أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
20041 84309

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-20-2018, 09:21 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي تقسيم الطهارة إلى معنوية وحسية

التمهيد الثاني لكتاب الطهارة
(ضمن دورة الفقه الإسلامي وأدلته)
الحلقة (10)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني

تقسيم الطهارة إلى معنوية وحسية
تنقسم الطهارة من حيث الأصل والفرع إلى : طهارة أصلية وطهارة فرعية.
أولاً الطهارة الأصلية : وهي الطهارة المعنوية، ويُقصد بها طهارة القلب والعمل من الشرك والكبائر وصغائر الذنوب والمحقرات، وهذه الطهارة هي المقصودة من قول الله عز وجل: "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ"([1]), أي خالي من الشرك وأدران المعصية.
ولا يمكن للإنسان أن يكون مسلمًا حتى يتطهر بهذه الطهارة وإلا فهو نجس, ولذا قال الله عز وجل: "إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ"([2]), لأنهم لم يتطهروا بترك الوثنية والأصنام والشرك عامة, وقد يكون المرء مسلمًا لكنه متشبثٌ بنجاسة معنوية، كأن يكون ممن يأتي بالكبائر أو يصر على الصغائر ومحقرات الذنوب.
ثانياً الطهارة الفرعية المسماة بالطهارة الحسية : وهي المقصودة إذا أطلقت في الفقه الإسلامي, وهي حكماً توجب الغسل أو الوضوء، وأما حداً فهي : ما كانت لرفع خبث أو ازالة حدث, كما تقدم في الحلقة السابقة، وهي المقصودة بهذا الكتاب.
أسباب تقديم الفقهاء لكتاب الطهارة على باقي الكتب كالصلاة والصوم وغيرهما عند تأليفهم أو تدريسهم للفقه
تعود أسباب هذا التقديم إلى التالي :
السبب الأول : أن الطهارة هي الأصل في الإسلام، ولذلك لا يكون الرجل مسلمًا حتى يتطهر بالطهارة المعنوية من الشرك والوثنية، وتكون بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله مع العمل بما تضمنته هذه الشهادة من الأحكام.
السبب الثاني : أن الطهارة هي الشرط الأساسي لصحة الصلاة بعد الشهادتين؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ"([3]), وعليه إذا بدأ الشخص مثلًا بدراسة أحكام الصلاة فلن يستطيع أن يصلي حتى يعرف أحكام الطهارة، وبذا يظهر أهمية تقديمها.
السبب الثالث : أن هذه سنة قديمة اعتادها الفقهاء إذا ألفوا في الفقه الإسلامي أن يبدأوا بكتاب الطهارة, وإذا فتشت في كتب الفقه والفروع فلن تجد الفقهاء يبدؤون بكتاب الصلاة إلا ما ندر، وإلا فالأصل أنهم سيبدأون بما بدأ الله به، فالله بدأ بالطهارة من الشرك والوثنية؛ يعني بالتوحيد، وهذه هي دعوة الرسل لطهارة القلوب من الوثنية والشرك والذنوب بجميع أنواعها، ومن هنا صارت الطهارة الحسية فرعًاً عن الطهارة المعنوية الأصلية.
السبب الرابع : الإشارة إلى أنه ينبغي لطلاب العلم وأيضًا لغيرهم إذا أقبلوا إلى طلب العلم والفقه في الدين فإنه يلزمهم الاخلاص المتضمن تطهير القلوب من درن المعصية، فإن القلب إذا تطهر منها أفلح في الدنيا والآخرة.
أهمية الطهارة
للطهارة أهمية عظمى في الإسلام، تتلخص في التالي :
الأهمية الأولى : أن الطهارة هي الأصل في الدين، فلا دين إلا بطهارة, ولذلك بدأت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بطهارة الناس من الوثنية والشرك, فصارت هذه الأهمية عظيمة بالنسبة للمسلمين في الفقه الإسلامي.
الأهمية الثانية : أن الطهارة تدعو المسلم إلى الصفاء والنقاء, بالتطهر من جميع الذنوب كالغيبة والنميمة والكذب والظلم ونحوها من الأمور المعنوية, وفي هذا الباب يقول النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ([4]) شَىْءٌ", قَالُوا: لاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ, قَالَ: "فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا"([5]), كما دعانا الدين إلى التطهر من الأدناس الحسية، قال تعالى : "وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ"([6]).
الأهمية الثالثة : أن الدين الإسلامي يجعل من المسلم قدوة حسنة ومثالًا يحتذى به, وهناك قصة عجيبة حدثني بها أحد أصدقائي قديما وهو الأخ الشاعر" محمد بن عبد الله بن عبد الحق المطري" حيث قال : هناك رجل أجنبي نصراني عنده مغسلة ثياب في بريطانيا، يقول هذا الأجنبي : أنا أتعجب عندما تأتيني ثياب داخلية من المسلمين لا يكون فيها قذر كالثياب الداخلية من غير المسلمين, فقال له أحد المسلمين: لأن الدين يأمرنا بالنظافة في كل شيء، بحيث يلزم المسلم أن يكون على نظافة وطهارة في جميع أحواله ليكون قدوة لغيره, فقال الأجنبي: أهكذا الإسلام يعلمكم؟! فقال المسلم : نعم, فأسلم الأجنبي.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.