أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
77655 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-13-2012, 02:07 PM
أبو حاتم الجبرتي أبو حاتم الجبرتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 178
افتراضي هذا الحديث فيه طعن لمعاوية رضي الله عنه أرجو التوضيح بارك الله فيكم

عندنا بعض المبتدعة المتأثرين بعدنان إبراهيم الرافضي الجهمي الأشعري ، يستدلون هذا الحديث

ذكر البلاذري في كتابه (أنساب الأشراف)قال:
وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ، وَبَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّازِقِ بْنُ هَمَّامٍ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي . قَالَ : وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي قَدْ وُضِعَ لَهُ وَضُوءٌ ، فَكُنْتُ كَحَابِسِ الْبَوْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِيءَ . قَالَ : فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هُوَ هَذَا " .
رقم الحديث: 1518
انظر هنا
رقم الحديث: 1519
(حديث مرفوع) وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي . قَالَ : وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي يَلْبَسُ ثِيَابَهُ فَخَشِيتُ أَنْ يَطْلُعَ ، فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ " . انظر هنا

ووضعت هذا الموضوع في هذا المنبر لخطورة الأمر

__________________

وَمَنْ يَتَبِعْ جَاهِداً كُلَّ عَثْرَةٍ **** يَجِدْهَا وَلا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرَ صَاحِبُ


وصدق من قال :
يمشونَ في النَّاسِ يَبْغُونَ العُيوبَ لِـمَنْ **** لا عَيْبَ فيه لكَيْ يُسْتَشْرَفَ العطبُ

إن يعلموا الخيرَ يُخْفُوه وإنْ عَلِمُوا **** شرًّا أذاعُوا وإن لم يعلموا غَضِبُو

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-13-2012, 05:29 PM
أبو حاتم الجبرتي أبو حاتم الجبرتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 178
افتراضي

يا أهل الحديث أين أنتم أريد منكم تخريج الحديث

وجاء في ( المنتخب من علل الخلال)
136- وسألت أحمد، عن حديث شريك، عن ليث، عن طاوس، عن عبدالله بن عمرو، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "يطلع عليكم رجل من أهل النار"، فطلع معاوية.
قال: إنما ابن طاوس، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو أو غيره، شك فيه.
قال الخلال: رواه عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، قال: سمعت فرخاش يحدث هذا الحديث عن أبي، عن عبدالله ابن عمرو.


وهنا أحاديث أخرى تشبه تلك ولم يرد فيها ذكر معاوية رضي الله عنه

قال الهيثمي في مجمع الزوائد
431 - وعن عبد الله بن عمرو قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال - ونحن عنده - : " ليدخلن عليكم رجل لعين " فوالله مازلت وجلا أتشوف خارجا وداخلا حتى دخل فلان - يعني الحكم -
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

432 - وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي - أو على غير ملتي -
وكنت تركت أبي في المنزل فخفت أن يكون هو فاطلع رجل غيره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هو هذا "
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه رجلا لم يسم
__________________

وَمَنْ يَتَبِعْ جَاهِداً كُلَّ عَثْرَةٍ **** يَجِدْهَا وَلا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرَ صَاحِبُ


وصدق من قال :
يمشونَ في النَّاسِ يَبْغُونَ العُيوبَ لِـمَنْ **** لا عَيْبَ فيه لكَيْ يُسْتَشْرَفَ العطبُ

إن يعلموا الخيرَ يُخْفُوه وإنْ عَلِمُوا **** شرًّا أذاعُوا وإن لم يعلموا غَضِبُو

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-13-2012, 05:37 PM
خالد سالم خالد سالم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
الدولة: ليبيا
المشاركات: 286
افتراضي

هي شبهة سبق وأن أثارها حسن بن فرحان المالكي...
أما الحديث الأول،"فهو منكر:1_تفرد به البلاذري ولم يوثق.
2‏_عبدالرزاق ثقة إذا روى من كتاب، أما إذا روى من حفظه فيأتي بمناكير"
وهي إجابة مستفادة من إجابة الشيخ عثمان الخميس حفظه الله.
وزد على ذلك: أن كثيرا من العلماء نسب عبدالرزاق إلى التشيع؛ ومعروف عنه أنه يروي فضائل لآل البيت لم يتابعه عليها أحد؛ وكذلك نشره لمثالب غيرهم،
وهذه الرواية لم يذكرها في مصنفه؛ فلعله يراها غير صحيحة.
الخلاصة: هذه الرواية منكرة، والرواية الثانية كذلك ضعيفة.
والله أعلم.
__________________
"ماكان لله دام واتصل ، وماكان لغيره انقطع وانفصل"
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-13-2012, 08:03 PM
ابو ادم ابو ادم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: رام الله -فلسطين
المشاركات: 525
افتراضي

