أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
51767 169036

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-29-2014, 07:55 AM
هاني صالح هاني صالح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 155
افتراضي الحلقة الثامنة عشر من قراءة أبي عُبُود لكتاب الجامع في العلل والفوائد/ للدكتورالفحل

بسم الله الرحمن الرحيم


الحلقة الثامنة عشر من : قراءة شيخنا أبي عُبُود - عبد الله بن عبود باحمران - لكتاب ( الجامع في العلل والفوائد / للدكتور ماهر الفحل ) .


قال الشيخ الفاضل أبو عُبُود عبدالله بن عبود باحمران - حفظه الله ووفقه :


(( الحلقة الثامنة عشر :

9) ومن الكتاب الذي : (( فيه علم جم وفهم غائص )) ؛ أُثَبِّتُ بُعْدَ الإمام محمد ناصر الدين الألباني عن مخالفة منهج المتقدمين في التقوية بالشواهد والمتابعات من : الاغترار بظواهر الأسانيد ، وعدم التيقّظ لما يعتريها من العلل وبخاصة الخفية منها :
1) فقد نقل الشيخ أبو معاذ في (ص33) عن الإمام محمد ناصر الدين الألباني تنبيهه إلى خطأ النظر إلى ظاهر السند فقط .
2) ونقل في (ص39-40) عن الإمام محمد ناصر الدين الألباني تنبيهه إلى عدم الاغترار بكثرة الطرق لتقوية الحديث حتى يتبيَّن حالها .
3) ونقل في (ص52) من قول الإمام محمد ناصر الدين الألباني أنه لا يعقل تقوية ما ثبت خطؤه برواية أخرى بمعناها ، وهو : (( ما ثبت خطؤه لا يُعقل أن يُقوَّى به رواية أخرى في معناها )) أهـ .
على الشيخ تركي الغميز ، والدكتور الفحل ؛ تدبُّر قول الإمام هذا ، ثم يُجيبا على : هل بهذا سيقوِّي الإمام الخطأ بالخطأ ؟ .
4) ونقل في (ص52) قول الإمام محمد ناصر الدين الألباني : (( أن الشاذ والمنكر ممَّا لا يُعْتَدّ به ، ولا يُسْتشهدُ به ، بل إنَّ وجوده وعدمه سواء )) . ثم علَّقَ في ( الحاشية "1" ) بقوله : (( وسيأتي بنصه في " فصل : المنكر ... أبدأً منكر " ، وهو من درر كلامه ، فلله درُّه . )) أهـ .
10) وأختم هذه الفقرة بقول الإمام محمد ناصر الدين الألباني في مقدمة الإرواء – الكتاب الذي له علاقة وثيقة بالتصفية كما في (1/10) منه ، والذي أراد الدكتور الخليل هدمه والظاهر أنه لم ينجح ؛ فهل سيقوم بذلك الشيخ عبد العزيز الطريفي ؟ - :
فقد قال في (1/11) منه : (( واعلم أن فن التخريج ليس غاية في نفسه عند المحققين من المحدثين ، بحيث يقتصر أمره على أن نقول مخرج الحديث : " أخرجه فلان وفلان و ... عن فلان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كما يفعله عامة المحدثين قديماً وحديثاً ، بل لا بد أن يضم إلى ذلك بيانه لدرجة كونه ضعيفاً ، فإنه والحالة هذه لا بد أن يتتبع طرقه وشواهده لعله يرتقي الحديث بها إلى مرتبة القوة ، وهذا ما يعرف في علم الحديث بالحسن لغيره ، أو الصحيح لغيره . وهذا في الحقيقة من أصعب أنواع علوم الحديث وأشقها ، لأنه يتطلب سعة في الاطلاع على الأحاديث والأسانيد في بطون كتب الحديث مطبوعها ومخطوطها ، ومعرفة جيدة بعلل الحديث وتراجم رجاله ، أضف إلى ذلك دأباً وجلداً على البحث ... )) أهـ .
قول الإمام هذا فيه :
أ‌) الحكم بأن الحديث حسن لغيره من أصعب وأشق أنواع علوم الحديث ؛ لماذا ؟ .
ب‌) لأنه قائم على أمرَيْن صعبَيْن شاقَّيْن :
الأول : الاطلاع الواسع على الأحاديث والأسانيد .
الآخر : المعرفة الجيدة بعلل الحديث وتراجم الرواة .
ج) ثم صفة شاقة لا بد أن يتحلَّى بها الحاكم للحديث بالحُسْن لغيره خاصة ؛ وهي : دأب وجلد على البحث .
