أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
99351 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > ركن الإمام المحدث الألباني -رحمه الله- > الدفاع والذب عن الإمام الألباني -رحمه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2012, 07:13 AM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي محدثٌ وليس فقيهًا

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا ًعبده ورسوله .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ . [ سورة آل عمران : آية 102 ] .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ . [سورة النساء :آية 1] .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ . [ سورة الأحزاب :الآيتان 70-71 ] .
أما بعد:
فإن أحسنَ الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد (صلى الله عليه وسلم )، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .[1]
وبعد:
ولما كنا ننافح وندافع عن المحدث العلامة الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ من أعداء السنة، وكنا سداً منيعاً ـ بفضل الله تعالى ـ في وجه تلك الدعوات التي تنال من عِلمِه وشخصه، فلما وجدوا صلابة من السلفيين في ذلك، قاموا ـ أي أعداء السنة ـ بأسلوب آخر لا يقِل خبثاً عن أساليبهم الماضية بأن أشاعوا وأذاعوا بأن الألباني ( هكذا من غير ألفاظ توقير واحترام ) محدث لكنه ليس بفقيه! ومثلهم بهذا القول، كمثل الذي يدس السم في العسل، وأرادوا بهذا إطراءً من جهة وتنقيص من جهة أخرى في حقه رحمه الله تعالى، حيث أنهم يدندنون حول فقه الواقع الذي يعيشونه، وأنه ـ أي الألباني ـ جاهل به وهذا يتحتم علينا أن نرجع في مدلهمات الأمور إلى غيره ! ( هكذا قالوا ) ولكن أنّى لهم ذلك .
فأردت أن ألقم هؤلاء حجراً ؟ ومن خلال نسخة من كتاب حصلت عليها وأضفتها إلى مكتبتي سنة 1427 هـ / هو ( نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد ) وهو من تأليف عبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن أبي ربيع / طبع مكتبة المعارف / الرياض / الطبعة الأولى 1420 هـ ، وبهذا يكون للمؤلف شكراً وثناءً على ما قام به من جهد ٍ ووقت كي يبرز هذا المؤلَف بأفضل حُلة .
ووفاءً وامتناناً إلى شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ الذي أفنى أكثر عمره من أجل أن يوصل لنا مشروعه الكبير ( تقريب السنة بين يدي الأمة) وإن لم يكمله لكن لم يبق منه إلا القليل فرحمه الله رحمة واسعة .
فيكون عملي في هذا الجهد المقل هو مايلي :
فضح أولئك الشرذمة بأن نذكر الفوائد الفقهية والحديثية من السلسلتين الصحيحة والضعيفة ، وحرصاً مني أن يشاركني أخواني من السلفيين لهذه الفوائد، فربما لم يكن عند أكثرهم هذا الكتاب. وكذلك إلى غير السلفيين كي نبصرهم مما كان يفعله أعداء السنة، لأننا دعاة إلى منهج الحق منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
وسأتقيد بطريقة المؤلف من نقل النصوص وغيرها، وقد قسمه مؤلفه إلى كتب وأبواب. وسأجعله حلقات إن يسّر الله لي ذلك، وإن لم يكن مانع عند مشرفي منتديات كل السلفيين.
هذا والله أعلم وأعز وأكرم وصلى الله على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[1]- هذه خطبة الحاجة التي كان يعلمها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أصحابه، وللإمام الألباني (رحمه الله) رسالة صغيرة في حجمها،كبيرة في مضمونها يذكر فيها طرق الحديث والروايات فلتراجع .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-12-2012, 02:41 PM
رأفت صالح رأفت صالح غير متواجد حالياً
توفي-رحمه الله-.
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,378
Thumbs up

بارك الله فيك أخي علي السحابي ووفقك لما يحب ويرضى إسمح لي بعد إذنك - وقبل أن تبدأ - أن ألقم هؤلاء الطاعنين بالإمام الألباني بعض الحجارة في أفواههم وهي : تزكية كبار العلماء للامام الالباني رحمه الله تعالى
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-

ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.

العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.

العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-

يقول الشيخ عبد العزيز الهده:

"ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له"

فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله-


لقد كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم في خدمة السنة و التأليف فيها و الدعوة إلى الله عز و جل و نصرة العقيدة السلفية و محاربة البدعة، و الذب عن سنة الرسول- صلى الله عليه و سلم- و هو من العلماء المتميزين، و قد شهد تميزه الخاصة و العامة. و لاشك أن فقد مثل هذا العالم من المصائب الكبار التي تحل بالمسلمين. فجزاه الله خيراً على ما قدم من جهود عظيمة خير الجزاء و أسكنه فسيح جناته.

الشيخ عبد الله العبيلان -حفظه الله-

أعزي نفسي و إخواني المسلمين في جميع أقطار الأرض بوفاة الإمام العلامة المحقق الزاهد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، و في الحقيقة الكلمات تعجز أن تتحدث عن الرجل، ولو لم يكن من مناقبه إلا أنه نشأ في بيئة لا تعد بيئة سلفية، و مع ذلك صار من أكبر الدعاة إلى الدعوة السلفية و العمل بالسنة و التحذير من البدع لكان كافياً، حتى أن شيخنا عبد الله الدويش و الذي يعد من الحفاظ النادرين في هذا العصر و قد توفي في سن مبكرة، يقول رحمه الله : منذ قرون ما رأينا مثل الشيخ ناصر كثرة إنتاج وجودة في التحقيق، ومن بعد السيوطي إلى وقتنا هذا لم يأت من حقق علم الحديث بهذه الكثرة و الدقة مثل الشيخ ناصر.

سماحة المفتي الأسبق للمملكة العربية السعودية العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله-


قال عن فضيلة الشيخ الألباني -رحمه الله-: و هو صاحب سنّة و نصرة للحق و مصادمة لأهل الباطل.

العلامة الشيخ زيد بن فياض -رحمه الله-


فإن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من الأعلام البارزين في هذا العصر، و قد عني بالحديث و طرقه ورجاله و درجته من الصحة أو عدمها، و هذا عمل جليل من خير ما انفقت فيه الساعات و بذلت فيه المجهودات، و هو كغيره من العلماء الذين يصيبون و يخطئون، و لكن انصرافه إلى هذا العلم العظيم مما ينبغي أن يعرف له به الفضل، و أن يشكر على اهتمامه به.

الشيخ العلامة مقبل الوادعي -رحمه الله-

إن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني لا يوجد له نظير في علم الحديث، و قد نفع الله بعلمه و بكتبه أضعاف ما يقوم به أولئك المتحمسون للإسلام على جهل أصحاب الثورات و الانقلابات. و الذي أعتقده و أدين لله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول : (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها) رواه أبو داود و صححه االعلامة حمود بن عبدالله التويجري -رحمه الله-

الألباني - الآن - علم على السنة ، الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة.
وقال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية : - إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته السنة -

قال الأستاذ الدكتور أمين المصري -رحمه الله- رئيس قسم الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية سابقاً:

(من نكد الدنيا أن يختار أمثالنا من حملة الدكتوراة لتدريس مادة الحديث في الجامعة، وهناك من هو أولى بذلك منا، مما لا نصلح أن نكون من تلامذته في هذا العلم، لكنها النّظم و التقاليد).

(منقول)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-12-2012, 09:52 PM
خليل حميده خليل حميده غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 304
افتراضي

من الفوائد الفقهية والحديثية من السلسلةالصحيحة

قال صلى الله عليه وسلم : ( أقيموا صفوفكم , وتراصوا ؛ فإني أراكم من وراء ظهري ) . رواه البخاري وغيره .
وقال : ( أقيموا صفوفكم (ثلاثا) , والله لتُقيمنَّ صفوفكم أو ليُخالفنَّ الله بين قلوبكم ) . أخرجه أبو داود وغيره .