[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 02:22 ص]ـ
ومن الأحاديث التي يحتج بها الروافض الإناث على ثلب معاوية بن أبي سفيان
ما جاء في (أنساب الأشراف) للبلاذري279هـ، جزء5/ 136: حدثنا خلف حدثنا عبد الوارث بن سعيد بن جُمهان عن سفينة مولى أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا فمر أبو سفيان على بعير ومعه معاوية وأخ له أحدهما يقود البعير والآخر يسوقه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله الحامل والمحمول والقائد والسائق).
قلت وهي روايةٌ واهية
عبد الوارث بن سعيد بن جمهان مجهول ولا يعرف له سماع من سفينة ولم أقف له على غير هذه الرواية

والبلاذري في قلبي منه شيء
وسيأتي الكلام عليه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 06:44 ص]ـ
ومما يحتج به القوم
الحديث الذي رواه البلاذري في أنساب الأشراف حدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هو هذا
قلت وهذا السند واهي
فإن عبد الرزاق قد عمي وادخلت عليه أحاديث وقد أنكر العلماء أحاديث رواها في المناقب والمثالب
قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يُسأل عن حديث النار جبار فقال: هذا باطل، ليس من هذا شيء. ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني أحمد بن شبويه. قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي، كان يُلقَّن فلقُِّنه، وليس هو في كتبه، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمي
قلت هذا يعني أن روايته بعدما عمي واهية لاحتمال أن تكون مما أدخل عليه فتنبه
وقال ابن عدي ((وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم، وأما في باب الصدق فإني أرجو أنه لا بأس به، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير))
قلت والمنكر شديد الضعف
قال الذهبي في المغني في الضعفاء ((قلت كان يتشيع وقد قال أحمد إنه عمي في آخر عمره وكان يلقن فيتلقن فسماع من سمع منه بعد العمى لا شيء))
وهذا غاية التحقيق ومعنى لا شيء أي شديدة الضعف لا يعتبر بها ولفظة ((ليس بشيء))
من الجروح الشديدة عن أهل العلم
وقال أبو زرعة: أتينا عبد الرزاق قبل المئتين وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعدما ذهب بصره، فهو ضعيف السماع
قلت والرواة عنه هنا بكر بن الهيثم وهو مجهول
وإسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة إلى أننا لا ندري هل سمع من عبد الرزاق قبل أن يفقد بصره أم بعده
ثم قال البلاذري وحدثني عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبد الله بن عمرو قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع، فطلع معاوية
قلت عبد الله بن صالح كاتب الليث فيه غفلةٌ شديدة فقد كان له جارٌ وضاع يضع في كتابه وهو يحدث بها بسلامة صدر
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه، فقال: كان أول أمره متماسكًا ثم فسد بأخرة، وليس هو بشيء. قال: وسمعت أبي ذكره يومًا فذمَّه وكرهه، وقال: إنه روى عن الليث عن ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث وأنكر أن يكون الليث سمع من ابن أبي ذئب شيئًَا
قال: صالح جزرة كان بن معين يوثقه كان يكذب في الحديث
قلت: لم يكن من أهل الكذب ولكن كان من أهل الغفلة

قال أبو حفص بن شاهين: في كتاب جدي عن ابن رشدين - يعني أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد - قال: سمعت أحمد بن صالح يقول في عبد الله بن صالح: متهم ليس بشيء. وقال فيه قولًا شديدًا
وقال البردعي قلت لأبي زرعة رأيت بمصر أحاديث لعثمان بن صالح عن بن لهيعة يعني منكرة فقال لم يكن عثمان عندي ممن يكذب ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به وبلي به

من ارشيف ملتقى أهل الحديث
__________________
[SIZE="5"]من روائع أقوال العلامة المحدث علي الحلبي :
(( يا إِخواني! إذا دَخَلْنا في العِلمِ؛ فَلْنَعرِف أدَبَ العِلم، وأدبَ أهلِ العِلمِ، وأخلاقَ أهلِ العِلم؛ حتى نَكونَ على سَوِيَّةٍ مِن أمرِنا، وعَلى بيِّنةٍ مِن شأنِنا.
أمَّا أنْ نأخُذَ مِن هُنا شيئًا، ومِن هُنا شيئًا، ومِن هُنا شيئًا، ثم نظنُّ أنَّنا أصبَحنا طَلبةَ عِلمٍ -دُونَما أدَبٍ، ودونَما التَّخلُّقِ بِأخلاقِ أهلِ العِلمِ-؛ فَلا و(ألفُ) لا )).