د) كل هذا لم يفقهه بعض الجامدين – وهم لا يشعرون – الذين جعلوا الحكم للحديث بالحُسْن ، وبالحسن لغيره ؛ قاعدة رياضية جامدة بحيث صاروا ينظرون إلى حال الراوي دون مرويِّه – وهم لا يشعرون فالضعيف جدًّا دائماً ضعيف جدًّا لا يصح الاستشهاد به ؛ فرموا الإمام ناصر الدين الألباني بالتساهل ، وكان أول مَنْ علمته رمى الإمام ناصر الدين الألباني بذلك هو مصطفى العدوي حين احتووه السروريُّون والقطبيُّون ثم الإخوان ؛ فأثمر عن ذلك نظراته الضعيفة في كتب الإمام ناصر الدين الألباني ، ولو كان العدويُّ مُوَفَّقاً لَنَظَرَ فيما أسماه تحقيقاً لمنتخب عبد بن حميد ، نظرات ونظرات ونظرات ونظرات و ... .
20) قال الدكتور في (1/123) : (( 5- المتأخرون – وبخاصة المعاصرين – يُعلون رواية المدلس حتى لو لم يثبت تدليسه في ذلك الحديث خاصة ، بخلاف المتقدمين فإنَّهم لا يُعلون رواية المدلس إلا إذا ثبت تدليسه ، فالتدليس عند المتأخرين هو العنعنة ، ومن ثم يحكمون على عنعنة المدلس بالضعف ، أما المتقدمون فيفرقون بين العنعنة والتدليس ، ولذلك لا يضعفون رواية المدلس بمجرد العنعنة . وأحال في الحاشية "4" إلى : مقال الشيخ سليمان العلوان . )) أهـ .
في قول الشيخ سليمان العلوان هذا أمور :
الأول : وبخاصة المعاصرين : في مقدمتهم الإمام ناصر الدين الألباني ، كما في تسجيل مبثوث للشيخ العلوان على اليوتيوب بعنوان : (( هل تصحيح الألباني للأحاديث دقيق ؟ )) ، وهو موجود أيضاً ضمن صفحة على التويتر بعنوان : (( فتاوى العلامة سليمان بن ناصر العلوان )) .
الثاني : المتأخرون :ويجري على أصلهم الإمام ناصر الدين الألباني : يُعلّون رواية المدلس حتى ولو لم يثبت تدليسه في ذلك الحديث خاصة .
الثالث : المتقدمون – عند الشيخ العلوان – لا يُعلّون رواية المدلس إلاّ إذا ثبت تدليسه .
الرابع : المتأخرون ، ويجري على أصلهم الإمام ناصر الدين الألباني : التدليس عندهم هو العنعنة ، ومن ثَمَّ يحكمون على عنعنة المدلس بالضعف .
الخامس : المتقدمون – عند الشيخ العلوان – يفرِّقون بين العنعنة والتدليس ؛ لذلك لا يضعِّفون رواية المدلس بمجرد العنعنة .
الخلاصة :
أن الأئمة المتقدمين – عند الشيخ العلوان - لا يُعِلُّون الحديث بعنعنة المدلس وإنَّما إذا دلَّس فيه ؛ فهم يقولون : دَلَّسَ ولا يقولون : عنعن ؛ فإذا ثبت أنه دلَّس ؛ فيُعلُّون الحديث ؛ لأن هذا انقطاع وهذا عنعن ولم يدلّس ، مجرد عنعنة فهذه لا تؤثِّر . وهذا من الفروق العظيمة بين الأوائل و الأواخر كما قاله في التسجيل المبثوث على اليوتيوب والذي هو بعنوان : (( هل تصحيح الألباني للأحاديث دقيق ؟ )) .
وفي هذا التسجيل نسب الشيخ العلوان إلى الإمام ناصر الدين الألباني أنه يقول في الحديث : (( فيه عنعنة الحسن ، فيه عنعنة قتادة ، فيه عنعنة أبي إسحاق السبيعي ، فيه عنعنة الأعمش ، فيه عنعنة ابن جُريج ، فيه عنعنة أبي الزبير ، ويُعل الأحاديث بالطريقة هذه ، وهذا منهج لم يكن عليه أحد من الأوائل ولا يُعرف عن أحد من الأئمة قط بأنه أعلّ حديثاً بعنعنة المدلس ، وإنما الأوائل يقولون : دلَّس ، ولا يقولون : عنعن . )) أهـ .
هل ما نسبه الشيخ العلوان إلى المتقدمين وإلى الإمام ناصر الدين الألباني صواب ودقيق ؟ .
1) الظاهر أن الشيخ العلوان استقرأ إعلال الأئمة المتقدمين للأحاديث التي أعلّوها بالتدليس ؛ فلم يجد غير : (( دلَّس )) ، وذلك من قوله : (( وهذا منهج لم يكن عليه أحد من الأوائل ولا يُعرف عن أحد من الأئمة قط بأنه أعلَّ حديثاً بعنعنة المدلس ، وإنما الأوائل يقولون : دلَّس ، ولا يقولون : عنعن . )) أهـ .
