعلامة الشيخ أبي الوفاء ثناء الله الأمرتسري (تعريب وتعليق).
78 (7)- دفاع عن دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب وتبرير إصلاحات الملك عبدالعزيز في الحرمين الشريفين والحجاز: للعلامة الشيخ أبو الوفاء ثناء الله الأمرتسري (تعريب وتعليق).
79 (8)- الرد على موقف الشقيقين محمد علي وشوكت علي من الملك عبدالعزيز آل سعود ومؤتمر الحجاز وبيان الرأي الصحيح فيه: للعلامة أبي الوفاء ثناء الله الأمرتسري (تعريب وتعليق).
80 (9)- استقلال الحجاز وكشف الأستار عن الدعايات المضللة ضد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وإصلاحات الملك عبدالعزيز في الحرمين الشريفين: للشيخ إسماعيل الغزنوي (تعريب وتعليق).
81 (10)- جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود والإشادة بجهوده وخدماته في الحرمين الشريفين: للشيخ إسماعيل الغزنوي (تعريب وتعليق).
82 (11)- الوهابيون والحجاز: (دفاع عن الملك عبدالعزيز وسياسته في الحرمين الشريفين والرد على الدعاية المضللة ضده) للأستاذ محمد رشيد رضا، (طبعت في مجلات الهند).

= التعريف بالمملكة العربية السعودية وجهودها الدعوية والتعليمية:
83 (12)- الأنشطة الدعوية للمملكة العربية السعودية: لفضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان، (ترجم إلى اللغة الأردية باسم: سعودي عرب كي دعوتي اور تعليمي سركرميان اور اس كى اثرات ونتائج)، تحت إشراف مؤلفه، وتم طبعه وتوزيعه بعنايته من أكادمية الفريوائي بدلهي الجديدة (الهند).

(و) بحوث ورسائل العلماء التي ظهرت أيام أزمة الخليج تأييدًا لموقف المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، ونقلت إلى اللغة الأردية:
84 (13)- حكم الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد في ضوء الكتاب والسنة: للشيخ محمد بن عبدالله السبيل (الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي) (طبع في المجلات).
85 (14)- الفتنة العراقية وأزمة الخليج: (دروس وعبر) خطاب الشيخ صالح اللحيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى بالمملكة)، الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي (وطبع في المجلات).
86 (15)- موقف المسلمين من الفتنة محاضرة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حول أزمة الخليج، (الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي، وطبع في المجلات).
87 (16)- القواعد الشرعية لموقف المسلم في الفتن في ضوء الكتاب والسنة: لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله- (طبع بالهند، وتحت الطبع من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بالمملكة العربية السعودية).
88 (17)- أزمة الخليج ومسؤليتنا تجاهها: لمعالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي (وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سابقًا، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي)، الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي (وطبع في المجلات).
89 (18)- بيان من الحركة الإسلامية الكردستانية حول أزمة الخليج، وخطاب موجه إلى المؤتمر العالمي الإسلامي بمكة المكرمة، (الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي) (وطبع في المجلات).
90 (19)- مسألة الحجاز وموقف الملك عبدالعزيز منها وحقيقة الدعايات المضللة ضدها: (للدكتور مقتدى حسن الأزهري لكتاب الوهابيون والحجاز) بتحقيقي (الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي) (وطبع في المجلات).
91 (20)- آثار غزو العراق للكويت على المؤسسات الخيرية، والأعمال الإسلامية في العالم الإسلامي (الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي) (وطبع في المجلات).
92 (21)- مأساة حلبجة ومحنة أهل السنة الأكراد (ترتيب فاتح كريكار)، (الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي) (وطبع في المجلات).
93 (22)- قضية فلسطين وتحرير القدس بعد أزمة الخليج، (الناشر جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند بدهلي) (وطبع في المجلات).
94 (23)- حلبجة مقبرة السنة في كردستان: وجه آخر للطاغية صدام (منشور في الجرائد والمجلات) (وطبع في المجلات).
95 (24)- أزمة الخليج في ضوء كتابات الراسخين من أهل العلم، وكشف أباطيل المغفلين: (مجموعة مقالات وبحوث حررت في أيام الأزمة) (الناشر الجامعة السلفية بالهند) (وطبع في المجلات).
96 (25)- ماذا خسر المسلمون في أزمة الخليج؟ (محاضرات ولقاءات وأسئلة وأجوبة).

(ز) حول تاريخ الإسلام والمسلمين في الهند:
97 (1)- جهود مخلصة في خدمة السنة المطهرة (تاريخ علم الحديث في الهند)، ط (1400هـ) بالجامعة السلفية، الهند وطبعة جديدة، ونقله إلى الأردية الأستاذ عبدالوهاب الحجازي المدرس بالجامعة السلفية ورئيس تحرير مجلتها الشهرية باللغة الأردية الموسومة بالمحدث.
98 (2)- جهود أهل الحديث في خدمة القرآن الكريم (ط 1400هـ) بالجامعة السلفية بالهند، وطبعة جديدة، ونقله إلى الأردية الأستاذ عبدالوهاب الحجازي المدرس بالجامعة السلفية ورئيس تحرير مجلتها الشهرية باللغة الأردية الموسومة بالمحدث.
99 (3)- المسلمون في الهند (دراسة عن أوضاعهم العلمية والدينية والاقتصادية والسياسية بعد استقلال الهند).
100 (4) - مساهمة مسلمي الهند في خدمة اللغة العربية.
101 (5)- معجم أعلام الهند.

(ح) ترجمة الكتب والرسائل إلى اللغة الأردية:
102 (1)- حكم تارك الصلاة: للشيخ محمد بن صالح العثيمين (طبع بدار الدعوة بالهند).
103 (2)- الولاء والبراء في الإسلام: د.صالح الفوزان، طبع ببنارس بالهند.
104 (3)- إيضاح الدلالة في عموم الرسالة: شيخ الإسلام ابن تيمية.
105 (4)- منزلة السنة في الإسلام: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
106 (5)- قيام رمضان: للشيخ محمد ناصر الدين الألباني (مطبوع).
107 (6)- القضايا الكلية للعقيدة السلفية: عبدالرحمن عبدالخالق (مطبوع).
108 (7)- أصول السنن والبدع: لمحمد أحمد العدوي (تلخيص من كتاب الاعتصام للشاطبي).
109 (8)- فضل الجهاد في سبيل الله: للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (مطبوع في المجلات).
110 (9)- فضل العلم وأهله: للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (مطبوع).
111 (10)- أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدامة: للشيخ عبدالعزيز بن بن عبدالله بن باز (مطبوع).
112 (11)- بحوث ومقالات عن الحج والعمرة والزيارة لمشايخ المملكة: طبعت في نشرة التوعية الإسلامية في الحج لعام 1413هـ.

(ط) مشروع نقل علوم السلف إلى لغات الهند تحت إشرافي ومراجعتي وتحقيقي: ويشتمل على:

113 (1)- ترجمة تفسير السعدي إلى الأردية.
114-122 (2-10)- موسوعة الأحاديث الشريفة باللغة الأردية وتحتوي على الصحيحين للبخاري ومسلم، والسنن الأربعة: لأبي داود، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، وموطأ الإمام مالك، وسنن الدارمي (ترجمة أردية، مع التخريج والتعليق).
123 (11)- معارف شيخ الإسلام ابن تيمية.
124 (12)- معارف الإمام ابن القيم.
125 (13)- معارف الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمهم الله-.

(ي) بحوث ومقالات:
وهي كثيرة باللغتين العربية والأردية، طبعت بمجلات المملكة، مثل:
«مجلة الجامعة الإسلامية» بالمدينة المنورة .
و «مجلة البحوث الإسلامية» بالرياض .
ومجلة «الدعوة» بالرياض .
ومجلة «صوت الأمة» بالجامعة السلفية ببنارس بالهند .
وبمجلة «الدعوة» بدلهي .
وبمجلة «المحدث» الشهرية للجامعة السلفية .
وبمجلة «المنار» لندوة الطلبة بالجامعة السلفية .
وبمجلة «ترجمان» الأسبوعية لجمعية أهل الحديث لعموم الهند .
ومجلة «الإسلام» الشهرية بدلهي، وغيرها من المجلات.

[ج]- أعمال التدريس:
1- العمل في الجامعة السلفية (بنارس، الهند) لأربع سنوات مدرساً وداعية، ومحررًا في مجلة «صوت الأمة» و «المحدث» من مجلات الجامعة السلفية (مبتعث من قبل الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية).
2- التدريس من عشرين عامًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بكلية أصول الدين (قسم السنة).

[ د ]- أعمال الدعوة:
1- أنشأت مؤسسة دار الدعوة في منطقة الله آباد في شمال الهند، وذلك في سنة 1396هـ وأنشئت تحت إشراف هذه المؤسسة مدارس للبنين والبنات إلى المستوى الثانوي، وجامعة أبي هريرة الإسلامية، وكلية البنات الإسلامية، ومسجد جامع، ومكتبة، ودار نشر وتوزيع للكتب الإسلامية، كما نظمت بعض المؤتمرات والندوات منها مؤتمر حول قدسية الحرمين الشريفين أيام فتنة الخميني، وذلك بعد رجوعي من المملكة إلى الهند فوراً، ومنها مؤتمر حول أزمة الخليج في أثناء الغزو العراقي للكويت، ومنها مؤتمر دور المدارس الإسلامية في الدعوة إلى الله، وقد حضر في هذه المؤتمرات عدد من الفضلاء من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة السلفية والمدارس الأخرى، وأعضاء ومسؤولين من جمعية أهل الحديث لعموم الهند، وجمعية أهل الحديث في منطقة شمال الهند، وقد نشرت بحوث هذا المؤتمر في عدد خاص من مجلة «المحدث» باللغة الأردية من الجامعة السلفية؛ كما نشرت مقالات وقرارات هذه الندوات والمؤتمرات في مجلات الهند، وعقدت الندوة العلمية عن التعريف بالدين الإسلامي الصحيح في العصر الحاضر في الهند، في عام 1998م بمدينة دلهي، بمقر مؤسسة دار الدعوة، وقد حضرها أكثر من ثلاثين باحثًا، ومحاضرًا، وكان لها أثر طيب في أبراز أهمية الاستفادة من علوم السلف كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن عبدالوهاب -رحمهم الله-.

2- شاركت في مؤتمرات كثيرة في الهند من قبل جمعية أهل الحديث المركزية أو من قبل الجامعة السلفية كما مثلت الجامعة سنوات عديدة في المؤتمرات والندوات في الداخل والخارج.

والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

================

نقله أبو زارع المدني
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #502  
قديم 02-07-2014, 10:14 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

الشيخ العلامة عبدالصمد الكاتب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه (36/1) باب كيف يقبض العلم: وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى أبي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فإني خِفتُ دروس العلم وذهاب العلماء. ثم قال البخاري حدثنا العلاء بن عبدالجبار قال: حدثنا عبدالعزيز بن مسلم عن عبدالله بن دينار بذلك يعني حديث عمر بن عبدالعزيز إلى قوله ذهاب العلماء، وحدثنا إسماعيل بن ابي اويس قال: حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
إنه في ليلة الأحد الموافق 15 من شهر رجب الحرام لسنة 1431هـ توفي فرضيُّ المدينة النبوية العلامة الشيخ عبدالصمد بن محمد بن محيي الدين الكاتب بعد حياة بدأت سنة 1349هـ وكانت حافلة بالحياة الطيبة من الإيمان والعمل الصالح نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
ولد الشيخ رحمه الله وتربى في بيت صلاح وأسرة علم فأبوه هو العالم الفصيح الشيخ محمد بن محيي الدين الكاتب أحد علماء الهند ومن فصاحة والده انه يحفظ ألفية ابن مالك في النحو والصرف من اول بيت الى آخرها ومن آخرها الى اولها ومن فصاحته انه اذا زار بلاد الحرمين يجتمع اليه ائمة الحرمين ليسمعوا ويتعجبوا من حسن كلامه وفصاحته ولقب والده بالكاتب لانه كان كاتبا لمفتي القارة الهندية في ذلك الوقت فترعرع الشيخ عبدالصمد في هذا الجو العلمي المحافظ فحبب له العلم الشرعي منذ صغره فتعلم العربية والقراءة والكتابة والحساب وبرع في علم الفرائض ثم رغب رغبة شديدة في التزود من العلم من بلاد الحرمين فألح على والده في الرحلة اليها فوافق والده بعدما تعهد الشيخ عبدالرحمن الافريقي ان يكون له الاب الثاني فوصل اليها وعمره 16 سنة وادى مناسك الحج في ذلك العام ثم ذهب الى المدينة النبوية وتتلمذ على يد الشيخ عبدالرحمن الافريقي والشيخ محمد الامين الشنقيطي ثم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحم الله الجميع، واكتملت نشأته بين هؤلاء الاعلام ثم التحق بعد الحاح شيخه الأول عبدالرحمن الافريقي بالمعهد العلمي عند اوليات افتتاحه فدرس فيه مع جملة من المشايخ والعلماء الذين كانوا معه في الفصل الدراسي آنذاك منهم الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والشيخ عبدالرحمن البراك وهو زميله الخاص حفظه الله وغيرهما ممن كانوا في طبقتهم وكان في وقت دراسته في الرياض قد بلغت القومية العربية والنداء اليها ذروتها فقال رحمه الله بمحاربتها وبيان عيوبها وانها من دعوى الجاهلية فعودي في ذلك وصبر حتى اظهر الله تعالى للعالم عيوب هذه الدعوى ثم تخرج في المعهد العلمي وانتقل الى التدريس في المجمعة ثم الى الجنوب في صامطة ثم رسى به امر التدريس الى المعهد الثانوي التابع للجامعة الاسلامية في المدينة النبوية وكان بها حتى تقاعد وكان رحمه الله دائم البشر كثر، التبسم حارصا اشد الحرص على اتباع السنة وله تلاميذ كثر وكان بعضهم في التدريس النظامي مثل الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري ومنهم من تتلمذ عليه في المسجد مثل الشيخ سالم الطويل وابنه الشيخ عبداللطيف الكاتب والشيخ سعد بن فجحان الدوسري وكاتب هذه الاسطر وغيرهم ممن لا اعرفهم او لا اعلم بهم وكانت عنايته بشتى العلوم الشرعية وتخصصه بأصول الفقه والفرائض وله مؤلف مشهور في الفرائض وهو من احسن المؤلفات في بابه ولذلك كان هو المقرر لطلاب المعهد الثانوي للجامعة الاسلامية وله من الولد والاحفاد الذين نرجو لهم الخير وان يكونوا على طريقة والدهم وان يبارك الله لهم كما اسأله جل في علاه ان يغفر للشيخ مغفرة من لدنه لا تدع ذنبا الا غفرته وابدله بفضله حسنة والحمد لله رب العالمين.

