من تراثنا اللبناني العريق : " الأمثلة البيروتية "، وعددها ( 6354 ) مثلاً، وهاكم بعضها

[أبو معاوية البيروتي]

كل داخل ينفع، ولو كان فعفع!

هذا مثل ذكره الأمير شكيب أرسلان (ت 1946 م) رحمه الله في إحدى رسائله لمؤرخ تطوان محمد داود، فقال وهو يذكر ضائقته المادية:
((في هذه الأيام الضيقة كل داخل ينفع، ولو كان فعفع، كما يقول المثل...
قال أبو معاوية البيروتي: وقد بحثت في معاني كلمة (فعفع) في كتب اللغة فلم أقف على معنى يشير إليه المثل من القلة أو التفاهة، فهل من مفيد؟

[أبو معاوية البيروتي]

المَرَا سَتّارة ... ولو كانت قَهّارة!

من أمثالنا اللبنانية،
وأفادني الأخ عيسى الجزائري بأحد أمثالهم:

(( المرا فضَّاحة .. ولو كانت رضَّاخة ..! ))

و(الرضّاخة): صيغة مبالغة من اسم فاعل الرضوخ .. وهو الخضوع.

ويقوله العوام بالجزائر، ويقصدون أن المرأة طبعها الشكوى من زوجها عند أهلها .. حتى ولو كانت تطيعه

[أبو معاوية البيروتي]

زوجة للرياسة ... وأخرى للكناسة!

قال حسين جابر (ولد 1924 م) في كتابه ((غنى الفقر، مذكرات رجل أمن)):
لمختار (بليدا) زوجتان؛
قديمة أم الأولاد
وجديدة صبيّة جميلة اسمها (شاتو) تزوجها حديثاً.
فهذه للرياسة ... وتلك - كما يقول المثل - للكناسة!

قال أبو معاوية البيروتي: (بليدا) قرية حدودية تقع مباشرة على الحدود اللبنانية-الفلسطينية.

[أبو معاوية البيروتي]

سوء الظن عصمة!

قال الشيخ محمود مهدي الاستانبولي (1327 - 1420 هـ) في ذكرياته عن الحج:
كنت أعتقد البراءة والأمانة في كل من ضمّ عقده هذه الرحلة، ولكن اختفت أمتعتي بسبب هذا الاعتقاد الخاطئ، وفاتني أن المفسدين يجدون في مثل هذا المزدحم سوقاً، وإن المفسد قد يدخل المسجد ويخادع بالصلاة وما هو من أهلها، وعبثاً بحثت عنها، وكان من تفريطي أن نسيت المثل العربي القائل:
(سوء الظن عصمة). اهـ.

قال أبو معاوية البيروتي: أقدم مَن وقفتُ عليه ذكر المثل هو ابن عبد ربه (ت 328 هـ) في كتابه ((العقد)).
وللفائدة؛ ذكر الشيخ رحمه الله مثلاً ثانياً في موضع آخر وهو ((لو كانت لجارتي لطَقّت مرارتي!))
=============

[أبو معاوية البيروتي]

قلت في كتابي ((ألف مثل ومثل من تراثنا العريق)) :
40 – ((أكل عليه الدهر وشرب)): أي أصبح قديماً ومستهلكاً، وذكره الميداني ( ت 518 هـ ) في (( مجمع الأمثال ))، وقال : يُضرَب لمن طال عمره، يريدون أكل وشرب دهراً طويلاً . اهـ.

وقد وقفتُ بفضل الله على قائله، وهو الشاعر الجاهلي امرؤ القيس (توفي نحو 130 - 80 ق هـ/ نحو 497 - 545 م)،
قال ابن السيد البطليوسي الأندلسي (444 - 521 هـ) في ((الحلل في شرح أبيات الجمل)):
قال امرؤ القيس؛ في قصيدة بائية:

لمنْ الدِّيارَ تَعِّفتْ مُذْ حِقَبْ ..... فجنوب الفرْد أقْوَت فالخرِبْ
دَارُ حَيِّ بدِّلت مِنْ بعدهم ... ساكنَ الْوحشِ وللدَّهرُ عقب
عقَّب الدَّهر بهم فانتجعوا ... أَكلَ الدَّهرُ عَليهم وشرِبْ