السؤال الذي يفرض نفسه هنا : عندما قام الشيخ العلوان بهذا الاستقراء ؛ فهل وجد الأئمة يذكرون كل العلل التي في الحديث أو الإسناد ؟ أم وجدهم يذكرون العلة الأقوى الموجبة للضعف عندما يتحققون من ذلك أو يغلب على ظنهم ؟ .
إذا كان الجواب : أنهم لا يعلّون الحديث أو الإسناد بكل العلل : على هذا ؛ أَفلا يكون عندهم الإعلال بالعنعنة لا حتمال وجود التدليس ؛ لكون مَنْ عَنَعَنَ مدلسٌ ، وإنما لم يُعلّوا بعنعنته لأنهم لا يعدِّدون ذِكْر العلل وإنما يكتفون بما تقدم ذِكْره ؟ .
و أُمَثِّل بصنيع أبي حاتم وأبي زرعة في إعلالهم الحديث بعنعنة حجاج بن أرطأة ؛ لأنه يدلس عن الضعفاء :
أ‌) قال ابن أبي حاتم في ( علل الحديث ) (1/48، رقم 109) : (( سمعت أبي وأبازرعة في حديث حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يتوضأ ويقبل ويصلي ولا يتوضأ . فقالا الحجاج يدلس في حديثه عن الضعفاء ولا يحتج بحديثه . )) أهـ .
سؤال لكل منصف : هل أبو حاتم و أبو زرعة أعلاَّ الحديث لأن الحجاج دلَّس أم لأنه عنعن وهو مدلس عندهما ؛ فاحتمل تدليسه ؟ .
أبو حاتم وأبوزرعة أعلاَّ الحديث هنا لأجل أن الحجاج يدلس في حديثه عن الضعفاء ، وفي الرواية هنا عنعن ولم يصرح بالتحديث .
ب‌) قبلُ قال في (1/18، رقم 20) : (( سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن الحجاج عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... . قال أبي : هذا خطأ إنما هو محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده والوهم من حماد . )) أهـ .
هنا حمَّل أبو حاتم حمادَ بن سلمة الوهم َوسكت عن أن الحجاج يدلِّس .
ج‌) وبعده في (1/63، رقم 164) ذكر أبو زرعة الاختلاف ورجَّح المرسل ، وسكت عن أن الحجاج يدلس .
د) وبعده في (1/96-97 ، رقم 260) حمَّل أبو حاتم وأبو زرعة الخطأ سعد بن الصلت ، ثم ذكرا الاختلاف ، ورجَّحا : عن الحجاج عن أبي سعيد الأعسم عن مصعب عن سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وسكتا عن أن الحجاج يدلِّس والذي عنعن في الطرق الثلاث .
وكذا في غير ذلك كما في رقم (284) .
2) وفوق أنهم لا يذكرون كل العلل ؛ فإنَّ وقوع التدليس هو الأظهر في باب الإعلال من احتمال التدليس ؛ لماذا ؟ لأن كشف وقوع التدليس في رواية المدلس هو من العلل الخفية ، والإعلال باحتمال التدليس في رواية المدلس هو من العلل الظاهرة ، لذلك وجد الشيخ العلوان الأوائل يقولون : (( دلَّس )) أي : وقع التدليس من المدلس .
وإنما قلتُ : (( وقوع التدليس هو الأظهر .. )) لأن الشيخ العلوان إذا استقرأ كما ينبغي أن يكون الاستقراء لَوَجَدَ إعلالهم باحتمال التدليس ، فمثلاً :
قال ابن أبي حاتم في ( علل الحديث ) (2/210، رقم 2119) : (( سألت أبي عن حديث رواه الحسن بن عمرو الفُقَيمي وفطر والأعمش كلهم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو رفعه فطر والحسن ولم يرفعه الأعمش قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من يقطع فيصلها قال أبي الأعمش أحفظهم و الحديث يحتمل أن يكون مرفوعاً وأنا أخشى أن لا يكون سمع الأعمش من مجاهد ان الأعمش قليل السماع من مجاهد وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس . )) أهـ .
ففي قول أبي حاتم هذا :
أ‌) الحسن بن عمرو الفُقَيمي وفِطر وهو ابن خليفة رويا الحديث عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً .
ب‌) الأعمش رواه عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، ولم يرفعه .