كتبه/ فرج المرجي
جريدة الوطن الكويتية
الأحد 11/7/2010م
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #503  
قديم 02-07-2014, 10:15 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

السيرة الذاتية للشيخ محمدسيد حاج السودانى رحمه الله
سيرة
الشيخ محمد سيد رحمه الله :
الاسم: محمد بن سيد بن محمد بن حاج
الكنية:
أبو جعفر متزوج وله من الأبناء 2 ذكور و3 من الإناث
مواليد: 21 مارس
1972 بمدينه حلفا الجديدة القرية 12 أشكيت .
نسبه: هو حلفاوي من مدينه
حلفا أبا وأما والده من قبيلة الروداب و الوالدة من قبيلة الكيخاب
وهي
قبائل حلفاويه شهيرة .
مراحل التعليم الأساسي :خلوه الحاج يوسف ثم مدرسه
الحاج يوسف شرق الابتدائية- الاميريه حلفا الجديدة
المتوسطة-الطبري
الثانوية حلفا الجديدة.
التعليم العالي: التحق الشيخ بكلية الشريعة
جامعه أم درمان الإسلامية وفي أيام الدراسة كان هنالك بعض النشاط له في
الجامعة.
ثم تخرج من الجامعة في عام 1998 ثم أكمل التعليم العالي وحاز
للماجستير عن دراسة بعنوان
(انفرادات ابن تيميه الفقهية عن الأئمة
الأربعة)
النشأة: كان اغلب أوقاته بين حلفا و الحاج يوسف و نشا هناك بين
الأهل و الأقارب.
النشأة الدينية: كانت بداياته الدينية قبل التعليم
الأساسي حيث أخذه والده إلي خلوه الحاج يوسف لتحفيظ
القراّن الكريم ثم
كان عليه تأثير قوي من احد أساتذته في المدرسة الابتدائية و هو الأستاذ عبد
الحي كوبيل
في العقيدة وأقامه الصلوات في أوقاتها.
بدايات العلم
الشرعي : كانت في مدينه حلفا مسقط رأسه وكان في الصف الثاني المتوسط وكان
من ابرز علمائه
الشيخ عبد الرحمن ابوزيد محمد حمزة –خريج الجامعة
الإسلامية بالمدينة المنورة-
الشيخ محمد عبد الله الحاج – خريج الجامعة
الإسلامية بالمدينة وكان إمام مسجد أنصار السنة يحلفا الجديدة.
مشايخ
لهم اثر في حياة الشيخ الدعوية:
الشيخ الوالد ابوزيد محمد حمزة حفظه
الله
الشيخ محمد هاشم الهدية رحمه الله
الشيخ عثمان محمد عثمان رحمه
الله
مشايخ العلم الشرعي الذين تتلمذ علي يديهم:
* الشيخ عبد الرحمن
ابوزيد محمد حمزة درس عليه مبادئ علوم الحديث و العقيدة من 1989 إلي 1990
*
الشيخ الدكتور عثمان ميرغني درس علي يده الفقه المقارن
* الشيخ الدكتور
العبد
*الشيخ الدكتور شمس الدين التكينه درس علي يديه آيات الأحكام
بداية
النشاط الدعوي :
كان أول وقوف له إمام الناس واعظا في الصف الثاني
المتوسط وكانت موعظة بعنوان الدار الآخرة .
ثم في عام 1990 كان يتحدث في
مسجد القرية بعد صلاه المغرب و في نفس العام خطب أول جمعه له في نفس
المسجد
وبعد ذلك خطب في مسجد السوق بمدينه حلفا
وفي المرحلة الثانوية
أقام منبراً للنقاش و الحوار مع الطلاب كان يطرح فيها الدعوة السلفية و
يرد علي الشبهات
و يتناول بعض التنظيمات المنحرفة وسط الطلاب .
مؤلفات
الشيخ :
* الحروب الصليبية بين الأمس و اليوم
* الحسبة مسؤليه
الجميع
* فقه الائتلاف
* لماذا لا التزم ؟
* رمضان فضائل وآداب
وأحكام.
مشاركات الشيخ في المؤتمرات و الندوات العالمية :
* برنامج
رمضان التابع لوزارة الأوقاف بدوله قطر
* ملتقي دعوي بدوله اندونيسيا
*
شارك في التدريس في الدورة العلمية بالكاميرون
* تدريس كتاب العلم
وكتاب الوضوء صحيح البخاري في دوله قطر.
من أهم الأنشطة الدعوية للشيخ :
*تدريس
كتاب مدارج السالكين في مسجد المؤمنين بمدينه الخرطوم بحري حي الصافية و
استمر الشرح أربع سنوات.
*شرح كتاب التوحيد في مسجد المؤمنين بالصافيه
واستمر الشرح لمده عامين.
*وشرح الشيخ كتاب العواصم من القواصم في جامعه
الخرطوم .
*وأتم شرح الجواب الكافي بالمركز العام لجماعه أنصار السنة
المحمدية بحي السجانة.
*و شرح الأخلاق والسيرة في مداواة النفوس لابن
حزم الظاهري بالمركز العام لجماعه أنصار السنة المحمدية بحي السجانة.
*
وشرح التحفه العراقية لابن تيميه في المركز العام لجماعه أنصار السنة
المحمدية بحي السجانة.
الأعمال العامة التي تولاهاالشيخ :
* مساعد
الأمين العام للشئون الخارجية لهيئة علماء السودان.
*عضو المجلس
الاستشاري لوزارة الأوقاف و الشئون الإسلامية بالسودان.
*عضو المجلس
الأعلى للدعوة الإسلامية بالسودان.
*أمين أمانه التخطيط والموارد
البشرية لمنظمه سبل السلام الخيرية.
رحمه الله رحمة واسعة و ألهم أهله و
محبيه و تلاميذه الصبر و حسن العزاء
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #504  
قديم 02-07-2014, 10:16 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

الشيخ المصنِّف خالد بن عبدالرحمن العك الشامي -رحمه الله-
الشيخ المصنِّف خالد بن عبدالرحمن العك
(1362-1420هـ/ 1943-1999م)

كتبه: أيمـن بن أحمـد ذو الغـنى


بقايا صور:

يوم كنتُ فتًى في المرحلة الثانوية اقترح إمامُ مسجدنا الشيخ عمار راجعي - وكان طالبًا في معهد الفتح الإسلاميِّ- أن نتدارسَ كتابًا في السيرة النبوية الشريفة، نتعرَّف به هديَ النبيِّ الكريم - صلى الله عليه وسلم - في أحواله كلِّها، ونستنشي عبقَ شمائله، ورفيعَ أخلاقه، لنقتديَ بسنَّته ونَسْتارَ بسيرته..

وتركنا له أمرَ الكتاب فاختار ((فقه السِّيرة من زاد المعاد)) للشيخ خالد بن عبدالرحمن العك.. وقد قرأنا الكتابَ على مدى سنتَين، وانتفعنا بصنيع مؤلِّفه فيه، وحُسن استخلاصه سيرةَ النبيِّ العطرةَ عليه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم من كتاب الإمام ابن قَيِّم الجَوزيَّة ((زاد المعاد في هَدي خير العباد)).

وكان من دَأَبي في تلك المرحلة التطلُّع إلى معرفة الأعلام من العلماء والمشايخ والمؤلِّفين، فشرعتُ أسأل عن مصنِّف الكتاب الشيخ خالد العك، حتى اهتديتُ إلى مسجد يخطُب فيه الجمعة ويلقي درسًا عَقِبَ الصلاة في علم مُصطَلح الحديث، يشرح فيه كتابَ العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر ((الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث)).

كان المسجد مغرقًا في القِدَم، وصغيرًا جدًّا، لا يكاد يُهتدى إليه، أشبهَ بنبتة صغيرة في حائط نخل باسق، تُحيط به أبنية أثرية وكنائسُ تاريخية، في حيٍّ من أحياء النصارى بدمشق حيِّ (باب توما). ولولا المنبرُ المرتفع قليلاً في صدره لما ظُنَّ سوى غرفة أو مستودع!

اختلفتُ إلى هذا الجامع أشهرًا أحضر خطبَ الشيخ، وما يعقبُها من دروس الحديث، ولم يكن يزيد عددُ الحضور على عَشَرات قليلة، جُلُّهم من طلاب العلم في المعاهد الشرعيَّة بالشام.

وكان الشيخ يُعد للدرس عُدَّته ويحشُد له، فتراه يُملي على الطلاب فوائدَ كثيرةً أثبتها في وُرَيقات وجُزازات، وجُمهور ما يُمليه مُنتَزَعٌ من كتب المحدِّث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الذي كان يجلُّه ويعتدُّ بعلمه كلَّ الاعتداد، وكان يُصدِّر تلك الأمالي بعبارة: ((قال شيخنا أبو عبد الرحمن)) يعني الألبانيَّ.

لم تسمح لي المدَّةُ القصيرة التي حضرتُ فيها أن أتعرَّفَ الشيخَ تعرفًا عَميقًا، بيد أني لم أُخطئ في شخصيته خِصالاً حميدةً باديةً بجلاء، ولعلَّ أسطعَها وضوحًا الرزانةُ وهدوء الطبع، والحِلمُ ولينُ الجانب، وإيثارُ السلامة.. ولقد أبصرتُ بعينيَّ مواقفَ أُسيء فيها إلى الشيخ إساءةً وهو صابرٌ محتسب يدفعُ بالتي هي أحسن.

وإن تعجَب فعجبٌ أن تكونَ تلك المنغِّصاتُ من مؤذِّن المسجد والقيِّم عليه، الذي ينسُب نفسَه إلى الصوفية، ويُبدي حميَّةً شديدة وعصبيَّةً مُفرِطَة للتصوُّف وأهله، مع حقدٍ أشدَّ على المخالفينَ وشنآنٍ للسلفية والسلفيين!

فكان يُزعجه اتجاه الشيخ الأثريُّ ويحمله على ألا يدعَ وسيلةً للتنغيص عليه إلا أتاها.. فما أكثرَ أن يقطعَ سِلكَ المِصْوات في أثناء الدرس، بل قطع مرَّة الكهرَباءَ عن المسجد كلِّه، والشيخُ ماضٍ في الشرح غيرُ مكترث به ولا مُلتفت إليه، وما كان يزيدُ على أن يُكَفكِفَ انفعالَ بعض طلابه ويسكِّنَ أفئدتهم بحَدَبٍ ورِقَّة.

ومن الطرائف، أننا في أحد أيام الجمعة مَضَينا إلى المسجد لحضُور الخطبة، وإذا به مغلق! والشيخ واقفٌ بالباب الموصَد مع جمع من الشبَّان ينتظرون أن يَحِنَّ عليهم القيِّم ويفتحَ لهم، ولما طالَ بنا المُقام ودَنا وقتُ الجمعة مَضَينا مع الشيخ إلى أقرب جامعٍ وأدَّينا فيه الفَريضة!

تلكم بقايا صور في ذاكرتي لصِلَةٍ بالشيخ غبرَ عليها زُهاء عشرين سنة! ولم يُكتب لها أن تدومَ أو تتعمَّق، لكنها لم تنقطع البتَّة، إذ اتصلت أسبابي بأسباب بعض وَلَدِه وما تزال وثيقةً إلى يومنا هذا.. وها قد مَضى على رحيل الشيخ -رحمه الله- عِقدٌ من السنين ولم أقف على من تَرجَمَ له أو دوَّن سيرته العلمية والعملية، فرأيت حقًّا عليَّ واجبًا أن أنهضَ بما قَعَدَ دونه الآخرون، فكانت هذه الترجمةُ الموجزة، ولئن لم ينل الشيخ حقَّه من الترجمة والشهرة، إن ما قدمه وبذله في حياته لمحفوظٌ مدوَّن عند من لا يظلم مثقالَ ذرَّة. كافأه ربُّنا بما هو أهله، وتقبَّله وجعل ما تركه من آثار صدقةً جارية له إلى يوم القيامة.

سيرة موجزة:
خالد بن عبدالرحمن العك:
من أهل العلم والفضل، باحث مصنِّف محقِّق، ومعلِّم مربٍّ، سلفيُّ الاتجاه. كان ليِّنَ العَريكة، سليمَ الصدر، متواضعًا.

ولد في حيِّ القيمرية بدمشق سنة 1362هـ (1943م)، والتحقَ بعد إكمال الدراسة الابتدائيَّة بمعهد الفتح الإسلاميِّ الذي أنشأه العالم المربِّي الشيخ صالح الفُرفور رحمه الله تعالى، وأتمَّ الدراسةَ فيه سنة 1381هـ (1961م).

وطلب العلمَ على عددٍ من علماء الشام منهم: مفتي الجمهورية الشيخ الطبيب محمد أبو اليُسر عابدين، وشيخ القرَّاء حسين خطَّاب، وتأثَّر بمنهج الشيخ المحدِّث محمد ناصر الدِّين الألباني.

عمل في سِلك التعليم والتربية، في الثانوية الشرعيَّة بدمشق، وتولَّى التوجيهَ فيها، ودرَّس في معهد الفُرقان الشرعي، وكُلِّف إدارته سنة 1390هـ (1970م).

وشغل وظائفَ في وزارة الأوقاف، منها: مدرِّس في مديرية الإفتاء، وعضوٌ في لجنة التدقيق والرِّقابة الدينيَّة للكتب والمطبوعات. وتولَّى الإمامةَ والخطابة في غير ما جامعٍ بدمشق.

اعتنى بالتأليف والتحقيق، وكان مكثرًا منهما، وتنوَّعت كتبُه في موضوعات العقيدة، والفقه، والحديث، والسيرة، وقضايا التربية والأسرة، وأعدَّ بعضَ الموسوعات، واختصر عددًا من المطوَّلات، والتزمَ في جميع تآليفه منهجَ أهل السنة والسلف الصالح.

وأسهم في إنشاء مجلة (السلفيَّة) بالتعاون مع الشيخ محمد عيد العباسي، وتوليا معًا إدارة تحريرها، ولكن لم يلبثا أن أحجما عن العمل بعد صدور بضعة أعداد؛ لاختلاف وجهات النظر مع رئيس تحريرها وصاحب امتيازها الشيخ موسى بن عبدالله آل عبدالعزيز.

أُصيب بمرضٍ دماغيٍّ عُضال صبر على آلامه سنتين، وأُجريت له جراحةٌ استُؤصِلَ فيها منطقةُ الكتابة والنطق من دِماغه، ففقد القُدرةَ على الكلام تمامًا، ولكنَّ الله أكرمَه بدوام الذِّكر، فكان لسانُه رطبًا لا يَكفُّ عن التشهُّد والحوقَلَة والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وافته المنيَّة في يوم الجمعة لثلاثٍ خَلَوْنَ من ذي الحجة، سنة 1420هـ، يوافقه (19/ 3/ 1999م) وقد بلغ الثامنةَ والخمسين من عُمُره رحمه الله.

من كتبه:
أصول الفقه وقواعده، صور من حياة الصحابيات، موسوعة فقه المرأة المسلمة، غاية حياة الإنسان، تاريخ توثيق نصِّ القرآن، الفرقان والقرآن، عقيدة المسلم، فقه التوحيد، بناء الأسرة المسلمة، شخصية المرأة المسلمة، المحرَّمات على المرأة المسلمة، آداب الحياة الزوجية، عوامل التطرُّف والإرهاب والغُلُو، موسوعة الفقه المالكي، فقه السيرة من زاد المعاد، فقه السنة من زاد المعاد، صحيح شُعَب الإيمان، عظماء حول الرسول صلى الله عليه وسلم، مختصر صحيح البخاري، مختصر مسند الإمام أحمد، مختصر شرح العقيدة الطحاوية.

ومن تحقيقاته:
نيل الأوطار للشوكاني، طَلِبَةُ الطَّلَبة للنسَفي، تفسير البَغَوي، سُبل السلام للصنعاني، أعلام النبوة للماوَردي، تسهيل الوصول إلى علم الأصول.

وترك كثيرًا من المصنفات مخطوطةً منها:
موسوعة الأحكام الفقهيَّة على المذاهب الخمسة، موسوعة عقائد السلف، موسوعة علوم الحديث، موسوعة العلوم الكونيَّة في القرآن والسنة، منهج القرآن في عقيدة التوحيد، حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، نهاية العالم[1].


نمـوذج لخطِّ الشيخ المترجَـم :

http://www.alukah.net/UserFiles/al3ak(1).jpg


ــــــــــــــــــــ
[1] أفدت في كتابة هذه السيرة من ابنة المترجَم الأخت الفاضلة كوثر بنت خالد العك، جزاها الله خيرًا.





المصدر: الألوكة - رابطة أدباء الشام
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #505  
قديم 02-07-2014, 10:17 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

ترجمة العلامة الأصولي أ.د. يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين وما تيسر من كتبه...

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
كان للعلامة يعقوب الباحسين جهوده الظاهرة والمميزة في خدمة أصول الفقه وقواعده، مما جعل طلبة العلم الجادين يلتفتون إليه ويحرصون على اقتناء كتبه ،،

وفي أكثر من لقاء سمعت شيخنا علي الحلبي ، وكذلك صح عن الشيخ مشهور الثناء العالي على العلامة يعقوب الباحسين ، وجهوده -خاصة- في أصول الفقه والقواعد الفقهية،

لذا أحببت أن أنقل لكم هذه الترجمة من الشبكة العنكبوتية، -لعله يكون هنالك إضافات أخرى- ، نفعنا الله وإياكم ، والدال على الخير كفاعله...

ترجمة سماحة الشيخ العلامة أ.د. يعقوب بن عبدالوهاب الباحسين التميمي


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛

فهذه ترجمة لفضيلة الشيخ العلامة الأصولي (يعقوب عبد الوهاب الباحسين ) -حفظه الله تعالى-، نقلتُ تاريخ حياته من "جريدة الرياض اليومية"، العدد 13057، السنة 39، الأحد (30/ 1/ 1425هـ)، وأضفتُ إليها ما وقفتُ عليه من مؤلفاته وآثاره العلمية -حفظه الله وبارك فيه، وما أشرف عليه من رسائل الماجستير والدكتوراه (بأسماء باحثيها)، وحصوله على جائزة الملك فيصل وموضوع الجائزة، وثناء العلماء عليه. وليس لي في هذا البحث إلا الجمع والترتيب.

فأقول:

مولده ونشأته:

"هو يعقوب بن عبدالوهاب بن يوسف الباحسين، من الأسر النجدية التي هاجرت إلى العراق.
ولد في الزبير سنة 1928م، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس مدينة البصرة، ثم أكمل دراسته في كلية الشريعة في الجامع الأزهر، وقد تخرج في الكلية سنة 1951م. وزاول التدريس في المدارس الثانوية ومعاهد المعلمين في البصرة، فدرس اللغة العربية وآدابها، وعلم نفس الطفل، وعلم النفس التربوي، وطرق التدريس، ثم تابع دراسته العليا في الأزهر فحصل على دبلوم الدراسات العليا في تاريخ الفقه سنة 1966م.

ثم انتقل الى جامعة البصرة محاضراً فدرس في كلية الحقوق، ثم في كلية هيئة القانون والاقتصاد، أحكام الأوقاف، واحكام الوصايا، وأحكام الميراث، وأصول الفقه.

