[ وأيُّ دَاءٍ أدْوأُ مِــــنْ البُـــخْـلِ ؟ ]

[أبو الأزهر السلفي]

[ و أيُّ دَاءٍ أدْوأُ مِــــنْ البُـــخْـلِ ؟ ]

بقلم الفاضل عمر أحمد محجوب الكنزي -حفظه الله-

(*) أكْـــرَهُ البُــخْـلَ ..
و أمْـقــتُ مُصــاحبَـةَ البُــخلاءِ ..
و إنْ كــانَ ( ابنَ تيميــةَ ) عصــرِهِ !! ..

و إنَّ الرجــلَ يكــونُ قــد حــوى عِلمــاً ..

فاستطــيـلَ صُحْبتَــهُ ، و أملَّهــا .. ممــا أرى مِــنْ بُخْلِــهِ !!
.... .....

ومــالـيَّ لا أمْــقــتُ مـا استـْعاذَ رســولُ اللهِ (صـلى اللهُ عليه وآلِـهِ وسلَّـمَ) مِنـهُ ؟؟

فـي "الصحيحين" من حديثِ أنــسٍ (رضي اللهُ عنه) مـرفـوعاً :
( اللهُــمَّ ! إنَّـي أعُــوذُ بِـكَ مِنْ العجْــزِ و الكَسَــلِ ، و الجُبْـنِ و البُخْـلِ )

وقــد ورَدتْ الاستــعاذةُ مِنــه ؛ في غيــرِ ما حديثٍ ..
....... .......

وقــد أبــاهُ اللهُ لنبيــه (صلى الله عليه وآله وسلم) ..

( إنَّ أحدَكُــم لَيَخْــرُجُ مِنْ عِنـدي بحـاجتِهِ مُتأبِّطَها .. وما هي إلَّا النَّار
قالَ عُمــرُ : قلتُ يارسولَ اللهِ .. لم تُعْطِهِــمْ ؟ قالَ :
( يأبَــون إلَّا أنْ يسألوني .. ويأبى اللهُ لي البُــخْــلَ )
أخرجَهُ أحمدُ ، وابنُ حبـان واللفظُ له ، وصححَهُ الألبـانيُّ .

..... .......

(*) والبخيـــــلُ لا يكــونُ سيّـــداً ..

في "الأدبِ المُفــردِ" للبخــاري :
( عن جابرٍ قالَ : قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) :
" مَنْ سيدُكم يا بني سلِمـةَ ؟ "
قُلنـا : جَدُّ بنُ قيــسٍ ، على أنــَّا نُبَخِـلُهُ.
قال : " وأيُّ داءٍ أدْوى مِن البُخـلِ ؟..
بلْ سيدُكم عمرو بنُ الجَّمــوح " . وكان عمرو على أصنامِهم في الجاهليةِ ، وكان يُولِمُ عن رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) إذا تزوج.)

قالَ ابنُ عبـدِ البــرِ في "الاستذكــارِ" :
( وأمَّا قوله "إن المؤمن قد يكون بخيلا وقد يكون جباناً" ..
فهذا معلومٌ بالمُشاهـدةِ ، معروفٌ بالأخبارِ والمُعاينةِ ..
ولكن .. ليس البخلُ ولا الجُبْنُ من صفاتِ الأنبياءِ ، ولا الجِلَّـةِ من الفُضــلاءِ ..
لأنَّ الكرمَ والسخاءَ ؛ من رفيعِ الخصالِ ..
وكذلك النجدةَ والشجاعةَ وقوةَ النفسِ على المُدافعةِ ، إذا كان ذلك في الحقِّ .. ألا ترى إلى قول النبي يومَ حُنين : ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ؟ )