ج‌) الأعمش أحفظهم ؛ فيقتضي ترجيح روايته غير المرفوعة على رواية الآخرَيْن المرفوعة .
د) ولكن المتن المرفوع ليس فيه ما يمنع أن يكون مرفوعاً .
ه) لذلك ؛ فالأعمش إنما لم يرفعه ليس منه وإنما خشية أن لا يكون سمع الأعمش من مجاهد ؛ لماذا ؟
و) لأن الأعمش قليل السماع من مجاهد ، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس .
ز) أليس في هذا إعلال باحتمال تدليس مَنْ ؟ تدليسُ الأعمش ؛ عند المخالفة .
ح) ألم يقف على هذا الشيخ العلوان ؟ .
ط) وللشيخ العلوان فقط لنسبته إلى الإمام ناصر الدين الألباني : (( فيه ... فيه عنعنة الأعمش ... ويُعل الأحاديث بالطريقة هذه . )) كما تقدم نقله ، وسيأتي نقاشه مُفَصًّلاً في محله – إن شاء الله - :
أ- قال الإمام ناصر الدين الألباني في ( الصحيحة ) (1/225،رقم 109) : (( ... من طريق الأعمش عن مجاهد ... والأعمش موصوف بالتدليس ، فإن كان سمعه من مجاهد ؛ فالسند صحيح كما قال الحافظ ))أهـ .
ولم يبيِّن الإمام ناصر الدين الألباني لِمَ تشكَّكَ من عنعنة الأعمش هنا والأصل أنه يمشِّيها ؟ .
ب- في موضع آخر بيَّن وفصَّل سبب تشكّكه من أن الأعمش لم يسمعه من مجاهد :
فقد قال في ( الضعيفة ) (6/526-527، رقم 2955) : (( ... فلم يقع في شيئ منها تصريح الأعمش بالتحديث ، فإن الأعمش وإن كان ثقة حافظاً لكنه يدلس كما قال الحافظ في " التقريب " ، لاسيما وهو يرويه عن مجاهد ، ولم يسمع منه إلا أحاديث قليلة ... )) أهـ .
3) هذا الاستقراء يخالف عملَ إمامٍ من الأئمة المتقدمين أَلاَ وهو شعبة بن الحجاج والذي بعمله مع قوله حصلت له ميزة في بعض مشايخه المدلسين كما هو معلوم :
فقد أخرج أبو عوانة في مسنده (2/38، رقم ) عن شعبة قال : (( كان هَمِّي من الدنيا شَفَتَي قتادة فإذا قال : سمعت ؛ كتبت ،وإذا قال : قال ؛ تركت )) أهـ . وله أقوال أخرى نحو هذا .
فشعبة هنا ترك حديث قتادة الذي لم يصرّح فيه بالسماع ؛ لأنه دلَّس أم لقول قتادة ألفاظاً ليس فيها التصريح بالسماع مثل : قال ؟ .
إذا كان ؛ لأنَّه قال لفظاً ليس فيه سماع ؛ فيكون شعبة ردَّ حديث المدلس لاحتمال تدليسه وليس لأنَّه دلَّس .
وقد يقول قائل : (( قتادة لم يصرِّح بالتحديث ؛ لأنه لا يصرِّح بالتحديث فيما دلَّس فيه ، وشعبة يعلم ذلك ؛ لذلك ترك حديثه عندما لا يصرِّح بالتحديث ؛ لأنه دلَّس فيها .)) .
على هذا ؛ يكون كلُّ حديثٍ لم يصرِّح فيه قتادة بالتحديث ومن غير رواية شعبة عنه ؛ فيكون دلَّسه ، فهل أحد يقول بهذا ؟ .
4) هذا الاستقراء يخالف ما جاء عن إمامٍ من الأئمة المتقدمين أَلاَ وهو علي بن المديني حين لم يشترط تدليس المدلس في ردِّ حديث المدلس واكتفى باحتمال تدليسه بقيد غَلَبَة التدليس على حديثه :
فقد سأله يعقوب بن شيبة : عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل : حدثنا ؟ فقال علي بن المديني : إن كان الغالب عليه التدليس فلا ، حتى يقول : حدثنا )) أهـ من ( تحرير علوم الحديث ) للجديع (2/974) .
فظاهر جواب ابن المديني :
المدلس الذي يغلب على حديثه التدليس :
أ‌) يقبل حديثه إذا صرَّح بالتحديث .
ب‌) يردّ حديثه في حالتَيْن :
الأولى : إذا دلَّس .
الأخرى : احتمال تدليسه إذا لم يصرِّح بالتحديث فعنعن مثلاً ؛ لأن الغالب على حديثه التدليس .
5) ابن المديني عَمِل بهذا وبه بيَّن معنى : (( الغالب عليه التدليس )) :
أ‌) قتادة سمع من سعيد بن المسيب وأخرج له الشيخان عنه .
ب‌) ابن المديني ضعَّف أحاديث قتادة عن سعيدبن المسيب .
ج‌) لماذا ابن المديني ضعَّف أحاديث قتادة عن ابن المسيب ؟ .