[من "اللقاء الرابع" في غرفة القرآن الكريم، الدقيقة: (47:45)].[/SIZE]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-16-2014, 07:43 PM
أبو حاتم الجبرتي أبو حاتم الجبرتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 178
افتراضي

وهذا رد قوي على هذه الفرية
__________________

وَمَنْ يَتَبِعْ جَاهِداً كُلَّ عَثْرَةٍ **** يَجِدْهَا وَلا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرَ صَاحِبُ


وصدق من قال :
يمشونَ في النَّاسِ يَبْغُونَ العُيوبَ لِـمَنْ **** لا عَيْبَ فيه لكَيْ يُسْتَشْرَفَ العطبُ

إن يعلموا الخيرَ يُخْفُوه وإنْ عَلِمُوا **** شرًّا أذاعُوا وإن لم يعلموا غَضِبُو

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-17-2014, 05:06 AM
عبد الرحمن عقيب الجزائري عبد الرحمن عقيب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 759
افتراضي

أثار بعض الشبهات عندنا رجل اسمه عبد القادر أبركان إمام مسجد بلال وسط مدينة جيجل
البلاذري صاحب الأنساب مجهول لم يوثقه معتبر ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا
قال يقوت في معجم الأدباء : في ترجمة أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري
وكان أحمد بن يحيى بن جابر عالما فاضلا شاعرا راوية نسابة متقنا، وكان مع ذلك كثير الهجاء بذيء اللسان آخذا لأعراض الناس، وتناول وهب بن سليمان بن وهب لما ضرط فمزّقه كلّ ممزّق، فمن قوله فيه، وكانت الضرطة بحضرة عبيد الله بن يحيى بن خاقان:
أيا ضرطة حسبت رعده ... تنوّق في سلّها جهده
تقدّم وهب بها سابقا ... وصلّى أخو صاعد بعده
لقد هتك الله ستريهما ... كذا كلّ من يطعم الفهده «5»
وقال أحمد بن يحيى بن جابر يهجو عافية بن شبيب:
من رآه فقد رأى ... عربيا مدلّسا
ليس يدري جليسه ... أفسا أم تنفّسا
وذكر الشيخ بوخبزة المغربي أن كتاب الأنساب للبلاذري أول من طبعه يهودي في القدس
هذا إن كانت نسخ الكتاب محفوظة لم يدس فيها شيء
تنبيه وصف الذهبي له بالحافظ لا يفيد شيئا كما هو معروف للمبتدئين في هذا الشأن ثم من عادة الذهبي ان يذكر بعض الضعفاء والمدلسين بالحافظ والمسند الخ كما أفاده الشيخ المحدث أبو الحسن المأربي في تعليقه على تهذيب التهذيب
هذا وفي تاريخ الاسلام نقل ترجمة ابن عساكر له ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا أنا بحثت قديما الموضوع وسأنقل ما أتذكره في هذه العجالة
لسيما عند التفرّد وأي تفرد بما يستنكر
أما حديث عبد الرزاق فمع ما قيل في عبد الرزاق فالمحفوظ فيه من حديث فرخاش عن طاووس عن عبد الله بن عمرو فالتبعة فيه على فرخاش هذا
قَال الْخَلالُ: رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْت فَرْخَاشَ يُحَدِّثُ هَذَا الحديث عن أبي، عن عبد الله ابن عَمْرٍو. المنتخب من علل الخلال
وعثمان بن خاش أو عثمان فرخاش من أصحاب عمرو بن عبيد المعتزلي كما في لسان الميزان
(ز): عثمان بن خاش [أو عثمان فرخاش]
بصري.
ذاكر عَمْرو بن عُبَيد في مسألة من الاعتزال فجره عَمْرو إلى بدعته فوافقه.
قال النسائي في الكنى: أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن معاذ قال: كنت جالسا عند عَمْرو بن عُبَيد فأتاه رجل يقال له: عثمان بن خاش وهو ابن أخي الشمري فقال: يا أبا عثمان سمعت اليوم والله بالكفر قال: لا تعجل بالكفر , ما سمعت؟ قال: سمعت هاشما الأوقص يقول: إن {تبت يدا أبي لهب} وقوله: {ذرني ومن خلقت وحيدا} ... القصة الآتية في ترجمة هاشم الأوقص [8216].
وذكره العقيلي في أثناء ترجمة عَمْرو بن عُبَيد وساق القصة من طريق معاذ بن معاذ بنحوه لكنني رأيته في نسخة قديمة من ضعفاء العقيلي: عثمان فرخاش فما أدري تصحفت (بن) فصارت (فر) أو بالعكس.
وقد رويت احاديث ضعيفة تدل على أن معاوية من أهل الجنة بنفس السياق منها كما في العلل المتناهية : عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"الآنَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ".
ثم ذكر له طرقا أخرى ثم قال
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَذَلِكَ مُحَالٌ أَيْضًا.
هذا وبين يدي البحث أذكر بهذه القصة وهو أنه زعم مبغض للصحابي الجليل معاوية أن الحديث الموضوع إذا رايتم معاوية على المنبر فاقتلوه صح مرسلا عن الحسن عند البلاذري والمرسل حجة وقد كنت بينت له جهالة البلاذري
فقلت له قد صح عن مرسلا عن التابعي الجليل شريح بن عبيد الحضرمي في فضل معاوية عن شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ، وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ» . فبهت الرجل
قال الشيخ الألباني : وأما مرسل شُريح بن عُبيد، فقال أحمد في "الفضائل " (1749) : ثنا
أبو المغيرة قال: ثنا صفوان قال: حدثني شريح بن عبيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا لمعاوية بن أبي سفيان: "اللهم ... " الحديث بلفظ الترجمة.
قلت: وهذا إسناد شامي مرسل صحيح، رجاله ثقات، وشريح بن عبيد:
هو الحضرمي الحمصي تابعي ثقة، روى عن جمع من الصحابة، وأرسل عن آخرين.
ومن أقوى الطرق الصحيحة في فضل معاوية طريق أبي مسهر، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة- وكان من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم-أن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لمعاوية: "اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب". ووصفه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 3/ 124 بأنه شاهد قوي لحديث العرباض بن سارية
