أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
42550 92655

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الفقه وأصوله - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-31-2012, 07:52 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي المَـطـــَــــــر

المَـطــَـــــــر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

قال الله - تعالى -: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. [1]

لو أمعنــّــا النظر في هذه الآية الكريمة، وتفكرنا في عجائب قدرة الله – تبارك وتعالى – في خلق السموات والأرض وما بث فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ، وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وما له من أثر في تقلّب الفصول، والحرارة والبرودة لعلمنا أن لله - تعالى - الحكمة البالغة في خلقه، قد لا ندرك الإحاطة بتفاصيلها، وبفضل الله - تعالى - قد يتجلى للعلماء مع مرور الأيام الكثير من الحقائق العلمية الدالـــَّــــة على صدق الرسالة وصدق المرسل «الله» - تبارك وتعالى - وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وذلك مما يزيد اليقين في القلب؛ ويزيد الإيمان ويثبته.

أمرنا - سبحانه وتعالى - بالتفكر والتدبّر بآثار رحمة الله الدالـــّــــة على عظيم قدرته، ففي فصل الشتاء يكثر نزول المطر، وفي فصل الصيف تهطل الأمطار الموسمية، والإستوائية على مدار العام، وكذلك القطبية وتكون على شكل ثلج وبَرَد، وأما الأمطار الإعصارية فإنها تصحب الأعاصير؛ فسبحان من يدبر الأمر بفضله وعلمه ورحمته وحكمته.
قال ابن القيِّم رحمه الله تعالى عن المطر: [ويرسله قطراتٍ منفصلة لا تختلط قطرة منها بأخرى؛ ولا يتقدم متأخرها؛ ولا يتأخر متقدمها؛ ولا تدرك القطرة صاحبتها فتمتزج بها]. ا هـ. فسبحان الله ! إذا كان هذا حسن تدبيره في قطرات المطر؛ فكيف بحسن تدبيره لشؤون خلقه؛ وعامـــَّـــة أمورهم !.

قال الله - تعالى-: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ۞ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ [2]..

عن ابن عباس –رضي الله عنه– قال: أقبلت يهود إلى النبيّ – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: "يا أبا القاسم ! نسألك عن أشياء إن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك وآمنــّـا بك، قال : فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على نفسه، قالوا: واللهُ على ما نقول وكيل، قالوا أخبرنا عن علامة النبيّ قال: (تنام عيناه ولا ينام قلبه)، قالوا: فأخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكّر؟، قال: (يلتقي الماءان فإن علا ماءَ المرأة ماءَ الرجلِ أنثت، وإن علا ماء الرجل ماءَ المرأةِ أذكرت)، قالوا: صَدَقت، فأخبرنا عن الرعد ما هو ؟ قال : (الرعد ملك من الملائكة مُوَكَّلٌ بالسحاب، بيده أو في يده مخراق من نار، يزجر به السحاب، والصوت الذي يسمع منه، زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره) (حديث حسن) [3].

وعن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنهم -: أنه كان إذا سمع الرعد [4]ترك الحديث وقال: (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، ثم يقول: إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض) قال الألباني: (صـحـيـح) [5].

عن يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه المقدام عن أبيه، أن عائشة – رضي الله عنها - أخبرته: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى سحابا مُقبلا من أفق من الآفاق، ترك ما هو فيه وإن كان في صلاته حتى يستقبله، فيقول: (اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسِلَ به، فإن أمْطِر قال : اللهم صيّبا نافعا مرتين، أو ثلاثة، وإن كشفه الله - عز وجل - ولم يمطَر، حمد الله على ذلك) [6].

ومن أسماء السحاب:
المُزْن:
قال الله - تعالى -: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ۞ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ۞ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ[7].

المُعْصِرات: ﴿وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ۞ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا.[8]

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو عند رؤية السحاب والمطر: فعن عائشة - رضي الله عنها -: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء، ترك العمل وإن كان في صلاة، ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من شرها فإن مُطِر [9] قال: اللهم صيّباً هنيئا).
[10].

من محاضرات اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -.

وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح

يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
________

[1]. [سورة البقرة : 164].
[2]. [سورة النور 43 - 44].
يزجي : يسوق السحاب ثم يؤلف بينه، بقدرته وبأمره، فأول ما ينشئها تكون ضعيفة، فيدفعها رويداً رويداً، وهو الإزجاء، {وجئنا ببضاعة مزجاة} أي: مدفوعة.
سحاباً : غيماً، سواءً أكان فيه ماء أم لم يكن. انظر: [المعجم الوسيط 1/ 418].
ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا : أي متراكماً بعضه فوق بعض.
الودق : المطر. وهو الماء النازل مِن السحاب. انظر: [المعجم الوسيط 1/ 48].
مِنْ بَرَدٍ : البَرَد هو: الماء الجامد ينزلُ من السحاب قطعاً صغيرة. ويسمى: حبّ الغمام، وحبّ المُزْن. انظر: [المعجم الوسيط 2/ 875].
[3]. انظر: [السلسلة الصحيحة 4/ 491 رقم 1872].
[4].وصوت الرعد: الهزيم، والسجْر : وهي مصدر، وقد تستعمل في صوت الرعد. انظر: [القاموس المحيط 1/ 417].
[5]. انظر: [ الأدب المفرد 1/ 252 رقم 723].
[6]. قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر: [سنن ابن ماجة 2/ 1280 رقم 3889].
[7]. [سورة الواقعة 68 - 70].
[8]. [سورة عمّ 14 – 16].
[9]. مُطِر، تمطر: ذهب ماء المطر في الأرض، وفرس متمطر. أي: سريع كالمطر.
والمُستمطِر: طالب المطر، والمكان الظاهر للمطر، ويعبّر به عن طالب الخير.
[10]. قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر: [سنن أبي داود 4/ 326 رقم 5099].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-31-2012, 09:07 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي أسماء المطر :

أسماء المَطـــَـــر :

قال ابن الجوزي – رحمه الله تعالى - :

1. فأوله : رش، ثم طش، ثم طلٌّ، ورذاذ، ثم نضخ، ثم هضلٌ، وتهتان، ثم وابلٌ وجود.


2. فإذا أحيى الأرض بعد موتها بإذن الله – تعالى - فهي : حياء. قال – تعالى - : ﴿وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [1].

3. فإذا جاء عُقَيْبَ المَحْلِ أو عند الحاجة فهو : الغيث. قال – تعالى - : ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [2].

4. فإذا كان صغار القَطْرِ فهو : القَطْقَط.

5. فإذا دام مع سكون فهو : الدّيمة.

6. فإذا كان عامـّا فهو : الجِداء. وإذا روى كل شيئ فهو : الجود.

7. فإذا كان كثير القطر فهو : الهطل، والتهتان.

8. فإذا كان ضخم القطر، شديد الوقع فهو : الوابل. قال الله – تعالى - : ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [3][4].

ويقال : مطر : في الخير، وأمطر : في العذاب.

قال الأصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن :

" مطر : المطر الماء المنسكب، ويوم مطير وماطر، وممطر، وواد مطير. أي: ممطور.

يقال : مَطرَتنا السماء وأمْطرتنا، وما مطرَت منه بخير.

وقيل : إن (مطر) يقال في الخير، و (أمْطَرَ) في العذاب، قال الله - تعالى - : ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ [5].

﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ [6].

﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ [7].

﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ [8]. ا هـ.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

________

[1] [سورة البقرة : 164].
[2] [سورة الشورى : 28].
[3] [سورة البقرة : 265].
[4] انظر : كتاب المُدهِش ص (46) لأبي الفرج جمال الدين الجوزي المتوفى 597 هـ.
[5] [سورة الشعراء : 173].
[6] [الأعراف : 84].
[7] [سورة الحجر : 74].
[8] [الأنفال : 32].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-01-2012, 02:16 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي المطر قد يكون بفضلٍ من الله – تعالى – رحمـــــة.

