تحرير الإنسان قبل تحرير البنيان﴿المسجد الأقصى﴾كتبه/ عبدالله بن صالح العبيلان

[ابوعبد المليك]

قال تعالى: ﴿....ِ اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دينًا فَمَنِ اضطُرَّ في مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾
[المائدة: ٣].

وقال تعالى: ﴿لَيسَ البِرَّ أَن تُوَلّوا وُجوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتابِ وَالنَّبِيّينَ وَآتَى المالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينَ وَابنَ السَّبيلِ وَالسّائِلينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالموفونَ بِعَهدِهِم إِذا عاهَدوا وَالصّابِرينَ فِي البَأساءِ وَالضَّرّاءِ وَحينَ البَأسِ أُولئِكَ الَّذينَ صَدَقوا وَأُولئِكَ هُمُ المُتَّقونَ﴾
[البقرة: ١٧٧].

وفيهما من العلم:

أن تحرير الإنسان من عبودية غير الله هو الغاية، وذلك يكون بإكمال الدين عقيدة وشريعة ومنهاجا وأخلاقا وسلوكا، وماعدا ذلك فهو من مكملاته، كما يقال في عبارة الفقهاء: "يثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا".

↩ولهذا قال تعالى مبينا هذه الحقيقة {لَيسَ البِرَّ أَن تُوَلّوا وُجوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ}. تنبيها على أن العبرة عند الله بالحقائق لا بالشعارات، ومن هنا جاء قول الله تبارك وتعالى: ﴿أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ لا يَستَوونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ [التوبة: ١٩].

إشارة إلى أن تحرير الإنسان قبل تحرير البنيان، وقد صلي النبيﷺ في المسجد الأقصى وكان بيد النصارى، تنبيها إلى أن الغاية من الصلاة فيه هو توحيد الله لا تعظيم الأحجار، ولهذا لما قَبَّلَ عمر -رضي الله عنه- الحجر الأسود قال: (والله إنك لحجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول اللهﷺ يقبلك ما قبلتك).

وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يذهب للصلاة فيه لما ورد فيه من فضل من غير أن يشرب قطرة ماء.
كل هذا لا يعني التخلي عنه استرداده من يد اليهود الغاصبين، بل هو الطريق الصحيح لإسترداده.
قال تعالى: ﴿إِذ قالَتِ امرَأَتُ عِمرانَ رَبِّ إِنّي نَذَرتُ لَكَ ما في بَطني مُحَرَّرًا فَتَقَبَّل مِنّي إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ﴾ [آل عمران: ٣٥].
والله أعلم.

كتبه/
عبدالله بن صالح العبيلان.
28 ـ10ـ1438هـ.

[ابو عبد الرحيم المداني]

سبحان الله كأنما يترجم ما يختلج في صدورنا
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يعيد الله للمسلمين مجدهم
الذي لا يكون الا ترجمة عملية عن ما في قلوبهم
{كان خلقه القرآن}