ثم حصل بعد حصوله على اجازة دراسية من الجامعة على:
1- دبلوم دراسات عليا مدته سنتان في الدراسات الأدبية واللغوية من معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية سنة 1972م.
2- الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون في الأزهر الشريف سنة 1972م.
وعاد بعد ذلك الى جامعة البصرة، فعين في كلية الآداب، نظراً لإلغاء هيئة القانون والاقتصاد، والحاقها بجامعة بغداد.
وقد درس في كلية الآداب، التفسير، ومصطلح الحديث، والمنطق والتعبير الأدبي، والكتاب القديم، وشرح ألفية ابن مالك.
ثم ترك العراق سنة 1400هـ وعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية منذ 1402هـ في قسم أصول الفقه، وأحيل للتقاعد سنة 1409هـ ثم استمر عمله في الجامعة متعاقداً في كلية الشريعة، ثم في المعهد العالي للقضاء، حتى الآن سنة 1424هـ، وقد اقتصر عمله في هذه الفترة على الاشراف على الرسائل العلمية وتدريس طلبة وطالبات الدراسات العليا.

الندوات العلمية والحلقات الدراسية التي شارك فيها:

1- الندوة العلمية العالمية الثانية لمركز دراسات الخليج في جامعة البصرة، تحت شعار (اللغة العربية وآدابها في الخليج العربي).
2- اسبوع الفقه الإسلامي الرابع في تونس سنة 1974م للفترة من 14-1974/12/19م- والاشتراك ببحث (نظرية القسامة في الفقه الإسلامي).
3- الحلقة الدراسية المقامة في جامعة البصرة- تحت شعار (بناء الطفل في الخليج العربي بناء للمستقبل)، والاشتراك ببحث مواقف الشريعة الإسلامية من الطفل)- بمناسبة السنة الدولية للطفل سنة 1979م" اهـ ما جاء في "جريدة الرياض اليومية" بنصه، انظره على هذا الرابط:
http://www.alriyadh-np.com/*******s/...kafa_10871.php

آثاره العلمية:(1)

المؤلفات المطبوعة:

1- مدخل إلى أصول الفقه. مطبعة حداد بالبصرة، عام 1968م.
2- رفع الحرج في الشريعة الإسلامية (رسالة دكتوراه). طـ دار النشر الدولي بالرياض، 1416هـ.
3- أصول الفقه: الحد والموضوع والغاية. طـ مكتبة الرشد بالرياض، 1408هـ/ 1988م.
4- التخريج عند الفقهاء والأصوليين: دراسة نظرية، تطبيقية، تأصيلية. طـ مكتبة الرشد بالرياض، 1414هـ.
5- قاعدة اليقين لا يزول بالشك: دراسة نظرية، تأصيلية، تطبيقية. طـ مكتبة الرشد بالرياض، عام 1416هـ/ 1996م.
6- القواعد الفقهية: (المبادىء، المقومات، المصادر، الدليلية، التطور): دراسة نظرية، تحليلية، تأصيلية، تاريخية. طـ مكتبة الرشد بالرياض، عام 1418هـ/ 1998م.
7- الفروق الفقهية والأصولية: (مقوماتها، شروطها، نشأتها، تطورها): دراسة نظرية وصفية. طـ مكتبة الرشد بالرياض، عام 1419هـ/ 1998م.
8- قاعدة الأمور بمقاصدها: دراسة نظرية، تأصيلية. طـ مكتبة الرشد بالرياض، عام 1419هـ/ 1998م.
9- طرق الاستدلال ومقدماتها عند المناطقة والأصوليين. طـ مكتبة الرشد بالرياض، عام 1421هـ/ 2000م.
10- قاعدة العادة مُحَكّمة: دراسة نظرية، تأصيلية، تطبيقية. طـ مكتبة الرشد بالرياض، عام 1423هـ/ 2002م.

(2) الأبحاث المنشورة:

1- نظرية القسامة في الفقه الإسلامي:
بحث منشور في مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة، سنة 1980م.
2- أصول الفقه: تدوينه وتطوّره:
بحث منشور في مجلة هيئة القانون والاقتصاد، جامعة البصرة، سنة 1970م. وفي مجلة البحوث الفقهية المعاصرة: السنة الرابعة عشرة، العدد السادس والخمسون، عام 1423هـ.
3- التفسير العلمي وآراء العلماء فيه:
بحث منشور في مجلة كلية التربية، جامعة البصرة، العدد 6، سنة 1981م.

(3) الكتب والأبحاث غير المنشورة:

1- موقف الشريعة الإسلامية من الطفل:
بحث أُلقيَ بمناسبة السنة الدولية للطفل ، البصرة.
2- علم أصول الفقه: دراسة في نشأته وتدوينه وتطوّره.
3- محاضرات في مصطلح الحديث:
محاضرات ألقيت على طلبة كلية الآداب، جامعة البصرة.
4- التفسير: تاريخه، ومناهجه:
محاضرات ألقيت على طلبة كلية الآداب ، جامعة البصرة.
5- قاعدة "المشقة تجلب التيسير". (وهي الآن في المطبعة).
6- القياس في العبادات.

المرجع: http://www.fiqhia.com/dr10.php

تنبيه: للشيخ (محمد منظور إلهي) كتاب بعنوان «القياس في العبادات»، طبعته مكتبة الرشد بالسعودية.

(4) رسائل الماجستير والدكتوراه التي أشرف عليها:
رسائل الماجستير التي أشرف عليها:
1- التعدد في الدعاوى والبينات/ علي بن عبد الله، الراجحي. رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، المعهد العالي للقضاء، عام 1422هـ، 331 ورقة.

المرجع:
http://www.kfnl.gov.sa/news/AkbarIsue26/p28.htm

رسائل الدكتوراه التي أشرف عليها:

1- أصول فقه الإمام مالك النقلية/ عبد الرحمن بن عبد الله الشعلان (سعودي).
2- أصول الفقه عند القاضي عبد الوهاب ـ جمعا وتوثقيا ودراسة / عبد المحسن بن محمد الريس (سعودي).
3- القطع والظن عند الأصوليين: حقيقتهما، وطرق استفادتهما، وأحكامهما: دراسة نظرية تطبيقية/ سعد بن ناصر الشثري (سعودي).
3- أصول الفقه بعد التدوين حتى نهاية القرن الرابع الهجري: دراسة وتحقيقًا/ ضويحي بن عبد الله الضويحي (سعودي).
4- علم أصول الفقه في القرن الخامس الهجري: دراسة تأريخية وتحليلية/ عثمان بن محمد الأخضر شوشان (جزائري).
5- أصول الفقه في القرن السابع الهجري: دراسة تأريخية وتحليلية/ جميل بن عبد المحسن الخلف (سعودي).

المرجع:http://www.imamu.edu.sa/collegeinst/...s/guides21.htm

6- الاستقراء وأثره في القوا عد الأصولية والفقهية / للباحث الشيخ الطيب السنوسي أحمد، بتقدم واشراف فضيلة الدكتور يعقوب الباحسين.
[ولا أدري هل هي رسالة ماجستير أم دكتوراه؟ فليُحَرَّر]

المرجع: المشاركة (32) على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showt...3&pagenumber=3

(5) نشاطات أخرى:
1- اشترك في أسبوع الفقه الإسلامي الرابع المنعقد في تونس 1974م، وألفى فيه بحثًا عن القسامة في الفقه الإسلامي.
2- الحلقة الدراسية المقامة في جامعة البصرة ، تحت شعار (بناء الطفل في الخليج العربي بناء للمستقبل)، وألقى فيها بحثًا عن موقف الشريعة الإسلامية من الطفل.
3- عضوية هيئة تحرير مجلة كلية الآداب في جامعة البصرة.
4- محاضرة في الموسم الثقافي بجامعة البترول بعنوان: القواعد الفقهية الواقع والتطلعات.
5- محاضرات في جامع الفرقان حول مقاصد الشريعة، أربعة أيام.
6- الإشراف على عدد كثير من رسائل الدكتوراه والماجستير ومناقشتها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة أم القرى، وكليات البنات. [وقد عرضنا بعضًا منها].
7- التَّعاون بإلقاء محاضرات على طلبة معهد الإدارة العامة، في الدورات الآتية:
أ- دورات دراسة الأنظمة، لسنوات متعدّدة.
ب- دورات لطلبة هيئة الادعاء والتحقيق، في عدد من دوراتها الأولى.

المرجع: http://www.fiqhia.com/dr10.php

حصوله على جائزة الملك فيصل العالمية (بالاشتراك):

حصل (د. يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين) -حفظه الله- على جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية (بالاشتراك)، لعام 1424هـ/ 2005م، وموضوع الجائزة "الدراسات التي عنيت بالقواعد الفقهية"؛ لبحوثه المتميزة في مجال الدراسات الفقهية؛ حيث كَتَب في مجال القواعد الفقهية كتابات تتصف بالتأصيل والتجديد، كما جاء في بيان الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل، وهذا نصه:
"بعون من الله وتوفيقه اجتمعت لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية في الفروع الأربعة : الدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم. وذلك في سلسلة من الجلسات امتدت من يوم السبت الثاني من ذي الحجة عام 1424هـ إلى يوم الثلاثاء الخامس من الشهر نفسه (24 – 27 يناير 2004م)، وتوصلت إلى القرارات الآتية :
أولا: قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية منح الجائزة، هذا العام (1424هـ/2004م) وموضوعها (الدراسات التي عنيت بالقواعد الفقهية). مناصفة بين : الدكتور علي أحمد غلام ندوي، الهندي الجنسية، والدكتور يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين، السعودي الجنسية، وذلك لبحوثهما المتميزة؛ إذ استخرج الأول القواعد الفقهية في المعاملات المالية من المصادر الأصيلة وربطها بالحاضر المعاصر بصورة تفصيلية مبتكرة. وكتب الثاني في القواعد الفقهية كتابات تتصف بالتأصيل والتجديد".
انظره على هذا الرابط:
http://www.kff.com/arabic/kfip/w_archive.html

وجاء في جريدة الوطن (العدد 1216، السنة الرابعة: 6/ 12/ 1424هـ) ما نصه:
"علماء وباحثون من سويسرا وبريطانيا ومصر والهند والسعودية ينالون جائزة الملك فيصل العالمية:
أعلن مساء أمس في مؤتمر صحفي عقده رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية سمو الأمير خالد الفيصل عن أسماء الفائزين بالجائزة لعام (1424هـ - 2004م)، حيث فاز في مجال الدراسات الإسلامية الدكتور علي أحمد غلام محمد ندوي من الهند بالاشتراك مع الدكتور يعقوب عبد الوهاب الباحسين من السعودية ...":
انظره على هذا الرابط: http://www.kff.com/arabic/kfip/w_archive.html

ثناء العلماء عليه:

أخبرني أحدُ طلاّب الشيخ العلاّمة الأصولي عبد الله بن غديّان أنّه لم يسمعِ الشيخَ يُثني على كتاباتِ أحدٍ من المعاصرين مثلَ ما يُثني على كتابات وبحوث الشيخ يعقوب الباحسين ..

انظره على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showt...C7%CD%D3%ED%E4

وفي الختام:
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يُبارك في الشيخ (يعقوب)، ويُمتعنا بطول بقائه، وينفعنا وإياه بعلومه، آمين.
والحمد لله رب العالمين.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #506  
قديم 02-07-2014, 10:18 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

مصطفى حلمي: بعث وتجديد السلفية فلسفيا

حسام تمام - إسلام أون لاين.

د. مصطفى حلمي ربما لم يُظلم في عالم الفكر والفلسفة مصطلح كما ظُلمت السلفية؛ فقد ظلت في الدرس الفلسفي والوعي الثقافي العربي لزمن طويل عنوانا على الرجعية والتخلف؛ في الوقت الذي ظلت فيه -وهذه هي المفارقة- عقيدة عموم مسلمي أهل السنة والقاعدة الأساسية لمعظم حركات التجديد والإصلاح الإسلامية في العصر الحديث!! وربما وجدت السلفية من يتبناها ويجدد فيها ويدافع عنها دعويا وحركيا؛ لكنها لم تجد من يعكف على خدمتها ويجددها فلسفيا في العصر الحديث إلا قليلا، ومن هؤلاء القليل وعلى رأسهم يأتي الدكتور مصطفى حلمي (وُلد 10-11-1932م) أستاذ الفلسفة الإسلامية الذي يمكن أن يعد صاحب أهم الدراسات الفلسفية عن السلفية في العالم العربي.


السيرة العلمية

لا نستطيع الحديث عن جهود الدكتور مصطفى حلمي دون استعراض سيرته العلمية التي لن تنفصل عن مشروعه الفكري؛ فقد توجه الرجل لدراسة الفلسفة عن قناعة ورغبة في خدمة العقيدة الإسلامية فتخصص فيها متأخرا؛ إذ حصل على ليسانس الآداب في الفلسفة وعلم النفس والاجتماع من كلية الآداب جامعة الإسكندرية (عام 1960)، وكان قد قارب الثلاثين، ثم أكمل رحلته العلمية فحصل على درجة الماجستير من الكلية نفسها عام 1967 عن: "الإمامة (الخلافة) عند أهل السنة والجماعة"، ثم حصل على درجة الدكتوراة من الكلية نفسها 1971م، وكانت عن "موقف المدرسة السلفية من التصوف منذ بدايته حتى العصر الحديث".
بعد ذلك أخذ طريق العمل الأكاديمي؛ فعُين مدرسا للفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة 1972م، وظل فيها إلى أن أحيل للتقاعد أستاذا غير متفرغ بعد بلوغه السبعين في العام الماضي (2002)، وفي هذه الأثناء أعير لأكثر من جامعة إسلامية؛ فعمل بتدريس الفلسفة الإسلامية في جامعة الرياض (الملك سعود حاليا) من 1972 إلى 1980. ثم انتقل إلى الجامعة الإسلامية العالمية في باكستان من 1986 – 1987، ثم جامعة أم القرى بمكة المكرمة من 1987 إلى 1992م.


مشروع للدفاع عن أهل السنة

أما إذا تحدثنا عن مشروعه الفكري فيمكن القول إن منطلقه هو الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة الخالصة النقية من الانحراف والزيغ، ومجاله هو الفلسفة، ومحاوره خمسة هي: السلفية، والتصوف، والفكر السياسي الإسلامي، وأسلمة العلوم، والغزو الثقافي، وقدم فيه نحو 30 كتابا ما بين تأليف وتحقيق؛ لا يخلو أي منها من إضافة وتجديد بدرجات متفاوتة، كان أهم جهوده على الإطلاق وهي تعد إبداعا في الفلسفة الإسلامية المعاصرة دراساته عن السلفية والتي كانت نقلة في مجال مناهج دراسة الفلسفة الإسلامية في القرن الماضي (العشرين)، ونال عنها جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية ( عام 1987).