ورجاله ثقات وهذا كلام قوي جدا للشيخ الألباني للمتخصصين يدلّ على قوته الحديثية فهو في غاية النفاسة قال بعضهم في طريق أبي مسهر ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن عبد العزيز قد اختلط
وقد أعل حديث الترجمة- من رواية ابن أبي عميرة- المعلق على "الإحسان " (16/193) بقوله:
"ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن عبد العزيز قد اختلط "!
وقد غفل- كما هو شأن كل كاتب- أو تغافل عن كون الراوي لهذا الحديث
عن سعيد إنما هو أبو مُسهِرٍ- واسمه عبد الأعلى بن مسهر-، وأنه هو الذي رماه بالاختلاط، وأنه يستبعد منه- لفضله- أن يحدِّث عنه فيما سمعه منه في حال اختلاطه، كما كنت ذكرت ذلك فيما تقدم.
وأضيف الآن فأقول: ( وهذا هو الشاهد من كلامي )
وإن مما يؤيد ذلك: أن الإمام مسلماً قد احتج في "صحيحه " برواية أبي مسهر
عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، كما في "تهذيب المزي "، وما أجد لهذا وجهاً إلا ما تقدم، أو أن اختلاطه كان ضيِّقاً لا يضر، وهو الذي يكني عنه بعضهم بأنه: "تغير"؛ وهو ما وصفه به الحافظ حمزة الكناني، وهذا الوصف هو الذي يلتقي مع إطلاقاتِ أئمة الجرح الثناء عليه، كقول أحمد:
"ليس بالشام رجل أصح حديثاً منه ".
وقول ابن معين فيه:
"حجة". ونحوه كثير.
ولعل قول الحافظ الذهبي في "السير" (3/124) عقب حديث العرباض:
"وللحديث شاهد قوي ".
أقول: لعل هذا القول منه هو ما ذكرته.
والله أعلم انتهى المقصود
وقال أيضا في موضع آخر : وأقول: رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، فكان حقه أن يصحح، فلعل الترمذي اقتصر
على تحسينه لأن سعيد بن عبد العزيز كان قد اختلط قبل موته، كما قال أبو مسهر
وابن معين، لكن الظاهر أن هذا الحديث تلقاه عنه أبو مسهر قبل اختلاطه، وإلا
لم يروه عنه لو سمعه في حالة اختلاطه، لاسيما وقد قال أبو حاتم: " كان أبو
مسهر يقدم سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعي ".
قلت: أفتراه يقدمه على الإمام الأوزاعي وهو يروي عنه في اختلاطه؟ ! . وقد
تابعه جمع: 1 - رواه ابن محمد الدمشقي ...... - الوليد بن مسلم مقرونا بمحمد بن مروان - ولعله مروان بن محمد ..... 3 - عمر بن عبد الواحد عن سعيد بن عبد العزيز به مسلسلا. أخرجه ابن عساكر.
4 - محمد بن سليمان الحراني: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز به مصرحا بسماع عبد
الرحمن بن أبي عميرة إياه من النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن عساكر.
قلت: فهذه خمسة طرق عن سعيد بن عبد العزيز، وكلهم من ثقات الشاميين، ويبعد
عادة أن يكونوا جميعا سمعوه منه بعد الاختلاط، وكأنه لذلك لم يعله الحافظ
بالاختلاط، فقد قال في ترجمة ابن أبي عميرة من " الإصابة ": " ليس للحديث علة
إلا الاضطراب، فإن رواته ثقات، فقد رواه الوليد ابن مسلم وعمر بن عبد الواحد
عن سعيد بن عبد العزيز مخالفا أبا مسهر في شيخه، قالا: عن سعيد عن يونس بن
ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة أخرجه ابن شاهين من طريق محمود بن خالد عنهما
، وكذا أخرجه ابن قانع من طريق زيد بن أبي الزرقاء عن الوليد بن مسلم ".
قلت: رواية الوليد هذه أخرجها ابن عساكر أيضا من طريق أخرى عنه، لكن قد تقدمت
الرواية عنه وعن عمر بن عبد الواحد على وفق رواية أبي مسهر، فهي أرجح من
روايتهما المخالفة لروايته، لاسيما وقد تابعه عليها مروان بن محمد الدمشقي
ومحمد بن سليمان الحراني كما تقدم، ولذلك قال الحافظ ابن عساكر: " وقول
الجماعة هو الصواب ". وإذا كان الأمر كذلك، فالاضطراب الذي ادعاه الحافظ ابن
حجر إن سلم به، فليس من النوع الذي يضعف الحديث به، لأن وجوه الاضطراب ليست
متساوية القوة، كما يعلم ذلك الخبير بعلم مصطلح الحديث. وبالجملة، فاختلاط
سعيد بن عبد العزيز لا يخدج أيضا في صحة الحديث. وأما قول ابن عبد البر في
الحديث ورواية ابن أبي عميرة: " لا تصح صحبته، ولا يثبت إسناد حديثه ".
فهو وإن أقره الحافظ عليه في " التهذيب " فقد رده في " الإصابة " أحسن الرد
متعجبا منه، فقد ساق له في ترجمته عدة أحاديث مصرحا فيها بالسماع من النبي صلى
الله عليه وسلم، ثم قال: " وهذه الأحاديث، وإن كان لا يخلوا إسناد منها من
مقال، فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة، فعجب من قول ابن عبد البر (فذكره)
، وتعقبه ابن فتحون وقال: لا أدري ما هذا؟ فقد رواه مروان بن محمد الطاطري
وأبو مسهر، كلاهما عن ربيعة بن يزيد أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ". (قال الحافظ) : " وفات ابن فتحون
أن يقول: هب أن هذا الحديث الذي أشار إليه ابن عبد البر ظهرت له فيه علة
الانقطاع، فما يصنع في بقية الأحاديث المصرحة بسماعه من النبي صلى الله عليه
وسلم؟ ! فما الذي يصحح الصحبة زائدا على هذا، مع أنه ليس للحديث الأول علة
إلا الاضطراب ... " إلخ كلامه المتقدم.
قلت: فلا جرم أن جزم بصحبته أبو حاتم وابن السكن، وذكره البخاري وابن سعد
وابن البرقي وابن حبان وعبد الصمد بن سعيد في " الصحابة " وأبو الحسن بن
سميع في الطبقة الأولى من " الصحابة " الذين نزلوا حمص، كما في " الإصابة "
لابن حجر، فالعجب منه كيف لم يذكر هذه الأقوال أو بعضها على الأقل في
" التهذيب " وهو الأرجح، وذكر فيه قول ابن عبد البر المتقدم وهو المرجوح!
وهذا مما يرشد الباحث إلى أن مجال الاستدراك عليه وعلى غيره من العلماء مفتوح
على قاعدة: كم ترك الأول للآخر! . يتبع ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-17-2014, 05:32 AM
عبد الرحمن عقيب الجزائري عبد الرحمن عقيب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 759
افتراضي