د) لأن أكثر أحاديث قتادة عن ابن المسيب بوساطة رواة .
ه) فيكون حديث قتادة عن ابن المسيب عند ابن المديني له حالتان :
الأولى : القبول إذا صرَّح قتادة بالتحديث عن ابن المسيب .
الأخرى : الرد ؛ وله حالتان :
أ‌) إذا دلَّس أي : تبيَّن تدليسه عن ابن المسيب .
ب‌) إذا لم يصرِّح بالتحديث ؛ فعنعن مثلاً عن ابن المسيب ؛ فيحتمل تدليسه ؛ لأن أكثر أحاديثه عن ابن المسيب بوساطة رواة .
كل هذا في ترجمة قتادة من ( تهذيب التهذيب ) : (( وقال إسماعيل القاضي في أحكام القرآن سمعت علي بن المديني يضعِّف أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفاً شديداً وقال أحسب أن أكثرها بين قتادة وسعيد فيها رجال )) أهـ .
و) وفي قول ابن المديني : (( .. أكثرها .. )) بيان لمعنى قوله : (( .. الغالب عليه التدليس .. )) .
6) وخلاصة ما تقدم : ابن المديني يردُّ حديث المدلس المكثر في حالتَيْن :
الأولى : إذا دلَّس .
الأخرى : إذا احتمل تدليسه ؛ فلم يصرِّح بالتحديث وإنما عنعن أو قال : قال ، ونحو ذلك .
وهذا بخلاف ما نسبه الشيخ العلوان للأئمة المتقدمين بأنهم لا يُعِلُّون إلاّ إذا دلَّس فقط .
7) يعقوب بن شيبة سأل يحيى بن معين عن التدليس ومما سأله : (( أفيكونُ المدلِّس حجة فيما روى ؟ أو حتى يقول : " حدثنا " و " أخبرنا " ؟ فقال : " لا يكون حجة فيما دلَّس " )) أهـ من ( تحرير علوم الحديث ) للجديع (2/973) .
جواب يحيى بن معين فيه أمران :
الأول : الراوي المدلس إذا لم يدلس في حديثه ؛ فهو مقبول سواء صرَّح بالتحديث أو لم يصرِّح .
الآخر : الراوي المدلِّس إذا دلَّس في حديثه ؛ فهو مردود غير مقبول .
هل ظاهر جواب ابن معين على إطلاقه أم هو مقيَّد عند الشيخ العلوان ؟
الجواب على هذا يكون بالجواب عن السؤال التالي :
حديثٌ في متنهِ أو إسنادهِ علة ٌقادحة مؤثِّرة ، وإسناده لا يحتمل هذه العلة غير أنَّ فيه راوياً ثقة مدلساً وقد عنعن ؛ فهل نُحَمِّل عنعنتَه هذه العلة لاحتمال تدليسه ؟ .
لا أعلم أحداً سيخالف في أننا نُحَمِّل عنعنتَه هذه العلة مع أنه لم يتبيَّن تدليسه وإنما احتمال تدليسه .
فيكون حديث المدلس الثقة مردوداً عند الشيخ العلوان في حالتَيْن :
الأولى : إذا تبيَّن تدليسه ، أي : إذا دلَّس .
الأخرى : لم يتبيَّن تدليسه ، ولكن وُجِدَت في الحديث أو في الإسناد علةٌ قادحة مؤثِّرة ، ولم يوجد الأقرب في تحمُّلها غير هذا الراوي المدلِّس ، لماذا ؟ لأنه عنعن فتُحْمَل هذه العلة على احتمال تدليسه ؛ لتحميل الوساطة المحتملة هذه العلة وليس للثقة المدلس .
8) وإذا تطرَّقَ إلى قول ابن معين الاحتمال المُحَقَّق في أنَّ إطلاقه غير مراد كما تقدم بيانه ؛ فلماذا لا يكون مراد ابن معين هو مراد إخوانه من الأئمة :
أ) تقدم قول ابن المديني .
ب) ذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1/194-195بشرح النووي) أن أئمة السلف مثل أيوب السختياني ، وابن عون ، ومالك بن أنس ، وشعبة بن الحجاج ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ومَن بعدهم من أهل الحديث ؛ فتَّشوا عن موضع السماع في الأسانيد ، ثم بيَّن سبب تفتيشهم وتفقدهم فقال : (( وإنما تفقُّد من تفقَّد منهم سماع رواة الحديث ممن روى عنهم إذا كان الراوي ممن عُرِف بالتدليس في الحديث وشُهِر به . فحينئذ يبحثون عن سماعه في روايته ، ويتفقّدون ذلك منه . كي تنزاح عنهم عِلّةُ التدليس )) أهـ .
من قول الإمام مسلم هذا :
أ‌) أَلا يدخل ابن معين في قوله : (( ومَن بعدهم من أهل الحديث )) ؟ .