فقه الحديث :
قال _رحمه الله_ وفي هذين الحديثين فوائد هامة :
الأولى : وجوب إقامة الصفوف وتسويتها والتراص فيها ؛ للأمر بذلك , والأصل فيه الوجوب ؛ إلا لقرينة ؛ كما هو مقرر في الأصول , والقرينة هنا تؤكد الوجوب , وهو قوله صلى الله عليه وسلم : "أو ليخالفن الله بين قلوبكم" ؛ فإن مثل هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب ؛ كما لا يخفى .
الثانية : أن التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب بالمنكب , وحافة القدم بالقدم ؛ لأن هذا هو الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم حين أمروا بإقامة الصفوف , والتراص فيها , ولهذا قال الحافظ في "الفتح" بعد أن ساق الزيادة التي أوردتها في الحديث الأول من قول أنس :
"وأفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم , وبهذا يتم الاحتجاج به على بيان المراد بإقامة الصف وتسويته " .
ومن المؤسف أن هذه السنة من التسوية قد تهاون بها المسلمون , بل أضاعوها ؛ إلا القليل منهم ؛ فإني لم أرها عند طائفة منهم إلا أهل الحديث ؛ فإني رأيتهم في مكة سنة 1386هـ حريصين على التمسك بها كغيرها من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام ؛ بخلاف غيرهم من أتباع المذاهب الأربعة -لا أستثني منهم حتى الحنابلة- فقد صارت هذه السنة عندهم نسياً منسياً , بل إنهم تتابعوا على هجرها والإعراض عنها , ذلك لأن أكثر مذاهبهم نصَّت على أن السنة في القيام التفريج بين القدمين بقدر أربع أصابع , فإن زاد كره ؛ كما جاء مفصلاً في "الفقه على المذاهب الأربعة" (1/207) , والتقدير المذكور لا أصل له في السنة , وإنما هو مجرد رأي , ولو صح لوجب تقييده بالإمام والمنفرد حتى لا يعارَض به هذه السنة الصحيحة ؛ كما تقتضيه القواعد الأصولية .
وخلاصة القول : إنني أهيب بالمسلمين -وبخاصة أئمة المساجد- الحريصين على اتباعه صلى الله عليه وسلم , واكتساب فضيلة إحياء سنته صلى الله عليه وسلم ؛ أن يعملوا بهذه السنة , ويحرصوا عليها , ويدعوا الناس إليها , حتى يجتمعوا عليها جميعاً , وبذلك ينجون من تهديد :"أو ليخالفن الله بين قلوبكم" .
الثالثة : في الحديث الأول معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم , وهي رؤيته صلى الله عليه وسلم من ورائه , ولكن ينبغي أن يعلم أنها خاصة في حالة كونه صلى الله عليه وسلم في الصلاة , إذ لم يرد في شيء من السنة أنه كان يرى كذلك خارج الصلاة أيضاً . والله أعلم .
الرابعة : في الحديثين دليل واضح على أمر لا يعلمه كثير من الناس , وإن كان صار معروفاً في علم النفس , وهو أن فساد الظاهر يؤثر في فساد الباطن , والعكس بالعكس , وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة , لعلنا نتعرَّض لجمعها في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى .
الخامسة : أن شروع الإمام في تكبيرة الإحرام عند قول المؤذِّن : "قد قامت الصلاة" بدعة ؛ لمخالفتها للسنة الصحيحة ؛ كما يدل على ذلك هذان الحديثان , لا سيما الأول منهما ؛ فإنهما يفيدان أن على الإمام بعد إقامة الصلاة واجباً ينبغي عليه القيام به , وهو أمر الناس بالتسوية ؛ مذكراً لهم بها ؛ فإنه مسؤول عنهم : "كلكم راع , وكلكم مسؤول عن رعيته...." . إنتهى كلامه رحمه الله . سلسلة الأحاديث الصحيحة - الأحاديث رقم (31 – 32)
__________________
قال ابن القيم – رحمه الله-:
إذا اسْتغنَى النَّاس بالدُّنيا ؛ فاستغنِ أنت بالله ..... وإذا فَرِحُوا بالدُّنيا ؛ فافرح أنت بالله ..... وإذا أنسِوا بأحبابهم ؛ فاجعل أُنسَك بالله ..... وإذا تعرَّفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقرَّبوا إليهم لينالوا بهم العزَّة والرِّفعة ؛ فتعرَّف أنت إلى الله ؛ وتودَّد إليه تَنل بذلك غاية العزّ والرِّفعة". كتاب الفوائد [ا / 118]
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-12-2012, 10:01 PM
خليل حميده خليل حميده غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 304
افتراضي

