أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
43557 88813

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2013, 12:30 AM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي سلسلة مقال الخطيب (7) : سلوك المحجة في التشويق لاغتنام عشر ذي الحجة


سلوك المحجة
في التشويق لاغتنام عشر ذي الحجة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وعلى آله وصحبه ومن بهداه اقتدى .

أما بعد :

فلا ريب أن الله – تعالى – قد جعل لكل غاية مقصودة طريقاً موصلاً إليها ، وكلما كان المقصود أحب إلى الله كان تعريف السالكين بالطريق الموصلة إليه أتم ، وتذليلها للمتعبدين أكمل .

والله – سبحانه – يختار من الزمان والمكان والأعيان ما يشاء تخصيصاً بالفضل والإنعام ، كما قال :{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ }[القصص: 68]. وتبعاً لمقتضى علمه وحكمته يكون الاختيار ، فأمره نافذ وحكمه ماضٍ سبحانه هو الملك القهار .

ومن حكمة الله في هذا الاصطفاء أن يجعل في ما وقع عليه الاجتباء سراً لطيفاً ، ومعنى بديعاً لأصحاب القلوب الحية ، والأنفس الزكية لأجله تم التخصيص ، واستُحِق التفضيل .

فمما اصطفاه الله من الزمان ليكون موضعاً لعبادته وطاعته عشر ذي الحجة وهي الأيام المعلومات ، كما قال – تعالى - : {وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ }[الحج : 28] .

وعلق ذكره الذي هو منتهى اللذات التي يمكن أن ينالها العباد في هذه الحياة في ثنايا هذا الزمن الفاضل فيذكروا اسمه {عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } " تحريضا على التقرب وتنبيها على مقتضى الذكر " (البيضاوي : ص/123) .

فوصفها الله – سبحانه – ( بالمعلومات ) " للحرص على علمها بحسابها " ( البغوي :5/379) . لأجل إقامة ما يتعلق بها من الشعائر العظام التي بها قوام الدين والدنيا .

ومن ذلك تعظيم البيت الحرام وتطهير أركانه العظام بإقامة التوحيد ونفي التنديد بأن لا يعبد إلا الله ، وإبطال الشرك بكل أحد سواه حتى ينعم الخلق بتعظيمه محبة لجماله ، وخضوعاً لجلاله عند عكوفهم بفناء بيته المعظم ، وطوافهم حول بنائه المفخم .

وهم قائمون له ركعاً سجداً قد امتلأت قلوبهم من جلاله وجماله ، وقد كان الشوق يحدوهم من كل فج عميق قاصدين رضاه مبتغين عفوه راغبين في فضله في الدنيا والآخرة .

فعندها تكتمل في قلوبهم تقواه في رحلة الإيمان التي تم معظمها في هذه العشر العظام المشتملة على ذكره وتلبية ندائه والوقوف في مشاعر الحج عرفة ومزدلفة ورمي الجمار والمبيت بمنى مكللين أعمالهم بأكرم الأيام يوم النحر الذي تراق فيه الدماء مؤذنة بتعظيمه وتمجيده وتكبيره وتقديسه وتسبيحه وتنزيهه حمداً له على هدايته ، وشكراً له على توفيقه .

كما قال – تعالى - : { وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }[الحج : 26 - 29].

ولما كان لهذه العشر هذه المنابع الإيمانية ، والمناهل الربانية عمت بركتها غير أهل الحج ، بأن شُرع لكل أهل الأصقاع الثج ، وهو إراقة الدماء ، تقرباً إلى الله .

فقد جاء عن " مخنف بن سليم قال ونحن وقوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات قال : يا أيها الناس إن على كل أهل بيت في كل عام أضحية " (صحيح ، سنن أبي داود ، برقم :2788).

ومن تمام الأضاحي " احترام الشعور لأن الإنسان إذا حج أو أعتمر فإنه لا يحلق رأسه حتى يبلغ الهدي محله فأراد الله عز وجل أن يجعل لعباده الذين لم يحجوا ويعتمروا نصيبا من شعائر النسك " (شرح رياض الصالحين لابن عثيمين : 4/ 352) .

فثبت عن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : قَالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ ، فَإذَا أَهَلَّ هِلاَلُ ذِي الحِجَّةِ ، فَلاَ يَأخُذَنَّ من شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أظْفَارِهِ شَيْئاً حَتَّى يُضَحِّيَ " . ( رواه مسلم ) .

ولما كان لأهل الموقف العج - وهو رفع الصوت بالتلبية - فقد شرع الله لسائر العباد الجهر بالتكبير – مطلقاً ومقيداً – إظهاراً للتعظيم والتسبيح والحمد .

فقد قال البخاري: " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ: «يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا»" .

فالمتأمل في هذه الأوقات المباركة ، والأزمنة الفاضلة يجد أن الله – تعالى – قد عم كل لحظاتها بأنواع من الطاعات ، والأعمال الصالحات تقود القلوب إلى علام الغيوب .

فصارت لحظاتها مدارج للكمالات توصل العباد إلى رضا رب الأرض والسموات حتى تنعم قلوبهم بتقواه وتأنس نفوسهم بخدمته وطلب رضاه .

فلا عجب بعد ذلك أن تكون هذه الأوقات مختارة ومجتباة ؛ لأجل ما يحصل فيها من تحقيق تقوى الله والوصول إلى ما يحبه ويرضاه .

فجاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مَا مِنْ أيَّامٍ ، العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام " يعني أيام العشر . قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ ؟ قَالَ : " وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ " ( رواه البخاري ) .

" وقوله : " العمل الصالح " يشمل : الصلاة ، والصدقة ، والصيام ، والذكر ، والتكبير ، وقراءة القرآن ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الخلق ، وحسن الجوار ، وغير ذلك .." (شرح رياض الصالحين : 3/367) .

فالحكمة البديعة في فضل العبادة في هذه العشر على ما عداها من الأيام حتى لو كان جهاداً في سبيل الله إلا في الصورة المستثناة أن المتعبد فيها يصل إلى حقيقة التقوى ، وتحقيق الإيمان والإسلام لما اشتملت عليه من الشعائر العظام التي تفضي بالصادق إلى بذل قلبه وروحه إلى ربه ومولاه .

قال ابن حجر: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة ؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيره "(الفتح: 2/460).

فالمقصود من عبادة الله تحقيق ما للقلب والروح من العبودية بقُمص السنن النبوية ، وهذه المواسم فيها من لطائف الربوبية نسائم تحيى بها القلوب ، وتبتهج بها الأرواح ، وتأنس بها النفوس .

يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته ** اتعبت جسمك فيما فيه خسران
اقبل على الروح واستكمل فضائلها ** فأنت بالروح لا بالجسم انسان



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-19-2014, 09:31 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي

يرفع للمناسبة . . .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-09-2015, 08:11 PM
أبو زيد العتيبي أبو زيد العتيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,602
افتراضي

فضل عشر ذي الحجة للعلامة ابن عثيمين رحمه الله

https://video-ams2-1.xx.fbcdn.net/hv...80&oe=55F08B68


***
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.