ب‌) فأئمة السلف يردون رواية مَنْ عُرِفَ بالتدليس واشتهر به حتى يصرِّح بسماعه ؛ فتنزاح عن روايته علة التدليس .
ج‌) والراوي الذي يُعرف بالتدليس ويُشتهر به هو الذي الغالب على حديثه التدليس ويكثر منه .
9) فيكون قول ابن معين : (( لا يكون حجة فيما دلّس )) لا مفهوم له غير أن الراوي المدلس الكثير التدليس وقليله ونادره لا يحتج بحديثه فيما دلّس فيه .
10) ويقوِّي هذا قول يعقوب بن سفيان الفسوي في ( المعرفة والتاريخ ) (2/637) : (( حديث سفيان وأبي إسحاق والأعمش ما لم يُعلم أنَّه مُدلَّس يقوم مقام الحجة )) أهـ .
وسفيان هو الثوري .
فهنا جَمَعَ الفسويُّ بين (( ما أقل تدليسه )) وهو سفيان الثوري ، و (( المشهور والمكثر من التدليس )) وهو أبو إسحاق السبيعي -كما هو عند الدكتور الفحل في ( الجامع في العلل والفوائد ) في عدة مواضع وخصوصاً في (1/210 ، 220-221 ، 229) – و(( قليل التدليس )) وهو الأعمش .
فكل حديث هؤلاء إذا دلَّسوا فيه فهو غير حجة ، وما عنعنوا فيه – وهو مسكوتٌ عنه هنا - فكلٌّ بحسب حاله لما تقدم نقله .
11) وإذا أراد الشيخ العلوان أَلاَّ يُعل حديث المدلس إلاّ فيما دلَّس فيه فقط حسب ما نسبه إلى الأئمة المتقدمين – وتبيَّن ما فيه - ؛ فهل توفَّرَ لأئمتنا المتأخرين وإمام أهل عصره الإمام ناصر الدين الألباني – فضلاً عن الشيخ سليمان العلوان – أغلب ما توفّر للأئمة المتقدمين من الأسباب التي بها عرفوا حديث المدلس الذي دلَّس فيه ؟ .
الجواب : قطعاً ؛ لا ، وعليه ؛ فكم من حديثٍ للراوي المدلس رواه بالعنعنة سيُمشِّيه الشيخ العلوان بحجة أنه لم يدلس فيه .
12) فمثلاً ؛ كان أئمتنا المتقدمين يعرفون التدليس بتفقّد السماع من غير السماع من فم الراوي نفسه كما هو صنيع شعبة وغيره .
وكذلك يعرفون ذلك بمعاينة أصول الرواة ، فقد وقفوا على كتب ونسخ وصحف لرواة من التابعين وأتباعهم بخط أيديهم ؛ فيكتبونها لأنفسهم ليعرفوا بها بعد ذلك حديث الراوي مما ليس من حديثه .
وكذلك يعرفون قدر ما روى الراوي عن شيخه متصلاً فيقولون : ما روى فلان عن فلان إلاّ حديثاً أو حديثَيْن أو نحو ذلك ، فإذا روى عنه غير ذلك ؛ فيكون أخذه عنه بوساطةٍ أسقطها .
13) فالذي يقدر عليه أئمتنا المتأخرون والمؤهّلون من المعاصرين وفي مقدمتهم الإمام ناصر الدين الألباني ممَّا عَرَفَ به أئمتنا المتقدمون تدليسَ الراوي المدلس – مع الفارق المعلوم في المعرفة والحفظ والاطلاع لصالح المتقدمين – هو معرفة ذلك بجمع أسانيد الحديث والمقارنة بينها ؛ فيظهر بذلك تدليس المدلس .
14) لذلك أئمتنا المتأخرون والمؤهّلون من المعاصرين وفي مقدمتهم الإمام ناصر الدين الألباني عندما يقفون على عنعنة مدلس يقولون : (( فيه عنعنة فلان وهو مدلس )) ويُعلِّون به احتياطاً ولهم في ذلك حالتان :
الأولى : بعد جمع الطرق ومعرفة حال رواتها والمتن المروي ؛ فلم يجدوا فيها غير عنعنة الراوي المدلس ، فيقولون ما تقدم .
الأخرى : لم يقفوا على غير الطريق التي أمامهم، وفيها عنعنة المدلس ، فيقولون ما تقدم .
15) وبعضهم يعرفون قدر أنفسهم وأنهم لا يملكون الأسباب التي ملكها الأئمة المتقدمون في معرفة التدليس كما تقدم إجمال ذلك ؛ فأخذوا برأي الإمام الشافعي – احتياطاً – في عنعنة الراوي المدلس – وهو من أئمة السلف – كما فعلوا في الحديث الشاذ – وهو أن الراوي المدلس ولو مرة لا يُقبل حديثه إلاّ إذا بيَّن فيه السماع ، وردُّ ما رواه بصيغة احتمال السماع واحتمال التدليس كالعنعنة . يُنظر لهذا الرأي ( تحرير علوم الحديث ) للجديع (2/972) .
ويدعم هذا الذي يفعلونه – احتياطاً – فعلُ شعبة .....