السلفية.. المفترى عليها

كانت السلفية كلمة سيئة السمعة على المستوى الفلسفي؛ فكانت مستبعدة منه تماما، وكانت مناهج دراسة الفلسفة الإسلامية في جامعات العالم الإسلامي -مثلها مثل الجامعات الأوربية- تقتصر على الفرق الكلامية المختلفة عن مذهب أهل السنة والحديث وعلى رأسها المعتزلة، أو تهتم بالبحث عن الصلات بين معتقدات هذه الفرق وبين المصادر الخارجية من عقائد وأديان وفلسفات يونانية وفارسية.. ولم يكن الدرس الفلسفي ومناهجه يُعنى بالسلفية أو أهل السنة والحديث، وكذلك لم ير لديهم ما يستحق الدراسة باعتبار أن السلفية ضد العقل بالأساس؛ ومن ثم فليس فيها جانب عقلي فلسفي يستحق الدراسة.
كما كان مفهوم السلفية نفسه مختلطا في الفكر الإسلامي الحديث، ويختلط فيه المنهج والنموذج بالمذهب الذي يتبنى آراء فقهية بعينها وبجماعات تنسب نفسها إلى السلفية، كما كانت السلفية في الوعي الثقافي قرينة للرجعية، وضد التقدم، وذلك بتأثير الرؤية الغربية التي أصّلت مبدأ النظر إلى السلفية كمرادف للتأخر والرجعية والعداء للتحضر والعقلانية، ثم جاءت كتابات مصطفى حلمي عن السلفية؛ لتحدث ما يمكن أن نعده انقلابا أعاد رسم الصورة السلفية في الفكر والفلسفة والثقافة الإسلامية العامة. وله في هذا المجال ثلاثة كتب رئيسية.
الكتاب الأول هو "منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين (علم الكلام)"، وفيه يكشف عن خطأ النظرة الفلسفية السائدة التي تقصر "علم الكلام" على الفرق الكلامية الخارجة عن أهل السنة والحديث، ويتحدث المؤلف عن علم كلام سني غير علم الكلام البدعي الذي هاجمه ورفضه أئمة أهل السنة والحديث، وهذا العلم هو المتعلق بالجانب العقلي في النصوص الدينية والذي سماه الإمام السفاريني "علم التوحيد"، وأصل لهذه الفكرة التي تقوم على أن النظر عند أهل السنة والحديث للنصوص الدينية كان باعتبارها نصوصا عقلية شرعية، وأن هذا النظر لا يتعارض فيه العقل مع النقل، وأبرز هذه الرؤية من خلال دراسة وافية لمنهج ابن تيمية أحد أعلام أهل السنة والحديث والذي يرفض تعارض النصوص الشرعية مع الأدلة العقلية، ويضع الشرع ضد البدعة وليس العقل.
فى هذا الكتاب الرائد قدم دراسة شاملة أبرز فيها جوانب ومعالم علم الكلام السني غير البدعي (والذي سماه علم أصول الدين) عند أئمة علوم الحديث وأهل السنة مثل الحسن البصري وسعيد بن المسيب وابن قتيبة والدارمي وابن حنبل وبقية الأئمة الأربعة وابن تيمية وابن القيم... وغيرهم ممن كانوا دائما محل اتهام بمعاداة العقل وموضع رفض من أهل الفلسفة.
وفي كتابه "قواعد المنهج السلفي في الفكر الإسلامي" قدَّم دراسة جديدة لقواعد المنهج السلفي وفق التصور الإسلامي النابع من العقيدة كما يفهمها أهل السنة، وأجملها في ثلاث قواعد هي: تقديم الشرع على العقل، ورفض التأويل (وهو ما تختلف به عن الأشعرية التي تلتقي بها تحت اسم أهل السنة والجماعة)، والاستدلال بالآيات القرانية، وفيه يكشف أن السلفية ليست مرحلة زمنية فقط ولا مذهبا يتبنى آراء فقهية بعينها؛ بل هي نموذج ومثال ومنهج، وتعني الشمول والأصالة والتقدم والتحضر، وكانت مرادفا وشرطا للنهضة في جميع عصور الحضارة الإسلامية، ويشرح أن اتباع المنهج السلفي يعني "الارتفاع" إلى مستوى السلف في فهم العقيدة الإسلامية استيعابا وتنفيذا، وليس "الرجوع" إلى زمنهم بوسائله وأدواته، أي أن الاتباع في "القيم" التي حققوها وعاشوا من أجلها لا "الوسائل" التي استخدموها.
أما في كتاب "السلفية بين العقيدة الإسلامية والفلسفة الغربية" فقد قدم د. مصطفى حلمي دراسة مفصلة يفرق فيها بين السلفية في الفكر الإسلامي وتعني الازدهار والشمول والأصالة والتقدم والتحضر، والسلفية في الفكر الغربي كرجعية تؤدي لتخلف المجتمعات الغربية، ويقضي على قدرتها على النهوض. وقدم السلفية في هذا الكتاب كأساس لمواجهة كل مشروعات التغريب الفكري، كما قدم فيه رؤيته السلفية للخروج من أسر المنهج الغربي في دراسة التاريخ والنظر إليه كماض وليس كفكرة.
وقد أعادت هذه الكتب الثلاث الاعتبار إلى السلفية؛ فجددتها على المستوى الفلسفي بما أفسح لها المجال في مناهج دراسة الفلسفة في الجامعات العربية؛ فكانت أول مقرر لها في مناهج دراسة الفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم المصرية، كما حسنت صورتها على المستوى الثقافي، وبثت في نفوس أنصارها قوة معنوية في التصدي للانتقادات العلمانية الموجهة للسلفية والتيارات الإسلامية الحديثة التي قامت عليها.


ابن تيمية مجددا

وفي كل دراساته عن السلفية كان د. مصطفى حلمي يقدم شيخ الإسلام ابن تيمية وأفكاره وكتاباته كنموذج؛ باعتباره أكثر أئمة أهل السنة والحديث تجسيدا للمنهج السلفي في صورته التجديدية والأصلية في الوقت نفسه. وإذا كان الراحل د. محمد رشاد سالم أول من أدخل ابن تيمية وعرَّف به في مصر؛ فإن د. مصطفى حلمي صار الحجة في كل ما يتصل بابن تيمية، والمرجع فيه على المستوى الفلسفي؛ فهو الذي قام بتحقيق ودراسة العمل الضخم "نظريات ابن تيمية في السياسة والاجتماع" للمستشرق الفرنسي هنري لاوست الذي يعد أهم من تخصصوا في ابن تيمية وأكثر المستشرقين إنصافا له. كما كتب عنه كتابي: "ابن تيمية والتصوف"، و"معرفة الله وطريق الوصول إليه عند ابن تيمية".. وكان النموذج الأول الذي قدمه كممثل لأهل السنة والحديث في كل الدراسات الفلسفية التي قدمها (السلفية/علم الكلام/التصوف/الخلافة).


الطريق إلى تصوف سني

وقد انصب جهده في مجال التصوف على إعادته إلى الوجهة السنية، وعقد مصالحة بين السلفية والتصوف؛ فقام بنقد التصوف من وجهة نظر أهل السنة والحديث نقدا منهجيا، ثم أعاد تعريفه، وكشف عن الصلة بين التصوف والاتجاه السني السلفي، وسعى إلى إعادة النظر إلى التصوف في سياقه التاريخي؛ بحيث يفك الاشتباك بينه وبين المدرسة السلفية ليقدم تصوفا سنيا غير بدعي، وقدم في هذا عدة مؤلفات هي: التصوف والاتجاه السلفي في العصر الحديث، وأعمال القلوب بين علماء السنة والصوفية، مع المسلمين الأوائل في نظرتهم للحياة والقيم، ابن تيمية والتصوف، ومعرفة الله وطريق الوصول إليه عند ابن تيمية.
ويمكن القول: إن عمله في هذا المجال الذي بدأه مبكرا منذ أطروحته للدكتوراة كان محاولة لرصد أصول التصوف عن أهل السنة والحديث، ووضع قواعد سنية للتصوف تعيد وصل الاتجاهين بعد أن افترقا قرونا.


في الفكر السياسي الإسلامي

واهتم د. مصطفى حلمي بقضية الخلافة أو الإمامة كواحدة من أهم قضايا الفكر السياسي الإسلامي، وكانت البداية في رسالته للماجستير "فكرة الإمامة عند أهل السنة والجماعة" التي كانت أول دراسة شاملة لنظام الخلافة عن علماء وأئمة أهل السنة والجماعة، وجاءت مكملة لرسالة أخرى قدمها عن الخلافة عند الشيعة الدكتور أحمد صبحي، فأكملت دراسة نظام الخلافة عند اتجاهات الفكر السياسي الإسلامي، وكانت جديدة في وقتها وأشبه بالمغامرة؛ حيث نوقشت (1967) أثناء الحكم الناصري وقت أن كان الحديث عن الخلافة يجلب الأذى لأصحابه حتى ولو كان حديثا أكاديميا. وقد قدم فيها كتابيه: نظام الخلافة في الفكر الإسلامي، ونظام الخلافة بين أهل السنة والشيعة.
ثم أكمل دراسته للموضوع بتحقيق ودراسة كتاب "غياث الأمم في التياث الظلم" لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني؛ وهو أحد أهم كتب الفكر السياسي في التاريخ الإسلامي، وأهم ما فيه التأسيس لنظرية الخروج على الإمام الجائر، كما حقق كتاب شيخ الإسلام مصطفى صبري آخر شيوخ الدولة العثمانية: "النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة"، وقدم له دراسة شاملة، وأصدره بعنوان "الأسرار الخفية وراء إلغاء الخلافة العثمانية"، وهو واحد من أهم الكتب السياسية الحديثة في مسألة الخلافة، وأول كتاب كشف حقيقة سقوط الخلافة العثمانية، وكشف شخصية كمال أتاتورك الحقيقية، وكان أحد كتابين يُتداولان سرًّا في تركيا (مع كتاب: الرجل الصنم) حيث منعته الحكومة العلمانية، وهاجمته وسائل إعلامها.


أسلمة العلوم.. رؤية أخرى

واهتم د. مصطفى حلمي بهذه الفكرة مبكرا، قبل أن تنتشر في الأدبيات الإسلامية؛ فأصدر في الثمانينيات كتابه "مناهج البحث في العلوم الإنسانية بين علماء الإسلام وفلاسفة الغرب".
وقدَّم في هذا الكتاب محاولة لتأصيل مناهج دراسة العلوم الإنسانية من منظور إسلامي، وقيمة الكتاب ليست في طرحه الذي اقتصر على أفكار وأسس عامة؛ وإنما في كون دراسة أسلمة العلوم ضمن مقررات الفلسفة الإسلامية في جامعة عربية جديدة وقتها، مثل جامعة القاهرة، وقد تأثر بها أساتذة آخرون في أقسام الفلسفة بالجامعات المصرية، مثل د/محمد أبو ريان، ود/حسن الشرقاوي (فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية).
غير أن أهم ما تميز به د. مصطفى حلمي عن غيره من دعاة أسلمة العلوم هو التزامه الصارم بأصول وقواعد منهج أهل السنة والحديث بعيدا عن أفكار الاتجاهات الاعتزالية التي أثَّرت في أفكار عدد من دعاة أسلمة المعرفة.


مقاومة التغريب والغزو الثقافي

واحتلت هذه القضية مساحة كبيرة من اهتمامه، وأصدر فيها عدة كتب تمثل في مجموعها رؤية متكاملة في مواجهة الغزو الثقافي وعمليات التغريب التي يتعرض لها مسلمو اليوم، وتظهر هذه الرؤية متكاملة في كتابه "الفكر الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي"؛ فقدم فيها تعريفا بالمذاهب والفلسفات والأديان المعاصرة ونقدها وبيان موقف الإسلام منها، وكشف حقيقتها للأجيال المسلمة، وصدر له في هذا كتب: الإسلام والمذاهب الفلسفية المعاصرة، الإسلام والأديان- دراسة مقارنة، والأخلاق بين فلاسفة الغرب وعلماء الإسلام، الرؤية الإسلامية للفلسفات والمذاهب الغربية، وتؤكد استعلاء الإسلام على غيره من مذاهب وفلسفات وأديان.
وفى هذا قدم دراسات متناثرة عن أفكار علي عزت بيجوفيتش، ورينيه جينو، وروجيه دوباسكويه، ومراد هوفمان، ولكن كان أهم ما كتبه في ذلك كتابه عن روجيه جارودي "إسلام جارودي بين الحقيقة والافتراء"؛ حيث كان من أوائل من اشتغلوا بفكر "جارودي" لتدعيم آرائه الناقدة للغرب ومشروعاته السياسية ومذاهبه الفكرية، ولنقد وتصويب بعض الأخطاء التي وقع فيها فيما يخص الفكر والعقيدة الإسلامية، وربما كان هذا الكتاب الأول في بابه.
وكعادة علماء السلف في كتابة رسائل وملخصات لتحصين المسلم وبنائه ثقافيا وعقائديا كتب د. مصطفى حلمي عدة رسائل عن: "كيف نصون الهوية الإسلامية في عصر العولمة؟"، و"أضواء على ثقافة المسلم المعاصر"، وهو مجموعة بحوث تتناول ثقافة المسلم المعاصر في نواحيها العقدية والتعبدية والثقافية والحضارية والسلوكية، و"الموجز في العقيدة الإسلامية" وهو مختصر مفيد لواحد من أهم كتب العقيدة (للإمام السفاريني).


النشأة والحياة

ولا يمكن الحديث عن إنتاج الدكتور مصطفى حلمي في الفلسفة دون أن نتحدث عن نشأته وتربيته وشيوخه الذين أثروا في تكوينه الفكري؛ فقد نشأ في أسرة متدينة بالفطرة، وكان أول من تأثر به والده الذي كان شيخا ديِّنًا بذَرَ فيه بذور التدين؛ فعرف التدين والالتزام مبكرا، رغم أجواء التضييق على الإسلام في الخمسينيات والستينيات أثناء الحكم الناصري والمد الاشتراكي، وقبل تصاعد الصحوة الإسلامية في عقد السبعينيات. وقد لا يعرف الكثيرون أن الدكتور مصطفى كان جزءا من الحركة الإسلامية التي تكونت في نهاية الستينيات وعملت بشكل مستقل عن الإخوان المسلمين في أثناء سجنهم، وكانت أقرب إلى التيار العام الذي استوعب كل الاتجاهات الإسلامية، مثل الجمعية الشرعية، وأنصار السنة، والإخوان... منها إلى الحركة المحددة فكريا وتنظيميا.
ومن الطريف أن أول وأهم أساتذته كان واحدا من كبار التجار في مدينة الإسكندرية وهو الشيخ محمد رشاد غانم الذي كان ينتمي إلى جماعة أنصار السنة، وكانت لديه مكتبة ضخمة جدا جمعها من سفرياته للتجارة في كثير من أنحاء العالم، وعنه أخذ علوم التوحيد التي صاغته وشكلته فيما بعد. أما في دراسته وحياته الأكاديمية فقد أثر فيه عدد من أقطاب الفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم الإسلامية، منهم: علي سامي النشار، وثابت الفندي، ومحمد علي أبو ريان، وأحمد صبري..
ومنذ زمن تعودت على زيارة هذا العالم الجليل، فلفت نظري أنه لا يكتب عن علماء السلف وأئمتهم فحسب بل ويتمثلهم ويلتزم بأسلوب حياتهم؛ فهو يبدأ يومه مع صلاة الفجر وينهيه بعد صلاة العشاء، ولا يبدأ حديثه إلا بعد حمد الله والثناء عليه وخطبة الحاجة حتى ولو كان تعليقا بسيطا ولا ينهيه إلا بدعاء ختام المجلس، ويتحاشى أن يتصدر المجالس، ولا يحفل بالظهور في وسائل الإعلام بل ويتحاشاها، كما يتحاشى كل ما يقرب إلى السلطة والسلطان والنفوذ، وقد لا يرضيه أن أكتب عن شخصه، وربما اعْتَبَرَهُ إظهارا لعمل حرص على ستره، لكن العذر في أنه في غيبة أهل العلم تخلو الساحة للمدعين، وأن من اشتهروا ليس بالضرورة الأفضل، وقديما قالوا: الليث أفقه من مالك، ولكن خذله تلامذته!.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #507  
قديم 02-07-2014, 10:20 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

من أعلام الجزائر في أرض الحرمين
الشيخ حميدة بن الطيب الابراهيمي

(ت1362هـ -1943م)ترجمة الشيخ حميدة بن الطيب الابراهيمي الجزائري1288هـ - 1362هـ

إعداد أبو أسامة عبد العزيز بن علي أبو رحلة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن الهمم لتخمد ، وإن الرياح لتسكن وإن النفوس ليعتريها الملل، وينتابها الفتور ،وإن سير العظماء لمن أعظم ما يذكى الأوار ،ويبعث الهمم ، ويرتقي بالعقول ،ويوحي بالاقتداء (1)
وإن التاريخ الاسلامي يعد فخرا بحق لأمة الاسلام، فإنه لا توجد أمة من الأمم لديها من التراجم لرجالاتها وعلى شتى التخصصات والفنون عبر العصور الى يومنا هذا مثل هذه الأمة وقد كتب التاريخ الإسلامي على صور :

الصورة الأولى:
كتب على طريق الحوليات فيذكر في كل سنة أهم أحداثها ومن توفي فيها ، وقد تختصر وقد تطول حسب منهج المؤلف

الصورة الثانية:
كتب على طريقة الطبقات حيث يذكر أحوال الناس ووفياتهم طبقة طبقة

الصورة الثالثة:
كتب على طريقة التراجم المخصصة،سواء أكانت مفردة لشخص بعينه أولبلده أو لكتاب أو لدولة أو لوصف كالثقات والضعفاء أو الأعلام

الصورة الرابعة:
كتب على طريقة الدرس والتحليل للنواحي السياسية والاجتماعية والعمرانية والعلمية وغير ذلك وهذا النوع من الدراسات بداياته قديمة، وابن خلدون في مقدمته أشار الى أهمية الدراسة على هذا المنهج ، وقد اهتم به في العصور المتأخرة (2)

ثم إن علم التاريخ -بما فيه فن التراجم- علم يستمتع به العالم والجاهل ،ويستعذب موقعه الأحمق والعاقل فكل غريبة منه تعرف وكل أعجوبة منه تستظرف ،ومكارم الأخلاق ومعاليها منه تقتبس،وآداب سياسة الملوك وغيرها منه تلتمس ،يجمع لك الأول والآخر،والناقص والوافر والبادي والحاضر،والموجود والغابر ، وعليه مدار كثير من الأحكام ، وبه يتزين في كل محفل ومقام (3)

ويوم قام ببعض هذا الواجب وهو تدوين تاريخ الجزائر الشيخ مبارك الميلي في كتابه الحافل "تاريخ الجزائر " كتب إليه الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله كلمة هي بمثابة التقريظ للكتاب ومما جاء فيه:((...وقفت على الجزء الأول من كتابك تاريخ الجزائر في القديم والحديث فقلت لو سميته "حياة الجزائر" لكان بذلك خليقا ، فهو أول كتاب صور الجزائر في لغة الضاد صورة تامة سوية،بعدما كانت تلك الصورة أشلاء متفرقة هنا وهناك ، وقد نفخت في تلك الصورة من روح إيمانك الديني والوطني ما سيبقيها حية على وجه الدهر تحفظ اسمك تاجا لها في سماء العلا ،وتخطه بيمينها في كتاب الخالدين ، أخي المبارك إذا كان من أحيا نفسا واحدة فكأنما أحيا الناس جميعا ،فكيف من أحيا أمة كاملة ؟! أحيا ماضيها وحاضرها وحياتها عند أبناءها حياة مستقبلها)) (4)

إن الاهتمام بتراجم العلماء وتدوينها فيه إحياء ذكر الأولين والآخرين من علمائها والطارئين عليها ، فإنه ذكر حياة جديدة {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} [المائدة 32] ، وتصورهم في القلوب ومعرفة افعالهم وزهدهم وورعهم وديانتهم وانصرافهم عن الدنيا واحتقارهم لها وصبرهم على شدائد الطاعات والمصائب في الله ، فيتخلق الناظر بأخلاقهم ، ويتعطر السامع بأحوالهم فالطبع منقاد ، والانسان معتاد ، والأذن تعشق قبل العين أحيانا .
ولما كان سبب النجاة الاستقامة في الأحوال والأفعال ولا يتم ذلك الا بسائق وقائد ، كصحبة الصالحين وأسماع أحوالهم ، والنظر في أثارهم عند تعذر الصحبة (5) حيث تتصور النفس أعيانهم وتتخيل مذاهبهم لأنك لو أبصرت لم يبق عندك الا التذكر والتخيل ، ولكن إن يكن وابل فطل ، لاسيما وعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة (6)

وعليه فإن من أعظم المقاصد لكتابة تراجم علمائنا بيان الجوانب المشرقة من سير عظمائنا ، والتنويه بما لهم من أعمال جليلة ، وأياد بيضاء ، وإيقاظ الهمم وحفزها ،والارتقاء بالأخلاق وتقويم عوجها ، وتزويد القارئ بشيئ من خلاصات التجارب وقرائح الأفهام قال الأستاذ محمد كرد علي (7)كان أستاذنا طاهر الجزائري (8) وهو على سرير الموت يقول لمن حوله من أصحابه :اذكروا من عندكم من الرجال الذين ينفعونكم في الشدائد ودونوا أسماءهم في جريدة ،لئلا تنسوهم ونوهوا بهم عند كل سانحة واحرصوا حرصكم على أعز عزيز.