من الفوائد الفقهية والحديثيه عند الامام الالباني رحمة الله تعالى
قال صلى الله عليه وسلم :( حيثما مررتَ بقبر كافرٍ ؛ فبشِّره بالنار) .رواه الطبراني وغيره .
من فقه الحديث :
وفي هذا الحديث فائدة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه , ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مرَّ بقبره , ولا يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن , وتذكيره بخطورة جرم هذا الكافر , حيث ارتكب ذنباً عظيماً تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت , وهو الكفر بالله عز وجل والإشراك به , الذي أبان الله تعالى عن شدَّة مقته إياه حين استثناه من المغفرة فقال :( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) .
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (أكبر الكبائر أن تجعل لله نداً وقد خلقك) . متفق عليه
وإن الجهل بهذه الفائدة مما أدى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف ما أراد الشارع الحكيم منها ؛ فإننا نعلم أن كثيراً من المسلمين يأتون بلاد الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة , فلا يكتفون بذلك , حتى يقصدوا زيارة بعض قبور من يسمُّونهم بعظماء الرجال من الكفار! ويضعون على قبورهم الأزهار والأكاليل , ويقفون أمامهم خاشعين محزونين ؛ مما يُشعر برضاهم عنهم , وعدم مقتهم إياهم ؛ مع أن الأسوة الحسنة بالأنبياء عليهم السلام تقتضي خلاف ذلك ؛ كما في هذا الحديث الصحيح , واسمع قول الله عز وجل : ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً).
هذا موقفهم منهم وهم أحياء , فكيف وهم أموات؟!.
وروى البخاري وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم لما مر بالحِجر( لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذَّبين ؛ إلا أن تكونوا باكين , فإن لم تكونوا باكين ؛ فلا تدخلوا عليهم ؛ أن يصيبكم ما أصابهم , "وتَقََنَّع بردائه وهو على الرَّحل") والزيادة لأحمد .
إنتهى كلامه رحمه الله . في السلسلة الصحيحة 1 / 25 -الحديث رقم 18
__________________
قال ابن القيم – رحمه الله-:
إذا اسْتغنَى النَّاس بالدُّنيا ؛ فاستغنِ أنت بالله ..... وإذا فَرِحُوا بالدُّنيا ؛ فافرح أنت بالله ..... وإذا أنسِوا بأحبابهم ؛ فاجعل أُنسَك بالله ..... وإذا تعرَّفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقرَّبوا إليهم لينالوا بهم العزَّة والرِّفعة ؛ فتعرَّف أنت إلى الله ؛ وتودَّد إليه تَنل بذلك غاية العزّ والرِّفعة". كتاب الفوائد [ا / 118]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-12-2012, 10:32 PM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

إلى الأخوين الفاضلين، شكرأً لكما على مروركما وما أظفتما من درر .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-12-2012, 10:59 PM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

والآن نبدأ بحمد الله تعالى بالفوائد :

أولاً:
كتاب
التوحيد
و
العقيدة
باب / أين الله؟
1- عن عبدالله بن معاوية الغاضري – رضي الله عنه - :
أن النبي rقال :

(ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان : من عبد الله وحده، وأنه لا إله إلاالله،

وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه، رافدة عليه كل عام، ولا يعطي الهرمة، ولا الدرنة،

ولا المريضة، ولا الشرط اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره،

ولم يأمركم بشره ).