يتبع إن شاء الله .

لمشاهدة الحلقات السابقة ؛ أنقر على رقم الحلقة بأدناه :





ولتحميل الحلقة الثامنة عشر ؛ أنقر هنا


بريدي الإلكتروني :[email protected]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-30-2014, 10:28 PM
بشائر العلم بشائر العلم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 23
افتراضي بشائر العلم

بورك للشيخ ابي عبود عبدالله عبود باحمران فيما كتب دفاعا عن السلف ومتبعيهم باحسان وهذه الحلقة ماتعة اسوة بكافة حلقات الشيخ حفظه الله ونفع به وبالغ شكري للاخ هاني علي جهوده وتعليقاته المفيدة والتي تناول فيها موخرا طرفا من بصيرة شيخه وقراءته للواقع
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-31-2014, 08:58 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي


ما شاء الله
رد مفصل جميل في مبحث دقيق من مباحث مصطلح الحديث ألا وهو التدليس .
بارك الله فيك اخي هاني
وفي الشيخ أبي عبود

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-02-2015, 10:56 AM
هاني صالح هاني صالح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 155
افتراضي

جزاكما الله خيراً إخواني بشائر العلم ، أبا مسلم ، وشكراً على مروركما ودعواتكما .
وأبشِّركما أن القادم الله - بإذن الله تعالى - أَمْتَع وأَفْيَد .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-03-2015, 12:32 AM
لطفي سعيد لطفي سعيد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 52
افتراضي

جزاء الله الشيخ ابا عبود عبدالله باحمران خير الجزاء ، وزاده الله من فضله اللهم آمين
وشكر الله الاخ // هاني لنشره علم الشيخ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-07-2015, 10:11 PM
ابو دعاء ابو دعاء غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 36
افتراضي