ومن هؤلاء الذين يستحقون الترجمة من أبناء الجزائر ، الذين نبغوا في غير وطنهم ، وليس ذلك بغريب ، لأن الجزائر كما قيل : طينة علم وذكاء وصدق شاعر النهضة محمد العيد آل خليفة إذ يقول:

إن الجزائر لم تزل في نسلها .....أُمًا ولودا خصبة الأرحام

نسبه:
من هؤلاء العالم المصلح العلامة الفقيه حميدة بن الطيب بن علال التواتي الابراهيمي الحسني (9)المالكي الجزائري ثم المدني ، المعروف عند بعض أهل المدينة بالجزائرلي (10)

وحميدة أصلها أن تكتب هكذا "أحميدة" جرى على هذا أهل المغرب العربي طلبا للاختصار ، كما في أسماء أُخر،مثل : محمد يقولون حمُو ، ولأحمد حمدوس ، وليوسف يسو ، ولعبد الرحمن رحموا ، الى غير ذلك ولهم في هذا الاختصار غرضان أساسيان:

الأول: طلب التواضع وترك الفخر والخيلاء ، فأهل المغرب الغالب عليهم التواضع وترك الفخر والخيلاء ، بخلاف أهل المشرق فالغالب عليهم حب الفخر والرياسة فتجد عندهم هذا الالقاب عز الدين وشمس الدين ...إلخ (11).
والثاني:تنزيه الأسماء الشريفة أن ينالها سوء أو أذى فتجد عندهم اسم "مُحند" وأصله "محمد" ويفضل كثير من أهل المغرب العربي خاصة أهل زواوة منهم تسمية أولادهم بهذا الاسم ، لكنهم يخشون أن يزلهم الشيطان فيأتوا من قبيح الأفعال وبذيء الاقوال مما يجعل بعض الناس يشتمون حامل هذا الاسم أو يسمونه ، فيكونون قد شتموا اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتاطوا للأمر ، واهتدوا الى طريقة يجمعون بواسطتها بين التبرك باسم الرسول صلى الله عليه وسلم وبين تنزيه اسمه الشريف عن أن يناله سوء أو أذى (12)

مولده:
ولد رحمه الله سنة 1288هـ 1871م من بلدة عين بسام والتي تعد من كبرى بلديات البويرة الجزائرية تبعد عن الجزائر العاصمة حوالي 120 كلم ، من ناحية الشرق تحيط بها عدة مدن صغيرة كالهاشمية وعين العلوي والخبوزية والروراوة وسوق الخميس وبئر غبالو

نشأته:
عندما بلغ الشيخ رحمه الله سن التعليم بدأ بحفظ القرآن الكريم حتى أتمه بروايتي ورش وحفص، وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره (13) قرأ القرآن على الشيخ المختار (14).
وبعد أن أتم قراءة القرآن سافر الى مدينة بوسعادة (15) والتحق(16) بزاوية الهامل(17) فتلقى مختلف العلوم الشرعية التي كانت تدرس في الزاوية المذكورة كالعقائد والنحو والصرف والفقه والتجويد ، فأكب على حضور مجالس العلم ، وحفظ المتون العلمية،
ومن المشايخ الذين لازمهم الشيخ حميدة الطيب العلامة المصلح عبد الحميد بن باديس ، قرأ عليه سيرة ابن هشام وألفية ابن مالك بشرح ابن عقيل وتفسير الجلالين (18)
كما درّس الشيخ حميدة بعض المشايخ قسما من الموطأ بشرح الزرقاني ، وشيئا من مختصر خليل وبعض الألفية النحوية بشرح الأشموني .
وختم كتبا كثيرة ، مثل موطأ الامام مالك وصحيح مسلم وسيرة ابن هشام وفتح الباري للحافظ ابن حجر والاصابة له كذلك.
وكان رحمه الله كثير المطالعة ،شغوفا بقراءة الكتب ، فمن الكتب التي أتم قراءتها مطالعة الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر ، ولسان الميزان له كذلك ، والاستيعاب للحافظ ابن عبد البر وأسد الغابة لابن الأثير، والكامل في التاريخ له كذلك، وتاريخ ابن جرير الطبري ، وطبقات ابن سعد وتاريخ ابن كثير وتاريخ ابن خلدون وتذكرة الحفاظ للذهبي ، وغيرها من الكتب ، وحصل على إجازة من معهد زاوية الهامل بالتدريس ونشر العلم في المدن والقرى الجزائرية.

صفاته الخَلقية والخُلقية:
كان الشيخ رحمه الله متوسط الطول ، أبيض اللون ،واسع العينين عريض الجبهة لحيته بيضاء يلبس العمامة
وأما أخلاقه فعرف رحمه الله بالتواضع واشتهر بالعفة والنزاهة ودمث الأخلاق يكره التكبر والتملق ، صاحب رجاحة في العقل ، غزير الحفظ قوي الذاكرة


رحلته الى الحجاز:
حرص المسلمون في مختلف العصور والأقطار على الارتحال في طلب العلم، وكانوا يتكبدون المشاق في سبيل ذلك، غير أن الحجاز تتمتع بميزة أخرى ،جعلته أكثرجذبا للعلماء وطلاب العلم بحكم مكانته الدينية.
فأكثر من يقدم للحج والعمرة ، يقيم فترة للمجاورة في الحرمين، للتزود ببعض العلوم الشرعية، ومجالسة أهل العلم الذين قد لا يتيسر لقاؤهم في غير الحجاز ، وربما طال به المقام ، فيستقر فترة من الزمن،قد تطول وقد تقصر،وفي هذه الحالة يعد مجاورا فيستفيد من اتصاله بالعلماء،كما يفيد غيره من علمه،وعليه يمكن أن تصنف الذين قاموا بهذه الرحلات الى نوعين:

- نوع قاموا بالرحلة لطلب العلم والافادة من علماء عصرهم
-نوع آخر ممن نال حظا وافرا من العلم فارتحل الى أقطار أخرى للافادة
ولقد جذبت المدينة النبوية بحكم مركزها الديني والعلمي عددا من العلماء،وطلبة العلم الذين قدموا إليها لتلقي العلوم(19)ومن هؤلاء الشيخ حميدة رحمه الله،فإنه اتخذها مهاجره ودار إقامة،بعد أن ضغط عليه المستعمر الفرنسي الغشيم(20) ومنعه من الدعوة الى الله وتعليم الناشئة فقرر رحمه الله الهجرة الى الحجاز،فخرج متسترا باسم حميدة التواتي نسبة لجده علال التواتي،وتوجه الى مكة المكرمة فأدى فريضة الحج ثم توجه الى المدينة المنورة.

حياته العلمية في المدينة النبوية:
كانت المدينة النبوية تزخر بجملة كبيرة من العلماء في الفترة التي حل بها الشيخ حميدة رحمه الله،ولهم حلق علمية ودروس بالمسجد النبوي،يهبون علمهم ووقتهم للراغبين من طلبة العلم،وكان من أبرزهم:الشيخ حسين أحمد المدني والشيخ محمد العمري الواسطي والشيخ محمد إسحاق والشيخ أحمد البرزنجي والشيخ عبد الباقي اللكنوي والشيخ عمر حمدان المحرسي التونسي والشيخ عمر بري والشيخ ياسين أحمد الخياري والشيخ الخضر الشيخ أحمد الفيض أبادي والشيخ حمزة بساطي(21)

وشارك الشيخ حميدة هؤلاء الأعلام مشاركة قوية إذ أصبح من المشايخ المبرزين صاحب حلقات ودروس المسجد النبوي ثلاثة دروس في كل يوم الدرس الأول بعد صلاة الفجر وكان يدرس فيه الفقه فإذا انتهى منه انتقل الى النحو فيدرس الطلاب متن الآجرومية مرة والألفية لابن مالك مرة أخرى ، والدرس الثاني بعد صلاة العصر وكان يدرس القواعد أما الدرس الثالث فبعد صلاة المغرب ويعد هذا الدرس أكبر حلقات الشيخ يحضرها طلبة العلم من مختلف البلدان والأقطار الاسلامية.

والشيخ رحمه الله لم ينقطع عن إفادة الغير من طلبة العلم وأهله حيث كان الطلاب يفدون على بيته ويسألونه في مسائل شتى فيجيبهم الشيخ بما يفتح الله عليهم ويستقبلهم بصدر رحب ويحنو عليهم حنو الأب على أبناءه شأنه في ذلك شأن الصالحين من هذه الأمة قضى أكثر من أربعين سنة يدرس ويفيد ويرشد ويعظ وينشر العلوم الشرعية.
وعند قيام الحرب العالمية الأولى والحرب العثمانية اضطر أكثر أهل المدينة الى ترك المدينة والسفر الى البلاد المجاورة(22) فكان الشيخ رحمه الله أحد الذين صوبوا وجهتهم تجاه الشام،وهناك التقى بعدد من العلماء وطلبة العلم، وكانت له عندهم مكانة خاصة ، وبعد استقرار الأوضاع رجع الشيخ الى المدينة وباشر دروسه كالعادة.

مكتبة الشيخ رحمه الله:
عرف الشيخ رحمه الله بشدة حبه للقراءة والمطالعة فدعاه ذلك الى تكوين مكتبة علمية قيمة،زاد عدد كتبها عن الألف مجلد،جمعت أشتات العلوم،وكانت تعد من أكبر المكتبات في المدينة،يقصدها طلبة العلم للاستفادة منها،قال الاستاذ ياسين أحمد الخياري وهو يتحدث عن المكتبات العامة والخاصة بالمدينة المنورة:((مكتبة الشيخ حميدة بن الطيب في منزله بسقيفة الرصاص))(23)
وبعد وفاة الشيخ حميدة رحمه الله تولى ابنه الوحيد محمد حميدة (24) أمر المكتبة فقام بالمهام أحسن قيام.

الشيخ حميدة والشعر:
يعد الشيخ حميدة من رواد الأدب العربي ، إذ كان يحفظ كثيرا من الشعر في مختلف العصور،وكان صاحب ملكة في هذا الفن لا يجارى، يقول الشعر ويرتجله ارتجالا،دارت بينه وبين الاديب العلامة محمد أحمد العمري(25) مساجلات أدبية يشهد فضلاء المدينة بعظمها وقوة مستواها

ومن شعر الشيخ رحمه الله قوله:

الله أكبر إن الدين منتصر.....بالله ثم بجند الله والعمل
إن اليهود على ما جمعوه لنا....باءت سياستهم بالعار والفشل
كونوا يدا في سبيل الله عاملة....على جلائهم في السهل والجبل
أقول هذا وقد قال العليم لنا....إن تنصروا الله ينصركم على عجل

الشيخ حميدة بين القضاء والفتوى:
تولى الشيخ حميدة القضاء بالمدينة النبوية في بداية العهد السعودي، في عصر الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله حيث عين الشيخ قاضيا في المحكمة الشرعية بالمدينة مع الشيخ ابراهيم بري، إلا أن الشيخ حميدة لم يستمر في منصبه وطلب الاقالة بغرض التفرغ للتدريس ونشر العلم فقبل منه ذلك.

وأما الفتوى فكان الشيخ عمدة الفتوى عند أهل المدينة، ولعل من أبرز القضايا والأحداث التي تبين مكانة الشيخ العلمية، وكونه ممن يعتمد عليه في الفتوى،حين زار الملك عبد العزيز رحمه الله المدينة النبوية عام 1345هـ وصدرت فتوى من أئمة المذاهب الأربعة بوجوب هدم القباب المقامة على الأضرحة وهدم القبور العالية وأصدروا فتوى تبين آداب زيارة المسجد النبوي وقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتقرر هذه الآداب وفق منهج السنة النبوية، وكان من الموقعين على الفتوى الشيخ إبراهيم بري عن الحنفية والشيخ زكي برزنجي عن الشافعية والشيخ محمد صادق العقبي عن المالكية (26) والشيخ حميدة ابن الطيب عن الحنابلة(27) وليس غريبا أن يوقع الشيخ عن الحنابلة فإنه كان رحمه الله مطلعا على المذاهب الأربعة اطلاعا واسعا ، يدل على ذلك فتاواه التي يشرح فيها آراء المذاهب ويقارن بينها ، ويورد أدلتها،ثم يستخلص الحكم الصحيح المبني على الأدلة ، ولذا قيل فيه إنه كان يميل الى مذهب أهل الحديث.

تلاميذه:
تتلمذ على الشيخ حميدة طلاب كثيرون ولا غرابة في ذلك فقد أمضى الشيخ أكثر من أربعين عاما يدرس في المسجد النبوي.
ومن أشهر تلامذته محمد حسين زيدان(28) والشيخ جعفر فقيه(29) والشيخ محمد أمين كتبي(30) والشيخ محمد نور سيف(31) والشيخ حسين مشاط (32) وغيرهم

مؤلفاته:
خلف الشيخ رحمه الله جملة من المصنفات العلمية فهي وإن كانت قليلة فإن عذره في قلتها واضح وهو انشغاله بالتدريس والتعليم ، ويصدق في حقه أنه كان ممن اشتغل بتكوين الرجال قبل تأليف الكتب فمن مؤلفاته:
1- الثمر الداني في التوحيد الرباني والكتاب في العقيدة السلفية تحدث فيه الشيخ عن حبائل الشيطان التي توقع الجهال في الشرك
2- التمكين في الوصول لطريق سيد المرسلين
3- المسالك في ألفية ابن مالك،شرح فيه ألفية ابن مالك بأسلوب سلس، قرب فيه النحو ولم يكمله إذ شرح منه ثمانمائة بيت
4- الآثار في بلدة المختار كتاب تاريخي تخطيطي عن الأماكن التاريخية في المدينة النبوية
5- أراء في أحوال الأهالي طيبة ودمشق الفيحاء،سجل فيه رحلته في الحرب العالمية الأولى الى دمشق مع تسجيل ملاحظاته وانطباعاته عن أهالي دمشق ومعاملتهم لأهالي المدينة المهاجرين.