قال البخاري في صحيحه - بابُ ذِكْرِ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ رضيَ اللهُ عنه
1602 - عن ابنِ أبي مُلَيْكَةَ قالَ: أوتَرَ معاويةُ بعدَ العشاءِ بركعةٍ، وعنده موليً لابنِ عباسٍ، فأتى ابنَ عباسٍ؟ فقالَ: دَعْهُ؛ فإنَّهُ قد صَحِبَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.
(وفي روايه عنه: قيلَ لابنِ عباسٍ: هل لكَ في أميرِ المؤمنينَ معاويةَ؛ فإنَّه ما أوتَرَ إلا بواحدَةً؟ قالَ: إنَّه فَقِيهٌ).
تنبيه : روي عن إسحاق بن راهويه أنه قال لم يثبت في فضل معاوية شيء وقد ضعف هذه الرواية عن اسحاق الشيخ العبّاد بوالد أبي العباس الأصم مجهول الحال ترجمه في تاريخ بغداد ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وهذا كلام جيد لبعض طلبة العلم في بيان ضعفها : وعلى هذه العبارة اتكأ غالبُ مَن ردَّ ما ثبت من أحاديث في فضل معاوية رضي الله عنه، وهي عبارةٌ لم تثبت عن الإمام إسحاق؛ المعروف بابن راهُوْيَه، فالراوي عنه: يعقوب بن الفضل ترجمتُه عزيزةٌ جدا، إذ لم يَذكُرْه ابنُ أبي حاتم ولا ابن حِبّان مع استيعابهما، إنما ذكره الخطيب في تاريخه (14/286) باقتضاب شديد، وترجمه الذهبي في السير (15/453) وتاريخ الإسلام (وفيات 277 ص496)، ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا.
وقال الحافظ ابن عساكر بعد روايته له معقّبا: "وأصحُّ ما رُوي في فضل معاوية حديثُ أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ [صلى الله عليه وسلم]، فقد أخرجه مسلم في صحيحه، وبعدَه حديثُ العِرباض: اللهم علّمه الكتاب، وبعده حديث ابن أبي عَمِيرة: اللهم اجعله هاديا مهديّا".
فهذا ردٌ منه على الكلام المنسوب لإسحاق، ورأيتُ ابنَ حَجَر الهيتَمي يُشكك في ثبوت التضعيف عن إسحاق، كما في تطهير الجَنان له (ص12)

