أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
77757 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2015, 11:20 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل ( أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني)

بسم الله الرحمن الرحيم
من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل
======================
ليس في الطبع السليم ما يقتضي التعصب1 لهذا العالِم دون هذا العالِم، وإنما يقع ذلك غالبا من هوى النفس فيكون المرء حينئذ قد تطبَّع بخُلق ذميم، ولذلك ترى المتعصب لا يرجع عن قول من تعصب له2، ولو تبيَّن له خطأ من أخذ بقوله، بل لا يخالف قوله ولو جاء النص والدليل بخلافه، مع تسويغ ذلك بشتى أنواع المسوغات(!!)، "وهكذا شأن جميع أرباب المقالات والمذاهب، يرى أحدهم في كلام متبوعه ومن يقلده ما هو باطل، وهو يتوقف في رد ذلك لاعتقاده أن إمامه وشيخه أكمل منه علما، وأوفر عقلا، هذا مع علمه وعلم العقلاء أن متبوعه وشيخه ليس بمعصوم من الخطأ "3.
وعليه فما ينبغي لأحد أن يحمله تحننه لشخص أن يتعصب لمقاله مع ظهور الدليل على خلافه (؟!)، "فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها على الأدلة الشرعية"4، لكن الغلو الذي يقابله الخلو يعمي البصائر ويجعل المرء من جملة الأصاغر، فوطِّن نفسك - يا رعاك الله - على الإنصاف وعدم التعصب الحامل على الغلو والإجحاف، المبعد عن الوفاق الموقع في الافتراق، فـ"ليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليه، غير النبي - عليه الصلاة والسلام -، ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه ويعادي عليه، غير كلام الله ورسوله، وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام، أو تلك النسبة ويعادون"5.
وليعلم أنه من مساوئ الغلو في المشايخ: التلبس بمنهج التمييع الذي يحمل على التضييع، فلا تظهر للقضايا العلمية والمسائل الشرعية حقيقة، هذا مع التنقص من أهل الحق المخالفين للشيخ المتعصَّب له، وبخسِ فضلهم، والتلفظ بعبارات سيئة طعنا فيهم بغير حق تنكبا للطريق السديد، وتعلقا بما يأنف منه اللبيب الرشيد.
قال معاذ - رضي الله عنه -: "أحذِّركم زيغة الحكيم6 فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق"7.
فالحذر الحذر من الغلو في الشيوخ فإن "من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل"8، فـ"التعنت والغلو في الأمور: يجر الإنسان إلى ما لا يقصد (!) ويجر إليه ما يكره (!) ، ولهذا جاءت السنة بالاعتدال في جميع الأمور"9.
فاعلم - يا هذا - أن من أهم ما يحصل لك أن تكون منصفا متجردا غير متعصب لشيخك وعالمك، حيث تجعل رأيه واجتهاده حجة عليك وعلى غيرك، فإنه وإن فضلك بنوع من العلم وفاق عليك بمدرك من الفهم فهو لم يخرج بذلك عن كونه محكوما عليه متعبدا بما أنت متعبد به، فاحذر أن تبتلى بآفة الغلو والتعصب للأفاضل مقابل الحق والدلائل فإن الله تعالى " قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ، ابتلاء لغيره، أيتبعون الحق ويدعون قوله أم يغترون بفضله وجلالته(؟!) وهو معذور، بل مأجور لاجتهاده وقصده الخير، وعدم تقصيره.
ولكن من اتبعه مغترا بعظمته بدون التفات إلى الحجج الحقيقية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - فلا يكون معذورا، بل هو على خطر عظيم"10.
ورحم الله العز بن عبد السلام لما قال في حق هؤلاء: "فالبحث مع هؤلاء ضائع مفض إلى التقاطع والتدابر من غير فائدة يجنيها، وما رأيت أحدا رجع عن مذهب إمامه إذا ظهر له الحق في غيره..
فسبحان الله ما أكثر من أعمى التقليد بصره"11.
ومن كواشف ذلك أن المتعصبين المغالين في شيوخهم قد أوتوا المراء والمجادلة، والتزيد والمخاصمة، وكما قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - إن الرجل إذا كان "ذا قدرة عند الخصومة سواء كانت خصومة في الدين أو في الدنيا على أن ينتصر للباطل، ويخيل للسامع أنه حق ويوهن الحق، ويخرجه في صورة الباطل، كان ذلك من أقبح المحرمات، وأخبث خصال النفاق" 12.
فالذي يلزمنا أن نفحص أنفسنا، فمن وجد في نفسه شيئا من هذا المرض، فعليه أن يتدارك نفسه، ويقبل على العلاج الناجع، ويكون همُّه موافقة الحق، لينجو بنفسه من وهدة الغلو، أما إذا تشرب قلبه ذلك ثم يأخذ بقية عمره في تثبيت ذلك البناء، وهو على شفا جرف هار، ويغر حاله أنه أراد نصرة الحق المبين، ويكابر نفسه أنه يبتغي وجه رب العالمين، وهو يعلم من نفسه خلاف ذلك إن أنصف، فهذه إنما هي الجهالة والمغالطة ..