نكرر الشكر والتقدير للشيخ عبدالله لمواصلة نشره لدرره العلمية التي في كل حلقه ننهل منها. والشكر كذا موجه للأخ هاني لنشره هذه الحلقات
الشيخ الآن في الحلقة الثامنة عشر وقد كانت لهذه الحلقات أثر في إعادة التفكير في بعض ما ينشره المفرقون بل استطعنا بفضل الله ثم بهذه الحلقات أن نناقش ونسكت المخالف لنا من طلبة العلم ممن تأثر بالمفرقين
ولكن ما يحيرني أن الشيخ يناقش أفكار ينادي بها مشايخ ما زالوا على قيد الحياة بل الشيخ عبدالله يذكر البعض باسمه ويعرض قوله وينقضه بالحجج ومع هذا لم نر أي رد إلى الآن فهل نقول السكوت إقرار من هؤلاء المشايخ بالحق الذي ذكره الشيخ عبدالله ، أم لم يستطيعوا جوابا أم هم بعد أن أثاروا هذه المسائل ليس عندهم وقت للدفاع عنها .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-08-2015, 11:20 AM
ابو أميمة ابو أميمة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 12
افتراضي

جزى الشيخ على جهده الذي يبذله في الذب عن السنة وأهلها فاللهم بارك لشيخنا في وقته واحفظه وانفع به
وأشكرالاخ هاني على ما يبذله من جهد في نشر هذه الحلقات
قال ابن رجب في شرح العلل(1/217)
((فمن كان مدلساً : يحدث عمن رآه بما لم يسمعه منه فإنه لا يقبل منه حديثه حتى يصرح بالسماع ممن روى عنه ، وهذا الذي ذكره الشافعي قد حكاه يعقوب بن شيبة عن يحيى بن معين .
وقال الشاذكوني : (( من أراد التدين بالحديث فلا يأخذ عن الأعمش ، ولا عن قتادة ، إلا ما قالا سمعناه )) .
وقال البرديجي : (( لا يحتج من حديث حميد إلا بما قال : ثنا أنس ))
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-14-2015, 06:59 AM
هاني صالح هاني صالح غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 155
افتراضي

جزاكم الله خيراً وبارك فيكم .
صدقتَ أخي أبا دعاء بارك الله فيك والأرجح هما الأخيران ، فهؤلاء معروف عنهم الإجهاز على كل رأي ضعيف عندهم وحجة يرون بطلانها فترى القوم يتهافتون في الرد عليها من كل حدب وصوب وقد اشتغلوا بذلك وأشغلوا ، وهذه الحلقات ماسبق منها - وما هو آتٍ بإذن الله - تنسف هذا المذهب من أساسه وتعرِّيه وتكشف حقيقته بالأدلة والبراهين العلمية والعملية بل وتُثْبِتُ عظمة الإمام محدث الدنيا في عصرنا أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وأنه على طريق أئمتنا المتقدمين حذو القذة بالقذة ؛ فلماذا يسكتون ؟! وهم على أدنى من ذلك يتنادون ؟ .

ولعلَّ قائل يقول : لعلهم لم يطَّلعوا على ما كتبه الشيخ أبوعُبُود في هذه الحلقات .
فأقول :1- ما عليك أخي إلاَّ أن تُطْلِعَهم عليه بطريقتك الخاصة ، ومن باب الأمانة نرجو منك بعد ذلك التكرم بذِكْر الرد - إن وُجِد - .
2- قد سبق نشر حلقات هذه القراءة المباركة لشيخنا أبي عُبُود - حفظه الله ونَفَعَ به - في عقر دار القائلين بالتفريق وبهذه الاتهامات للإمام الألباني - رحمه الله - ( ملتقى أهل الحديث ) وكان الردُّ العلمي منهم : هو حذف كل حلقةٍ تُنشر !! . وكذا يتم نشر هذه الحلقات في موقع ( الآلوكة - المجلس العلمي ) وما زالت الحلقات إلى الحلقة الثامنة عشر موجودة وبنسبة مشاهدة كبيرة ، وهؤلاء موجودون في هذا الموقع بكثرة .
3- الدكتور ماهر الفحل في صفحته على التويتر ؛ قد أعاد تغريدة بعض الإخوة لبعض هذه الحلقات .
فلو كانت المسألة للعلم لَمَا طال هذا السكوت ، لأنه حينها الكل يستفيد ويُفيد ، ولكن الأمر هو إسقاطٌ وهدمٌ تحت مسمَّيات عدة وشعاراتٍ متعددة ، وما في حلقات شيخنا أبي عُبُود هو كشفٌ وبيانٌ لهما .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.