فإذن : يعقوب بن يوسف بن معقل أبو الفضل النيسابوري – والد الأصم – مجهول الحال ، فقد ترجمة الخطيب في تاريخه (14/286) فما زاد على قوله : قدم بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهوية ، روى عنه محمد بن مخلد .

ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وله ذكر في ترجمة ابنه من السير (15/453) ولم يذكر فيه الذهبي أيضاً جرحاً ولا تعديلاً ، وذكر في الرواة عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ولم أجده في الجرح والتعديل ، ولا في الثقات لابن حبان . و بهذا فإن هذا القول ضعيف لم يثبت عن إسحاق بن راهوية رحمه الله .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-17-2014, 05:34 AM
عبد الرحمن عقيب الجزائري عبد الرحمن عقيب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 759
افتراضي

قال الاخ الالفي
ثبت في الحديث الصحيح أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَر معاويةَ رضي الله عنه، فقال: "اللهم اجْعَلْه هادياً مَهْدياً، واهْدِ به".........
قال الترمذي بعد إخراجه الوجهَ المحفوظ: "حديث حسن غريب".
وقال الجورقاني: "هذا حديث حسن".
وقال الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (رقم 225) -بعد أن بيّن وهم ابن الجوزي في إعلاله الحديث براويَين ثقتين حَسبَهُما ضعيفين لتشابه الاسم: "وهذا سند قوي".

وقال ابن كثير في تاريخه (11/408 ط. التركي): "قال ابن عساكر: وقول الجماعة هو الصواب.
وقد اعتنى ابنُ عساكر بهذا الحديث، وأطنبَ فيه وأطيبَ وأطرب، وأفاد وأجاد، وأحسن الانتقاد، فرحمه الله، كم من موطن قد برَّز فيه على غيره من الحفاظ والنقاد".
وقال ابن كثير بعد ذلك (11/409-410): "ثم ساق ابنُ عساكر أحاديث كثيرة موضوعة بلا شك في فضل معاوية، أضربنا عنها صفحا، واكتفينا بما أوردناه من الأحاديث الصحاح والحسان والمستجادات، عما سواها من الموضوعات والمنكرات.


قال ابن عساكر: وأصح ما رُوي في فضل معاوية حديث أبي حمزة عن ابن عباس أنه كاتِبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه، وبعده حديث العرباض: اللهم علمه الكتاب، وبعد حديث ابن أبي عَميرة: اللهم اجعله هاديا مهديا".


انتهى كلام ابن كثير بطوله، وكلامُ ابن عساكر هو في تاريخه (59/106)، قاله عقب إيراده ما رُوي عن ابن راهويه أنه لا يصح حديث في فضل معاوية، فهو تعقب منه لهذا الكلام الذي لم يثبت عن إسحاق أصلا كما بيّنتُ قبل.


وقد نقل كلام ابن عساكر في التصحيح مُقرّا: الفتني في التذكرة (ص100)
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (2/626): "إن الحديث حسن".
وقال الآلوسي في صب العذاب (ص427): "إن لهذا الحديث شواهد كثيرة تؤكد صحته".