فمن جوامع الحق "أن لا تقلد خطأ فاضل، وإن كان محبوبا واجبا تعظيمه"13.
ودع عنك آراء الرجال وقولهم ***** فقول رسول الله أزكى وأشرح
ففي خِضَمِّ الخلافات التي تَتفشَّى بين الإخوان، بل في صفوف جمع من النخبة والخِلَّان بسبب الغلو في هذا الفاضل أو فلان يُلتمس الحق ويُعرف "بالاستدلال لا من لا يعرفه إلا بما قاله الرجال ويقلدهم في دينه فيذهبون به من يمين إلى شمال"14.
ولا يُكشف القناع عن كثير من المسائل العلمية والمنهجية التي عرض فيها النزاع والرد إلا بتحقيق الأدلة من غير غلو في أحد أو اتباع مجرد.
ولا يقبل الباطل ويرضى بالقول العاطل، ويغلو في الأفاضل إلا من سلب الإنصاف، وهاب مخالفة الأصحاب والأحلاف.
"فدع عنك الاحتجاج بالرجال والاعتزاز إلى الآراء والأقوال، وجرد نفسك للحق واغسل قلبك من درن العصبية، فإنك إن فعلت ذلك نظرت إلى الحق من وراء ستر رقيق"15.
وليكن شعارك ومعتقدك الخالص " إيثار الحق على الخلق"؟!، وتنبه أن يلتبس عليك الثبات الذي هو (صحة العقد)، وما يتوهم أنه ثبات وحقيقته (اللجاج) فإنهما "يشتبهان اشتباها لا يفرق بينهما إلا عارف بكيفية الأخلاق. والفرق بينهما: أن (اللجاج) هو ما كان على الباطل، أو ما فعله الفاعل نظرا لما نشب فيه وقد لاح له فساده، أو لم يلح له صوابه ولا فساده، وهذا مذموم، وضده (الإنصاف).
وأما الثبات الذي هو (صحة العقد): فإنما يكون على الحق، وما اعتقده المرء حقا مالم يلح له باطله، وهذا ممدوح، وضده (الاضطراب).."16.
وأخيرا: لقد أثارت رياح الغلو في الأفاضل والأشياخ في الساحة الدعوية من الرمال عاصفة، فهل ستهدأ تلك العاصفة(؟!)..
لقد أمطر السحاب بسبب ذلك كذلك من الرذاذ سيولا جارفة، فهل سينقشع السحاب، وتسكن تلك السيول الجارفة(؟!)..
لقد أبرزت الضَّغائِن حروباً طاحنة، غدت القلوبُ منها خائفة (!)..
فهل ستضعُ الحربُ أوزارها، فتطْمئِنَّ تلك القلوبُ الواجفة(؟!)..
..........................................
1. قال ابن عابدين - رحمه الله - في العقود الدرية في تنقيح الفتاوي الحامدية 2/333: "قال فخر الإسلام لما سئل عن التعصب، قال: (الصلابة) في المذهب واجبة و(التعصب) لا يجوز، والصلابة أن يعمل بما هو مذهبه ويراه حقا وصوابا والتعصب السفاهة، والجفاء في صاحب المذهب الآخر، وما يرجع إلى نقصه ولا يجوز ذلك ".
2. قال التفتازاني - رحمه الله - في شرح التلويح 2/91: "التعصب هو عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بناء على ميل إلى جانب ".
3. الصواعق المرسلة لابن القيم - رحمه الله - 3/836.
4. الفتاوي لابن تيمية - رحمه الله - 26/202.
. 5. نفسه 20/164
6. قال صاحب عون المعبود 12/237: "زيغة الحكيم: أي انحراف العالم عن الحق، والمعنى: أحذركم مما صدر من لسان العلماء من الزيغة والزلة وخلاف الحق، فلا تتبعوه ".
. 7. عون المعبود
8. قالها العلامة المعلمي - رحمه الله - في التنكيل 1/6.
9. العواصم والقواصم لابن الوزير - رحمه الله - 1/330.
10. رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله للمعلمي - رحمه الله - 152-153.
. 11. القواعد الكبرى 2/275
12. جامع العلوم والحكم ص: 432.
. 13. الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم – رحمه الله - 4/180 بتصرف يسير
14. مجموع رسائل الأمير الصنعاني - رحمه الله -، وصدق الإمام عبد الله بن المبارك - رحمه الله - لما قال:" دعوا عند الاحتجاج تسمية الرجال، فرب رجل في الإسلام مناقبه كذا وكذا، وعسى أن يكون منه زلة، أَفَلأحد أن يحتج بها(؟!) " الموافقات للشاطبي - رحمه الله - 4/171.
15. القول السديد في أدلة الاجتهاد والتقليد لصديق حسن خان القنوجي – رحمه الله – ص: 34.
. 16. مداواة النفوس لابن حزم - رحمه الله – ص: 125
كتبه:
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني
عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.