(وفي رواية ):

"وزكى نفسه، فقال رجل : و ما تزكية النفس ؟ فقال : أن يعلم أن الله -

عز وجل - معه حيث كان " . صحيح، الصحيحة برقم (1046 )

*(فائدة )

قوله r " أن الله معه حيث كان " . قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي : "

يريد أن الله علمه محيط بكل مكان و الله على العرش " .

ذكره الحافظ الذهبي في " العلو " رقم الترجمة ( 73 ) بتحقيقي

وختصاري .

و أما قول العامة و كثير من الخاصة : الله موجود في كل مكان ، أو في

كل الوجود ويعنون بذاته ، فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة

الوجود الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق

والمخلوق ويقول كبيرهم : كل ما تراه بعينك فهو الله ! تعالى الله عما

يقولون علوا كبيرا .

2- عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – عن النبي rقال :
(الراحمون يرحمهم الرحمن - تبارك و تعالى - ، ارحموا من في الأرض

يرحمكم من فيالسماء، [و الرحم شجنة من الرحمن ؛ فمن وصلها وصله

الله، ومن قطعها قطعه الله] )

صحيح . الصحيحة برقم ( 925 )

* ( فائدة )

قوله في هذا الحديث " في " هو بمعنى " على " كما في قوله - تعالى -

( قل سيحوا في الأرض ) فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله تعالى

فوق المخلوقات كلها، وفي ذلك ألف الحافظ الذهبي كتابه " العلو للعلي

العظيم " وقد انتهيت من اختصاره قريبا، ووضعت له مقدمة ضافية

وخرجت أحاديثه وآثاره ونزهته من الأخبار الواهية. يسر الله طبعه،

والحمد لله.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-13-2012, 07:08 AM
الأثري العراقي الأثري العراقي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: العراق
المشاركات: 2,016
افتراضي

جزالك الله خيرا يا شيخ علي ، وبارك الله فيك ، ومرحبا بك في المنتدى ، وننتظر إتمام مقالك بخير ...
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-14-2012, 06:12 AM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب / القدر وحديث القبضتين حق

1- عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي rقال :أنه قال في

حديث القبضتين:

( 1 ) ( هؤلاء لهذه و هؤلاء لهذه ).

صحيح . الصحيحة برقم (46) .

وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه

وسلم قال:

( 2 ) ( إن الله - عز وجل - قبض قبضة، فقال : في الجنة برحمتي ،

وقبض قبضة ، فقال : في النار ولا أبالي ).

صحيح . الصحيحة برقم (47 )

وعن عبد الرحمن بن قتادة السُلمي – رضي الله عنه – قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(3 ) ( إن الله - عز وجل - خلق آدم، ثم أخذ الخلق من ظهره، وقال:

هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي، فقال قائل:

يارسول الله! فعلى ماذا نعمل؟ قال: على مواقع القدر ) .

صحيح. الصحيحة برقم ( 48 ).

وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(4) (خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء

كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال

للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي، وقال للذي في كتفه اليسرى: إلى

النار ولا أبالي ).

صحيح . الصحيحة برقم (49 ).

وعن أبي نضرة – رحمه الله – قال: ( مرض رجل من أصحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه أصحابه يعودونه، فبكى، فقيل له: ما

يبكيك يا عبد الله؟ ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ من

شاربك ثم أقره حتى تلقاني ؟ فقال : بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول:

(5) ( إن الله – تبارك وتعالى – قبض قبضة بيمينه، فقال: هذه لهذه ولا

أبالي، وقبض قبضة أخرى – يعني: بيده الأخرى - ، فقال: هذه لهذه ولا

أبالي ) .

صحيح، الصحيحة برقم (50).