وأورده الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (4/615 رقم 1969)، وقال: "رجاله ثقات رجال مسلم، فكان حقه أن يُصحح". وقال بعد أن توسع فيه (4/61: "وبالجملة فالحديث صحيح، وهذه الطرق تزيدُه قوة على قوة
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-19-2014, 05:56 AM
عبد الرحمن عقيب الجزائري عبد الرحمن عقيب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 759
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الخالدي مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا يا اخانا عبدالرحمن
وإياك ، بارك الله فيكم ونفع بكم
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-06-2017, 07:32 PM
عبد الرحمن عقيب الجزائري عبد الرحمن عقيب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 759
افتراضي

أجاد ابن خلدون رحمه الله في تعليل الحادثة التاريخية المعروفة فيما يتعلق بالعهد ليزيد بالملك
وأسباب ذلك وأظن أن المعنى الذى ذكره ابن خلدون سبقه اليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

يقول ابن خلدون في فصل ولاية العهد : - وإن كان لا يظنّ بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك وحضور أكابر الصّحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء الرّيب فيه فليسوا ممّن يأخذهم في الحقّ هوادة وليس معاوية ممّن تأخذه العزّة في قبول الحقّ فإنّهم كلّهم أجلّ من ذلك وعدالتهم مانعة منه
وسيأتي نقل الفصل كاملا مع ما عُرف من فصاحة وبلاغة ابن خلدون وأنه أحد كبار كتاب العربية في التاريخ الاسلامي كما يقول الأديب علي الطنطاوي رحمه الله