وأخذ النابغة الجعدي نصف البيت الثالث، وعكسه في قصيدة لامية فقال:

سألتني جارتي عن أُسرتي ..... وإذَا ما عَيَّ ذو الُّلبِّ سَأَلْ
سألتني عَن أُناسٍ هَلكوا ..... شَرِبَ الدّهرُ عليهم وَأَكلْ

وأنشده أبو العباس المبرد في الكامل على ما في شعر امرئ القيس ونسبه إلى النابغة الجعدي، وذلك غلط.

[أبو معاوية البيروتي]

أصل مثل: يَلِّي اختشوا ماتوا ؟!!

⁉⁉🤔⁉⁉

قال أبو المظفر بن الجوزي: حُكِي أن رجلاً كان له عشر بنات أبكار، فقال لهن: اخرجن. يعني لما احترقت العقيبة، فقلن: والله لا نخرج، الحريق أهون من الفضيحة. فاحترقن في الدار.
* نقلها الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (أحداث عام 643 هـ)، وقال: هذه حكاية منكرة، وابن الجوزي حاطب ليل وصاحب غرائب.

[أبو معاوية البيروتي]

حدثني ابني عثمان اليوم بمثل لم يمر عليّ من قبل، وهذا يدل على أن (فرخ البط عوام)، :)
والمثل هو:

((طَنِّش الحمير، تَعيش أمير! ))

وكم نحتاجه هذه الأيام التي كثر فيها الجاهلون علينا، والحمد لله على كلّ حال.
================

[أبو معاوية البيروتي]

بعض أمثال العامة بشنقيط صُبِغَت بلون المتون السائدة

تجد أمثال العامة في شنقيط (موريتانيا) ومخاطباتهم خارج حلقات الدرس قد صبغت بلون المتون السائدة ؛
فمن أمثالهم إذا أرادوا وصف الشيء بأنه بلغ إلى منتهاه يقولون : (لا حِق فلا إشكال) أي وصل في كذا إلى ذروته وعبارة (لاحق فلا إشكال) هي آخر جملة في مختصر الشيخ خليل .
ومن أمثالهم قولهم : (وحَذْفُ ما يُعلم جائز) وهو جزء من بيت من خلاصة ابن مالك في الألفية .

فائدة: كان من أبرز سمات النهضة العلمية في شنقيط اعتمادها على حفظ الصدور لما وجد في السطور ، وأن العلم هو ما حصل في الصدر ووعته الذاكرة متناً ومعنى، حتى غدا من أمثالهم التي تعبر عن هذا المعنى :
(القراية في الرّاسْ ماهُ في فاس ولا مكناس)؛ أي العلم المعتبر هو ما في حفظك ، وليس في كثرة الذهاب إلى المدن الحضارية ومؤسسات التعليم فيها .
* نقلتها من مقالة ((لماذا الشناقطة يحفظون؟)).

[أبو معاوية البيروتي]

كُل خَنفُوسة عَنْدْمْها ياقوتة

هذا من الأمثال المغربية الشعبية، وقد أفرد دراسته الأستاذ عبد الكريم الصواف بمقال في مجلة العربي (العدد الحالي 705)، ومعناه أن كل فتاة وإن كانت بشعة وقبيحة لكنها عند أمها أو أهلها جميلة كالياقوتة لا يفرطون بها.
قال أبو معاوية البيروتي: وأشهر من هذا المثل العربي المعروف:
((القرد بعين أمه غزال!))
وقد خرّجته في كتابي ((ألف مثل ومثل من تراثنا العريق)) (رقم 537/ ط. الريان).

[أبو معاوية البيروتي]

الله يرحم يلّي بَكّاني
ولا يرحم يلّي ضـحّكني
لأنو يلي ضحّكني ضحك عليّ
ويلي بكّاني بكي عَلَيّ!

هذا مثل بيروتي عتيق ، وعقب أخونا أبو صاعد المصري بالمثل المصري التالي:

يا بخت من بكاني وبكى الناس عليا ؛ ولا ضحكني وضحك الناس عليا