*( فائدة) .
(واعلم أن الباعث على تخريج هذا الحديث ... أن كثيرا من الناس

يتوهمون أن هذه الأحاديث - ونحوها أحاديث كثيرة - تفيد أن الإنسان

مجبور على أعماله الاختيارية؛ ما دام أنه حكم عليه منذ القديم وقبل أن

يخلق: بالجنة أو النار. وقد يتوهم آخرون أن الأمر فوضى أو حظ، فمن

وقع في القبضة اليمنى؛ كان من أهل السعادة، و من كان من القبضة

الأخرى؛ كان من أهل الشقاوة.

فيجب أن يعلم هؤلاء جميعا أن الله ( ليس كمثله شيء ) ؛ لا في ذاته،

ولا في صفاته، فإذا قبض قبضة؛ فهي بعلمه وعدله وحكمته؛ فهو - تعالى

– قبض باليمنى على من علم أنه سيطيعه حين يؤمر بطاعته، وقبض

بالأخرى على من سبق في علمه - تعالى - أنه سيعصيه حين يؤمر

بطاعته، ويستحيل على عدل الله – تعالى - أن يقبض باليمنى على من هو

مستحق أن يكون من أهل القبضة الأخرى، والعكس بالعكس، كيف والله -

عز وجل - يقول: ( أفنجعل المسلمين . كالمجرمين . ما لكم كيف

تحكمون ) ؟!. ثم إن كلا من القبضتين ليس فيها إجبار لأصحابهما أن

يكونوا من أهل الجنة أو من أهل النار، بل هو حكم من الله - تبارك

وتعالى- عليهم بما سيصدر منهم؛ من إيمان يستلزم الجنة، أو كفر

يقتضي النار، والعياذ بالله - تعالى - منها، وكل من الإيمان أو الكفر أمران

اختياريان، لا يكره الله - تبارك وتعالى - أحداً من خلقه على واحد منهما

( فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر )، وهذا مشاهد معلوم الضرورة،

ولولا ذلك؛ لكان الثواب والعقاب عبثا، والله منزه عن ذلك . ومن المؤسف

حقا أن نسمع من كثير من الناس - حتى من بعض المشايخ - التصريح

بأن الإنسان مجبور لا إرادة له ! وبذلك يلزمون أنفسهم القول بأن الله

يجوز له أن يظلم الناس! مع تصريحه - تعالى - بأنه لا يظلمهم مثقال

ذرة، وإعلانه بأنه قادر على الظلم، ولكنه نزه نفسه عنه؛ كما في الحديث

القدسي المشهور: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ... " .

وإذا جوبهوا بهذه الحقيقة؛ بادروا إلى الاحتجاج بقوله – تعالى - : ( لا

يسأل عما يفعل )؛ مصرين بذلك على أن الله – تعالى - قد يظلم و لكنه لا

يسأل عن ذلك ! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ! وفاتهم أن

الآية حجة عليهم؛ لأن المراد بها - كما حققه العلامة ابن القيم في " شفاء

العليل " وغيره - أن الله - تعالى - لحكمته وعدله في حكمه ليس لأحد أن

يسأله عما يفعل؛ لأن كل أحكامه - تعالى - عدل واضح؛ فلا داعي للسؤال.

وللشيخ يوسف الدجوي رسالة مفيدة في تفسير هذه الآية، لعله أخذ

مادتها من ابن القيم فلتراجع.

هذه كلمة سريعة حول الأحاديث المتقدمة؛ حاولنا فيها إزالة شبهة بعض

الناس حولها، فإن وفقت لذلك؛ فبها و نعمت، وإلا فإني أحيل القارىء إلي

المطولات في هذا البحث الخطير؛ مثل كتاب ابن القيم السابق، وكتب

شيخه ابن تيمية الشاملة لمواضيع هامة هذا أحدها.

