من تراثنا اللبناني العريق : " الأمثلة البيروتية "، وعددها ( 6354 ) مثلاً، وهاكم بعضها

[أبو معاوية البيروتي]

من تراثنا البيروتي العريق المثل التالي:

((الروسي إذا غَبَّر، والانكليزي إذا بَحَّر، والتركي إذا دَبَّر))

روى لي قبل أمس المؤرخُ عبدُ اللطيف بن مصطفى الفاخوري المثلَ السابق عن والده، ومعناه:
(الروسي إذا غَبَّر أي احسب له حسابه عندما يجمع جيشه لأنه من كثرته يتصاعد الغبار، والانكليزي إذا بَحَّر أي احسب له حسابه إذا عندما يجمع أسطوله البحري لكثرته، والتركي إذا دَبَّر إشارة لدهاء العثمانيين الأتراك، فاحسبوا لهم حسابهم).

[أبو معاوية البيروتي]

خُذْ من الدنيا ما شئتَ ولك بمثلَيهِ هَمًّا!

هذا مثلٌ ذكره الشيخ عبد القادر قباني (1264 – 1354 هـ/ 1848 – 1935 م) في إحدى مقالاته في مجلة ((الكشاف)).

وهو يُعَبِّر عن حال الدنيا، وقد روى ابن المبارك في ((الزهد)) – بإسنادٍ صحيح - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((مع كل فرحة ترحة)).

[أبو معاوية البيروتي]

اعمل منيح، وارمي بالبحر، إذا ما بان عند البالق، بِبان عند الخالق!

البالق: هو السمك باللغة التركية العثمانية، كما حدثني الأستاذ عبد اللطيف فاخوري.
وبان: أي ظهر (أي أثره).
والمثل يحث على فعل الخير وعدم انتظار الشكر من العباد، لأنهم إذا لم يشكروك فأجرك عند الله لن يضيع.

[أبو معاوية البيروتي]

لولا "علبة مكّي" .. كانت الوجوه بتبكّي!!

حدثتني والدتي حفظها الله عن علبة كانوا يسمّونها (علبة مكي) ، كان الناس قديماً يجلبونها من مكة أثناء الحج أو العمرة، وهي - كما أفادني الأستاذ عبد اللطيف فاخوري - كانت للزينة بما تتضمنه من كحل أو غير ذلك، ويُقال المثَل أعلاه للمرأة التي تتجمّل بها، فالزينة والكحل تغطيان عيوب وجه المرأة.
قال أبو معاوية البيروتي: أما الآن فأدوات المكياج الحديثة والعمليات الجراحية والنفخ تجعل القبيحة بعين الرجل غزالةً! والله المستعان!

وقد قال الأديب أبو محمد مارون عبود في جمال المرأة:

إن المليحة مَن كانت محاسنها ...... من صنعة الله لا من صنعة البشر

* وكتبه أبو معاوية البيروتي
25 رمضان 1437 هـ.

[أبو معاوية البيروتي]

الأقارب عقارب

قال أبو زرعة: ثنا أبو عبد الله بن محمد بن كعب الكعبي بنيسابور، حدثنا الحسن بن الليث، حدثني جعفر بن علي، ثنا خالد بن رفاد، سمعت أبي، يقول:
قال الإمام عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ) : ((الأقارب عقارب، خيرها أبعدها، وشرها أقربها)).

* نقلتها من المنتخب من معجم شيوخ السمعاني.

[أبو معاوية البيروتي]

القرش نص ... والخرى للرقبة!!

حدثني المؤرخ عبد اللطيف فاخوري أنه قديماً لم يكن في بيروت نظام مجارير، فكان الناس يحفرون قبواً (جُورة) لتصريف الخلاء، وبعد فترة يمتلئ، فيحتاج لتنظيفه.
وكان هناك أناس مختصّين بالتنظيف ينادون في الطرقات والأسواق ((مُعَزّل قَبَوات))، وكان بعض المنظفين يتسابقون لتنظيف (قبوات) قصور الأغنياء ويطرحون أدنى المناقصات ليفوزوا بالتنظيف!!
لأن بعض أغنياء بيروت كانوا يرشّون (برادة الذهب) على طعامهم لفائدة صحية - يُقال - وللتباهي بغناهم، وطبيعي أن (برادة الذهب) تنزل مع الغائط في قبو الخلاء، والمتعهد بتنظيف القبو سيحصل على هذا الذهب!! فكانوا يتنافسون بالمناقصات لكسب تنظيف قصور الأغنياء.
ويحصل - أحياناً - أن المتعهد لا يجد ذهباً فتحصل له خسارتان؛ خسارة الذهب وخسارة المناقصة بالأجرة، ومن هذا الأمر قيل المثل البيروتي:

((القرش نص ... والخرى للرقبة!))

فيكون قد حصل على نصف أجرته وغرق بالقاذورات أثناء التنظيف لرقبته!
فيُضرَب المَثَل للتعبير عن صفقة قد يُغامر فيها المرء ويُنقِص أجرته طمعاً في مكسبٍ متعبٍ وقد لا يناله!
* كناشة البيروتي (الجزء الرابع)

[أبو معاوية البيروتي]

((المثل: جازة مارونية!))

قال المحامي محمد ميشال الغريّب :
الطلاق ... ليس وارداً في القانون الكاثوليكي، لأي سبب، حتى أصبح المثل الشائع:
((جازة مارونية))
يُطلَق على كل ما لا فكاك عنه، مدى الحياة!
* كناشة البيروتي الجزء الرابع

[أبو معاوية البيروتي]

بيروت بالسرفيس!

هذا عنوان كتاب ألّفته أمان كريدية وصدر عام 1430 هـ / 2009 م عن مكتبة الشرق/ باريس،

طالعت الكتاب أمس، وكتبتُ ملخّصاً عنه أودعته في ((الكناشة)) (الجزء الرابع)، ومن الأمثال البيروتية التي مرَّت معي بالكتاب:

- دايِر بالفلوك وعايش عيشة الملوك. (ص 13)
- فرنك فوق فرنك بيساوي بنك. (ص 16)
- اضرب الحديد وهو حامي. (ص 84)

والمثل الأخير ذكَرتُه في كتابي ((ألف مثل ومثل من تراثنا العريق)) (77 / ط. الريان - بيروت)، وعلّقتُ عليه قائلاً:
أي : اغتنم الفرصة أو وقت الحادث الآن وأَنـْجِزْ ما تريد فعله، ومرادفه باللغة الانجليزية : Strike while the iron is hot.
============

[أبو معاوية البيروتي]

سافر الشيخ علي الطنطاوي إلى طنطا/مصر للبحث عن أصوله،
وذكر أن صبيان طنطا كانوا يضحكون من لهجته الشامية، ويقولون له المقولة المعروفة:

(( شامي وفُصُّو حامي!!))

[أبو معاوية البيروتي]

قيل لليهودي: أسْلِمْ وحِجْ، قال: ضربتان بالرأس بِتْدِج!

و(بِتْدِج): أي تطيش العقل.
وهذا مثل نقله لي ابني عمر عن سائق باص مدرسته، وذكر أنه يُضرَب مثلاً للحث على عدم الاستعجال وأخذ الأمور بروية وعدم تحمّل عدّة مهام في وقت واحد.

ويا ما في الزوايا خبايا .