أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
135845 89305

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-17-2012, 09:28 PM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي أربع فوائد من حديث ( بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة ) الذي رواه البخاري ومسلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فوائد أربع جمعتها والرابعة منها يهمني تعليقكم بشأنها فإنني استنتجتها استنتاجاً ولم أجد من نص عليها صراحة بشأن هذا الحديث والله أعلم فمن له تعقيب بشأنها فليعن أخاه بوركتم.
روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة، فلما جلس تطلَّق (1) النبي في وجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلَّقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة متى عَهِدتني فاحشاً؟ إنّ شرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة مَنْ تركه الناس اتقاء شرّه» (2) وفي رواية: «اتقاء فُحْشِهِ» (3).
(1) قال الحافظ في فتح الباري (1/ 150): ( تطلق وجهه أي انبسط وظهر فيه البشر ووجه طليق أي منبسط ) اهـ وقال أيضاً في فتح الباري (10/ 454): ( قوله فلما جلس تطلق بفتح الطاء المهملةوتشديد اللام أي أبدى له طلاقة وجهه يقال وجهه طلق وطليق أي مسترسل منبسط غير عبوس ) اهـ
(2) الجامع الصحيح للبخاري، كتاب الأدب، باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفاحشا. (مع فتح الباري 10/452).
(3) الجامع الصحيح للبخاري، كتاب الأدب، باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والرِّيب (مع فتح الباري 10/471). وباب المداراة مع الناس (مع فتح الباري 10/528)، وصحيح الإمام مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب مداراة من يُتَّقى فحشه (مع شرح النووي 16/144).
واستفدت التخريج نقلا عن الشيخ المحدث عبد العزيز العبد اللطيف رحمه الله نقلا عن كتابه الماتع النافع المقرر في كلية الحديث في الجامعة الإسلامية ( ضوابط الجرح والتعديل ص 29 ) وقد نصحني به الشيخ المحدث علي بن حسن الحلبي حفظه الله.
الفاوائد من الحديث عظيمة ومهمة وهي:
الفائدة الأولى: جواز المداراة: فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم تكلّم في ذلك الرجل على وجه الذّم لمّا كان في ذلك مصلحة شرعية، وهي التنبيه إلى سوء خلقه ليحذره السامع كما يفيده قوله: «إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه».
ولذلك تطلَّق في وجهه وانبسط إليه مداراة له لا مداهنة (1).
(1) المداراة: بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا. والمداهنة: ترك الدين لصلاح الدنيا.
ووجه المداراة في الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل (لذلك الرجل) من دنياه حسن عشرته والرفق في مكالمته، ومع ذلك فلم يمدحه بقول، فلم يناقض قوله فيه فعله، فإن قوله فيه قول حق وفعله معه حسن عشرة". فتح الباري 10/454.
وكل ما ذكرته هو في مبحث من مباحث علم الجرح والتعديل في كتاب الشيخ عبد العزيز الآنف الذكر ص 29 و30، فالفائدة الأولى جواز المداراة اي جواز بذل الدنيا أي ترك الدنيا للحصول علىصلاح الدنيا او الدين او كلاهما، فإن المسلم إذا رأى من يعلم فيه شر وإن كان فيه خير بإسلامه فإنه له أن يبتسم فيه وجهه ويحسن معاملته اذا لقاه وذلك لقول عائشة نقلا عن ما فعله النبي صلى اللهعليه وسلم: ( تطلَّق النبي في وجهه وانبسط إليه )
وقد رأيت العجب من بعض الناس في زماننا فَأَفْعَلُ معهم ذلك اتقاء شرهم وفُحشهم وهذا تجده في الواقع وفي الإنترنت في المنتديات وفي البالتوك فينبغي أن تضع هذا في ذهنك حتى تعرف كيف تتعاملمع من كان لئيماً أو خبيثاً أو حقيراً أو حاقداً أو حاسداً أو ممن يطعن فيك في ظهرك ويُسيء لك ولسمعتك! بلا حجة ولا برهان بل لهوى في نفسه! نعوذ بالله من أهل الأهواء ونحو ذلك كثير فالأقزامكثير في زماننا وينبغي أن يُهمَلوا وأن يُطى الواحد منهم أكثر من حجمه ومنزلته وأن يعاملوا بالخير إتقاء شرهم وفحشهم لجهلهم المركب وغير ذلك مما يتطلعون له من حظوظ الدنيا الفانية نعوذ بالله منالخذلان - ويَجِبُ تبيين باطلهم وسيأتي بيان هذه الفائدة في الفائدة الثانية - ولو بعباراتٍ عامة ولو بدون ذكر أسمائهم إن كنت غير قادرٍ على ذلك فقد كان العلماء يُعَرِّضون في كلامهم أحياناً حسبالقدرة فإن لم يقدوا على التصريح عَرَّضوا أو إن أرادوا النصح عرَّضوا ونجحوا في ذلك رحمهم الله فمثلا يثولون ما بال اقوام يقولون كذا وكذا أو يقولون ما بال بعضنا أو ما بالنا نفعل كذا وكذا وهذامن اساليب التعريض أي التلميح بأن البعض يفعل ذلك ثم يردون عليه.