ملاحظة: هناك بعض الكلمات من زيادة أو نقصان من المؤلف على الأصل من كتب الألباني رحمه الله، أبقيتها كما كتبها المؤلف؛ لأني جعلت نظم الفرائد هو أصل الموضوع ، فمن وجد بعض اختلاف الكلمات فلا يستغرب .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-15-2012, 12:08 AM
علي السحابي علي السحابي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: العراق / بغداد / الطارمية
المشاركات: 788
افتراضي

باب/ تقدير الرب – تبارك وتعالى – رزق العبد وأجله وعمله وشقاوته وسعادته؛ وهو جنين في بطن أمه


يُذكر عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إذا استقرت النطفة في الرحم أربعين يوما، أو أربعين ليلة بعث إليها

ملكا، فيقول: يا رب ما رزقه؟ فيقال له، فيقول: يا رب ما أجله ؟ فيقال له،

فيقول: يا رب ذكر أو أنثى؟ فيعلم، فيقول: يا رب شقي أو سعيد؟ فيعلم ) .

ضعيف، الضعيفة برقم ( 2322 ) .

*( فائدة) .

قلت: وظاهر الحديث مع ضعف إسناده مخالف لحديث ابن مسعود مرفوعا:

" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة

مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه

الروح، ويؤمر بأربع كلمات ... " الحديث . متفق عليه، وهو مخرج في "

ظلال الجنة " ( 175 ) .

فهذا صريح في أن الملك إنما يرسل بعد الأربعين الثالثة. وقد يتوهم

البعض أن هذا مخالف أيضا لحديث حذيفة بن أسيد الغفاري قال: سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون

ليلة، بعث الله إليها ملكا فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها

ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء،

ويكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجله ؟ ... " الحديث .

أخرجه مسلم ( 8/45 ) .

فأقول: لا مخالفة بينهما لأن بعث الملك فيه إنما هو لأجل تصوير النطفة

وتخليقها، وأما الكتابة فهي فيما بعد بدليل قوله : " ثم قال : يا رب .. " ،

فإن " ثم " تفيد التراخي كما هو معلوم ، فيمكن تفسيره بحديث ابن

مسعود، كما أن حديث هذا يضم إليه ما أفاده حديث حذيفة من التصوير

والتخليق مما لم يرد له ذكر في حديث ابن مسعود، وبذلك تجتمع

الأحاديث ولا تتعارض .

نعم في رواية عند مسلم، والطحاوي في " المشكل " ( 3/278 )، وأحمد

( 4/7 )

عن حذيفة بمعنى حديث الترجمة، ولفظه : " يدخل الملك على النطفة بعد

ما تستقر في الرحم بأربعين أوخمسة وأربعين ليلة، فيقول: يا رب أشقي

أوسعيد؟ فيكتبان ... " الحديث .

فهذا بظاهره يشهد للحديث، لكن لابد من فهمه على ضوء اللفظ الذي قبله

وتفسيره به، وذلك بأن يقال: إن دخول الملك بعد الأربعين من أجل

التصوير والتخليق، وأما الكتابة فبعد الأطوار الثلاثة كما سبق، ففي

اللفظ اختصار يفهم من اللفظ المتقدم ومن حديث ابن مسعود. والله تعالى

أعلم .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-15-2012, 01:29 PM
كشيدة جلالي كشيدة جلالي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: الجزائر. ولاية بسكرة. مدينة أولاد جلال وطن المحبة
المشاركات: 412
Thumbs down توقير العلمــــــــــــــــــــــــــــــاء

الســـــــــــــــــــلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك اخي علي السحابي علي الجهد المبذول فنسال الله لك التوفيق فبفضل الله عرفنا المنهج السلفي من شيخنا اسد السنة الامام الالباني المحدث رحمه الله وجزاه الله عنا كل خير.
ثم بفضل تلاميذه احسن الله اليهم لم يقصروا ويركنوا ’سوي السير علي درب الشيخ رحمه الله فنسال الله لهم التوفيق جميعا هو ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالميــــــــــــــن. بوركتم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.