المطر قد يكون بفضلٍ من الله – تعالى – رحمة، و قد يكون عذاباً وخوفاً ونقمةً - نسال الله العافية – فمن رحمته بعباده :

1. تحقيقٌ لعقيدة التوحيد، وكفر من يقول مُطرنا بنَوْء كذا وكذا:
فعن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم ؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب) [1].

فعن أنس - رضي الله عنه - قال أصابنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطر قال: فحسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا : يا رسول الله ! لم صنعت هذا ؟ قال: (لأنه حديث عهد بربه) [3].
وعنه - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أمطرت السماء حَسَرَ عن منكبيه حتى يصيبه المطر، ويقول: (إنه حديث عهد بربه) [4].

وهذا يدل على أن الله - تبارك وتعالى - في السماء، بائنٌ مِن خلقه، مُسْتَوٍ على عرشه، استواءً يليق بجلاله؛ بلا كيف؛ الله الذي بيده الخلق والأمر؛ وأن المطر من عنده - جلَّ في علاه - وأن ليس للكواكب والأنواء فيه مِن شيء؛ وأنها كلها مخلوقة مربوبة لله - تبارك وتعالى-.

قال فضيلة الشيخ علي الحلبي – حفظه الله تعالى -: [والنوء: جمع أنواء، وهي منازل القمر، فمن اعتقد أنه مُطر بنجم كذا أو بنوء كذا، فهذا شرك وكفر، وهذا ما كان يعتقده أهل الجاهلية، وهو الشرك الذي بعث الله الرسل بالنهي عنه ومحاربتِه.

إن ما قلناه عن النوء يلزم منه بيان حكم ما يكثر الكلام حولَه مما يُسمى بالأرصاد الجوية أو تنبؤات الطقس، وحكم الشرع فيه.

فهذه التتبؤات دراسات علمية متطورة تقوم في مجملها على التقاط صور الغيوم وسمكها، مع معرفة حركة الرياح واتجاهاتها، وسرعتها، ثم على ضوء ذلك تَوقُّعُ الحالةِ الجويةِ المستقبيلة لمدة يوم أو أكثر من حيث درجات الحرارة، وكميات الأمطار ونحوُ ذلك.

وتشير الدراسلت العلمية الحديثة إلى احتمالية صدق التنبؤات الجوية لمدة يومين قد تصل إلى 90%، وإذا كانت المدة من خمسة أيام إلى سبعة تهبط إلى نحو 60 %؛ فكما سمعنا أن ما سبق كله قائم على مقدمات تتبعها نتائج، مبنية على توقعات واحتمالات، وهذا كلَّه من الناحية الشرعية جائز ومشروع، ولكن ننبه على أمرين :

الأول: وجوب ربط هذا التوقع بالمشيئة الإلهية، لأن حالاتٍ كثيرةً وقعت في كثير من البلاد جرى فيها خلاف المُتوقَّع، وعكس ما ذكرته الأرصاد الجوية فحصل ما لا تُحمد عقباه.

الثاني: هذه التوقعات ليست من علم الغيب في شيء، إنما هي توقعات مبنية على مقدمات تتبعها نتائج، فلا يجوز إصدارها بصور القطع، ولا يجوز تلقيها بصورة الجزم، وإنما هي نافعة للحيطة والحذر]. ا. هـ. [2].

وللأسف فإنَّ هناك من يطلق النكت على الأحوال الجوية؛ وعلى خبرائها؛ وما فيها من مخالفة لأقوالهم؛ يظنّ أنه لا بأس بذلك؛ وأنه من باب التسلية والمزاح؛ وما علموا أن الأمر خطير جدُّ خطير؛ وذلك نظرًا لما يلي:

1.
أن السخرية والاستهزاء بالأحوال الجوية أمره عظيم وخطره جسيم، وهو في حقيقته سخرية بالله تبارك وتعالى وبآياته الكونية التي لا يملكها إلا هو سبحانه؛ سواءً كانت تقلبات فصولٍ أو مطر ورياح وسحاب وشمس وقمر؛ أو ليل ونهار وغيرها؛ فهي لا تملك لنفسها بنفسها تصرُّفًا ولا تحوُّلًا ولا تستطيع لنفسها ولا لغيرها نفعًا ولا ضرَّا إلا بمشيئة خالقها ومدبِّرها؛ وتجري بأمرٍ من الله تعالى وبقضائه وقدره حتى صارت إلينا؛ لا بأمر علماء الفلك؛ وخبراء الأحوال الجوبة حتى يستهزأ بهم ويُتَهَكَّم عليهم. قال الله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ۞ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ۞ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [سورة القصص: 71 - 73]. سَرْمَدًا: دائِمًا أبدًا.
وفي ذلك كله رحمة من الله سبحانه وتعالى بعباده؛ وحجة منه عليهم؛ ليعلموا أن العبادة لا تصلح إلا لله - جلّ شأنه - مدبِّر الأمر الذي أنعم عليهم بهذه النعم دون غيره؛ وليخلصوا له الحمد والشكر على عموم نعمه عليهم؛ ويفردوه بالعبادة وحده لا شريك له؛ لأنه لم يُشْرِكْهُ في إنعامه عليهم بهذه النعم أحد.

2. أن السخرية والاستهزاء في حقيقته باب من أبواب الإلحاد؛ والاستهزاء بمدبر هذه الآيات الكونية ومسخِّرها، فكل آية من آياته في هذا الكون ما هي إلا مربوبة ومسخرة لله - تبارك وتعالى -؛ لا حول ولا قوة لها إلا بإذن ربِّها وخالقها ومدبرها الله -جل في علاه - يوجِّهها ويسيِّرها كيف يشاء، وهو سبحانه قادرٌ على استمراريتها أو إيقاف حركتها متى شاء؛ بل هو قادر على إخراجها عن طبيعة حركتها المألوفة بإذنه، كما قال تعالى: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ [سورة الأنعام : 158].
ألا ترى من آيات الله أن الناس ألفوا طلوع الشمس من مشرقها، فإذا جاء وعد الآخرة؛ فإن من علاماتها الكبرى أن تتغير هذه الطبيعة فلا تخرج من مشرقها كالعادة؛ لتطلع من مغربها بإذن ربها -سبحانه وتعالى وحينها لا تنفع توبة.
فعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يَوْما: (أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هذِهِ الشَّمْسُ؟) قَالُوا: اللّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (إِنَّ هذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَىٰ مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً. فَلاَ تَزَالُ كَذٰلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ. فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً. وَلاَ تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ. فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا. ثُمَّ تَجْرِي لاَ يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ، تَحْتَ الْعَرْشِ. فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي، أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ. فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا). فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ؟ ذَلِكَ حِينَ ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا.(5)
وفي رواية: قال أبو ذَرَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِ الله تَعَالَى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا؛[6] قَالَ: (مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ).[7]


يُتبع - إن شاء الله تعالى-.
__________
[1] (متفق عليه).
[2] انظر: [كتاب أحكام الشتاء ص ( 8 - 12)].
[3] رواه مسلم. وانظر: [مشكاة المصابيح جـ 1 رقم 1501].
[4] أخرجه مسلم. وانظر: [مختصر العلو. ص (93)].
[5] [أخرجه مسلم، حديث (159)]، و [أخرجه البخاري في «كتاب بدء الخلق» باب صفة الشمس والقمر. حديث (3199)].
[6] [سورة يس: 38].
[7][أخرجه البخاري (4803)] و [مسلم (159)].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-01-2012, 03:54 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي المطر قد يكون بفضلٍ من الله – تعالى – رحمة. تتمـــــّـــة.

المطر قد يكون بفضلٍ من الله – تعالى – رحمة.

2. المطر من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله - تبارك وتعالى - :
عن ابن عمر – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله تعالى لا يعلم أحد ما يكون في غد إلا الله - تعالى - ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام إلا الله – تعالى - ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله – تعالى - ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله – تعالى - ولا يدري أحد متى يجيء المطر إلا الله - تعالى -). [1]

3. وينزل الله المطر بقدر معلوم فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ : قال الله – تعالى : ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ۞ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ [2] .