وفاته:
توفي رحمه الله في جمادى الثانية عام 1362هـ 1943م عن عمر يناهز الرابعة والسبعين ودفن بالبقيع (33)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1-تراجم لتسعة من الأعلام للأخ محمد الحمد(ص3)
2-مكة في حياة العلم والعلماء للدكتور محمد بن عمر بازمول (ص 84-85)بتصرف يسير
3- الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للحافظ السخاوي (ص 17)
4- تاريخ الجزائر في القديم والحديث (1 /9-10)
5- قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله:استنشاق روائح الصدق بمخالطة أهله فإن لم يوجد الحي فبأخبار من يعرف بمحله،إعانة المتوجه المسكين (ص28)
6- الاعلان بالتوبيخ للسخاوي ( 19-20)
7-المؤرخ الأديب محمد كردعلي مؤسس المجمع العربي بدمشق أصله من أكراد العراق،ولد في أواخر صفر عام 1293هـ الموافق لـ 1876م تولى عدة مناصب منها وزير التعليم بدمشق مرتين له عدة أبحاث توفي رحمه الله عام 1953م ودفن بمقبرة العفير بجوار قبر معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه (كردعلي حياته وآثاره) للدكتور سامي الدهان (ص 15) ومابعدها.
8- مفخرة الجزائر العالم اللغوي الأديب محمد طاهر بن صالح بن أحمد بن موهوب بن أبي القاسم السمعوني الجزائري ثم الدمشقي،حامل لواء الاصلاح الديني بدمشق قال عنه شيخ الجزائر العلامة ابن باديس فذاك الاستاذ العظيم من أبناء الجزائر الكثيرين الذين ظهر نبوغهم في غير وطنهم،فدلوا على أن الطينة الجزائرية طينة علم وذكاء إذا واتتها الظروف،ولد بدمشق عام 1264هـ،ونشأ بها وتتلمذ على علمائها،تولى عدة مناصب منها عضو المجمع العلمي العربي،ومدير دار الكتب الظاهرية بدمشق،بل ساعد في إنشاءها وجمع مخطوطاتها،وأنشأ المكتبة الخالدية بالقدس،كانت مكتبة تقدر ب 6000 مجلدا، انتقل معظمها الى المكتبات العامة كدار الكتب المصرية والخزانة التيمورية وغيرها من المكتبات،توفي رحمه الله بدمشق عام 1338هـ انظر تراجم أعيان دمشق(ص 120) الأعلام الشرقية(316-1) معجم أعلام الجزائر(ص101)الأعلام للزكلي (3-221-222)،آثار الشيخ ابن باديس (4-152-193) نثر الجواهر والدرر للدكتور يوسف مرعشلي(2-1256)
9-من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
10-نسبة الى الجزائر،بزيادة اللام على الطريقة التركية
11-المدخل الابن الحاج(1-129) بنصرف يسير
12- من وحي البصائر للأستاذ الأديب محمد الهادي الحسني ص373)
13-أعلام من أرض النبوة(1-96) الجواهر الحسان لزكريا بيلا(2-673)
14- الجواهر الحسان (2-673)
15- بوسعادة مدينة جزائرية تقع على بعد 242 كلم جنوب العاصمة الجزائرية وتعتبر من أقدم الدوائر على المستوى الوطني،تعرف بمدينة السعادة بوابة الصحراء، وهي أقرب واحة الى الساحل الجزائري
16- جرت عادة طلاب العلم في مدينة عين بسام على هذا النمط، فبعد اتمام حفظ القرآن يتوجهون الى زاوية الهامل لتلقي العلوم الشرعية، أفادني بذلك أخونا الأستاذ محمد عماري وهو من أعيان البلدة
17-منطقة الهامل هي إحدى بلديات منطقة بوسعادة تقع في الجنوب الغربي لمدينة بوسعادة ودائرة عين الملح،وأما عن الزاوية فمؤسسها هو الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي الحسني المتوفى 1897م وأسس الزاوية عام 1866م ينظر تاريخ الجزائر الثقافي(3-218-219)
18-أعلام من أرض النبوة (1-96-97)
19- المدينة المنورة في العصر المملوكي(ص287) بتصرف يسير
20- تنوعت الأسباب التي دفعت بعلماء المغرب العربي الى الهجرة للحجاز فمنها دينية،ومنها علمية،ومنها سياسية، ينظر المغاربة في المدينة المنورة للدكتور محمد علي بيومي(ص 13 فما بعدها)
21-طيبة وذكريات الأحبة (1-86) وتنظر تراجم المذكورين في كتاب أعلام من أرض النبوة للشيخ أنس يعقوب الكتبي،وكتاب طيبة وذكريات الأحبة للأستاذ أحمد أمين صالح مرشد
22-وعرف هذا عند أهل المدينة بسفر برلك في عهد فخري باشا
23-صور من الحياة الاجتماعية بالمدينة النبوية (ص126) وسقيفة الرصاص كانت جهة باب السلام من ناحية سويقة
24-يحمل هذا الاسم رجلان جزائريان كلاهما من مواليد المدينة النبوية أحدهما ابن الشيخ حميدة صاحب الترجمة وقد توفي حج عام 1430هـ والثاني محمد حميدة وهو لايزال على قيد الحياة ويعتبر من أعيان المدينة، شغل عدة مناصب منها مدير عام التوجيه والارشاد في المسجد النبوي الشريف حتى عام 1407هـ ينظر طيبة وذكريات الأحبة (3-209-216)
25-العالم الأديب محمد بن أحمد بن محمد بن أبي عزيز العمري الواسطي ،ولد في مدينة بسكرة عام1280هـ مفتي المالكية بالمدينة وقاضيها توفي رحمه الله بالمدينة عام 1309هـ ودفن بالبقيع ترجم له الأخ أنس الكتبي وهي مخطوطة عندي
27-جريدة أم القرى العدد (104) جمادة الثانية1345هـ - ديسمبر 1926م التاريخ الشامل للمدينة المنورة(3-178) جهود الملك عبد العزيز في نشر التعليم العام بالمدينة المنورة للدكتور صالح الغامدي مجلة الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة العدد ( 109) ص (141) وورد في الفتوى وكيل مفتي الحنابلة ونائب القاضي حميدة بن الطيب
28-ترجمة في كتاب طيبة وذكريات الأحبة (1-95)
29-ترجمة في كتاب طيبة وذكريات الأحبة (1-162)
30-ترجمته في الجواهر الحسان (2-471)
31-ترجمته في الجواهر الحسان (2-607)
32-ترجمته في الجواهر الحسان (1-313)
33-تنظر ترجمته في جريدة المدينة المنورة (11-01-1379هـ) محمد دفتردار ،الجواهر الحسان في تراجم الفضلاء والأعيان من أساتذة وخلان لزكريا بيلا (2-673-674)، الأعلام للزركلي (2-283-284) المدينة المنورة في التاريخ ،عبد السلام هاشم حافظ (ص 172)، أعلام من أرض النبوة لأنس كتبي (1-95-103) المستدرك على معجم المؤلفين لعمر كحالة (ص223-224)،نشر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر للدكتور يوسف مرعشلي (1-402)،قضاة المدينة المنورة للشيخ عبد الله الزاحم(1-62-63)،معجم أعلام الجزائر (ص176)
__________________
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #508  
قديم 02-07-2014, 10:21 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

إضاءات منهجية..! نفحة نرجس من حياة الشيخ البرجس..!!

للشيخ موسى بن عبد الله آل عبد العزيز

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله.
إن لله عباداً مفاتيح للخير مغاليق للشر.. كما في مسند الطيالسي (ج 1ص 277) باسناد صحيح، عن أنس - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن من الناس ناساً مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن كان مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه" (ورواه ابن أبي شيبة، في مصنفه: ج7، ص 240، وابن الجعد في مسنده: ج 1ص 209، بنحو من رواية الطيالسي.. واسنادهما صحيحان).
وأول ما يأول هذا الحديث العظيم على دعاة التوحيد والسنة، ورثة الأنبياء في الدعوة إلى الله.. ولأن الداعية الموفق يكون مختاراً من الله في وقت ومكان معين لقوم "ما!" فإن رسالته ميسّرة له في البلاغ والتفهم، {ولكل قوم هاد}، فالهداية قد تكون كلية أو جزئية، حسب ضرورتها.. ينالها من كتب الله له حظاً عظيماً في الدعوة.. وهذا أصل للتفريق بين الرسول والنبي والعالم والداعية.
قلت هذه التوطئة، من أجل الحديث عن نفحة من حياة داعية "موفق!" أصاب نبأ وفاته الدعاة على منهج السلف الصالح أكثر من آلام أهله، والذي جاء فراقه في وقت كثر فيه التخبط والضلالة وظهرت فيه رؤوس الجهالة.. ونحن بحاجة إلى أمثاله من أهل العلم الا وهو صاحب الفضيلة داعية التوحيد والسنة الأخ د. عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم.. ولا نقول إلاّ ما يرضي - ربنا! - : إنا لله وإنا إليه راجعون.
كان درعاً من دروع هذه الدعوة المباركة.. ونرجساً من الرياحين.. أضاف إلى الدعوة تجديداً في أصل من أصولها المندرسة.. رغم عمره القصير والمبارك.
لقد كان نجماً في جيله من نجوم الفقه في الدعوة ومن خواصهم.. بل ومن عدول الدعاة، رفع الله ذكره في الآفاق وبين قومه.. وفيه من صفات الكرم الغزيرة رغم تواضع حاله، بل فقره أمام حمل الدعوة والانفاق عليها ومطالبها في السفر والنشر.. وسد حاجة أصحاب العوز من تلامذته.. فهو كريم الضيافة لا يكاد بيته يخلو من ضيف رغم شغله في البحث العلمي والدرس.
لقد أنبته الله نباتاً حسناً.. فمنذ بداية طلبه للعلم، ظهر منه حب الطلب، ولمعة في الذكاء، فحمل الدعوة وهو على يقين بها، وزاد في التبصر بها، له أسلوب مؤثر - بإذن الله - في الخطابة وفي الأشرطة.. وكان يحمل بين ناظريه رؤية واضحة لمنهج الدعوة القويم.. فاصطدم بالكثيرين الذين ينسبون إلى السلفية مفاهيم خاطئة.. أو يحاولون تلفيق الدعوة ببدع التكفير والخروج.. والتقارب.. فلم تجتله شياطين الحزبية والتعصب ولم ينقد إلى سبل الأهواء.
فظن المتحزبون الذين لبسوا عباءة السلفية - زعموا! - أنه منهم ففاجأهم ببيان أصل من أصول الدعوة اندرس في غمرة مفاهيم "ضالة!" - ذم فيه التكفير والخروج! - باسناد النص والفقه.. ففارقهم وهم يتأملون فيه لسان حالهم لما يحمله من صفات لا توجد فيهم.. - وحق له ان يفارقهم - .
وظن المتعصبون للمذهبية الذين ينتسبون للسلفية ان السلفية لمذهب معين من المذاهب الأربعة أو لاقليم محدود.. وأنه منهم، فصاح في وجوهم حينما ذبّ عن عالم جليل - طعنوا فيه ظلماً وعدواناً! - ليس من المذهبية في شيء، وهو من عين الدعوة، بل مرجعية لها، رغم اختلاف الاقليم.. وألمح شيخنا ابن باز عن رده هذا.
دافع عن الثوابت الحقة في الدعوة فهو من المسارعين في الرد والذبّ.. وتبيان أصولها ورد الشبهات عنها، والتي تعلق بها التكفيريون ونسبوها إليها أو إلى أئمتها.
كان مقرباً من شيخَيء العصر، الامامين: ابن باز والألباني - رحم الله الجميع - فعرفا عنه الرزانة وسمات طالب العلم وأعطياه من حسن المقابلة ما يحسده الكثير من طلبة العلم.
من الأوائل الذين أماطوا اللثام عن فتنة التكفير.. وجددوا مفاهيم السلف في علاقة الحاكم بالمحكوم.. وقالوا كلمة الفصل في هذه المسائل وميّز الله على أيديهم الخبيث من الطيب، فشارك في الفصل بين الجهيمانية والقطبية، وبين - السلفية - وجاء طرحه متزامناً مع طرح المجلة السلفية.. فنفى عن الدعوة السلفية شبهات التكفير والخروج في شريطه المشهور (السلفيون والولاة!).. الذي تحول بعد ذلك إلى كتاب، واستمر في رسالته - هذه! - رغم قلة النشر، في وقت الحاكم والمحكوم في حاجة إلى ضبط هذه العلاقة الشرعية وتصحيحها ونشر مفاهيمها المستقيمة بين شرائح الناس.. وفوجئت بأن كتبه ذات العلاقة، لم تنشر إلاّ بضعة آلاف من النسخ.. ولكني تذكرت حال الخذلان التي تعيشها الدعوة ودعاتها فهو منهم ويصيبه ما يصيبهم.

منهجه في الدعوة
من القلائل الذين فهموا "السلفية!!" بشمول.. وعرفوا أولياتها في الدعوة.. لذلك حرس ثوابتها ودعا إلى أولياتها ورعاها - حسب استطاعته - .. ولم ينشغل في تفاصيل ليس وقت بيانها.. أو ذمها "حسب فهمه!!".. فهو يرى تعدد المذاهب الفقهية سلماً للتفقه في الدين، مع ذم التعصب لها، والاختلاف في الأصول، لأن أئمتها ليسوا مختلفين في الأصول - خصوصاً - في "التوحيد!!".
أوذي أذى كبيراً من المتحزيين ومن بعض "الغلاة!!" السلفيين.. ولم يلق بالاً لهم.. فهو يرى من الخطر على الدعوة وعلى المسلمين ما لم يدركوه بعقولهم ولا بافهامهم.. فتراه يذم الأفكار ولا يسم الأشخاص "المعينيين!!" أو الأحزاب باسمها المعين.. إلاّ عند الضرورة.. له أكثر من عشرين مصنفاً بين تحقيق وتأليف منها: كتابه الفيصل (معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة)، ورسالته الفريدة (الحجج القوية على ان وسائل الدعوة توقيفية!).. و(ضرورة الاهتمام بالسنة النبوية).
وفاته: من أجمل الرؤى له قبل موته: ان الإمام ابن باز حمله بين يديه وتأويلها غير موته.. أنه من مدرسته وسند متصل به.. فلا يدعي أحد أنه تابع له.. بل هو درع من دروع الدعوة التي ذب عنها شبهات التكفير وفقه - العبَّاد - ، بعد موت إمام الدعوة المعاصر ابن باز - رحم الله الجميع! - وهذا ما يفسر منهجه في الدعوة آنف الذكر.. مات - رحمه الله - في يوم الجمعة عندما كان عائداً من سفره إلى الأحساء في حادث سير أودى بحياته، بعد محاضرة له هناك، وكل هذه الإشارات - إن شاء الله - علامات لحسن خاتمته، وصفت هذه النفحة من حياته وشخصه - الكريم! - كما - أحسبه ولا أزكي على الله أحداً - وفاءً لمنهج الدعوة أولاً.. ثم ثانياً: لأنني كنت آخر سطور في حياته فدار بيننا أحاديث في هموم الدعوة قبل موته بساعة من الزمن تزيد أو تقل قليلاً.. فقد كان مهتماً بالدعوة وهمومها، فهي شغله الشاغل حتى آخر ساعة من حياته.. نسأل الله ان يأجرنا في مصيبتنا ويخلف للمسلمين خيراً منه، وان ينزل عليه شآبيب رحمته، وان يرفع درجاته في عليين، والا يحرمنا أجره ولا يفتنَّا بعده، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وآله وسلم، والحمد لله الهادي إلى سواء السبيل.

نشرت في جريدة الرياض.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #509  
قديم 02-07-2014, 10:22 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

شيء قليل عن الشيخ المقرئ الجليل عبد المجيد الصادق الآبادي رحمه الله تعالى...
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

إن من حق علمائنا ومشايخنا الذين لهم يد علينا أن نجود من وقتنا لرفع الخمول عنهم، والجدير بنا أن نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الذكر الحسن الجميل،،،

وإن لشيخنا عبد المجيد بن صادق بن إسماعيل بن سلطان بن إبراهيم الشهير بالآبادي (نسبة في ظني إلى عشق آباد عاصمة تركمانستان) حقا علينا معاشر تلاميذه، أن نعرف به، ونذكر بفضله جزاه الله عنا خيرا،،،،

وإني وإن لم أكن من مقربيه رحمه الله ولا أعرف عنه إلا القليل، إذ لم أصحبه إلا مدة قليلة قرأت عليه فيها قراءة عاصم من الشاطبية إلا أني سأذكر ما عرفته عنه رغم قلته راجيا من إخواننا -خصوصا تلاميذه- المقربين من أبنائه الأفاضل أن يحرصوا على إيفائنا بترجمة وافية عنه، ولا يفوتني أن أنبه من يملك نسخة من كتاب الشيخ إلياس البرماوي في تراجم قراء العصر، إلى أن ترجمته مذكورة هناك وكنت قد قرأتها منذ أعوام فيه.

