نبع القرآن

[أبو زيد العتيبي]

بسم الله الرحمن الرحيم

نبع القرآن

العلم والإيمان هما مادة ينابيع القرآن
بهما يروي القلب عطشه علما وعملا.

وكل آية من آياته ينابيع علم وإيمان
والسعيد من يحسن ورد قلبه منهله العذب.

وأول التوفيق أن يتأدب القارئ بآداب التلاوة
من طهارة وسواك وحسن مجلس وتخشع.

ثم يحضر قلبه ويلقي سمعه إلى كلماته مشاهدا أنه مخاطب بها ومقصود بهداياتها.

فينزل قلبه منزلة المراقبة مستحضرا عظمة الله الذي يعلمه بآياته يخبره أو يأمره أو ينهاه.

ثم ينزله منزلة التوبة
وحقيقتها تيقن العبد حاجته إلى صلاح قلبه وأن عدمها مفض به إلى هلاكه
وهي أشبه ما تكون بحالة البدن عند جوعه وعطشه
فهو بحاجة إلى طعام وشراب إذا فاته ذلك أوجب موته.

وهذه من مناسبات اقتران الصيام بالقرآن لما بينهما من شبه؛
فيحمل الصيامُ -الذي فيه فقد غذاء البدن- العبدَ
على إدراك حاجة قلبه لغذائه من العلم والإيمان
ويتلمس تلك الحاجة بالمقايسة بينهما
والاعتبار بحالي القلب والبدن كل إلى مادة حياته.

ثم ينزله منزلة المسترشد الذي يطلب صلاحه بعلم نافع وعمل صالح
فيفجر ينابيع الآيات بصدق توكله على الله وطلبه الهداية من آياته
فلا يكاد يقرأ آية إلا ويفيض عليه الرب الكريم بصيرة ورحمة تناسب توبته وصدقه.

فيا عبد الله نقِ مسالك تلك الينابيع إلى قلبك
بحفظ لسانك وسمعك وبصرك عما حرم الله.

فإن اللسان والأذن والعين منافذ العلم والإيمان إلى القلب
فإن طهرها العبد ونقاها نفذت إليه العلوم النافعة المثمرة للأعمال الصالحة.

وإن دنسها بالمعاصي والموبقات انسدت تلك المنافذ
وصار القارئ عند تلاوته "لا يجاوز حناجرهم" عياذا بالله.


اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا


حمد أبو زيد العتيبي
عفا الله عنه


https://t.me/abozydotabi




***