وقال الله – تعالى : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ [3] .

عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتا في سحابة يقول: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يُحَوّل الماء بمسحاته، فقال له : يا عبد الله ! ما اسمك ؟ قال : فلان للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له : يا عبد الله ! لم تسألني عن اسمي ؟ قال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول : اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها ؟ قال : أما إذ قلتَ هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثا) [4] .


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

_______

[1] (صحيح) رواه : (أحمد والبخاري). انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 5884].
[2] [سورة الحجر : 21 – 22].
[3] [سورة النور : 43].
[4] (صحيح) رواه (أحمد ومسلم) انظر : [صحيح الجامع رقم: 2864].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-01-2012, 05:40 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي جعل الله من الماء كل شئ حي.

جعل الله من الماء كل شئ حي.

4. جعل الله من الماء كل شئ حي، إذ أن له أهميــة عظيـــمة لاستمرارية هذه الحياة، وإمـــداده بمقوماتها، فخلق الله – تبارك وتعالى - من الماء بشراً، وجعل منه نسباً وصهرا :
قال الله – تعالى - : ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [1].

وقال – تعالى - : ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا [2].

5. يحيي الله به الأرض بعد موتها : قال – تعالى - : ﴿وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [3].

وقال الله – تعالى - : ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [4].
وقال الله – تعالى - : ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ [5].

6. يرسل الله مطراً كأنه الطلّ فينبت منه أجساد الْمَوْتَى يوم النشور : فعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، فيبعث الله - تعالى - عيسى ابن مريم، كأنه عروة بن مسعود الثقفي، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه، فيبقى شرار الناس في خفة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : بم تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها وهم في ذلك دارّ رزقهم، حسنٌ عيشهم، ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحدٌ إلا أصغى ليتا، ورفع ليتا، وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، فيصعق، ويصعق الناس، ثم يرسل الله مطراُ كأنه الطَلّ، فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال : يا أيها الناس هلمَ إلى ربكم {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [6]. ثم يقال : أخرجوا بعث النار، فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون. فذلك يوم يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عن ساق) (صحيح).
[7].

يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

_______

[1] [سورة الأنبياء 30].
[2] [الفرقان : 54].
[3] [سورة النحل : 65].
[4] [سورة الأعراف : 57].
[5] [سورة فاطر : 9].
[6] [سورة الصافات : 24].
[7] انظر : [صحيح الجامع رقم : 8047]. ‌

__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-02-2012, 03:32 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي يخرج الله به نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ

يخرج الله به نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ

7. يخرج الله به نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ : قال – تعالى - : ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [1].

8. فرق الشارع الحكيم في زكاة الزروع التي تسقى بماء الأمطار عن غيرها : عن سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنهم - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (فيما سقت السماء والأنهار والعيون، أو كان بعلاً، العشر، وفيما سُقي بالسّواني أو النضح، نصف العشر) [2].

وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه – قال : (بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، وأمرني أن آخذ مما سَقَتِ السماء، وما سُقِيَ بَعْلاً، العشر، وما سُقِيَ بالدوالي نصف العشر).

قال يحيى بن آدم : "البعل والعثري والعذي : هو الذي يسقى بماء السماء، والعثري ما يزرع بماء السحاب والمطر خاصة، ليس يصيبه إلا ماء المطر، والبعل ما كان من الكروم قد ذهبت عروقه في الأرض إلى الماء فلا يحتاج إلى السقي الخمس سنين والسِتّ، يَحْتَمِلُ ترْكَ السقي فهذا البعل، والسيلُ ماء الوادي إذا سال، والغيل سيل دون سيل).
[3].

يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

________

[1]. [سورة الأنعام : 99].
[2]. (صحيح) انظر : [سنن ابي داود 2/ 108 رقم 1596].
[3]. قال الشيخ الألباني : (حسن صحيح) انظر : [سنن ابن ماجة1/ 581 رقم 1818].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.