على كل ولد شيخنا رحمه الله سنة 1352 للهجرة في المدينة النبوية على حد ظني، وهو من أصل تركماني، أو تركستاني.
تعلم القرآن وهو صغير وتعلم القراءات فأفرد لبعض الرواة على الشيخ حسن الشاعر رحمه الله شيخ قراء الحجاز في ذلك الزمان ثم جمع العشر كاملة من طريق الشاطبية والدرة وختم ذلك في سنة 1377 للهجرة،،،
كان رحمه الله كثيرا ما يقول لي: إن هذه القراءات التي تقرأها علي اليوم قرأتها أنا قبل خمسين سنة.
وحدثني رحمه الله تعالى عن ذاك اليوم قائلا إن الشيخ حسنا الشاعر رحمه الله لم يشأ أن يجيزه بالعشر إلا بعد امتحان شديد ليرى إن كان أهلا للإجازة أم لا، فجمع الجموع في يوم الختم واحتشد القراء والعلماء في مسجد رسول الله وقرأ التلميذ أواخر القرآن حتى ختم ثم صار يسأله عن حكم كذا وكذا فيجيب التلميذ، ويستدل من النظم ويورد وجه الشاهد، فأقرّ له الشيخ بعدُ بالنجاح وكرّمه أمام الحاضرين، وكان ذلك اليوم المشهود يوم الحادي عشر من شهر شعبان سنة 1377،،،

تدرج الشيخ رحمه الله في المدارس النظامية وبعد التخرج عين مدرسا في وزارة المعارف سنة 1380، ثم اشتغل برئاسة البحوث العلمية والإفتاء مراقبا للمصاحف ثم عين داعية مكلفا بالمسلمين ذوي الأصول الشرق آسيوية إذ كان يحسن لغتهم بالرئاسة إلى حين تقاعده سنة 1412،،،
اشتغل بعد مأذونا شرعيا، وكان يعقد الأنكحة بالمسجد النبوي، ولربما أعطى موعدا لأهل الزوجين بعد المغرب الوقت الذي أعرض فيه عليه جزئي من اليوم، وكان في البداية لا يأذن لي في أكثر من ربع حزب حتى يفي الوقت جميع القارئين، فكنت أتضجر من قدومهم كثيرا إذ أني غالبا ما أقضي وقتي في الانتظار دون جدوى فأرجع بخفي حنين، ثم صار بعدها يأذن لي في أكثر من ذلك رحمه الله حين خف عليه الطلبة فصرت أقدر على قراءة جزء كامل ولله الحمد،،

في الحقيقة أنني أدركت الشيخ في آخر حياته رحمه الله إذ لم يتم العام بعد ختمي للقرآن عليه، لكنني تعرفت إليه قليلا ورأيت من سماته وخصائله ما يدل على فضله، فقد كان متواضعا بشوشا طيبا رحمه الله تعالى، يرافقه أبناؤه الصغار في كثير من الأحيان إلى المسجد فيجلسهم بجانبه، لا يمل من إلحاح الطلبة كأنه بعد مرور السنين العديدة ملّ من الدنيا وصار ينظر إلى أمام فتراه حريصا على أن يفيد بقدر الإمكان أكثر عدد من الطلبة جزاه الله خيرا،،،
ممن الأمور التي رأيتها فيه:
1- الضبط التام للقرآن الكريم حفظا وقراءة (على الأقل قراءة عاصم)، مما يدلل على صحة مقولة ذلك الرجل من السلف رحمهم الله أن أهل القرآن لا يختلطون بأواخر أعمارهم،،،
2- الحرص على حضور صلاتي المغرب والعشاء كل ليلة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم بعد سكنه عنه رحمه الله لا يريد من ذلك إلا إفادة الطلاب، وكان يزعجه أن يأتي في المواسم (رمضان، والحج) لكثرة الزحام، فكان يعتذر عن ذلك ويأمر طلابه أن يأتوه إلى بيته، وكنت قد زرته في بيته مرة واحدة فقط، من أجل أن أستلم الإجازة، فسرّته رؤيتي رحمه الله، ورأيت يومها إجازته في العشر معلقة في جدار البيت بصورة كبيرة وخط واضح عليها إمضاء الشيخ الشاعر رحمه الله.
3- كان دائما يجلس مستدبر القبلة تعظيما لها رحمه الله تعالى إذ كان لا يقدر على طول الجلوس ضاما رجليه مما يضطر إلى بسطهما فيرى أن ذلك أمرا مكروها، مع أنه كان نادرا ما يضطر إلى استقبالها فيقول لي لا بأس في ذلك لكن أكرهه.
4- لم يكن قادرا على السجود لمرضه رحمه الله، لكن لم يكن يفوت على نفسه القيام في الصلاة ولا الركوع رغم أنهما كانا يجهدانه قليلا، وكان بطيء المشية حتى إنه لتكاد تفوته الركعة أحيانا إذا أتى متأخرا رحمه الله على طول صلاة الشيخ الحذيفي حفظه الله.
5- حبه للمسلمين من دول شرق آسيا وتعاطفه الشديد معهم حتى إن الواحد منهم إذا أتى ليأخذ جميع الوقت يسأله الشيخ عن أحواله وأحوال البلد هناك، وكان عنده طالبان اثنان في ذلك الوقت أظنهما من تركمانستان، كان أحدهما صيّتا حافظا للقرآن، حسن القراءة والتجويد.
6- أخشى ما كنت أخشاه أن يموت الشيخ رحمه الله ولما أكمل عليه القراءة، لكن الله يسر لي والحمد لله أن أكملتها قبل وفاته بأشهر، فقد ختمت في أواخر شهر ربيع الأول من عام 1428 وحررت الإجازة في أول ربيع الثاني، وتوفي الشيخ رحمة الله عليه في ليلة الأربعاء الموافق الثاني من شهر ذي الحجة 1428هـ عن 76 سنة من عمر قضى معظمه في تعليم القرآن، وصلي عليه في المسجد النبوي فجر ذلك اليوم، تغمده الله بواسع رحمته، ولم أعلم بوفاته إلا بعد أشهر عديدة، حين اتصل علي بعض إخواننا من المدينة، فأعلمني بذلك، ولكم كانت كبيرة علي يومها، والآن أيضا حين أكتب هذه الكلمات،،،،
رحم الله شيخنا الفقيد وجزاه عنا خيرا، وجعل ما قرأناه ونقرئه في موازين حسناته وحسنات سائر مشايخنا، فقد كان من خير الناس رحمه الله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه: خيركم من تعلم القرآن وعلمه، فقد جاوز رحمه الله تعالى على الأربعين عاما وهو يعلم القرآن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ 1377 إلى 1428 في آخرها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله أجمعين.
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
  #510  
قديم 02-07-2014, 10:23 AM
ابو اميمة محمد74 ابو اميمة محمد74 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 13,665
افتراضي

سيرة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
سيرة الشيخ علي الطنطاوي


عاش جدي الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - حياة حافلة بالأحداث زاخرة بالأعمال الجليلة، وقد أتيح له تسجيل بعضها، كما أتيح لغيره تسجيل بعضها الآخر. ومع ذلك فإن كل ما تم تسجيله عن حياته لا يتسع لها لامتدادها، وكثرة أحداثها. ولعلنا في هذا المقال نغطي بعض الجوانب الجديرة من هذه الحياة العظيمة.

أصله وأسرته:
حيث إن لقب جدي هو الطنطاوي فإن الذي يتبادر إلى الذهن أن أصله من طنطا في مصر، والأمر - بالفعل - كذلك. فقد نزح جده منها إلى دمشق سنة 1255هـ، أي منذ قرن وثلاثة أرباع القرن، برفقة عمه. وكان عمه هذا عالماً أزهرياً، حمل علمه معه إلى ديار الشام، حيث جدد فيها العناية بالعلوم العقلية ولا سيما الفلك والرياضيات.

مات سنة 1306هـ، أي قبل أن يولد جدي بإحدى وعشرين سنة. وترجمته في الكتاب القيم "روض البشر" للشيخ عبد الرزاق البيطار، وفي كتاب "الحدائق" للشيخ عبد المجيد الخاني - وهما تلميذاه - وقد جاء في ترجمته: "هو محمد بن مصطفى، الطنطاوي مولداً، الدمشقي موطناً، الشافعي مذهباً. وكان فقيهاً عالماً بالعربية والفلسفة والعلوم، ومن آثاره "البسيط" وهو آلة فلكية الموضوع في منارة العروس بالجامع الأموي. ومن نظر في تراجم علماء الشام في القرن الماضي وجد الكثير منهم قد قرأ عليه وقعد بين يديه"[1].

هكذا كان ابتداء أمر أسرة الطنطاوي في الشام. أما جد جدي الذي جاء من مصر برفقة عمه الشيخ محمد فهو: أحمد بن علي بن مصطفى، وقد كان إمام طابور متقاعداً في الجيش العثماني. وقد وصفه جدي لنا[2] فعلمنا من وصفه أنه كان نظامياً حريصاً على الترتيب؛ كل شيء في حياته بحساب، المنام والقيام والطعام. وقد سكن أولاً مع عمه في داره الكبيرة وتزوج ابنته؛ لذلك كان يعرف نفسه بأنه سبط الطنطاوي أي ابن بنته[3].

هذا هو جد جدي، أما أبوه الشيخ مصطفى الطنطاوي، فقد كان من العلماء المعدودين في الشام، وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق، كان من صدور الفقهاء ومن الطبقة الأولى من المعلمين والمربين[4].

وكان الشيخ مصطفى مديراً للمدرسة التجارية التي دَرَس فيها جدي، وكانت مدرسة جامعة، فيها قسم للحضانة، وقسم للابتدائي، وقسم للإعدادي والثانوي، مجموع سنوات الدراسة فيها اثنتا عشرة سنة، وبعد ما ترك مديرية المدرسة ولي منصب رئيس ديوان محكمة النقض عام 1918م إلى أن توفي في عام 1925م وكان عمرُ جدي - حينذاك - ست عشرة سنة وثلاثة أشهر[5].

وأسرة أمه أيضاً من الأسر العلمية في الشام فهي: رئيفة بنت الشيخ أبي الفتح الخطيب، وأصل أسرتها من بغداد، ثم نزلت حماة ونزح فرع منها إلى قرية عذراء (عدرا) شرقي طريق دمشق - حلب مشرفة على الغوطة، وانتقل منهم إلى دمشق الشيخ عبد الرحمن بن محمد الخطيب المدفون في مقبرة الدحداح سنة 1199هـ. وقد بلغت ذريته الآلاف وغدت من أكبر الأسر الدمشقية[6]، وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب، الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع هذا القرن.

نشأته ودراسته:
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية، وقد عَد من مشايخه الذين قرأ عليهم - في حاشية طويلة في أول كتابه "تعريف عام بدين الإسلام" - طائفة منهم يجاوزون الأربعين.

تلقى دراسته الابتدائية الأولى في العهد العثماني، فكان طالباً في المدرسة التجارية التي كان أبوه مديراً لها إلى سنة 1918م، ثم في المدرسة السلطانية الثانية، وبعدها في المدرسة الجقمقية، ثم في مدرسة حكومية أخرى إلى سنة 1923م، حين دخل مكتب عنبر الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال (البكالوريا) الثانوية العامة سنة 1928م. لقد عاش جدي في هذه المدرسة ستاً من أغنى سني حياته، لم ينس أثرها ولم تغب عنه ذكراها إلى آخر أيامه[7].

بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أول طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى، وعاد إلى دمشق في السنة التالية 1929م، فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال (الليسانس) الإجازة الجامعية سنة 1933م. وقد رأى - لما كان في مصر - لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة؛ فأُلفت لجنة للطلبة سميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931م.
وقد علمتم أن أباه توفي وعمره ست عشرة سنة، فكان عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أم وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم.
ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة، واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق وعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها[8].

ثم ماتت أمه وهو في الرابعة والعشرين، فكانت تلك واحدة من أكبر الصدمات التي تلقاها في حياته بعد صدمته بموت والده. ولقد شهدته مراراً يذكرها ويذكر موتها - وقد مضى على موتها أكثر من ستين سنة - وأشهد أنه ما ذكرها إلا وفاضت عيناه[9].

في الصحافة:
نشر علي الطنطاوي أول مقالة له في جريدة عامة في عام 1926م، نشرها له الأستاذ محمد كرد علي في جريدة "المقتبس"، وكان في السابعة عشرة من عمره[10] وبعد هذه المقالة لم ينقطع علي الطنطاوي من الصحافة أبداً، فعمل بها في كل أوقات حياته ونشر في كثير من الصحف، شارك في تحرير مجلتي خاله محب الدين الخطيب، "الفتح" و"الزهراء" حين زار مصر سنة 1926م، ولما عاد إلى الشام - في السنة التالية - عمل في جريدة "فتى العرب" مع الأديب الكبير معروف الأرناؤوط، ثم في "ألف باء" مع شيخ الصحافة السورية يوسف العيسى، ثم كان مدير تحرير جريدة "الأيام" التي أصدرتها الكتلة الوطنية سنة 1931م ورأس تحريرها الأستاذ الكبير عارف النكدي، وله فيها كتابات وطنية كثيرة. وخلال ذلك كان يكتب في "الناقد" و"الشعب" وسواهما من الصحف. وفي سنة 1933م أنشأ الزيات المجلة الكبرى، "الرسالة" فكان جدي واحداً من كتابها واستمر فيها عشرين سنة إلى أن احتجبت سنة 1953م. وكتب - إضافة إلى كل ذلك - سنوات في مجلة "المسلمون"، وفي "الأيام" و"النصر". وحين جاء إلى المملكة نشر في مجلة "الحج" في مكة، وفي جريدة "المدينة"، وأخيراً نشر ذكرياته في "الشرق الأوسط" على مدى نحو من خمس سنين، وله مقالات متناثرة في عشرات من الصحف والمجلات التي كان يعجِز - هو نفسه - عن حصرها وتذكر أسمائها.

وقد بقيت الصحافة أبداً العمل الأثير لديه[11]، وفي الذكريات المنشورة - الجزء الثاني، الحلقات 35-37 - تفصيل ممتع وأخبار كثيرة طريفة مفيدة عن اشتغاله بالصحافة وعن الذين اشتغل معهم فيها، فمن شاء فليرجع إليها هناك.

في التعليم:
إذا كانت الصحافة هي المهنة التي أحبها علي الطنطاوي، فإن التعليم هو العمل الذي ملأ حياته كلها، لقد كان يقول عن نفسه إنه أقدم المعلمين في الدنيا أو من أقدمهم. وكيف لا يكون كذلك وهو قد بدأ بالتعليم ولما يزل طالباً في المرحلة الثانوية؟! لقد بدأ بالتدريس في المدارس الأهلية بالشام، في الأمينية والجوهرية والكاملية، وهو في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة ممن عمره في عام 1345 هجرية، وقد طبعت محاضراته التي ألقاها على طلبه الكلية العلمية الوطنية في دروس الأدب العربي عن بشار بن برد في كتاب عام 1930م - أي حين كان في الحادية والعشرين من العمر.

بعد ذلك صار معلماً ابتدائياً في مدارس الحكومة سنة 1931م حين أغلقت السلطات جريدة "الأيام" التي كان يعمل مديراً لتحريرها، وبقي في الابتدائي إلى سنة 1935م. وكانت حياته في تلك المدة سلسلة من المشكلات؛ بسبب مواقفه الوطنية وجرأته في مقاومة الفرنسيين وأعوانهم في الحكومة، فما زال يُنقَل من مدينة إلى مدينة، ومن قرية إلى قرية، حتى طوف بأرجاء سوريا جميعاً: من أطراف جبل الشيخ جنوباً إلى دير الزور في أقصى الشَّمال والشرق، ولكن شيئاً من ذلك لم يصرفه عن التعليم، أو يقعد به عن المضي فيه، اقرؤوا كيف وصف في ذكرياته[12] تنقله بين المدارس في القرى، وفي الجبال وفي الحرّات، في أيام القُرِّ وفي أيام الحر، يخوض في الثلوج وينام مع العقارب. صور لو قرأها فتيان اليوم لعجبوا كيف يطيقها إنسان، ولكننا نجده ماضياً بعزيمة وهمة لا يني ولا يكل[13].

لقد بدأ جدي التعليم مدرساً في المدارس الابتدائية في القرى، وقد انطلق إلى هذا العمل مشحوناً بحماسة ندَر أن نجد لها مثيلاً لدى معلم صبيان. ولكن طموحه كان أكبر من تعليم صبيان، كان - أبداً - يريد أن يصب ما في رأسه من علم، أو في جَعبته من إبداع حيث عمل، ومع أي أناس اشتغل. ها هو ذا يقول عن عمله مع تلاميذ المدرسة الابتدائية بقرية سلمية التي علم فيها سنة 1932م: "وكنت - من حماستي، ومما وجدت من ذكاء التلاميذ وحسن استجابتهم ورغبتهم في الاستفادة والتحصيل - أريد أن أجعل منهم كُتّاباً وخطباء، وجعلت من دروس التاريخ محاضرات وطنية، لا مجرد معرفة بأحداث الماضي" [14].
ولما نقل إلى قرية سقبا - من قرى الغوطة، قرب دمشق - في السنة التالية صار مسؤولاً عن مدرسة ابتدائية فيها أكثر من مئة من التلاميذ[15].