الفائدة الثانية: جواز الغيبة بقدر الحاجة إذا كانت من أجل غرض شرعي لا يُتَوَصَّلُ إليه إلا بها: كالتحذير الشر والنصيحة لتَوّقِّه ودليل ذلك أن النبي لم يمدح ما في ذلك السيء من شر بل ذمه فيجب
على المسلم إن كان في ذلك مصلحة محققة وكان قادراً على بيان شر من رأى منه شراً أن يُبَيِّنَهُ للناس - لأن النبي فعل ذلك تصريحاً لقدرته على فعله أمام غيره - لقوله النبي هنا ( بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة ) أمام عائشة رضي الله عنها وقوله: ( إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه ) لعائشة رضي الله عنه حين أشكل عليها تطلق وجه النبي لذلك الرجلالسيء وانبساطه له أي في المعاملة والكلام.
وبهذا الحديث استدل علماء الجرح والتعديل على جواز الكلام في الرواة وجرحهم لحفظ الحديث عن أن يختلط بما لا يصح لضعفه أو كذبه ونحو ذلك لسبب ضعف أو كذب الرواة قال الشيخ عبد العزيز العبد اللطيف في ( ضوابط الجرح والتعديل ص 28 و29 ): ( وجرح الرواة بقدر الحاجة لا يُعَدُّ من الغيبة المحرّمة فقد ذكر النووي ـ رحمه الله تعالى ـ أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعاً لا يمكنالوصول إليه إلّا بها (5)، وأنّ من تلك الأغراض تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم لتوَقِّيْهِ. وذلك من وجوه منها:
جرح المجروحين من الرواة والشهود فإنه جائز بإجماع المسلمين، بل واجب للحاجة (6) إذ يترتب عليه في شأن الرواة تمييز الأحاديث الثابتة عن الروايات الضعيفة والواهية والموضوعة(1) التي لا تثبت صحتها لما في أحوال رواتها من الأمور المنافية(1) للعدالة أو الضبط.) اهـ
(5) انظر: رياض الصالحين ص 575، وشرح صحيح مسلم 16/142، وفتح الباري 10/472.
(6) انظر: المصدرين الأولين السابقين في المواضع المذكورة. ( يقصد الشيخ عبد العزيز ( دراسة حديث «نضر الله امرءا سمع مقالتي...». ص 48 و ص 33 ) فقد أحال عليها في أول هامشين فيالصفحة. )
(1) انظر: رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة ص 24.
ثم قال الشيخ عبد العزيز رحمه الله: ( ومن الأدلة على جواز الغيبة لغرض شرعي ما يلي: ...) اهـ فذكر بعض الأدلة وأولها حديثنا الذي نتكلم عنه.
أقول: وكثرٌ من الناس يتوهم أن النهي عن الغيبة على إطلاقه لا تفصيل ولا قيود له! وما مر يوضح بطلان هذا الوهم والحمد لله.

الفائدة الثالثة: عدم وجواز الغيبة لغير غرض شرعي لا يُتَوَصَّلُ إليه إلا بها: وذلك لقوله عليه وآله وصحه الصلاة والسلام وهو يرد على ما اشكل على أم المؤمنين رضي الله عنها: ( يا عائشة متى عَهِدتني فاحشاً؟ ) فهذا يدل على أنه لو كان الحال في كلام الناس في غيرهم على نحو ما فهمته واستشكلته أم المؤمنين من الكلام في الناس دون غرض شرعي لا يُتَوَصَّلُ إليه إلا بها مع إظهار حسنالمعاملة لهم فإنه عند ذلك يكون من الغيبة المحرمة التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام هنا بالفحش بقوله ( متى عهدتني فاحشاً ) أي من فعل ذلك فعل فحشاً وكان فاحشاً فتأمل ذلك وعُضَّ عليهبالنواجذ.

الفائدة الرابعة: ليس كل من تجوز الغيبة فيه ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم في بيان العلة من فعله وقوله: ( إنّ شرّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة مَنْ تركه الناس اتقاء شرّه ) وفي رواية: (اتقاء فُحْشِهِ ) فهذا لا شك أن ضرره عظيم وشره كبير كأن يكون كذاباً أو منافقاً أو نحو ذلك أما من كان ضعيفاً في حفظه أو نحو ذلك من الضعف الذي لا يطعن في عدالة الراوي فيجوز غيبته للغرض الشرعي لبيان ضعفه أما أن يُقال فيه أنه شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة فلا فالوعيد في الحديث منصبٌّ على الكذاب والمتهم بالكذب والمبتدع البدعة المكفِّرة والفاسق والذي كان انخرام مروءته يقدح في عدالته (1) والمنافق والنمام والذي يغتاب الناس ونحوهم أما من عُرِفَ بالعلم والدين والورع وكان فيه ضعفٌ لا يطعن بعدالته كأن يكون في حفظه أو انه يُدلِّس أويُرسِل ونحو ذلك وخلا من ذلكالشر العظيم فلا شك أنه ليس مرادٌ بالحديث كيف ومنهم أئمة شهد لهم العلماء بالخير وهذا كثير في كتب الجرح والتعديل ومن منا معصومٌ لا يخالط المعاصي أحياناً وهي شرور ولكن الجميع - من كان ضعفه لا يطعن بعدالته كأن يكون في حفظه أو انه يُدلِّس أويُرسِل ونحو ذلك كما مر بيانه، ومن كان ضعفه يطعن بعدالته كالمبتدع بدعة مكفَّرة والفاسق والكذاب والمتهم بالكذب والذي كان انخرام مروءته يقدح في عدالته ونحوهم في الناس من المسلمين في زماننا - جاز غيبتهم للتحذير من الشر صغيره وكبيره وكي لا تنتشر الأحاديث الضعيفة بين الناس وكي يُحفظ الصحيح من الحديث عنمخالطة الضعيف والمكذوب فيحذر الناس الباطل ويعتقدوا الحق.
(1) ليس كل من انخرجمت مروءته قُدِحَ في عدالته كما قرر العلماء راجع كتاب الشيخ عبد العزيز ص 116 - 118.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-17-2012, 10:46 PM
abou fatima abou fatima غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 122
افتراضي

جزاك الله خيرى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-18-2012, 01:32 AM
عمر الزهيري عمر الزهيري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 2,455
افتراضي

آمين ولك بمثلٍ
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.