الفصل الثلاثون في ولاية العهد
اعلم أنّا قدّمنا الكلام في الإمامة ومشروعيّتها لما فيها من المصلحة وأنّ حقيقتها للنّظر في مصالح الأمّة لدينهم ودنياهم فهو وليّهم والأمين عليهم ينظر لهم ذلك في حياته ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعد مماته ويقيم لهم من يتولّى أمورهم كما كان هو يتولّاها ويثقون بنظره لهم في ذلك كما وثقوا به فيما قبل وقد عرف ذلك من الشّرع بإجماع الأمّة على جوازه وانعقاده إذ وقع بعهد أبي بكر رضي الله عنه لعمر بمحضر من الصّحابة وأجازوه وأوجبوا على أنفسهم به طاعة عمر رضي الله عنه وعنهم وكذلك عهد عمر في الشّورى إلى السّتّة بقيّة العشرة وجعل لهم أن يختاروا للمسلمين ففوّض بعضهم إلى بعض حتّى أفضى ذلك إلى عبد الرّحمن بن عوف فاجتهد وناظر المسلمين فوجدهم متّفقين على عثمان وعلى عليّ فآثر عثمان بالبيعة على ذلك لموافقته إيّاه على لزوم الاقتداء بالشّيخين في كلّ ما يعنّ دون اجتهاده فانعقد أمر عثمان لذلك وأوجبوا طاعته والملأ من الصّحابة حاضرون للأولى والثّانية ولم ينكره أحد منهم فدلّ على أنّهم متّفقون على صحّة هذا العهد عارفون بمشروعيّته.
والإجماع حجّة كما عرف ولا يتّهم الإمام في هذا الأمر وإن عهد إلى أبيه أو ابنه لأنّه مأمون على النّظر لهم في حياته فأولى أن لا يحتمل فيها تبعة بعد مماته خلافا لمن قال باتهامه في الولد والوالد أو لمن خصّص التّهمة بالولد دون الوالد فإنّه بعيد عن الظنّة في ذلك كلّه لا سيّما إذا كانت هناك داعية تدعو إليه من إيثار مصلحة أو توقّع مفسدة فتنتفي الظنّة في ذلك رأسا كما وقع في عهد معاوية لابنه يزيد وإن كان فعل معاوية مع وفاق النّاس له حجّة في الباب والّذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه إنّما هو مراعاة المصلحة في اجتماع النّاس واتّفاق أهوائهم باتّفاق أهل الحلّ والعقد عليه حينئذ من بني أميّة إذ بنو أميّة يومئذ لا يرضون سواهم وهم عصابة قريش وأهل الملّة أجمع وأهل الغلب منهم فآثره بذلك دون غيره ممّن يظنّ أنّه أولى بها وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصا على الاتّفاق واجتماع الأهواء الّذي شأنه أهمّ عند الشّارع.
وإن كان لا يظنّ بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك وحضور أكابر الصّحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء الرّيب فيه فليسوا ممّن يأخذهم في الحقّ هوادة وليس معاوية ممّن تأخذه العزّة في قبول الحقّ فإنّهم كلّهم أجلّ من ذلك وعدالتهم مانعة منه وفرار عبد الله بن عمر من ذلك إنّما هو محمول على تورّعه من الدّخول في شيء من الأمور مباحا كان أو محظورا كما هو معروف عنه ولم يبق في المخالفة لهذا العهد الّذي اتّفق عليه الجمهور إلّا ابن الزّبير وندور المخالف معروف ثمّ إنّه وقع مثل ذلك من بعد معاوية من الخلفاء الّذين كانوا يتحرّون الحقّ ويعملون به مثل عبد الملك وسليمان من بني أميّة والسّفّاح والمنصور والمهديّ والرّشيد من بني العبّاس وأمثالهم ممّن عرفت عدالتهم وحسن رأيهم للمسلمين والنّظر لهم ولا يعاب عليهم إيثار أبنائهم وإخوانهم وخروجهم عن سنن الخلفاء الأربعة في ذلك فشأنهم غير شأن أولئك الخلفاء فإنّهم كانوا على حين لم تحدث طبيعة الملك وكان الوازع دينيّا فعند كلّ أحد وازع من نفسه فعهدوا إلى من يرتضيه الدّين فقط وآثروه على غيره ووكلوا كلّ من يسمو إلى ذلك إلى وازعه.
وأمّا من بعدهم من لدن معاوية فكانت العصبيّة قد أشرفت على غايتها من الملك والوازع الدّينيّ قد ضعف واحتيج إلى الوازع السّلطانيّ والعصبانيّ فلو عهد إلى غير من ترتضيه العصبيّة لردّت ذلك العهد وانتفض أمره سريعا وصارت الجماعة إلى الفرقة والاختلاف.
سأل رجل عليّا رضي الله عنه: «ما بال المسلمين اختلفوا عليك ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر؟» فقال: «لأنّ أبا بكر وعمر كانا واليين على مثلي وأنا اليوم وال على مثلك» يشير إلى وازع الدّين أفلا ترى إلى المأمون لمّا عهد إلى عليّ بن موسى بن جعفر الصّادق وسمّاه الرّضا كيف أنكرت العبّاسيّة ذلك ونقضوا بيعته وبايعوا لعمّه إبراهيم بن المهديّ وظهر من الهرج والخلاف وانقطاع السّبل وتعدّد الثّوّار والخوارج ما كاد أن يصطلم الأمر حتّى بادر المأمون من خراسان إلى بغداد وردّ أمرهم لمعاهده فلا بدّ من اعتبار ذلك في العهد فالعصور تختلف باختلاف ما يحدث فيها من الأمور والقبائل والعصبيّات وتختلف باختلاف المصالح ولكلّ واحد منها حكم يخصّه لطفا من الله بعباده وأمّا أن يكون القصد بالعهد حفظ التّراث على الأبناء فليس من المقاصد الدّينيّة إذ هو أمر من الله يخصّ به من يشاء من عباده ينبغي أن تحسّن فيه النيّة ما أمكن خوفا من العبث بالمناصب الدّينيّة والملك للَّه يؤتيه من يشاء،
وعرض هنا أمور تدعو الضّرورة إلى بيان الحقّ فيها.
فالأول منها ما حدث في يزيد من الفسق أيّام خلافته
فإيّاك أن تظنّ بمعاوية رضي الله عنه أنّه علم ذلك من يزيد فإنّه أعدل من ذلك وأفضل بل كان يعذله أيّام حياته في سماع الغناء وينهاه عنه وهو أقلّ من ذلك وكانت مذاهبهم فيه مختلفة ولمّا حدث في يزيد ما حدث من الفسق اختلف الصّحابة حينئذ في شأنه فمنهم من رأى الخروج عليه ونقض بيعته من أجل ذلك كما فعل الحسين وعبد الله بن الزّبير رضي الله عنهما ومن اتّبعهما في ذلك ومنهم من أباه لما فيه من إثارة الفتنة وكثرة القتل مع العجز عن الوفاء به لأنّ شوكة يزيد يومئذ هي
عصابة بني أميّة وجمهور أهل الحلّ والعقد من قريش وتستتبع عصبيّة مضر أجمع وهي أعظم من كلّ شوكة ولا تطاق مقاومتهم فأقصروا عن يزيد بسبب ذلك وأقاموا على الدّعاء بهدايته والرّاحة منه وهذا كان شأن جمهور المسلمين والكلّ مجتهدون ولا ينكر على أحد من الفريقين فمقاصدهم في البرّ وتحرّي الحقّ معروفة وفّقنا الله للاقتداء بهم
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.