بعد ذلك انتقل إلى العراق - عام 1936م - مدرساً في الثانوية المركزية في بغداد، ثم في ثانويتها الغربية، ودار العلوم الشرعية في الأعظمية - التي صارت كلية الشريعة - ولكن روحه - الوثابة التي لم يتركها وراءه حين قدم العراق - وجرأته في الحق - ذلك الطبع الذي لم يفارقه قط - فعلا به في العراق ما فعلاه به في الشام، فما لبث أن نُقل مرة بعد مرة، فعلَّم في كركوك في أقصى الشَّمال وفي البصرة في أقصى الجنوب. وقد تركت تلك الحقبة في نفسه ذكريات لم ينسها، وأحب بغداد حتى ألَّف فيها كتاباً[16]. وكانت تجربته في التعليم الثانوي هناك مختلفة عن تجربته في التعليم الابتدائي في الشام أيما اختلاف، فقد انتقل من تلقين تلاميذ صغار محدودي الإدراك إلى تعليم طلاب كبار يتلهفون للتَّلقي والتعلُّم، فتفجرت قريحته ونَثَر ذخائر علمه بدون حساب[17].
بقي علي الطنطاوي يدرس في العراق حتى عام 1939م، لم ينقطع عنه غير سنة واحدة أمضاها في بيروت مدرساً في الكلية الشرعية فيها عام 1937م.

ثم رجع إلى دمشق فعُين أستاذاً معاوناً في مكتب عنبر الذي صار يدعى مدرسة التجهيز، وهي الثانوية الرسمية حينئذ بالشام، ولكنه لم يكف عن شغبه ومواقفه التي تسبب له المتاعب، وكان واحد من هذه المواقف في احتفال أقيم بذكرى المولد، فما لبث أن جاء الأمر بنقله إلى دير الزور. وهكذا صار معلِّماً في الدير سنة 1940م.

وألقى هناك خطبة جمعة حماسية ثار الناس بعدها غاضبين على الاستعمار الفرنسي، ولم يستطع الجنود الفرنسيون اعتقاله، ولكن لم يسمح له بالعودة إلى التدريس في دير الزور ثانية[18].

في القضاء:
انتهى الأمر بجدي في إجازة قسرية بعد حوادث دير الزور أواخر سنة 1940م. لقد أرادوا له أمراً، وأراد الله له أمراً، وكان الخير فيما اختاره له الله، فلقد هيأت له هذه الحادثة ترك التعليم والدخول في سلك القضاء، دخله ليمضي فيه ربع قرن[19] كاملاً، خمسة وعشرين عامًا من أخصب أعوام حياته. خرج من الباب الضيق للحياة ممَثَّلاً في التعليم بمدرسة ابتدائية في قرية، ودخلها من أوسع أبوابها قاضياً في النبك ثم في دوما من قرى دمشق، ثم قاضياً ممتازاً في دمشق، فمستشاراً لمحكمة النقض في الشام ثم مستشاراً لمحكمة النقض في القاهرة أيام الوَحدة مع مصر.

هذه المرة أيضاً ظهر نبوغ علي الطنطاوي وبان تميزه. لقد أراد - أبداً - أن يكون متقناً لعمله مجيداً له مخلصاً فيه، وما كان ليقبل أن يستغفله أو يستغله أحد، فلما نجح في امتحان القضاء وعُيِّن قاضياً في النبك - وهي بلدة في جبال القلمون - لم يسارع إلى استلام العمل، بل طلب من الوزارة أن تمهله شهراً، حتى يعرف المعاملات كلها: من عقد النكاح، وحصر الإرث، وتنظيم الوصية، إلى الحكم في قضايا الإرث والوقف والزواج "[20].

وبعد هذا الاستعداد وفَّقه الله فكان ابتداء عمله بالقضاء خير ابتداء، فقد قابلته في محكمة النبك قضية ضخمة جداً، إضبارتها تعدل في عدد صفحاتها - كما قال - جزأين من القاموس المحيط، لا جزءاً واحداً، وكان كبار المحامين يأتون من دمشق للنظر فيها، فنظر فيها فبدا له أمر لم يكن أحد قد انتبه له، فإذا القرار. انتهت المحاكمة، ونظر إليهم فإذا هم مثل الذي يصحو من حلُم عجيب، وقد تنبهوا إلى أنهم كانوا يسيرون في طريق لا يوصل، ويضحكون من أنفسهم، ويهنئونه على هذا القرار. وذهبوا فحدثوا به في الأوساط القضائية في الشام، فكان - والحمد لله - خير ابتداء لعمله في القضاء"[21].

أمضى جدي في النبك قاضياً نحو أحد عشر شهراً، ثم كانت تنقلات في وزارة العدل بين القضاة فنقل قاضياً إلى دوما، وهي قرية من القرى المحيطة بدمشق، وكانت محكمة دوما هي الطريق إلى محكمة دمشق، فمن ولي قضاءها انتقل منها فصار قاضيا في المحكمة الكبرى في دمشق. قال: "وقد انتُدبت أول الأمر أياماً معدودة إلى محكمة دمشق فكان انتدابي إليها وعملي الرسمي في دوما، ثم صرت قاضياً رسمياً في دمشق، ثم القاضي الأول في المحكمة، الذي كانوا يدعونه القاضي الممتاز"[22].

لقد صار قاضي دمشق الممتاز، فماذا صنع في هذا الموقع الذي شغله عشر سنين كاملات، من سنة 1943م إلى سنة 1953م حين نقل مستشاراً لمحكمة النقض، لقد أحس بالمسؤولية الجسيمة التي ألقيت عليه حين صار إليه أمر المحكمة الشرعية، فلبث ليالي أرِقاً يفكر ماذا يصنع حتى اهتدى إلى فكرة عجيبة انتظم بها أمر المحكمة[23]، وانقطع بها ما كان من علل التسويف على العامة أو المحاباة للخاصة.
أما تفصيل سيرته، وما عمِلَه في محكمة دمشق فله حديث طويل، فانظروه في آخر الجزء الرابع من الذكريات المنشورة.

وقد اقترح - حين كان قاضياً في دوماً - وضْعَ قانون كامل للأحوال الشخصية، فكُلف بذلك عام 1947م وأُوفد إلى مصر مع عضو محكمة الاستئناف الأستاذ نهاد القاسم - الذي صار وزيراً للعدل أيام الوَحدة - فأمضيا تلك السنة كلها هناك، حيث كُلِّف هو بدرس مشروعات القوانين الجديدة للمواريث والوصية وسواها، كما كلف زميله بدرس مشروع القانون المدني. وقد أعدَّ هو مشروع قانون الأحوال الشخصية كلها، وصار هذا المشروع أساساً للقانون الحالي، وأُشِير إلى ذلك في مذكرته الإيضاحية.

وكان القانون يخول القاضي الشرعي في دمشق رئاسة مجلس الأوقاف وعمدة الثانويات الشرعية، فصار علي الطنطاوي مسؤولاً عن ذلك كله خلال عشر السنين التي أمضاها في قضاء دمشق، فقرر أنظمة الامتحانات في الثانويات الشرعية، وكان له يد في تعديل قانون الأوقاف ومنهج الثانويات ثم كلف عام 1960 م بوضع مناهج الدروس فيها فوضعها وحده - بعد ما سافر إلى مصر واجتمع فيها بالقائمين على إدارة التعليم في الأزهر - واعتمدت كما وضعها.

رحلاته:
وقد كانت له مشاركة في طائفة من المؤتمرات، منها حلقة الدراسات الاجتماعية التي عقدتها جامعة الدول العربية في دمشق في عهد أديب الشيشكلي، ومؤتمر الشعوب العربية لنصرة الجزائر، ومؤتمر تأسيس رابطة العالم الإسلامي، واثنين من المؤتمرات السنوية لاتحاد الطلبة المسلمين في أوروبا. ولكن أهم مشاركة له كانت في المؤتمر الإسلامي الشعبي في القدس عام 1953م، والذي تمخضت عنه سفرته الطويلة في سبيل الدعاية لفلسطين، وقد جاب فيها باكستان والهند والملايو وأندونيسيا.

ولم تكن تلك أول رحلة طويلة يرحلها - وإن كانت الأبعد والأطول - فقد شارك في عام 1935م في الرحلة الأولى لكشف طريق الحج البري بين دمشق ومكة، وقد حفلت تلك الرحلة بالغرائب، وحُفت بها المخاطر، ومن أحب الاطلاع على تفاصيلها فلينظره في كتاب: "من نفحات الحرم".

في المملكة العربية السعودية:
في عام 1963م قدم جدي إلى الرياض مدرساً في الكليات والمعاهد؛ وكان هذا هو الاسم الذي يطلق على كليتي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت - من بعد - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصوة في الكُلْية عازماً ألا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرْضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن هذا القرار.

وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها وفي جُدَّة خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة من عام 1964م إلى عام 1985م، ثم انتقل إلى العزيزية - في طرف مكة من جهة منى - فسكنها سبع سنوات، ثم إلى جُدّة فأقام فيها حتى وفاته - يرحمه الله - في عام 1999م.

بدأ جدي هذه المرحلة الجديدة من حياته بالتدريس في كلية التربية بمكة، ثم لم يلبث أن كلف بتنفيذ برنامج للتوعية الإسلامية[24]، فترك الكلية وراح يطوف على الجامعات والمعاهد والمدارس في أنحاء المملكة؛ لإلقاء الدروس والمحاضرات، وتفرغ للفتوى يجيب عن أسئلة الناس في الحرم - في مجلس له هناك - أو في بيته ساعات كل يوم، ثم بدأ برنامجيه: "مسائل ومشكلات" في الإذاعة، و"نور وهداية" في الرائي اللذين قدر لهما أن يكونا أطول البرامج عمراً في تاريخ إذاعة المملكة ورائيها.

هذه السنوات الخمس والثلاثون كانت حافلة بالعطاء الفكري للشيخ، ولا سيما في برنامجيه اللذين استقطبا - على مر السنين - ملايين المستمعين والمشاهدين وتعلق بهما الناس على اختلاف ميولهم وأعمارهم وأجناسهم وجنسياتهم، ولم يكن ذلك بالأمر الغريب، فلقد كان علي الطنطاوي من أقدم مذيعي العالم العربي، فقد بدأ يذيع من إذاعة الشرق الأدنى من يافا في أوائل الثلاثينيات، وأذاع من إذاعة بغداد سنة 1937م، ومن إذاعة دمشق من سنة 1942 م لأكثر من عَقدين متصلين، وأخيراً من إذاعة المملكة العربية السعودية ورائيها نحو ربع قرن متصل من الزمان.

هذا العمل ملأ عليه وقته كله خلال تلك السنوات، وقد عشت معه - عليه رحمة الله - بعضاً من تلك الأيام، ما زلت أسترجع ذكراها إلى اليوم. لقد جئت إلى المملكة في مطلع عام 1977م لدراسة الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز بجُدَّة، وكنت أمضي في نهاية كل أسبوع يومين أو ثلاثة أيام في بيته بمكة، فأراه كيف يصنع. كان يمضي كل يوم ساعات عاكفاً على أسئلة المستمعين والمشاهدين قراءة وفرزاً ليختار منها ما يصلح للإجابة، وما كان يسعه أن يجيب عن كل سؤال يأتيه؛ لأنه كان يستلم من الأسئلة في كل أسبوع مئاتٍ - حقيقة لا مجازاً - ووقت البرنامجين لا يكاد يتسع لغير عشر منها أو عشرين، ثم كان يراجع المسائل في أمهات الكتب، ويضع تعليقات على الأسئلة بخطة في بعض الأحيان. وكان - فوق ذلك - يتفرغ للإجابة عن أسئلة المستفتين بالهاتف بين العصر والمغرب كل يوم.

ولطالما أعلن في الإذاعة والرائي أن ذلك هو الوقت الذي يتلقى فيه الأسئلة، ولكن الهاتف كان يرن كل ساعة من ليل أو نهار! فإذا جاء المغرب كان ينطلق إلى الحرم فيجلس في موضع له هناك لا يفارقه بين العشاءين فيأتيه من الناس من شاء، ويسأله من شاء، فكان ذلك مجلساً مفتوحاً للعلم والفتوى، فإذا عاد من الحرم بعد العشاء فلا يستقبل أحداً - كما أنه لا يستقبل أحداً قبل العصر - ويعود إلى قراءته ومراجعاته وشؤون أهل بيته.
هكذا أمضى جدي تلك السنوات، حتى إذا جاوز الثمانين بدأ جسمه - الذي حمله في مسيرة حياته الطويلة الحافلة - بالتعب، وما عاد يقوى على العمل، فآثر ترك الإذاعة والرائي.

وكان - قبل ذلك - قد لبث نحو خمس سنين ينشر ذكرياته في الصحف، حلقة كل يوم خميس، فلما صار كذلك وقف نشرها - وكانت قد قاربت مئتين وخمسين حلقة - وودع القراء فقال: "لقد عزمت على أن أطوي أوراقي، وأمسح قلمي، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين، فلا أكاد أخرج من بيتي، ولا أكاد ألقى أحداً من رفاقي وصحبي"[25] وقد مُنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1990م.

عزلته ووفاته:
أغلق عليه باب بيته واعتزل الناس إلا قليلاً من المقربين يأتونه في معظم الليالي زائرين، فصار ذلك له مجلساً يطل من خلاله على الدنيا، وصار منتدى أدبياً وعلمياً تبحث فيه مسائل العلم والفقه واللغة والأدب والتاريخ. وبات الشيخ - في آخر أيامه - ينسى بعضاً من شؤون يومه، فربما صلى الفريضة مرتين يخشى أن يكون نسيها، وربما نسي ما كان في اليوم الذي مضى، ولكن الله أكرمه فحفظ عليه توقد ذهنه ووعاء ذاكرته حتى آخر يوم في حياته. لقد صار أخيراً يتورع عن الفتوى مخافة الزلل والنسيان، ولكن الواقع أنه كان قادراً على استرجاع المسائل والأحكام بأحسن مما يستطعيه كثير من الرجال والشبان، وكان - حتى في الشهر الذي توفي فيه - تفتتح بين يديه القصيدة لم يرها من عشر سنين أو عشرين فيتم أبياتها ويبين غامضها، ويُذكَر العَلَم فيترجِم له، وربما اختُلف في ضبط مفردة من مفردات اللغة أو في معناها فيقول هي كذلك، فنفتح القاموس المحيط - وهو إلى جواره، بقي كذلك حتى آخر يوم - فإذا هي كما قال.

ومضت به على هذه الحال سنوات حتى كَلَّ قلبه الكبير، فما عاد قادراً على المضي بعد، فلما كانت آخر السنوات أدخل المستشفى مرات، وهو يشكو كل مرة ضعفاً في قلبه، وكانت الأزمات متباعدة في أول الأمر ثم تقاربت، حتى إذا جاءت السنة الأخيرة تكاثرت حتى بات كثير التنقل بين البيت والمستشفى. ثم أتم الله قضاءه فمضى إلى حيث يمضي كل حي، وفاضت روحه - عليها رحمة الله - بعد عِشاء يوم الجمعة، الثالث من ربيع الأول 1420هـ، الموافق للثامن عشر من حزيران، عام 1999م في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجُدة، ودفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة في اليوم التالي بعد ما صُلِّي عليه في الحرم المكي الشريف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الذكريات: 1/133.
[2] الحديث عنه في: الذكريات 1/143.
[3] الذكريات: 1/144.
[4] الذكريات: 2/11، وتعريف عام، ص5.
[5] الذكريات: 8/35.
[6] الذكريات: 1/201 وما بعدها.
[7] في الذكريات حديث طويل عن مكتب عنبر، انظر: 1/103 – 130، 149-174.
[8] الذكريات: 8/26.
[9] الذكريات: 2/142.
[10] من حديث النفس، ص 149.
[11] الذكريات: 2/5.
[12] في آخر الجزء الثاني وأول الثالث.
[13] الذكريات: 3/12.
[14] الذكريات: 2/221.
[15] الذكريات: 3/10.
[16] بغداد: مشاهدات وذكريات، ص 15.
[17] الذكريات: 3/293، وفي آخر هذا الجزء وأول الذي يليه تفصيل عن الدروس التي كان يلقيها على الطلاب هناك.
[18] الذكريات: 4/159.
[19] مارس جدي القضاء عملياً من عام 1941 إلى حين سفره إلى المملكة العربية السعودية في عام 1963، أي نحواً من ثلاث وعشرين سنة، ولكنه بقي - رسمياً - قاضياً حتى أواسط عام 1966م.
[20] الذكريات: 4/166.
[21] الذكريات: 4/167.
[22] الذكريات: 4/259.
[23] الذكريات: 4/271 وما بعدها.
[24] بدأ هذا البرنامج نحو عام 1967، وكان له - قبله - برنامج عنوانه "صور من أمجادنا".
[25] الذكريات: 8/340.


المصدر: مجلة الأدب الإسلامي - المجلد التاسع العدد الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون 1423 هـ - 2002 م ص132.

من موقع الألوكة على رابط / http://www.alukah.net/Articles/Artic...ArticleID=1797
__________________
__________________
زيارة صفحتي محاضرات ودروس قناة الأثر الفضائية
https://www.youtube.com/channel/UCjde0TI908CgIdptAC8cJog
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.