أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
28726 151323

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2012, 01:51 AM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
Lightbulb من وسائل المستشرقين في هدم التراث

تنبيه : هذا بحث مستل من كتاب المستشرقون والسيرة النبوية للدكتور عماد الدين خليل

المبالغة في الشكّ والإفتراض والنفي الكيفيّ واعتماد الضعيف الشّاذ :

يكاد يكون هذا الملمح الأساسي في مناهج المستشرقين قاسما مشتركا أعظم بينهم جميعا .. إنهم يمضون مع شكوكهم إلى المدى ويطرحون افتراضات لا رصيد لها من الواقع التاريخي بل إنهم ينفون العديد من الروايات لهذا السبب أو ذاك بينما نجدهم يتشبثون - في المقابل - بكلّ ما هو ضعيف شاذّ .. (لقد غالوا في كتاباتهم في السيرة النبوية وأجهدوا أنفسهم في إثارة الشكوك (في وقائعها) وقد أثارو الشكّ حتى في اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ولو تمكنوا لأثار الشك حتى في وجوده ولكنهم مهما قالوا في نسبة التاريخ الصحيح في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن سيرته هي أوضح وأطول سيرة نعرفها بين سير جميع الرسل والأنبياء) (1) .

ويشير درمنغهم إلى هذه المسألة فيقول : ( من المؤسف حقا أن غالى بعض هؤلاء المتخصصين - من أمثال : موير ومرغليوث ونولدكه وشبرنغر ودوزي وكيتاني ومارسين وغريم وغولد زيهر وغود فروا وغيرهم - في النقد أحيانا فلم تزل كتبهم عامل هدم على الخصوص ولا تزال النتائج التي إنتهى إليها المستشرقون سلبية ناقصة ولن تقوم سيرة على النفي وليس من مقاصد كتابي أن يقوم على سلسلة من المجادلات المتناقضة .. ومن دواعي الاسف أن كان الأب لامانس - الذي هو من أفضل المستشرقين المعاصرين - من أشدّهم تعصبا وإنه شوّه كتبه الرائعة الدقيقة وأفسدها بكرهه للإسلام ونبيّ الإسلام فعند هذا العالم اليسوعي أن الحديث إذا وافق القرآن كان منقولا عن القرآن فلا أدري كيف يمكن تأليف التاريخ إذا اقتضى تطابق الدليلين تهادمهما بحكم الضرورة بدلا من أن يؤكد أحدهما الآخر ) (2) .

إنّ هذا يقودنا إلى موقف بعض المستشرقين من القرآن الكريم كمصدر أساسي من مصادر السيرة وذلك أن إعتماد القرآن الكريم في هذا المجال يمكن أن يعدّ سلاحا ذا حدّين ويتمثل الحدّ السلبي بنفي الكثير من أحداث السيرة ما دامت لم ترد في القرآن الكريم وكأن القرآن كتاب تاريخي خاص بتفاصيل حياة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا مكّنهم من عملية انتقائية مغرضة ذات طابع هدمي معاكس وهي التشكيك أو نفي كل رواية لم ترد مؤيداتها في القرآن ولا سيما إذا كان في هذه الرواية تمجيد للنبيّ صلى الله عليه وسلم أو كان في نفيها تأكيد لإحدى وجهات النظر الإستشراقية فمثلا نجد شبرنكر يرى ( أن اسم النبي صلى الله عليه وسلم ورد في أربع سور من القرآن هي : آل عمران والأحزاب ومحمد والفتح وكلها سور مدنية ومن ثمّ فلفظة (محمد) لم تكن اسم علم للرسول قبل الهجرة وإنما اتخذه بتأثير قراءة الإنجيل واتصاله بالنصارى ) (3) .

وقد يتوجب أن نسأل شبرنكر هنا : إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد التقط اسم (محمد) من خلال قراءته لنبوءات الإنجيل فأين ذهب - إذن - (محمد) الحقيقي الذي بشّر به العهدان القديم و الجديد ؟!

هنالك مثال آخر : إن إسرائيل ولفنسون يشير بصدد مهاجمة يهود بني النضير إلى أن مؤرخي العرب يذكرون سببا آخر لإعلان الحرب على هذه الطائفة اليهودية ذلك محاولتهم اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ( لكن المستشرقين - يقول ولفنسون - ينكرون صحة هذه الرواية ويستدلون على كذبها بعدم وجود ذكر لها في سورة الحشر التي نزلت بعد إجلاء بني النضير ) (4) .

إننا في مجال التشكيك والنفي الإعتباطي لا بدّ وأن نذكر العبارة التي قالها (مونتغومري وات) - موضوع هذه الدراسة - بهذا الصدد : ( إذا أردنا أن نصحح الاغلاط المكتسبة من الماضي بصدد محمد فيجب علينا في كلّ حالة من الأحوال التي لا يقوم الدليل القاطع على ضدها أن نتمسك بصلابة بصدقه ويجب أن لا ننسى أيضا أن الدليل القاطع يتطلب لقبوله أكثر من كونه ممكنا وأنه في مثل هذا الموضوع يصعب الحصول عليه ) (5) .

ونحن نستطيع أن نضع أيدينا على عشرات بل مئات الشواهد على النفي الكيفي الذي مارسه المستشرقون وبخاصة أجيالهم السابقة إزاء وقائع السيرة فبروكلمان - على سبيل المثال - لا يشير إلى دور اليهود في تأليب الأحزاب على المدينة ولا إلى نقض بني قريظة عهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم في أشد ساعات محنته لكنه يقول : ( ثمّ هاجم المسلمون بني قريظة الذين كان سلوكهم غامضا على كلّ حال) (6) .

ويتغاضى إسرائيل ولفنسون عن دور نعيم بن مسعود في معركة الخندق كسبب في انعدام الثقة بين المشركين واليهود (7) ولعله يريد أن يوحي بذلك أن اليهود لا يمكن أن يخدعوا !

ليس الشّك والنفي الإعتباطي وحدهما ولكنه الإعتماد على الروايات الضعيفة الشاذة التي لا تصمد أمام النقد : ( لقد أخذ المستشرقون - كما يقول الدكتور جواد علي - بالخبر الضعيف في بعض الأحيان وحكموا بموجبه واستعانوا بالشاذ والغريب وقدموه على المعروف المشهور . استعانوا بالشاذ ولو كان متأخرا أو كان من النوع الذي استغربه النقدة وأشاروا إلى نشوزه تعمدوا ذلك لأن هذا الشاذ هو الأداة الوحيدة في إثارة الشك ) (8)

.................................................. ..

الهامش :

(1) : د.جواد علي : (تاريخ العرب في الإسلام) : جزء 1 ص : 9-11
(2) : حياة محمد : المقدمة ص : 8-11
(3) : انظر : جواد علي : تاريخ العرب :1/87 وهوامشها
(4) : تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام : ص : 135-137
(5) : محمد في مكة : ص : 94
(6) : تاريخ الشعوب الإسلامية : ص :53-54
(7) : تاريخ اليهود في بلاد العرب : ص : 145-146
(8) : تاريخ العرب في الإسلام : 1/8-11
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-22-2017, 04:11 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي

للرفع ................
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.