ما هكذا هي السلفية يا قوم- كتبه الشيخ أحمد بن محمد النجار حفظه الله

[أبوجابر الأثري]

ما هكذا هي السلفية يا قوم

إن أعظم من يُشَوِّه السلفية في هذه الأوقات هم المنتسبون إليها
فتسمع بأمور تُفعٓل من هؤلاء في ليبيا بعيدة عن أصول السلفية.

ولذا أخاطب كل عاقل بأمرين:

الأول: ان السلفية لا تُقَيَّم بالمنتسبين إليها، وإنما بأصولها ومنهجها، والسلفية باعتبار اصولها ومنهجها حق لا يتطرق إليها الخطأ.

وأخطاء العلماء السلفيين لا ترجع إلى السلفية بالنقض، فكيف بأخطاء الجهال العوام؟!!
والسلفية ليست حزبا وانما هي منهج، ولها ميزان توزن به المسائل، ويوضع عليه الأشخاص.

وهي كالذهب الخالص، كلما أراد أحد تشويها ازدات نقاء وصفاء، وظهرت الحجج القوية والبراهين الناصعة، وقوي يقين أهلها بها، وانتشرت بين الناس، ودخلوا فيها أفواجا.
لأنها حق، والحق أبلج والباطل لجلج.

الثاني: أن من ينتسب إلى السلفية عليه أن يتمسك بأصولها ومنهجها، ويبتعد عن كل ما ينفر عن السلفية.
وإن من أعظم الأمور ان تؤتى السلفية من قِبَلك.
فالحذر الحذر.

وليس من السلفية في شيء ما يفعله هؤلاء مما يشيب له الولدان من إنزال الخطباء وهم يخطبون من المنابر،وطرد الأئمة, لا لشيء إلا لأنهم يخالفونهم في بعض المسائل.

وتجرأ بعضهم على الضرب والعدوان في المساجد وحولها
والتهديد
واحتلال المساجد ولجانها، وربما الأوقاف.
إلى غير ذلك مما نسمع، وما خفي أظنه أعظم.

أقول لهؤلاء:

-آلله أمركم بهذا أم على الله تفترون؟

-بأي كتاب أو بأية سنة تفعلون هذا؟!

-أين وجدتم هذا في هدي السلف الصالح؟!

-من أعطاكم مهام ولي الأمر؟!

-أين أنتم من قوله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ان منكم منفرين

نعم، الشدة في موطنها من العدل، لكن لا تصل الى أن تقوموا بأعمال ولي الامر، والافتيات عليه.

سبحان الله! شوهتم السلفية بأفعالكم السيئة التي يردها الشرع والعقل

وفتحتم المجال للإخوان المسلمين المفسدين والاشاعرة الضالين وغيرهم من المخالفين ان يطعنوا فيكم ويشوهوا نقاء السلفية وصفائها.

لكني أقول لكل من يبلغه كلامي: ما يفعله هؤلاء لا يمثل السلفية في شيء، وإنما يمثلهم هم، والسلفية منه براء.

فالسلفية بُنيت على الرحمة والعدل، قائمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح. تهتم بالعلم والعمل.

والواجب على طلاب العلم حقيقة: أن يبينوا للناس نقاء السلفية وصفاءها، وأن ما يفعله هؤلاء لا يمثل السلفية.

وليخرجوا من حيِّز السكوت عن الباطل؛ خوفا على العرض والنفس.

وليجعلوا الدفاع عن دين الله هو الأصل والمقدَّم، فما أعظم أن يبذل طالب العلم عرضه ونفسه لله
وقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم أن يبينوا للناس الحق ولا يكتموه.

وهذه هي طريقة الأنبياء.

وليحذر طلاب العلم حقيقة من عدم اظهار الانتساب إلى السلفية من أجل تشويه هؤلاء للسلفية، أو الارتماء في أحضان أهل البدع المخالفين لأصول السلفية، أو يتنازلوا عن بعض أصول السلفية, أو يشككوا فيها, وإنما عليهم أن يظهروا انتسابهم إلى السلفية؛ لأنها حق، والحق لا يُستحيا منهم، وعليهم أن يدافعوا عنها، ويزيلوا ما علق بها عند الناس من الكدر، وهذا من الجهاد في سبيل الله، والجهاد بالحجة والبيان أبلغ من الجهاد بالسيف والسنان.
وليبتعدوا عن التعذر بالمصالح الموهومة، وليغلقوا باب التأويل في هذه القضية، وباب القياس.

فإن الخطب عظيم، والحيرة عند القوم شديدة، والتنقل عندهم أشد.

ومفاسد الهروب والسكوت عن الحق عظيمة , ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا استويا, فكيف إذا كانت المفاسد أعظم؟!!

والله ينصر من نصر دينه
اللهم انصر بنا الدين، واجعلنا هداة مهديين.
اللهم إنا قد بذلنا عرضنا لك فتقبله منا يا أرحم الراحمين

وكتبه
د/ أحمد محمد الصادق النجار

مصدره